شبكة ذي قار
عـاجـل










 

يكاد ينطبق المثل على الاحزاب الكردية الشوفينية في شمال الوطن ...(تمخض الجبل فولد فأراً....)                                                

قد لايختلف اثنان من المراقبين السياسيين للمشهد العراقي في ان الاكراد لم ولن يكونوا يوما ضمن المعادلة السياسية ..الا بعد احتلال العراق عام 2003 حيث كانوا دوما فاقدي الرؤية لأي مستقبل لهم في المنطقة وهذا ناتج من عدم وجود ارضية حقيقية لهم في التاريخ البعيد والمعاصر الا بعض من يظنوا انهم وبمقدورهم صنع او اختراع تاريخ لهم في ظل هذه الفوضى ةوالارباك غير المتوازن الذي ينتاب العالم اليوم 

 

ففي غفلة من الزمن ظن بعض من يسمون انفسهم سياسيون ان في احتلال العراق فقد حصلوا على الفردوس المفقود وخاصة بعد ان شاهدوا برؤية ضعيفة وأفق ضيق صدى الحديث في المسالة الكردية ضمن اروقة الدوائر الغربية والاقليمية والصهيونية وكأنهم حصدوا ماكانت عقولهم الخبيثة تحلم به وهو كيان ميت ليس له جذور لاقبل ولابعد بل وهم من نسيج خيالهم على الورق لااكثر ، وهذا يؤكد مدى العمى الذي اصاب بصيرتهم فقد وقعوا في خطأ جسيم عندما استغلوا الوضع الجديد الطاريء الذي شهده العراق فعاثوا في سياسة العنف ضد القومية العربية والتركمانية وباساليب غريبة متمثلة باحتلال مناطق تسكنها اغلبية عربية عبر تاريخ طويل واطلقوا عليها مناطق متنازع عليها ...! ولم يكتفوا بذلك بل استخدموا طريقة الارهابي الصهيوني بن غوريون في فلسطين المحتلة في تهجير العرب من بيوتهم تحت التهديد والقتل والخطف واحيانا بالتعويض وهذا يمثل الصفة العنصرية التي ذهبت اليها الاحزاب الكردية وهي  صفة ملازمة لها . 

 

وفي هذا التوجه الخطير يجعل الاكراد في موقف صعب للغاية امام العراقيين جميعا بعد ان اسقطوا ورقة التوت وظهرت عورتهم بعد ان كانوا ينادون بالظلم الذي اصابهم عبر عقود ، فأن مصير عشرات الالاف من العوائل العربية التي طردت بالترهيب من ارضها التاريخية ستكون في موقع يختلف عما هو عليه في ظل الاحتلال الذي هو زائل لامحالة.       

 

فقد تناسى المتسلطين على رقاب الشعب العراقي من الاكراد في شمال الوطن الوضع الذي كان ينعم به شعبنا في هذه المنطقة في الوقت الذي كان محرما على اقرانهم في تركيا وسوريا وايران حتى في التحدث بلغتهم في حين كانوا يتمتعون بامتيازات في محافظات الحكم الذاتي من جامعات وعمران واستقرار وهذا الوصف لايزال تذكره الطبقة الواعية في الاكراد فهم يقفون اليوم متأملين عما كانوا عليه في فترة الشموخ والزهو وهم ينظرون الى الدولة العراقية في المركز وهي راعية لهم حالهم كحال اخوانهم في البصرة وبغداد والانبار وهم احراراً وبين مرحلة الذل والمستقبل الغامض والتبعية الى المحتل الاجنبي والاجندات الاقليمية وباتوا سوقاً رائجاً لمن هب ودب من اجهزة المخابرات الصهيونية والايرانية وغيرها التي وجدت فيهم مرتعا خصبا لتنفيذ سياساتها التي لايمكن ان تدوم طويلاً.  

 

لقد عملت الاحزاب الكردية الشوفينية على عدم نبش الماضي المجيد الذي كان يعيشه شعبنا في شمال الوطن لاتهم يشعرون بعقدة الخيبة في ما اذا وضعوا مقارنة في ذلك وهم اليوم امام خيارين لاثالث لهما اما الاستمرار في الذل والتبعية للاجنبي او الهروب امام لعنة العراقيين التي ستلاحقهم اينما كانوا ولانهم عصابة ذل وخنوع فلا يمكن لهم ان يدافعوا او يحركوا ساكنا امام التوغل الايراني وهو يدك القرى الكردية بالمدفعية في وقت يتفاخر الطالباني والبارزاني بالعلاقات الوثيقة مع ايران فليس هناك مغيث لشعبنا في السليمانية واربيل اليوم بعد ان فقدوا كل مظاهر الاستقرار وباتوا ورقة محروقة وهذا ماتأكده الاحداث الجارية حول ماتسمى مسألة الاكراد التي ولدت ميتة ومعدومة الرؤية لاتحمل لاطعم ولارائحة فهي للاستخدام الاسوء في زمن أسوء

 

 





الثلاثاء٠٤ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الدين احمد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة