شبكة ذي قار
عـاجـل










إذن  ...  توقفنا في الحلقة الماضية عند الحديث عن الهند وباكستان ونيل الاستقلال ...

 

فيتابع الكتور موسى الحديث عنهما فيقول:

 

ومنذ عام 1948 أي العام الذي استقلت فيه شبه القارة الهندية وشهد العالم ولادة الدولتين الجديدتين، ساد الهند نظام ديمقراطي ثابت احتل موقعه في المجموعة الدولية بوصفه اكبر دولة ديمقراطية في العالم حيث يقف المجتمع البشري موقف الاجلال والاكبار من زعمائها الذين اخلصوا لبلادهم ومنحوها الحرية الحقيقة واطلقوا للشعب حرية اختيار النظام الذي سعى لاجله ...  اما باكستان الدولة الاسلامية الكبيرة فعلى نقيض اختها التوأم، لم تجد حتى اليوم إلى الديمقراطية والحرية سبيل ...

 

كانت باكستان في السنوات الاربع والثلاثون التي مرت عليها بعد الاستقلال وحتى اليوم مسرحا لاحكام عسكرية وعرفية، بداية مع الجنرال ايوب، وإنتهاءا بالجنرال ضياء الحق، وبينهما اسكندر ميرزا ويحيى خان وغيرهما، ناهيك عن حوادث سياسية عنيفة شطرت البلاد شطرين، وقسمتها تقسيما لارجعة فيه إلى التوحيد ابد ...  واذا ماشهدت باكستان نوعا من الديمقراطية والحرية في عهد ذو الفقار علي بوتو، الذي لم يدم طويلا، الا ان إعدامه في نهاية المطاف جاء رمزا لانتصار الاستبداد على الحرية التي قدمت قربانها الكبير على مسرح التاريخ بكل شموخ واباء.

 

نحن نسأل الضالعون بشؤون التاريخ وفلسفته، ما هو التفسير المقنع لهذا التناقض الصارخ في حياة امة واحدة في ارض واحدة ناضلت سنوات طوال لتحقق استقلالها وحريتها وعندما بلغت ما تريد انشطرت شطرين بسبب الدين، فنالت احداها الحرية المطلقة وحرمت الاخرى منها؟…

 

اليس السبب الرئيسى في حرمان الامة الباكستانية من حقوقها الاساسية وعرقلة مسيرة حريتها هو ان الشعب الباكستاني شعب مسلم ارادت السياسات الاستعمارية الكبرى له الهوان حيثما كان ويكون، واليس السبب في عدم عرقلة مسيرة الحرية في الهند هو ان الشعب الهندي شعب هندوسي غير مسلم؟؟

 

قد اكون على حق وقد لا اكون، ولكنني شخصيا مقتنع بسداد رأي ولا احيد عنه قيد انملة، انه الرأي الذي اريد ان انطلق منه نحو الاحداث في ايران، والتي ارتكبت باسم الاسلام وفي ظل حكم رجال الكهنوت الاسلامي، والسؤال الذي اضعه بكل اختصار: كم كان اعداء الاسلام ينفقون من مال وجهد حتى يصوروا للمجتمع البشري ان الاسلام دين الهمجية والبربرية والوحشية كما صوره الامام الخميني والخمينيون الحاكمون باسم الاسلام وباسم مكاسب الثورة في ايران؟ كم كان باستطاعة الاستعمار العالمي ان ينفق من مال وجهد حتى يقنع الامة الاسلامية التي تعيش كثير منها في ظروف مشابهة لحكم ال بهلوي ان يحمدوا الله على ما هم فيه ولا يتمنون قط ثورة كالتي حدثت في ايران ويعاهدون الله على ان يكونوا مخلصين اوفياء لنظامهم الحاكم مهما كان نوعه وشكله؟

 

اليست النكته التي اطلقت في ايران " ان الامام الطالقاني رحمة الله عليه بعث برقية من الجنة إلى الخميني يقول فيها، التقيت بشاه ايران في الجنة، ولكني لم ار احدا من شهداء الثورة الاسلامية الايرانية فيها " لها مغزى عميق يؤيد ما اردت قوله!!!!

 

اني ارى أن من السذاجة ان يتصور المرء رفض الصلح مع العراق، الجار المسلم، وايقاف الاقتتال بين اخوة مسلمين تجمعهم الجيرة والعقيدة من قبل الخميني مرشد الثورة يأتي في وقت يسافر فيه البابا إلى الفلبين الواقعة في اقصى الارض ليصلح بين الدولة المسيحية الفلبينية ومسلمون ثائرون ضدها في جزر مورو امر اعتباطي واتفاق عفوي لم يخطط له من قبل!!!

 

ماذا يقول العالم، وكيف يقارن بين نظام روحي اسلامي يريق المزيد من الدماء ومزيد من الدمار، ونظام روحي مسيحي يشد رئيسه الرحال مسافة 30 الف ميل لأجل السعي في احلال السلام ومنع اراقة الدماء بين المسلمين والمسيحيين؟ كما اني لا ارى من الصدفة اطلاقا ان ان تصدر المحاكم الثورية في ايران احكاما بالاعدام على ثلاثة الاف شاب وشابة، بينهم فتيات مراهقات، لم يبلغن سن الرشد، وفتيان مراهقون لم يبلغوا الحلم لانهم قالوا " نريد الحرية" او "الموت للخميني" والاحكام كلها تنفذ في الايام نفسها التي اصدرت فيها المحاكم الايطالية حكمها على شاب ارهابي له سجل اسود بالاجرام حاول اغتيال البابا جان بول الثاني بالسجن المؤبد!!! ( الكاتب يقصد محمد علي آقجا، التركي الذي حاول اغتيال البابا في تلك الأيام، وقابله البابا وسامحه على فعلته، وبذلك أثبت زعيم الفاتيكان أنه أفضل وأشرف وأنزه من الخميني ...  بكثير ...  بكثير )..

 

ان توقيت الحاكمين على زمام السلطة في ايران اعمالهم اللاانسانية والبربرية باسم الاسلام في الوقت الذي تقوم الكنيسة المسيحية بعمل انساني عظيم ليست صدفة واعتباطا، انما هو تخطيط اريد منه الشر كل الشر للاسلام ...  كما اني لا ارى تضخيم الثورة الايرانية في اجهزة الاعلام العالمية واجهزة الاعلام الخمينية امر اعتباطي او غير مقصود، ان الحجم الذي اعطي للثورة الإيرانية اكثر بكثير من حقيقتها وواقعها!! حتى ان الوقاحة وصلت عند بعض المسؤولين في النظام الحاكم انهم قالوا ان ثورة الخميني ضد الشاه تأتي بعد ثورة الرسول الكريم ضد الشرك ( خسئوا وخابو ) ... 

 

والمتتبع لتاريخ الثورات يعلم جيدا ان هذا القرن بالذات شهد ثورات كبيرة وعنيفة قد يكون حجم الثورة الايرانية بالنسبة لها صغيرا، فشهدت اندونيسيا ثورة دامية استقل بسببها 120مليون مسلم اندونيسي من سيطرة المملكة الهولندية، وثارت الهند ضد اكبر دولة استعمارية في التاريخ ونالت استقلالها، وثار العراق ضد 400الف جندي انكليزي مدجج بالسلاح ونال استقلاله قبل الثورة الايرانية باربعين عام ...  وثارت ايران نفسها ضد الانكليز في تأميم البترول وطردوا من ايران قبل الثورة الايرانية بثلاثين عام، وثارت شعوب اخرى وقدمت التضحيات العظام الجسام حتى نالت استقلالها، فالثورة البلشفية التي ادت إلى سقوط النظام القيصري في روسيا هي اعظم الثورات التي شهدها هذا القرن، والثورة الصينية بزعامة ماوتسي تونغ ورحلة الاربعين عاما من اعظم الثورات في التاريخ المعاصر، حيث اصبحت الامة التي بلغ نفوسها ثلثي سكان العالم تظهر بمظهر جديد يتناقض و4 الاف عام من الحضارة التي تعود عليها، ومع انني شخصيا لا احب الشيوعية في أي شكل من اشكالها والنظام الشيوعي هو ابعد شيء إلى قلبي، ولكن ليس من الحق والانصاف ان يبخس المرء حق الثورات العملاقة وان ادت إلى نتيجة لا يحبها ولايرتضيها في نفسه ...  فتقييم الحوادث الجسام لا بد وان يقارن بالموضوعية الشاملة لا بالحب والبغض.

 

واعود إلى ثورة ايران لاقول، ان الشعب الايراني لم يكن هو الوحيد الذي ثار بين الشعوب المضطهدة ولا الاول ولا الاخير، والثورة حق طبيعي وواجب على المجتمع اذا ما اراد الحياة الكريمة، والحق سبحانه وتعالى يقول في سورة الرعد ( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، ولكن علينا ان لانطمس الواقع والحقيقة ... 

 

وهنا، اكشف حقيقة لم يستطع احد كشفها في ايران في ظل النظام الحاكم، وهي ان الارقام التي كان الخيمني يعطيها عن عدد شهداء الثورة ويقدرها بثمانين الف شهيد كلها كاذبة وغير صحيحة، والخميني يعرف ذلك، لانه طلب من اسر الشهداء في بلاغات اذاعية وصحافية ان يقدموا لمكتبه ما يؤيد كونهم من ذوي الشهداء، كما طلب صورة كل شهيد وبيانا عنه حتى يطبع تلك المعلومات في كتاب خاص يصدر باسم شهداء الثورة الايرانية ثم يقدم المكافآت المالية لذويهم..

 

لم يراجع مكتب الخميني اكثر من الفين وتسعمائة وثمانية وثمانين شخصا فقط بالوثائق طيلة الشهور الستة التي كان المكتب خلالها يعلن نداء الخميني للشعب الايراني كرات ومرات، وعرف الخميني قبل غيره ان رقم ثمانين الف اكذوبة نيسان ما انزل الله بها من سلطان، ولذلك الغي مشروع نشر الكتاب للفضيحة التي كانت ستلحق به!!! اما عدد الثمانين الف فيبقى ثابتا على لسان الخميني لان " كلام الرجل واحد" كما يقول المثل!!

 

لااريد هنا ان اغبن حق الثورة الايرانية، فالثورة في ايران نبعت من اعماق الشعب، وقدم الشعب التضحيات الجسام، ولكن اعود إلى القول مرة اخرى واقول انه لا ينبغي تضخيم الثورة اكثر مما تتحملها من تضخيم، فعلى هذا التضخيم الزائد على الحجم والواقع ارتكبت اخطاء جسيمة وعظيمة كانت نتيجتها ما تشاهده البلاد من دمار وانهيار، استغله الحاكمون المعممون في بسط سلطانهم ونفوذهم الشريرة بذريعة الاحتفاظ على مكاسب الثورة والحفاظ عليها.

 

تضخيم المرشد ...

 

اما الحجم الذي اعطى للخميني بصفته مرشد الثورة وحامي حماها سواء من قبل الخمينيين او الاجهزة الاعلامية الداخلية والخارجية، فلا يخلو من ذكاء بارع لتشويه سمعة الاسلام الذي يدعي هذا الشخص أنه يمثله مهنة ولبوسا وشكلا وقولا!! فبغض النظر عن ان الخميني ليس صانع الثورة الايرانية بل الثورة هي التي صنعته لظروف خاصة اشرنا اليها في فصول مختلفة من هذا الكتاب، الا اننا نسلم جدلا بما يقوله الخمينيون، ونقارن هنا بين الخميني كمرشد للثورة الايرانية وبين زعماء اخرون صنعوا المعجزات والاعاجيب لبلادهم، ولكن لم يضخموا أو يفخموا كما ضخم الخميني وفخم ولم يعط لأحد منهم ( حق السلطة الالهية ) كما اعطاه الدستور الايراني للخميني، كما ان اسم أي واحد من هؤلاء الزعماء لم يذكر في دساتير بلادهم كما ذكر الدستور الايراني اسم الخميني مرات عديدة، كما انه لم يصنع من احدهم اسطورة القرن كما صنع من الخميني!!

 

ولا اريد ان اقلب صفحات التاريخ للعثور على اسماء زعماء الثورة في قديم الزمان، بل اذكر اولئك الذين عاصرهم هذا الجيل من المجتمع البشري والجيل الذي سبقهم فقط، لقد اسس مهاتما غاندي اكبر دولة ديمقراطية في تاريخ الانسان، وهي الهند، واسس محمد علي جناح اكبر دولة اسلامية في التاريخ، وهي الباكستان، ولم يتميزوا بشيء عن سائر افراد الشعب الا بالحب الجارف والاخلاص العميق من قبل شعوبهم، ثم تخليدا ابديا في التاريخ، واحمد سوكارنو مؤسس اندونيسيا الاسلامية كافح الاستعمار الهولندي مكافحة الابطال، وبفضله استقلت ثاني اكبر دولة اسلامية في العالم يربو نفوسها على المائة والعشرين مليون، ولم يفخم على غرار الخميني، وهذا هو الجنرال ديغول، الذي أنقذ الامة الفرنسية وفرنسا من السقوط مرتين، ولكنه ترك سدة الحكم مكسور الخاطر لان الشعب الفرنسي لم يشاء ان يعطي لزعيمه العظيم ما يتناقض وسلطة الشعب العليا، وهذا هو ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، انقذ المجتمع البشري من خطر النازية والفاشية، وكسب اعظم حرب شهدتها الانسانية في تاريخها الطويل، ويوم ان انتهت الحرب لصالح بريطانيا وحلفائها انتخب الشعب البريطاني حكومة اخرى لا طعنا في الرجل وعظيم خدمته، بل لكي يثبت للعالم ان الشعب هو الذي يصنع الأعاجيب لا الفرد، واذا استطاع فرد من ابناء الشعب ان يأتي بجلائل الاعمال فانه استطاع ذلك بمساعدة الشعب ومساندته..

 

الاعمال المناقضة للدين ...

 

اذن، هذا التضخيم للثورة وهذا التضخيم لمرشدها ليس امرا اعتباطيا او غير مقصود منه، انه تخطيط دقيق لتسليط الضوء على ما يجري في ايران بقيادة الخميني والخمينيين الحاكمين والصاق اعمالهم بالاسلام تشويها له وازداراء به في حين ان الاسلام ورسوله براء منهم ...  ان الاعمال الهمجية التي ارتكبت في ايران باسم الاسلام واعطت ذلك الانطباع المقصود الذي اشرنا اليه كانت النتيجة المتوخاة منها اظهار الاسلام بمظهر الدين المتخلف، والنظام البربري الذي لا يليق بالانسان والمناقض مع كرامته وحقوقه في كل زمان ومكان، وقد كان تضخيم الثورة وتضخيم مرشدها بالصورة التي شهدها العالم سببا في تضخيم بشاعة وفداحة الاعمال التي ترتكب فيها باسم الاسلام، فكلما الصقت بالاسلام اعمالا بشعة وارتكبت باسمه احكاما جائرة واعمالا همجية، نجح المخططون في تخطيطهم نجاحا وعظيما، ونجح المنفذون في ارضاء سيدهم، ومن هنا جاءت تسمية الحاكمين في ايران بالطابور الخامس.

 

النظام الحاكم في ايران نظام خليط من الفوضوية والشيوعية والنازية والفاشية ولايمت إلى الاسلام بصلة..

 

وحقا اقول هنا، انه لم تستطع زمرة قط من هدم الاسلام بمثل الزمرة الخمينية في غابر الزمان ولا في مستقبله، لقد نجح الخمينيون الحاكمون باسم الدين في ايران في غضون ثلاث سنوات من هدم معنويات الاسلام اكثر مما فعله اتاتورك في تركيا ورضا بهلوي في ايران من حكمهما الذي كرسوه طيلة عشرين عاما لمحاربة الدين بالنار والحديد، فعندما ولى كل منهما وعادت الحرية إلى الشعبين التركي والايراني، عاد الاسلام إلى موقعه الطبيعي في البلدين بل زاد ايمان الناس وتعلقه به اكثر من قبل..

 

تشويه صورة الاسلام.

 

لقد اعطت سياسة محاربة الدين على يد اناس غير محسوبين عليه نتيجة تناقض ما ارادها المخططون، فكان التخطيط الجديد الناجح الباهر هو ضرب الاسلام بالطابور الخامس وهدمه من الداخل على يد اناس ينتمون اليه في ظاهر الاحوال.. ولكي اكون واضحا وصريحا فيما ذهبت اليه من القول رأيت من الضرورة ان اضع النقاط على الحروف، واعدد هنا قائمة بالاعمال التي صدرت من هذه الزمرة وكلها تتناقض مع الاسلام، ولكنها ارتكبت لتشويه صورته وسمعته، وقد باركها من أطلق على نفسه "مرشد الثورة الاسلامية الامام الخميني" ليسد الطريق على الذين يريدون الدفاع عن الاسلام ...

 

( 1 )

 

 

تعريف الاسلام بانه دين الحقد والحرب واراقة الدماء، إذ قال الخميني، ان الاسلام بدأ بالدم ولا يصلح امره الا بالمزيد من اراقة الدماء!!! وسياسة الجمهورية الايرانية منذ تأسيسها حتى الان هي السير في هذا الطريق الذي رسمه مرشدها، قتل الشعب والاخوة والجيران، فليس قتل الاقليات التي تطالب بحقوقها، وقتل الفئات السياسية التي تطالب بحريتها، والحرب مع الجيران الذين يقترحون السلام ويرفضه الخميني الا شاهدا واضحا على سياسة النظام الحاكم باسم الاسلام في ايران. والاسلام دين السلام والصلح والعفو والمغفرة، واسم هذا الدين جاء شاهدا ودليلا على مغزاه وواقعه الداعي إلى السلام والصلح.

 

ان الآيات الكريمة التي جاءت في القرآن الكريم تأمر بالسلام والصلح والعفو واحياء النفس والنهي عن اراقة الدماء تربوا على مائتين وخمس وستين آية، منها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) ( سورة البقرة ) ...  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ( سورة الحجرات ) ...  ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) ( سورة ال عمران ) ...  ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيم ) ( سورة النساء ).. ( مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيع ) ( سورة المائدة ) ...

 

اما سيرة الرسول العظيم والتي هي الحجة على المسلمين، واتخذت مصدرا من مصادر التشريع الاسلامي فهي اوضح من الشمس في رابعة النهار، كما تشهد بها كتب السيرة النبوية، فهذا هو رسول الله يدخل مكة فاتحا يخاطب اهلها الذين حاربوه وشردوه وقتلوا اعز الناس إلى قلبه من اهل بيته وصحابته بقوله " اذهبوا فانتم الطلقاء " ...  كما انه صلى الله عليه واله وسلم اردف دار شيخ الامويين أبي سفيان بالكعبة وقال " من دخل دار ابي سفيان فهو امن " وابو سفيان حارب الرسول عشرين عاما وقاد المعارك بنفسه ضد النبي، وكان السبب الرئيسي في كثير من المحن التي المت بالاسلام ...  ومع ذلك، فإنه لما أسلم، كرمه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ...  وليس الأمر هذا فحسب، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج ابنة أبي سفيان، وهي الطاهرة الكريمة العفيفة الشريفة أم المؤمنين، أم حبيبة رضي الله عنها وعن باقي أزواج النبي، أي أنه صلى الله عليه وسلم صار صهرا لمعاوية ...

 

ودخل ابو سفيان في الاسلام، وقبل الرسول العظيم اسلامه ابي سفيان وأعطاه المكانة التي كان يستحقها بين عشيرته واهل بلده، وجعل بيته مرادفا للكعبة، وهكذا اثبت الرسول العظيم ان الحقد لا يجد إلى قلبه سبيلا وان دينه دين الرحمة والعفو والمغفرة والاخاء والكرم ...  ووقف الرسول مرة اخرى في حجة الوداع امام الجموع المحتشدة من المسلمين وكان عددهم يقدر بمائة وعشرين الفا وخطب فيهم تلك الخطبة اليتيمة التي سجلتها كتب السيرة باحرف من نور، وقد جاء فيها " كل دم في الجاهلية تحت قدمي هذا " ... 

 

وهكذا جعل الرسول العظيم الاحقاد تحت قدميه لبناء المدينة الفاضلة، التي كان يدعو اليها خالية من كل حقد وكراهية ...  وبعد كل هذا هل يستطيع فرد مهما وصل به الحقد والكراهية ضد الاسلام ان يصف هذا الدين بدين القتل واراقة الدماء!!!

 

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ )

 

يوجد في نهاية هذا الجزء من الكتاب بعض التعليقات التي أوردها الكاتب، وهي:

- بعد مرور سنتين على استلام الخميني للسلطة حصلت مجابهة سياسية بينه وبين المجاهدين اعدم على اثرها منهم بضعة الاف من الفتيان والفتيات في غضون ثلاثة اشهر واستعمل معهم قسوة قلما نجد في تاريخ الطغاة مثيلا له ...

 

- لقد سمعت رواية فرار الدكتور بختيار من المقربين إلى المهندس بازركان عندما كنت في طهران وذكرتها بعض الصحف الايرانية ايضا، اما الحقيقة فعلى بختيار ان يقول كلمته فيه ...

 

كذلك توجد صورة عن الاجازة التي نالها المؤلف في الفقه الاسلامي، وحصل بعدها على درجة الاجتهاد ... 

 

أما عن التعريف بالمؤلف، فهو ما سنعرج عليه في نهاية عرض الكتاب ...

 

يتبع ...

 

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الاثنين٠٣ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة