شبكة ذي قار
عـاجـل










ها قد ترجل فارس أخر من على صهوة جواده وهو القابض على وطنه ومبادئه في وقت أصبح فيه القابض عليهما كالقابض على جمرة من نار . لقد أبى الدكتور محسن خليل أن يفارق وطنه وأن يغمد سيفه وأن يهادن أو يساوم أو يصمت كما صمت الاخرون . كان هاجسه الوطن والمبادئ التي رفع في سبيلهما صوته وبرى قلمه بعد أن كسر الاخرون أقلامهم , أو أعاروها الى دعاة الواقعية والمساومة والانتهازية . صفقوا له ولاتبكوا رجلا مات كما يموت الرجال , فصوته هاهو يتردد صداه بيننا وفي كل جنبات الوطن وفي الضمائر التي مازالت حية تنبض بحب الله والوطن .

 

لقد أمنت ياسيدي وأستاذي بأن الحياة موقف , وأن صفحات التاريخ مفتوحة لمن يريد أن يرقد فيه بعز وشرف , وأن الوضوح مطلوب في الازمات الشديدة فكنت لها أهلا , وتركت خلفك كل بهرجة الدبلوماسية لتلبس بدلة المقاومين الصابرين الزاهدين , لتسمو فوق كل المنافقين الهاربين الى الظل الباحثين عن كسرة خبز من فتات المحتلين وأعوانهم . صفقوا له فهو اليوم متعب ويريد أن ينام ولتكن هذه الليلة ليلة العهد على المقاومة والنضال , ودعوني أقبل أخر كلماته التي أرسلها لي وهو يقول أطلب الموت توهب لك الحياة .


رحمك الله ياسيدي وأستاذي وصديقي العزيز



د. مثنى عبد الله

 

 





الثلاثاء٠٤ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مثنى عبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة