القيادات الكردية وبالأخص الحزبين الكرديين الرئيسيين قمة في الذكاء والدهاء والخبث ... فقد عرفوا أن سر ديمومتهم وتحقيقهم للانجازات والانتصارات لأحزابهم ( ولا أقول للشعب الكردي) هو تأجيجهم للنزعة الطائفية والمذهبية الموجودة في نفوس بعض الشخصيات السياسية المريضة ... ولهذا قامت الأحزاب الكردية بأدوارها للإيقاع بين العرب في العراق ونجحوا في تقسيمهم طائفيا إلى شيعة وسُنة وبهذا لم يعد يوجد قوة أو كتلة عربية تواجه مخططاتهم وأطماعهم بل يواجهون إما ( كتلة شيعية أو كتلة سُنية) ... نعم لقد نجح الساسة الأكراد في الإيقاع بين العرب وأثاروا فتنة طائفية من خلال قيامهم بعمليات خطف وقتل من السُنة والشيعة وقصف المناطق السُنية بالهاونات والادعاء بان الشيعة نفذوا القصف وبالعكس ... ونفذوا تفجيرات كبيرة في مناطق شيعية فقيرة وقالوا هؤلاء هم الإرهابيين من السُنة ... وهكذا لعبوا على الورقة الطائفية واستثمروها بكل نجاح ... الانقسام العربي في العراق إلى( شيعة وسُنة) جعل الأكراد يصبحون (بيضة القبان) التي ترجح كتلة على أخرى ومرشح على آخر.

وبالتأكيد أن الذي يُخطط لهم ويوجههم هو الموساد الصهيوني المتنفذ هناك منذ عام 1991 ...

بعد عام 1991 كانت مناطق كردستان العراق شبه مستقلة وتدير نفسها بنفسها ولكن داخل حدود كردستان المتعارف عليها في محافظات السليمانية واربيل ودهوك فقط ... ومع كل هذه الاستقلالية فقد اعتمد مسعود البرزاني على الحكومة العراقية السابقة في كل شيء حتى في توسله لطرد الطلباني من اربيل عندما اجتاحها وطرد مسعود ... أما الأمور الخدمية الخاصة بالبطاقة التموينية فكانت تصل من حكومة المركز إلى كل قرى كردستان ونفس الشيء للبنزين والوقود.

بعد الاحتلال  عام 2003 ... تم تشكيل إقليم كردستان وأصبحت له حكومة وبرلمان يدير نفسه بنفسه إضافة إلى المناصب الأخرى السيادية والمهمة في الدولة العراقية المركزية ومجلس النواب ... ولا ضير في ذلك ولم يعترض احد ... ولكن بدأت طموحات وشهوات الساسة الأكراد بالتنامي والتعاظم  ... ومددوا حدود إقليمهم ليشمل معظم كركوك وأجزاء كبيرة من نينوى واقضية ونواحي عربية في جهة اربيل وأجزاء كبيرة من ديالى  وصلاح الدين بل وامتدوا إلى الجزيرة غرب الموصل والى الشرق باتجاه نفط خانة وبدرة وجصان وربما سيطالبوا بجزء من هور الحويزة ومجنون ...

ثم استمر التمادي إلى احتلال مساكن وممتلكات في الساحل الأيسر من الموصل  ... والمباشرة بتهجير العرب من مدينة كركوك ومن الاقضية والنواحي التابعة لمحافظات (كركوك والموصل وديالى وصلاح الدين والكوت) ... ووزعوا بطاقات التهديد والوعيد للذين لم يغادرو ...

وقبل ذلك ابرموا عقود نفطية مع شركات نفط عالمية دون موافقة الحكومة المركزية ... ويأخذوا مخصصات ورواتب من حصة الإقليم البالغة 17% إلى البيشمركة ( أو ما يسمى حرس الإقليم) ( ويريدونها الآن من حصة وزارة الدفاع)   ...  هذا الحرس الذي لم يصد هجوم أو تدخل إيراني أو تركي مطلقا لان مهمته هي القتال ضد عرب العراق فقط !!!

رفض إبراهيم الجعفري التنازل عن أي منطقة عربية تحت  مسمى( المناطق المتنازع عليها) وخاصة كركوك ( التي قال عنها أقص يدي إذا تتنازل عن هوية كركوك العربية)؟

الآن وبفضل تصارع الساسة العرب العراقيين على منصب رئيس الوزراء سواء كان هذا التنافس بين الشيعة والسُنة أو بين الشيعة أنفسهم ... جاءت اللحظة الحاسمة للساسة الكرد ليقولوا إنهم ( بيضة القبان) التي تُفوز المالكي على عبد المهدي وبالعكس ، أو تُفوز علاوي على المالكي وبالعكس ... لهذا قدموا ورقتهم والتي هي عبارة عن شروط مُجحفة ومُستهترة ومُذلة ومُهينة لكل من يوافق عليها!!! هم أذكياء وضعوا 19 مطلبا منها (7) تبدو منطقية وسهلة للجميع ولكن فيها (12) فقرة حقا إنها مُتعالية ومُستهترة ( والعار على الذي يوافق عليها) ... توجد فقرات (6،7،8،9،10،11،12،13،15،16،17،18) قوية جدا وبعضها مُذلة كما ذكرت مثل الفقرات( 13,17،18 ) .

لماذا هذا التسرع والانبطاح من قبل المالكي أو غيره من المرشحين؟ الجواب بسيط ... يحتفظ بالكرسي حتى لو أعطى بغداد إلى الأكراد أو الإيرانيين المهم انه يبقى رئيس وزراء!!!

ولكن لماذا الصدريين والمستقلين أمثال الشهرستاني؟ ما الذي سيقوله الشهرستاني للعراقيين وهو الذي رفض قانون النفط والغاز لخمسة سنوات؟ ما الذي سيقوله الصدرييين للتيار الصدري الذين هجروهم الاسايش من كركوك؟ وما الذي سيفعله إبراهيم الجعفري ؟هل سيفي بوعده ويقطع يده لأنه أمين حزب الدعوة ومرشح التيار الصدري؟؟

العار ثم العار ثم العار للذي يوافق على هذه الشروط بصيغتها الحالية المُجحفة؟؟

إليكم ورقة التحالف الكردستاني ولكم الحكم والقرار بشأن الذي وافق على (18) بندا منها!!!

1. الالتزام بالدستور وبنوده كافة وبدون انتقائية وحماية النظام الديمقراطي الاتحادي.
2 . تشكيل حكومة شراكة وطنية تمثل المكونات العراقية الأساسية.
3 .  مبدأ الشراكة والمشاركة في القرار وذلك من خلال :
       أ- تشكيل مجلس امن وطني من خلال تشريع يتم إقراره بالتزامن مع تشكيل الحكومة.
       ب- تبني نظام داخلي لمجلس الوزراء يثبت مرجعية المجلس والقرار الجماعي وتوزيع الصلاحيات الإدارية والمالية بين رئيس الوزراء ونوابه.
      ج- مراعاة مبدأ التوافق.
4 . تشكيل المجلس الاتحادي خلال السنة التقويمية الأولى من عمل مجلس النواب ولحين تشكيله يتمتع رئيس الجمهورية ونائبيه بحق النقض.
5 . تعديل قانون الانتخابات بما يحقق التمثيل العادل للعراقيين.
6 . إجراء التعداد السكاني في موعده.
7 . إعادة النظر بهيكليات القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وإقرار مبدأ التوازن وتنفيذه.
8 . تطبيق مبدأ التوازن في كل مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات مستقلة..الخ.
9 .  تطبيق المادة 140 من الدستور وتوفير الميزانية المطلوبة لتنفيذه خلال سقف زمني لا يتجاوز السنتين.
10 . المصادقة على مشروع قانون الموارد المائية خلال السنة التقويمية الأولى من عمل مجلس النواب (حسب آخر مسودة متفق عليها ).
11 . المصادقة على مشروع قانون النفط والغاز خلال السنة التقويمية الأولى من عمل مجلس النواب (حسب آخر مسودة متفق عليها) .
12 .  تمويل وتجهيز وتسليح حرس الإقليم (البيشمركة) كجزء من منظومة الدفاع الوطني العراقية.
13 . تأييد مرشح ائتلاف الكتل الكردستانية لرئاسة الجمهورية.
14 . تعويض ضحايا النظام السابق وبضمنهم ضحايا الأنفال والحرب الكيماوية في حلبجة والمناطق الأخرى تعويضا سريعا وعادلا.
15 . التمثيل الكردستاني في الوزارات السيادية ومجلس الوزراء والهيئات المستقلة وكافة مؤسسات الدولة بصورة عادلة ووفق الاستحقاق القومي.
16 . أن يكون للجانب الكردستاني حق البت في مرشحي الوزارات السيادية والوزارات الأخرى ذات الصلة بإقليم كردستان.
17 . أن يكون الأمين العام لمجلس الوزراء مرشحا من ائتلاف الكتل الكردستانية.
18 .  تعد الحكومة الائتلافية مستقيلة حال انسحاب الطرف الكردستاني بسبب خرق دستوري واضح أو عدم تنفيذ البرامج المتفق عليها.
19 . تلتزم كتلة رئيس الوزراء في البرلمان وفي مجلس الوزراء بمساندة المشاريع الأنفة الذكر.