شبكة ذي قار
عـاجـل










ادعو رفاق اليوم , ورفاق الأمس أن يقرأوا وجهة نظري هذه بشيء من سعة الصدر أن كان ما أطرحه لا يتوافق مع وجهات نظرهم , التي قد تكون مبررة بالنسبة لهم فروجوا لفكرة وحدة البعثيين , وكـأن هناك أكثر من تنظيم للبعثيين في العراق, وهذا ما لا يتفق معهم فيه غيرهم من الرفاق لعدم قناعتهم بالمبررات المطروحة ,تشكيكا بنوايا من يطرحها , وهذا ما لمسته عبر متابعتي لوجهات النظر المتداولة  فعلا الأن , ليس من الرفاق البعثيين القدامى ومن يختلف معهم من الرفاق الذين عاودوا الأرتباط بالحزب  من جديد بعد العدوان وحسب , بل من أطراف سياسية أخرى وبحماسة غير مسبوقة , وكأنها تراهن على ما يمكن أن يسفرعن أنعقاد مؤتمر قطري يتولى نقد المرحلة السابقة , بالتمني أن تؤدي مثل هذه الدعوة الى ألهاء المناضلين بقضايا جانبية تضعف توجههم الرئيسي والمركزي لدعم المقاومة والتوحد خلفها , بدلا من العمل على تفجير ما أعيد بناؤه حزبيا وجعله أداة فعل مقاوم صار مقلقا للمحتلين .


وللحق أقول لست ضد فكرة أن ينعقد مثل هذا المؤتمر من ناحية المبدأ ,ولكن هناك سؤالا مهما وملحا يطرح نفسه على الجميع من له حق الدعوة له وعلى وفق أي معاييرنظامية ينعقد ,ثم لماذا الأن وليس أنتظارا لحين أزاحة الأحتلال عن صدور العراقيين ,اذا سلمنا أفتراضا أن هناك مبررات تدعو لذلك , فمن له حق توجيه الدعوة أصلا ومن هم الرفاق الذين سيستجيبون لمن يتولى توجيه الدعوة أن لم يكن معهم و بجوارهم في خندق المقاومة وهم يتصدون لاعداء العراق؟  


وقبلها من هو هذا الخارق للعادة القادر على توفير شروط أنعقاد مؤتمر قطري ممثل لأرادة البعثيين الذين لازموا ساحات القتال وما أنفكوا ويلازمونها حتى الساعة وما بدلوا تبديلا ؟؟


بمعنى توفير المكان الآمن وحيادية المضيف وسلامة المؤتمرين في المجيء والعودة وضمان  المشاركة من دون مضايقات’وما هو خيارنا للوقت المناسب للأنعقاد , أذا وفرت الشروط النظامية في توجيه الدعوة  وفي من يدعى لحضوره , وحسن النوايا , والأهم من هذا وذاك ما حجم مشاركة الداخل في المؤتمر نسبة لحجم من هم في الخارج , وما هي طبيعة العلاقة بين من هم في الخارج مع الداخل المقاتل , منذ أنطلاق المقاومة والى الوقت الحاضر ( وهذا هو الشرط الأساس الذي يجب توفره في كل رفيق  توسد ريش النعام في الخارج رغم الغربة, أو عاش عالة على معونة أجنبية مذلة ) على حد سواء !! ..


لست هنا قاصدا تسفيه الدعوة لوحدة البعثيين التي أتمناها , وليس بعثيا من يدعو للضد من هذا, ولكن من هم هؤلاء الذين يراد لهم أن يتوحدوا وعلى أي أساس ووفق أي منطق ؟؟ أم هي مجرد دعابة تروج لأغراض الدعاية والأعلام وهي لا تخدم الوقفة البطولية لبعثيين يواجهون مخاطر الأجتثاث وهم يحملون الدم على الراح في كل لحظة يصطادون فيها عنصرا محتلا أو أو عاهرا طائفيا باع نفسه للشيطان الأميركي , أم هو أصرار على توجيه دعوة لا تستند الى بديهيات تلزم الداعين لها بشروط نص عليها النظام الداخلي للحزب , لتكتسب الشرعية في زمن عصيب يتطلب وحدة فهم قائمة على وعي عال لطبيعة التحديات التي تحيط بالعراق والأمة ,وبالحزب كطليعة واجهت وتواجه أعداء شرسين يشهرون سكين حز الرؤوس في وجه البعثيين في الداخل ومطاردة من يساندهم من الخارج , مما يتطلب معه توجها يركز على هدف واحد وهودعم وحدة المتخندقين في الداخل , ولا نقصد دعم البعثيين وحدهم بل جميع المقاومين الذين يتطلعون لكل يد تمتد لأسنادهم بدلا من الأستغراق في الدعوة لعقد مؤتمر لا يصب في تصليب وقفة المقاومين وهذا أكثر ما يحتاجون له في المرحلة الراهنه .


وثمة من يسأل على أي أساس سيتم تمثيل الرفاق في الداخل في مؤتمر قطري وهو مؤتمرهم ومن دون حضورهم كممثلين منتخبين على وفق أرادة القاعدة , بدءا من مؤتمرات الفرق صعودا الى الشعب فالفروع , والمكاتب دون استثناء لاحد , فهل يستطيع أحد من عندنا نحن أهل الخارج أن يتصور أمكانية انعقاد مثل هذه المؤتمرات بشكل آمن وسليم , في ظل الوضع العراقي الراهن , أم أن هناك أولويات تدعو المناضلين  للتركيز عليها وتتصل بتصعيد عمليات المقاومة  ضد الأعداء بدلا من الأنشغال في تنظيم المؤتمرات في عموم محافظات القطر التي تأخذ وقتا ليس قصيرا وتتطلب جهدا كبيرا , ليس لتأمين الأنعقاد فقط , وأنما لتوفير أمكانات السلامة للمشاركين وضمان أمن المؤتمرين , فهل مثل هذا قابل للتحقيق , أذا أفترضنا أفتراضا أن القصد من الدعوة سليم وان الداعين لها يستندون الى حق دستوري يستند الى نصوص النظام الداخلي فعلا , وليس أفتراضا كما أسلفت (!!) والجواب لا أعتقد أن عاقلا واحدا يمكنه القول بأمكانية تحقيق ذلك , بل هي مغامرة كارثية  تخاطر بالرفاق البعثيين المقاتلين , وأسأل لمصلحة من يجري ذلك ولا نعتقد أن قيادة الحزب في العراق ستقدم على خطوة مجنونة كهذه وهي تدرك ان ذلك يعني التفريط بأقتدار عراقي عزيز مكرس لمهمة تأريخية لا تلغي مبدأ مراجعة الغث والسمين في تجرية الحزب السابقة بل توفر الظرف الأنسب والفرص الحوارية الحقيقية والأكثر دقة لتقييم الأيجاب فيها وهو ليس قليلا ونقد سلبياتها وهي الأخرى ليست قليلة , وأذكر هنا أن البعث الذي ينهض بمهمات مقاومة المحتل الى جانب فصائل المقاومة الوطنية الأخرى أشار في أدبياته الأخيرة الى العديد من الاخطاء المرتكبة سابقا وأسماها بالأخطاء الأستراتيجية , كما طرح توجها جديدا لشكل الحكم الذي سيسعى لأقامته مع باقي القوى المؤتلفة في الجبهة الوطنية والقومية والأسلامية والذي ينبثق عن انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة , القول فيها لصندوق الأقتراع , وهذا يكشف حقيقة مهمة وهي أيمان الحزب بالتعددية في تبادل مسؤولية قيادة الحكم , وليس على اساس قيادة الحزب  القائد الواحد ؟!!


فهل يتحقق أنعقاد مؤتمر قطري حقيقي في غياب البعثيين العراقيين الذين مايزالون يتخندقون في مواجهة أعداء العراق على ثرى الوطن الجريح متصدين لقوى الشر الأحتلالي ,وبالقطع لا نظن أن مثل هذا المؤتمر , يشغل حيزا من أهتمامهم – على أهميته – قياسا لحجم وخطورة المهمة التي ينهضون بها في الظرف الراهن , وتتطلب تركيزا في المبادرات وعطاءا أكبر في التضحيات لأنجاز مهمة كبيرة  وهي تحرير العراق وخلاص شعبه من طغيان المحتلين وجرائم الجلادين .


وهم ينطلقون في هذا التوجه الرجولي الذي عرفهم به شعبهم العراقي البطل على الدوام من حقيقة تقول أن ارجاء أنعقاد مؤتمر قطري للحزب ليس نهاية لنضالهم , بل أن تعزيز أدامة أقتدارهم ليصب في بودقة نضال مجيد أكبر يسرع خطاهم المتواصلة النسغ مع خطى جميع فصائل المقاومة الوطنية في الساحة القتالية لأنقاذ الوطن من قيود أستباحت الأرض وتجاوزت على كرامة العراقي يحتل الأولوية في أهتماماتهم الراهنة.


ولا أرى أن بعثيا واحدا يقف في الضد من فكرة أنعقاد مؤتمر قطري قادم يتولى مهمة مراجعة تجربة الحزب النضالية عموما وليؤمن فرصة الوقوف مليا عند طبيعة تجربة الحكم التي قادها الحزب سابقة بتأشير الأيجاب , وكذلك الوقوف عند السلب بروح حوارية ناقدة تستهدف الوصول الى نتائج تنضج أفكارا تكون قاعدة للعمل المستقبلي على وفق آفاق جديدة تلغي الأنا  وتعزز العمل الجبهوي الوطني الذي يسود فيه مبدأ تبادل السلطة ويكون مرجعها الوحيد صندوق الأنتخابات الحرة .    
 ونعتقد ان مثل المؤتمر يجب أن يكون أولا سيد نفسه , أذا أنعقد على الأرض المحررة ومثل أرادة البعثيين حرة ,لتأتي قراراته مفعلة لدورهم المتلاحم مع القوى الوطنية الأخرى في مهمات أعادة بناء العراق وتحقيق نهوضه وازدهار أهله العراقيين .


وبعكسه فأن الدعوة لعقد مثل هذا المؤتمر من دون أنضاج الشروط الموضوعية لأنعقاده لن تكون موصلة لنا بالنتيجة للأهداف والمبررات التى تطرح هنا وهناك ترويجا له كأنه الأمل المرتجى الذي لاأمل قبله ولا بعده وكأننا نغمض العين على وجود محتل مجرم يمسك بأرضنا ووجود قتلة خونة يعيثون بالبلاد فسادا وبأهله ذبحا .


وأكرر القول بأن مثل هذه الدعوات , مهما كان شكلها وطبيعة المروجين لها لا تشكل مطمحا لأي بعثي لانها لا تعني شيئا بالضرورة لأهلنا العراقيين , لأنها لا تفضي الى فعل يخفف من معاناتهم ويشد من أزرهم ويمثل زادا يرفع زخم تصديهم للعدوانيين .


هذا هو الفعل الصادق المطلوب من البعثيين وغيرهم من الوطنيين خلرج القطر في هذه المرحلة , وعلى وفقه تؤسس كل المبادرات الخلاقة الرامية لتوحيد الجهد الساند لوقفة المقاومين والبحث عن طرق ووسائل تنويع أمكانات تطوير مطاولتهم في تصعيد التصدي لأعداء العراق وشعبه .


 وبارك الله في رجال تراحموا وتضامنوا في سعي مبروك ودائم يعجل في أمساك شعبهم بناصية تحرير الأرض والأهل , وعندها لن يتوقف الكلام المباح في مؤتمرات ملاح يسود فيها حتما الحوار المفيد , بدلا من الصراخ المقيت , ليسود بعدها الرأي السديد !!


ولا تفوتني هنا الأشارة الى جواب مطلوب على تساؤلي الوارد في عنوان المقال وهو وحدة البعث بين من وكيف؟ وأقصد بالبعثيين من تواصلوا مع النضال الحزبي التزاما بالنظام الداخلي وبين بعثيين سابقين يريدون التواصل (في أحسن تقدير) ولكن بشروطهم وعبر مؤتمر يكسبهم شرعية الدعوة له وحضوره  أيضا بخلاف ما نص عليه النظام الداخلي للحزب , ولا أقول أكثر

 

 





الجمعة٢٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة