شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يَهِدّيِ إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ . وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ . يونس:35-36 صدق الله العظيم

 


مؤامرة ثلاثية : امريكصهيوفارسية  ....

 

ان تطور العلاقات القائمة بين "الكيان الصهيوني" وإيران والادارة الامريكية وتحولها إلى ما يشبه التحالف الحقيقي غير المعلن بينهمايجعلنا ان نوضح بان لكل منهما مصالح خاصة وذاتية فايران لا يمكن أن تنسى أبداً أن العرب المسلمين هم الذين حطموا الإمبراطورية الفارسية، ودمروا عرش الأكاسرة، وأخضعوا الإيرانيين للنفوذ العربي الإسلامي، ولذلك كان الإيرانيون منذ ذلك الوقت وما برحوا يتحالفون مع أي عنصر يعادي العرب والمسلمين .
إن من يقولون بان ايران القوية ليست مصلحة ستراتيجية امريكية – صهيونية وان ثمة صراع رئيسي امريكي- صهيوني مع ايران عليهم تفسير الظواهر الرئيسية والخطيرة التالية والاجابة على الاسئلة المقترنة بها:

 

ان منع مجلس الامن القومي الامريكي، عندما كان زبجنيو بريجنسكي مستشارا للامن القومي، جنرالات الجيش الايراني من تنفيذ اوامر الشاه بسحق الانتفاضة الشعبية ضد الشاه، بارسال الجنرال روبرت هويزر القائد العام للقوات الامريكية في اوروبا وقتها الى طهران في ذروة الازمة وطلب من الجنرالات ذلك مقابل وعد بعدم اعدامهم عند سقوط الشاه؟


ان ذروة صراع الديوك الذي يبدوا للعلن بين الكيان الفارسي والادارة الامريكية المتعاقبة فلماذا لم تضرب ايران لمدة 30 عاما مع ان التهديدات كانت تصل بالاوضاع الى حافة الحرب؟ ان اولئك الذين اثاروا الرعب والقلق، خلال العقود الثلاثة الماضية خصوصا منذ غزو العراق، لدى الكثيرين بقصة ان ضرب ايران وشيك عليهم ان يفسروا عدم ضربها حتى الان بل نستطيع ان نقول انها لا ولن تضرب من يتعامل معها على الاطلاق.


ان دعم امريكا والكيان الصهيوني ايران اثناء الحرب التي شنتها على العراق في عام 1980، بتقديم الاسلحة والعتاد والمعلومات الاستخبارية عن القوات العراقية، وعرفت هذه الفضيحة ب(ايرانجيت ) وعرفت الاخرى ب (اسرائيلجيت ) ؟ان تطابق الموقف الامريكي مع الموقف الايراني تجاه مسألة ايقاف الحرب بين ايران والعراق؟ لقد عرف بوضوع تام ان امريكا ومعها بريطانيا وقفتا ضد اي مبادرة لايقاف الحرب رغم قبول العراق لكل المبادرات منذ الايام الاولى لاندلاع الحرب، وكذلك نظام خميني الذي كان يصر على رفض كل مبادرة لايقافها ولكنه اضطر بفضل بسالة العراقيين وجيشهم العظيم على تجرع سم الموافقة الجبرية على وقف اطلاق النار بعد مرور8 سنوات على اندلاعها.


 ومما يثبت القول على ان الكيان الصهيوني المتحالف مع الكيان الفارسي وبدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على اعطاء الضوء الاخضرلقصف المفاعل النووي العراقي مع انه كان في طور الانشاء ولم يقصف اي مفاعل نووي ايراني مع انها مفاعلات كثيرة وتقدمت كثيرا مقارنة بما وصل اليه العراق باعتراف المسؤولين الايرانيين؟ ان التبرير البائس والساذج او المتساذج الذي يقول بان ايران قوية وان امريكا والكيان الصهيوني يخشيان من عواقب ضربها يتجاهل اهم الحقائق وهي ان بامكان امريكا ليس فقط تدمير كافة المنشأت النووية الايرانية بل ومسح ايران برمتها من الخارطة. ان عدم تدمير المنشأت النووية الايرانية يعود اساسا الى قناعة امريكا والكيان الصهيوني بان السلاح النووي الايراني لن يستخدم ابدا ضدهما بل هو مبني على اضعاف العرب وابتزازهم، ولعل ضرب ايران للمدن العراقية بالصورايخ وقتل مئات العراقيين بذلك القصف مؤشر واضح لحقيقة ان ايران القوية لن تكون مهددا لامريكا ولا لاسرائيل بل للعرب . لقد شجعت امريكا، باعلامها ودبلوماسيتها الرسمية، على توجيه الاتهامات للعراق علنا او ضمنا بانه من بدأ الحرب مع ان الادلة الكثيرة تثبت ان ايران هي التي بدأتها وفرضتها؟ان تصاعد الحملات الاعلامية الغربية والصهيونية على العراق اثناء الحرب وروجت كل الاتهامت الايرانية وغير الايرانية له باستخدام اسلحة كيماوية اثناء الحرب وتم تجاهل استخدام ايران للاسلحة الكيماوية ؟والاكثر من ذلك فان تجاهل امريكا احتلال ايران للجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة في زمن الشاه وواصلت التجاهل في زمن خميني مع انه، لوكان هناك صراع حقيقي ورئيسي مع ايران، لتم استغلال ذلك ضدها كما حصل مع العراق في مواضيع عديدة منها الاسلحة الكيمياوية وغيرها؟ ومازالت تتجاهل، تدخلات ايران الفظة والرسمية في الشؤون الداخلية لدول عربية تقيم حكوماتها علاقات متينة جدا وبعضها يعتمد في حماية ( امنه الوطني ) على القوات الامريكية كدول الخليج العربي والجزيرة العربية؟ وقيام ايران الملالي بشراء اسلحة، بعضها متقدمة، من دول الاتحاد السوفيتي السابق بما في ذلك وجود معلومات عن شراء ايران يورانيوم واسلحة نووية تكتيكية صغيرة، اوصلتها الى مرحلة التفوق عسكريا على جميع دول المنطقة؟ هل كان سرا ان هذا التسلح الكثيف  والمتطور سوف يستخدم لتعزيز وتوسيع النفوذ الايراني؟ ولو كان هذا التسلح يهدد المصالح الامريكية والصهيونية هل كان الغرب والكيان الصهيوني سيسكتان ويقفان متفرجين؟ وللتذكير فقط لقد فرضت امريكا وبريطانيا حظرا على التسلح العراقي وعلى استيراد العراق لاي تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام مدني وعسكري ) قبل ازمة الكويت بزمن طويل.ان تزامن وصول خميني للسلطة، بدعم امريكي صهيوني اوروبي اصبح ثابتا وواضحا الان، مع دعم امريكا واوروبا لمن اطلق عليهم اسم ( المجاهدين الافغان في افغانستان ضد الاحتلال السوفيتي؟ هل كان صدفة ام انه حصل كثمرة لمخطط عام لتشجيع ودعم النزعات الاسلامية المتطرفة والطائفية؟ ان عام 1979 عام اسقاط الشاه وعام وضع الاتحاد السوفيتي في افغانستان امام تحد خطير دخل التاريخ على انه عام بدء الهجوم الامريكي المضاد للاتحاد السوفيتي وقوى التحرر، انطلاقا من ايران ذات التوجه الديني الزائف، وافغانستان ذات التوجه الديني ضد الشيوعية، ردا على هزيمة امريكا في فيتنام وتبنيها سياسة عزلة مؤقتة منذ عام 1975 وحتى عام 1979 اعادت خلالها ترتيب اوضاعها ورممت الجروح النفسية التي نشأت عن هزيمة فيتنام. وهنا يجب ان نذكر بان بريجنسكي قد نفذ اعتبارا من عام 1976، بصفته مستشارا للامن القومي في ادارة جيمي كارتر، نظرية اصطناع قوة ايديولوجية فعالة وذات جاذبية وشعبية اسماها ب( الاصولية الدينية ) لخوض الحرب بقوة امريكا ودعمها الكامل حيث ان امريكا وايران وقفت على ارضية واحدة اثناء ازمة الكويت المفتعلة وشن العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991، وهي ارضية معاداة العراق؟ لقد ثبت الان ولم يعد اشاعة ان ايران كانت وراء صفحة الغدر والخيانة، وهي عملية تمرد مسلح وقع في جنوب العراق مباشرة بعد وقف اطلاق النار يوم 28/02/1991 في حرب عام 1991 خططت له ايران ونفذته المخابرات الايرانية بدعم امريكي كامل وواضح، وكانت نتيجة ذلك قتل الاف العراقيين وخسارة الدولة العراقية مدنيا وعسكريا وبشريا اكثر مما خسرته اثناء العدوان الذي استمر اكثر من اربعين يوما وشنته امريكا ومعها حوالي اربعين دولة! ان ماقامت به ايران ومرتزقتها بالعمل الذي دعمته امريكا، وفي تلك الكارثة كانت ايران هي الحليف الاهم لامريكا وليس بريطانيا او فرنسا في حرب عام 1991 وبعد وقف اطلاق النار كان اكمالا لمهمة امريكا التي لم تنجح في الحاق الخراب والكوارث التي كانت تريد ايقاعها بالعراق، فقامت ادارة بيل كلنتون في عام 1998، بعد فشل العدوان المسلح على العراق الذي اطلقت عليه تسمية ( عملية ثعلب الصحراء بان اي غزو للعراق لاجل اسقاط نظامه لا يمكن نجاحه بدون دعم ايراني مباشر؟ لقد قدمت تلك الادارة الجواب بالقول: ان الاحتلال لابد ان يبدأ من جنوب العراق وهذه المنطقة لايران فيها نفوذ لذلك فان النجاح في احتلالها مشروط بالتعاون مع ايران.لذاكان الدعم للتنظيمات التابعة لايران، مثل المجلس الاعلى جماعة الحكيم، الى ما سمي في التسعينيات ب ( المعارضة العراقية ) مع ان هذه المعارضة كانت تابعة عمليا ورسميا للمخابرات الامريكية والبريطانية؟ ما الذي يجمع ايران وامريكا وبريطانيا في جبهة استخبارية واحدة ضد العراق لو لم يكن هناك قاسم مشترك بينها؟ ان اجتماعات لندن وشمال العراق للمعارضة العميلة لوضع الخطط لغزو العراق كانت بحضور ايراني مكثف ونشط ورسمي. حيث لعبت ايران الدور الاهم والاخطر في انجاح الغزو الامريكي للعراق وافغانستان، طبقا لاعترافات محمد خاتمي الرئيس الايراني وقتها ونائبه محمد علي ابطحي وقتها، وغيرهما، اللذان قالا، وبالقلم العريض ورسيما، في عام2004 بانه( لولا المساعدة الايرانية لامريكا لما نجح غزوها لافغانستان والعراق )؟ ان هذه ال ( لولا ) الشرطية تجعل الدعم الايراني لغزو العراق وافغانستان هو العامل الاكثر حسما في نجاحه وليس اي عامل اخر مهما كان مهما، وهي تعني تحديدا بان غياب المساعدة الايرانية للغزو الامريكي كان سيقود الى نتيجة واحدة وهي فشل الغزو كما فشلت عملية ( ثعلب الصحراء ). ان انصار ايران يتهربون من مناقشة هذا الموقف الرسمي الايراني لانه غير قابل للدفاع عنه على الاطلاق الا اذا قبلت فكرة الغزو ذاتها. لقد كانت ايران اول دولة تعترف رسميا وفعليا بالاحتلال الامريكي للعراق وتدعمه منذ مجلس الحكم وحتى الان؟ لقد شاهد العالم كله وزير خارجية ايران يزور العراق المحتل قبل اي شخصية رسمية اخرى ويقدم الدعم لمجلس الحكم والحكومات التي اعقبته. وان كل القوى الاساسية التي استند اليها الاحتلال الامريكي ايرانية او ايرانية الاصول والولاء، مثل حزب الحكيم وحزب الدعوة والتيار الصدري وغيرها؟ ان هذه الكتل كانت، منذ بدء الاحتلال، ومازالت هي العماد الاساسي لبقاء الاحتلال ولتواصل العملية السياسية المصممة لاضفاء شرعية زائفة عليه. هل كان ذلك صدفة؟ هل كان ثمرة خطأ؟ ام انه مخطط ايراني وضع لتدمير العراق وقام على الدعم الكامل للغزو الامريكي تمهيدا للانفراد باحتلال العراق فيما بعد ؟ لقد كانت المخابرات الايرانية هي القوة الاساسية التي نفذت عمليات الابادة الطائفية والتصفيات المنظمة لضباط الجيش الوطني العراقي وطياريه الذين اذاقوا الويلات للقوات الصفوية اثناء الحرب العراقية الايرانية  وتدمير الدولة العراقية ونهب ممتلكاتها واسلحتها...الخ؟ ان فرق الموت الاساسية التي ادت جرائمها الى تهجير حوالي ستة ملايين عراقي وقتل اكثر من مليون ونصف المليون عراقي كانت بالاساس تابعة لايران وبدعم امريكي كامل وعلني.ان تمركز المخابرات الايرانية في جنوب العراق وفتح مقرات علنية لها هناك واصبحت اللغة الفارسية لغة معتمدة والتومان الايراني عملة معتمدة في التداول اليومي؟كيف يتم ذلك من دون رضى ودعم صهيوامريكي؟

 

ان تصدير ايران بعد الغزو على مراء ومسامع القوات الامريكية الغازية عددا يتراوح بين 3 و4 ملايين غير عراقي الى العراق، ومنهم اكراد من ايران، ومنح منهم حوالي مليونين ونصف المليون الجنسية العراقية، كما اعترف بذلك ( الايراني الاصل ) ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا للوزراء؟ ان التهجير القسري لستة ملايين عربي عراقي، المقترن بتصدير حوالي اربعة ملايين فارسي وكردي ايراني وتركي الى العراق عمل قصد به تغيير الهوية السكانية للعراق وجعل العرب قومية من بين القوميات وليس القومية الرئيسية في العراق التي كانت قبل الغزو تشكل اكثر من 85 % من مجموع العراقيين. ان المفاوضات التي تمت بين ايران امريكا علنا ورسميا حول مستقبل العراق؟ لقد عقدت على الاقل 3 اجتماعات رسمية في العراق بين السفيرين الامريكي والايراني للبحث في وضع العراق وتحديد مستقبله، الامر يؤكد حقيقة ان لايران مطامع في العراق وانها دعمت امريكا في غزوها تحقيقا لهذه المطامع او بعضها على الاقل، والا كيف نفسر هذه المفاوضات حول العراق؟وان اعتراف ايران بنتائج الانتخابات البرلمانية في العراق مع انها تمت في ظل الاحتلال مما يجعلها غير شرعية؟ ان الاعتراف بالحكومات، التي اقامها الاحتلال وبالبرلمان المزور بتعاون تام مع ايران، يعود الى هدف مشترك امريكي ايراني وهو اضفاء الشرعية على الحكومة ومن ثم قبول الراي العام لاي قرار تتخذه فيما بعد مثل عقد اتفاقية امنية او اقتصادية مع الاحتلال او تسليم العراق الى ايران او جزء منه.ان زيارة الرئيس الايراني احمد نجاد الى العراق وبحماية القوات الامريكية لهو اكبر دليل على دور ايران وتقاسم المصالح بين تلك الدولتين , ان الدفاع المستميت عن الحكومة العميلة التي اتت مع الاحتلال الى العراق في المحافل الاقليمية والدولية كما تدافع عنها امريكا؟ أليس لان الحكومة العميلة هي ثمرة ( زواج المتعة ) الامريكي الايراني في العراق وحرص الطرفين على عرض الوضع في العراق في ظل الاحتلال وكانه وضع طبيعي ويستحق دعمه والاعتراف به؟وان صمت امريكا على النشاطات الايرانية الطائفية التفتيتية والتوسعية في اقطار الخليج العربي والمملكة العربية السعودية مع ان هذه الاقطار فيها انظمة حكم تقيم علاقات ( صداقة ) وطيدة مع امريكا؟ ان صمت امريكا الذي يفسر خطأ على انه يستهدف ممارسة الضغط على حكومات تلك الاقطار للاعتماد اكثر على الحماية الامريكية، في حين ان الهدف البعيد الذي تشترك امريكا وايران في العمل من اجله هو تفتيت الاقطار العربية طائفيا وعرقيا.


ان قيام ايران بنشر الفتن الطائفية يعد بحق مصلحة امريكية – صهيونية رئيسية ومباشرة ورسمية، وهذا احد اهم اسباب صمت امريكا على النشاطات التخريبية الايرانية في الاقطار العربية.ان جل التصريحات الامريكية الرسمية او شبه الرسمية تشير الى وجود احتمال عقد صفقة اقليمية امريكية ايرانية على حساب الارض والسيادة العربية؟ هل يدل ذلك على وجود تناقضات عدائية بين امريكا وايران؟ ام انه يشير الى، ويؤكد على، وجود خطة تقاسم المصالح والنفوذ في الوطن العربي؟ان جميع الاستراتيجيات الامريكية المرحلية على معاداة العراق والعمل على اسقاط نظامه الوطني في حين ان كل تلك الستراتيجيات قامت على مهادنة ايران والتعاون معها ورفض عدها عدوا رئيسيا وتبني هدف غزوها او اسقاط نظامها السياسي، واكدت مرارا على ان حل اي مشكلة او خلاف مع ايران يجب ان يتم بالوسائل السلمية والاقناع، وفي اسوأ الاحتمالات بواسطة الضغوط السياسية والاقتصادية؟ ان نظرة سريعة الى اهم ا ستراتيجيتين، مازالت الادارة الامريكية تتقيد بثوابتهما، هما سياسة ( الاحتواء المزودج ) التي تبنتها ادارة الرئيس بيل كلنتون، والتي قامت على رفض اي حوار او تفاهم مع العراق وتبنت هدف اسقاط نظامة بكافة الوسائل، في حين اصرت على حل المشاكل مع ايران بالوسائل السلمية! اما سياسة ( محور الشر ) التي تبنتها ادارة بوش الابن فانها قامت على غزو العراق وترك الحبل على الغارب لايران وكوريا الشمالية ووجود استعداد لعقد صفقات معهما. ان عنصر التمييز في الموقف الامريكي من العراق وايران واضح تماما وهو السمة الرئيسية في السياسة الامريكية تجاه منطقتنا.


ان هذه الحقيقة تعد الاساس الثابت للسياسة الامريكي تجاه ايران الملالي، وهي لاتختلف من حيث الجوهر عن السياسة الامريكية تجاه ايران في عهد الشاه، والتي شهدت توترات في السنوات الاخيرة من عهد الشاه انتهت باسقاطه بمساعدة امريكية فرنسية مباشرة وقوية مهدت لايصال خميني الى السلطة.ان الاستراتجية الامريكية تتوافق مع الاستراتجية التي يتبعها الكيان الصهيوني حيث لا يوجد اي بند رئيسي ثابت يفرض على الكيان الصهيوني معاداة ايران والعمل على تدميرها مثلما هو حال العراق؟ ان السبب مركب، فبلاد فارس تاريخيا هي اهم داعم لليهود، ولعل ما سمي ب ( تحرير اليهود ) من الاسر البابلي والذي قام به الامبراطور الفارسي كورش، كان من اهم مؤشرات التداخل والتلاقي الفارسي اليهودي عبر الاف السنين، مع التنافض العربي – الصهيوني ووجود صراع وجود بينهما وليس صراع مصالح. ان المشروع الصهيوني يقوم على الاستحواذ على الاراضي العربية وليس على الاراضي الايرانية، مقابل ذلك فان المشروع النهضوي القومي الفارسي في عهد الملالي لا يقوم على حساب المشروع الصهيوني بل انهما متكاملان في الاطار العام، ومبنيان على قاعدة تقاسم المكاسب وتقسيم المناطق بينهما، واذا حصل خلاف او صراع فانه على كمية ونوعية مكاسب كل منهما، وهو يشابه الصراعات التقليدية بين القوى الاستعمارية التقليدية على مصادر الثروة.ان اصرار ايران منذ الغزو وحتى الان على وصف المقاومة العراقية، بلا استثناء اي فصيل، بأسوأ الاوصاف مثل انها ( عصابات ارهابية ) وتركز جهدها الاستخباري، خصوصا عبر فرق الموت التابعة لها على تصفية المجاهدين العراقيين؟ ان مناهضة الاحتلال ليست مجرد شعارات عامة مضللة كالشعارات الايرانية بل هي موقف واضح لا غموض فيه ولا التباس باي شكل. واخيرا وليس باخر فان الصراع الصهيوني الفارسي على احتلال الوطن العربي والصراع في المنطقة بين اميركا.. وايران.. الذي يأخذ في احيان كثيرة شكل التحالف كما هو الحال في العراق.. الموجودون فيها عناصر من جهاز المخابرات الاسرائيلي، وشكل الاختلاف في بعض الاحيان.. هدفه الاول والاخير العرب.. والذين يعتقدون ان ايران تخوض معركة ضد الاميركيين.. والبعض الآخر ان اميركا تخوض معركتها ضد ايران.. هذا قمة الغباء في السياسة.. فالقوتان تخوضان معركة مصالحهما المشتركة على جثة العرب.. الغائبين وبالمطلق عن صورة ما يرسم لوطنهم، ما بين تل ابيب وطهران.. ليس صراع نفي الآخر.. وبالمطلق وانما صراع على الاستحواذ على المنطقة وتقاسمها ايران تأخذ الشرق والدولة العبرية تأخذ الغرب ويتم التعاون بينهما على ذلك.. لكن الشرق عند الاميركيين.. (النفط) هو الاهم من الغرب المفلس مادياً. لهذا بالضبط فان حرب الشعارات التي تخوضها طهران ضد اسرائيل.. هي جزء من لعبة اقليمية ضحيتها العرب.. ليس الخطر «الصهيوني» وحده الذي يتهدد أمن ومصلحةا لمنطقة، بل أن في المنطقة خطراً لا يقل عن الكيان الصهيوني فهو الخطر الصفوي الفارسي الذي يهدد امن ومستقبل أبناء الامة ؟.

 

نستطيع ان نقول ان الصهيونية والفارسية وجهان لعملة واحدة كلاهما يشكلان خطرا على امتنا العربية والاسلامية فاين انتم يا حكام العرب .

 

 





الجمعة٢٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو ياسر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة