شبكة ذي قار
عـاجـل










نعى الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق الشرعي الرفيق الدكتور محسن خليل سفير العراق الشرعي في جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية قبل الاحتلال الذي وافته المنية في إحدى مستشفيات دولة الإمارات صباح يوم الأثنين 11/11/ 2010. وفيما يأتي نص النعي :


بسم الله الرحمن الرحيم


بقلوب خاشعة مؤمنة ، تلقينا نبأ رحيل الأخ والرفيق العزيز المناضل الدكتور محسن خليل سفير جمهورية العراق الشرعي في جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية بعد صراع طويل مع مرض عضال.


كان الفقيد احد أعمدة الجهد الدبلوماسي الوطني الكبير الذي تصدت لحمله وتشرفت بادائه وزارة خارجية جمهورية العراق في السنتين الأخيرتين قبل الغزو، والذي كان يهدف الى افشال مخطط ادارة جورج بوش الاستعمارية الفاشية المتصهينة وحليفاتها بريطانيا واسرائيل وايران لغزو العراق الدولة المستقلة ذات السيادة والعضو المؤسس في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وحركة عدم الأنحياز وذات الثقل الأكبر في تأسيس الحضارة العربية الاسلامية والحضارة الانسانية، واحتلاله وتدمير دولته الوطنية وإنهاء وجوده الفعال اقليميا ودوليا.

 

وقد وضع الدكتور محسن خليل رحمه الله كل امكاناته الفكرية والسياسية وطاقاته الدبلوماسية في خدمة هذا الجهد من خلال العمل الدؤوب لتقوية علاقات العراق مع جمهورية مصر العربية وتعزيز دوره في جامعة الدول العربية والأسهام الجاد في جهد الوزارة الواسع لترسيخ مكانة العراق في منظومة العمل العربي المشترك وتنقية وتمتين علاقاته العربية مما شابها من عثرات منذ عام 1990 ، وغلق الثغرات التي كان العدو الامريكي يحاول استغلالها لعزل العراق عن اشقائه العرب وتهيئة الجو الرسمي العربي للقبول رسميا بمخططه الاستعماري واستثمارهذا القبول في حملته المحمومة لاجبار الامم المتحدة على شرعنة حربه على العراق واحتلاله وتدمير كيانه الوطني. ولئن لم يفلح هذا الجهد في منع امريكا من تنفيذ جريمتها في غزو العراق كون الولايات المتحدة وبريطانيا قد قررتا شن الحرب منذ تسلم الطاغية الفاشي الأرعن المتصهين جورج بوش الرئاسة اوائل عام 2000 ، فيكفي الرفيق الدكتورمحسن خليل فخرا انه أسهم اسهاما فاعلا مع جهد رفاقه واخوانه في وزارة الخارجية الذين وفقهم الله في حرمان الولايات المتحدة من شرعنة حربها وغزوها واحتلالها للعراق وإفشال حملتها الضارية الضخمة لأجبار الامم المتحدة على إضفاء الشرعية على جريمة الغزو والاحتلال مثلما فعلت في عدوان 1991.


عرفت الفقيد الدكتور محسن خليل الأنسان والبعثي والمثقف والكاتب عدة عقود قبل عمله معي وصلته المباشرة بي في وزارة الخارجية في السنتين الأخيرتين قبل الغزو الاستعماري الامريكي. فقد عرفته كاتبا غير متفرغ في جريدة الثورة (حيث كنت مديرا للتحرير) في أوائل السبعينيات، وعضوا في المكتب الثقافي للحزب.

 

وبعد عمله مديرا عاما لمكتب البحوث والمعلومات في مجلس قيادة الثورة، التقينا مرة أخرى عام 1990عندما كان سكرتيرا صحفيا للرئيس الشهيد صدام حسين، وكنت انذاك مديرا عاما للاعلام الخارجي. أنتقل بعدها للعمل سفيرا في اليمن ، ومنها الى القاهرة حيث التقينا من جديد عام 2001.


وطيلة السنوات القليلة الماضية، كان الفقيد الدكتور محسن خليل يكتب في مجلة الموقف العربي المصرية وفي منبر البصرة والمواقع الوطنية العراقية الأخرى، ولم يكن الكثير من القراء يعرفون أنه كان في الوقت نفسه يصارع مرضا عضالا لكنه كان مصرا على مواصلة جهده الفكري والسياسي لفضح الاحتلال ومخططاته وممارساته وممارسات سلطة عملائه القمعية الفاشية.


رحم الله الفقيد الأخ والرفيق السفير الدكتور محسن خليل وأسكنه فسيح جناته مع رفاقه الشهداء الذين قضوا وهم يدافعون عن الأرض والعرض والأهل في معركة العراقيين والعرب الكبرى معركة تحرير العراق، والهم اهله وذويه ورفاقه واصدقاءه الصبر والسلوان.

 

وانا لله وإنا إليه راجعون.


د. ناجي صبري الحديثي

 

 





الثلاثاء٠٤ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة