بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
صدق الله العظيم

بقلوب عامرة بالإيمان بالله والوطن، تنعى الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية فقيدها المرحوم الدكتور محسن خليل عضو الأمانة العامة للجبهة، ويتضرع محبو الفقيد إلى الباري جلَّ في علاه أن يتغمد هذا المجاهد الشجاع برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ورفاقه الصبر وجميل العزاء.

وأخيراً توقف القلب الذي ظل يسبح بحمد الرحمن وحب الوطن سبعة عقود إلا قليلا، وما وهن لوجع، وما تراجع لمحنة، فقد ظل وهو يعاني سكرات الموت في أعلى معنويات الرجال.. نعم لقد أثقلت هموم الوطن قلب الفقيد وضاعفت من أوجاعه غربة قسرية فرضها الاحتلال وتداعيات الاحتلال ، وإفرازات العملية السياسية التي أقامها المحتلون.

ظل يقاوم بالكلمة الحرة والقلم الباسل ولم ييأس، وعانى مع العراقيين كل ما عاشوه من محن ومآسٍ، وكان يستشعر عن بعد كل ما يتجرعه العراقيون من مرارة وآلام، وكان في قلب المحنة يتصدى بالقلم والحجة البالغة للأشرار الذين أرادوا بالعراق والأمة العربية كل ما اختزنته ضمائرهم من ضغينة وحقد أسود.

واليوم رجعت نفسه إلى بارئها راضية مرضية، ولتقف أمام الملك الحق العادل وهي بحُلَّةٍ بيضاء، ولتنام نفسه قريرة العين بعد أن أدت دين الشعب الذي فرضه استحقاق ذاتي منطلق من قلبٍ مؤمنٍ غيور.

تغمد الله الدكتور محسن خليل برحمته وأسكنه في جنات النعيم .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.