شبكة ذي قار
عـاجـل










ستة شهور والمخاض صعب لولادة شيطان جديد اسمه حكومة الاحتلال الخامسة, ستة أشهر من سبع سنوات والشعب العراقي يعاني ويلات الاحتلال وحكوماته المتعاقبة من سجن وقتل واغتصاب وجوع وتهجير وفقر وتخلف وتراجع بالخدمات الأساسية ,وهبوط في مستوى التعليم الأساسي والعالي ,وانتشار العصابات والمليشيات وتعدد للو لاءات وتراجع يقترب من الانعدام لسمعة العراق الدولية والإقليمية والعربية وحضوره .


بعد ستة أشهر من التجاذبات بين الأحزاب العميلة وتمسك المالكي بمنصبه الموهوم والنقاشات الساخنة والآمال العريضة لعلاوي بتولي الرئاسة الموهومة أيضا بفوز وهمي حققه على أمال الحشود الكادحة التي أتعبها كل ما جاء في أعلاه بالإضافة إلى التشرد على أرصفة دول الجوار وأمريكا وأوربا ,والرسائل الواضحة والمبطنة التي ترسلها إيران عن طريق قاسم سليماني وعمار الحكيم وغيرهم , جاءت اللحظة الحاسمة فولدت حكومة الاحتلال الخامسة من رحم الشيطان لتنهي الأمل البسيط الذي كان يعول عليه خمسة ملايين أرملة وثلاثة ملايين يتيم وربع مليون معتقل وخمسة ملايين مهجر طوعا أو قسرا في الداخل والخارج , ستة أشهر والناس تسأل هل سيعود العراق عربيا كما عهدناه ؟ هل ستعود بغداد حاضرة الدنيا ؟


خلال الأسبوع المنصرم كانت هناك تحركات حثيثة كلها تعمل باتجاه تأييد المالكي ,تحركات اشتركت بها الدولة (المحررة ) أمريكا والجارة العزيزة إيران حيث ذهب نجاد إلى أمريكا متنازلا عن منشاءاته النووية للتفتيش مقابل مباركة أمريكا للمالكي كي يتولى ولاية جديدة على أن يترك للفقيه نجاد السيطرة على الخليج بطريقة ما وعلى العراق بالكامل دون التعرض للمصالح الامريكة لامن قريب ولا من بعيد , وهكذا اكتملت اتفاقية سايكس بيكو الجديدة بنسختها للقرن الواحد والعشرين , ولكن مع اختلاف الأشخاص والدول, والمضمون واحد ففي ذات الوقت التيار الصدري في إيران يفرض عليه قبول المالكي بشروط عودة عصائب أهل الحق إلى حاضنته ,والإفراج التدريجي عن مليشيات جيش المهدي قتلة العراقيين ومفجري بيوت الله , تدريجيا كي لاتكون الصدمة قاسية على الشعب المسكين , وهكذا تخلا الجميع عن علاوي الدمية التي ظل الأمريكان يحركونه بأسم الديمقراطية وهو الذي صدق حاله كسياسي محترف مع انه غبي محترف , فالموضوع كله مصالح مشتركة والتلويح بفوز علاوي ليس سوى ترهيب لأطراف مطلوب منها تنازلات معينة ,فاليوم يقر موضوع التعداد السكاني لصالح الأكراد فقط لاغير وهو ما وافق عليه المالكي تنازلا منه كي يبتلعوا مناطق جديدة يضيفونها لكردستناهم المزعوم , وبعدها تقر الفدراليات الجديدة ليصبح العراق ثلاثا وهذا سبب عدم مطالبة الحكيم بأي منصب منذ نهاية الانتخابات لأنه ليس طرفا في النزاع وإنما هو مستفيد منه ووسيط للجارة العزيزة مقابل الإطراف المتنازعة التي لاتقل عنه فارسية وحقدا .


وما التفجيرات ودماء الأبرياء التي راح ضحيتها الألوف من العراقيين إلا فداءا للمالكي الذي وّرثه والده كرسي رئاسة الوزراء ومليشياته القذرة
واليوم ترضى أمريكا وإيران عن المالكي ليكون رئيسا لولاية جديدة وبالتالي تضمن أمريكا انسحابا مشرفا من العراق بدون خسائر تذكر على الأقل أمام الرأي العام العالمي وكذلك تضمن إيران أن يكون العراق الحديقة الخلفية لها عند تعرضها لآي هجوم من قبل الكيان الصهيوني أو أمريكا حتى وان اتفقوا فهو ممكن الحدوث في أية لحظة فزعامة المنطقة لاتتحمل قائدين !!


كما إنهم كليهم قد ضمنوا الولاء المطلق لمدة أربعة سنوات قادمة لتحقيق المخططات القادمة من تصفية الضباط والمراتب الذين حاربوا ضد المد الفارسي ثمان سنوات , هذا إضافة لسرقة المزيد من النفط من حقول العراق النفطية . واستكمال مخطط التشريد والتهجير للعراقيين تمهيدا لتقسيم العراق وولادة شرق أوسط جديد كما يريدون وبعد كل هذا يخرج علينا متحدث بأسم القائمة العراقية ويتهدد ويتوعد ويسب ويشتم المحتل الذي هو أساسا جاء معه ولولاه لكان للحظة يمسح على الأكتاف ويقبل الأحذية ليحصل على الدولارات باسم تخليص العراق والشعب العراقي المسكين .


سواء كان المالكي قد فاز بولاية ثانية أم فاز بها علاوي أم الحكيم فأن همنا هو العراق وليس هم ,همنا هو الشعب المسكين الذي تعب من الخراب الذي يحيط به ومن الوجوه القذرة التي تطل عليه كل يوم لتسرد عليه من الوعود الكاذبة ما لانهاية لها ,تعب من الآمال وتعب رائحة الدم ومن النزاع تعب حتى من نظرة الشماتة التي صار يتبجح بها حتى الممثلين في مسرحياتهم وأفلامهم.


فليذهب المالكي وعلاوي والصدر والحكيم والهاشمي إلى الجحيم وليعود العراق عظيما قويا ولتعد بغداد حاضرة الدنيا وقبلة العرب ولينتهي نهر الدم هذا بجثث هؤلاء القتلة وليرجع لنا عراقنا معافى من كل هؤلاء فنحن لانبالي بتنازلات المالكي لإيران ولا للأكراد ,ولا تنازلات إيران لأمريكا , فلن يكون العراق يوما ضمن لعبة ولم يكون فهو من يصنع الإحداث لا هي التي تصنعه وإذا كان اليوم مثقلا بالجروح التي عمل عليها الجميع بدون استثناء فسيأتي اليوم الذي يشفى ويعود لمكانته ويضعكم ضمن لعبته الخاصة كما تضعونه انتم ضمن مخططاتكم التوسعية, فلا مبارك لتلك الولادة السفاح .


ومن يجد في كلامي أوهاما فليقرأ تاريخ العراق جيدا.

 

 





الجمعة٢٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عمر الحمداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة