شبكة ذي قار
عـاجـل










لا اريد هنا ان استطرد في التاريخ المخجل للاحزاب الانفصالية التي قضت حياتها معتاشة على شئ تدعيه امام اهلنا الكورد بدولة الاكراد الكبرى ونسيت الواقع من حولها انه حتى العرب الذين يعيشون في كنفهم الكورد والذين يبلغ تعداد سكانهم اكثر من ثلاثمائة مليون نسمة ما زالوا مقسمين الى دويلات او قل امارات لا قيمة لها عالميا امام التاريخ العربي الذي يشهد ان العرب كانوا يوما ما امة عربية واحدة وشكلوا اكبر دولة عربية اسلامية على مستوى العالم وعلى امتداد ثلاث قارات هن اسيا وافريقيا واوروبا على الاقل .. ورغم كل حقائق التاريخ هذه والممتدة لالاف السنين نرى العرب اليوم يناضلون من اجل أعادة وحدة بلدانهم (اماراتهم) التي شكلها لهم الاستعمار بالقوة حين قسم الارض العربية الى فتات لا قيمة لها اقتصاديا وسياسي ..


من الناحية الاخرى يريد الكورد الانفصاليون تشكيل دولتهم (الحلم) والتي لا وجود لها تاريخيا وبيوم وليلة وعلى ارض العراق وتركيا وايران وسوريا,متناسين انهم ومن خلال الواقع التاريخي لسكناهم كان قدرهم ان يسكنوا تلك الاراضي مختلفة الشعوب كمواطنين حالهم حال تلك الشعوب المتعايشة معهم ..


كما لم يسكن الاكراد في تلك الدول وعلى مد التاريخ على شكل اقاليم تحمل صفة القومية الكوردية ذات الادارة الخاصة بها,بل ما حصل عليه الاكراد من حكم ذاتي في العراق كان امرا حديثا بل ومفاجئا للتاريخ,وهو احدى الاخطاء التي يئن منها تاريخ العراق الحديث والتي امتدت اثارها السلبية الى باقي دول الجوار التي تحتوي بين مواطنيها اكراد وخاصة تركيا التي تعاني الامرين من دعوة الانفصال الكوردية الحديثة بحجة التوق الى تشكيل امبراطورية الكورد العظمى ذات العلم النوروزي الاصفر الذي تلوثت به ارض العراق العظيم بفعل سوء التقدير المستقبلي للحكم الذاتي ومخاطره على وحدة واستقرار العراق من ناحية ومن ناحية اخرى بفعل استغلال قوى الاستعمار والاستثمار العالمية حروب العراق المتوالية ومن ثم ضروف الحصار وبالتالي دفع الكورد الانفصاليين الى الايغال باللعب بوحدة العراق من خلال محاولة فصل شمال العراق الحبيب عن باقي ارض السواد كهدية للحزبين الانفصاليين على دورهم الخياني القذر في التامر على العراق واهله ومع كل قوى الشر وخاصة الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني والنظام الصفوي المجوسي على حدودنا الشرقية ..


وهنا اختصر مقالي ليكون في حدود فترة الاحتلال الاخير للعراق أي بعد 2003 حيث مهد الزمن الغادر للكورد الانفصاليين فرصة ذهبية للعب بمقدرات العراق واهله وبفعل الحزبين العميلين البارتي والاتحاد يقودهما كل من مسعود وجلال وبدفع من قوى الاستعمار والاستثمار التي لا يهمها من هم الكورد ولا من هم العرب بل ولا من هم المجوس وحتى من هم سكنة الكيان الصهيوني اللقيط.


وقع الاحتلال وشمال العراق غائبة عنه السلطة المركزية لاكثر من اثنا عشر عاما حتى غدا مسرحا لقوى الشر وخاصة للكيان الصهيوني المتناغم بالاهداف التاريخية مع حليفه الستراتيجي القديم الفرس المجوس فكانا كلاهما المخططين ميدانيا للكارثة التي حلت بالعراق ,واما مسعود وجلال ما هما الا مضيفين صغيرين لهاتين القوتين اللتين خططت وهيأت مستلزمات الاحتلال بالتعاون مع الذيول العملاء والجواسيس من باقي الاراضي العربية العراقية ودون تمييز لان الكل شاركوا بجريمة الاحتلال وكل حسب وزنه الجاسوسي والعمالي بغض النظر عن اثنه ودينه.


اندفع البيش مركة بعيد الاحتلال مباشرة وحسب خطة غبية وساذجة بل وتوريطية لاهلنا الكورد في غالب الاحيان حين صور لهم كل من جلال ومسعود بأن شمال العراق ووسطه اصبح تحت مطرقة الكورد نتيجة الاحتلال وما اصاب تلك المناطق من دمار وتخريب وحل كل المؤسسات المدنية والعسكرية أي استغلال الفراغ الوطني الرسمي وعليه كانت فرصتهم كما يحلمون في تثبيت اركان امبراطوريتهم العظمى من شمال العراق حتى بدرة وجصان وربما جنوبا حتى تخوم البصرة؟!نينوى والتاميم وديالى واجزاء كبرى من صلاح الدين داخل دولتهم وعليه شرعوا بالاشارة الى بيش مركتهم بالتوغل الغبي الاحمق للسيطرة على تلك المناطق العربية اصلا والمسكونة بأقليات عراقية اخرى الى جانب العرب كالاتراك والكلدواشوريين واليزيديين والشبك الذين اضاعوا المشيتين كما يقال ..


دخلت ما تسمى بقوات البيش مركة تلك المناطق والحقيقة ما كانت قوات بل اصحاب سوابق واخرين مغرر بهم وكلهم يحملون هويات الحزبين العميلين ويجوبون تلك الديار بوسائط نقل بسيطة كالبيكبات والسيارات الخاصة والكيات من نوع حمل اثنين طن وهم يهددون ويتوعدون بالانتقام من البعثيين والقادة العسكريين وعلى رؤوس الاشهاد ونحن شهود عليهم نظرا وسمع ..


استهتروا اشد انواع الاستهتار واوغلوا ايما ايغال في الشتيمة والتعرض حتى للنساء ودخول المنازل دون الاخذ بنظر الاعتبار حرمتها بل وراحوا ينهبون دوائر الدولة والياتها دون حياء او خجل من هم اكبر منهم ومن هم اقوى منهم ومن هم اهل العراق الاصليين ذو النفس الطويل والخبرة الموروثة بالقيادة والتخطيط الستراتيجي المتقن من خلال الصبر الجميل المحسوب ,فكان التالي كردة فعل محسوبة ومطلوبة :


اولا :غرب كركوك :


لقد تنادى رجال القوات المسلحة الابطال من الجيش العراقي الاصيل تساندهم العشائر هناك فأبادوا كل قوات البيش مركة عن بكرة ابيهم ولم تطل العملية الا ساعات قلائل ليأتي كل من وفدي جلال ومسعود بعد وساطات لاستلام جثث قتلاهم وهم يعرفون قصتهم تلك  .. والنتيجة ان تنازل الكور الانفصاليين عن حدودهم حتى الفتحة واستبدلوها بوادي النفط غرب كركوك بضع كيلومترات؟!


ثانيا :ديالى :


بعد ان استهترت مجاميع البش مركة العميلة واستباحت اراضي ديالى دون وجه حق تصدى لها الرجال الرجال هناك وردوهم على اعقابهم خاسئين حتى ضاعت احلامهم مع مهب الريح ,فقتل من قتل منهم ورجع من رجع حتى رأى المغرر بهم من اخوتنا الكورد كم هم على ضلالة وكم كانت قيادات البيش مركة لا تحسن الحفاظ على ارواح اهلنا في شمال العراق حين ورطتهم بالدخول في اراض ليست لهم فيها ناقة ولا جمل غير الاستهتار والطموحات الانفصالية البائسة واحلام الامبراطورية الاسطورية التي لا وجود لها الا في مخيلة جلال ومسعود واتباعهم اذلاء الموساد اللعين.


ثالثا : شرق صلاح الدين :

 

راحت مجاميع البيش مركة تجوب مناطق الدوز وجنوب كركوك لتصطدم برجال مقاتلين اشداء اذاقوهم العذاب وحاصروهم ولجموهم لتولي فلولهم الى اعالي الجبال مندحرة منهارة.


رابعا : الموصل :

كل المراقبين وخاصة في الميدان يعرفون استهتار مجاميع البيش مركة الانفصالية التي دخلت الموصل وما حولها وكأنهم فاتحين  .. صبر اهلنا هناك عليهم صبرا جميلا في بداية الامر لكن استفزازاتهم المتكررة للاهالي ومن ثم انتشارهم كالوباء في تلك المدينة وسيطرتهم على مفاصل الحياة هناك اثارت اهلنا ليتجمعوا من داخل المدينة ومن اطرافها ومن ثم يجهزوا على هؤلاء الاوباش ويكنسوهم من المدينة الحدباء لتبقى بيرقا عروبيا بوجه الاعداء والان ما هو وجود الانفصاليين في تلك المدينة ؟لا شئ فقد ولوا هاربين خارجها وسيطر اهلنا من اشراف العراق عربا وكردا وتركمانا وغيرهم والنتيجة ان وعى الاخوة الكورد المغرر بهم قسوة المؤامرة الانفصالية عليهم حين خسروا الكثير مما كانوا يمتلكون تحت ظل الحكم الوطني ودون تمييز ..


خامسا :كركوك :


لقد تعالت اصوات البيش مركة الانفصاليين هذه الايام حول كرددت كركوك وخاصة بعد ان تزامن هذا الضجيج مع التعداد العام للسكان,فلقد هددوا العوائل العربية والتركمانية والكلدواشورية بالرحيل من كركوك؟!وكأن كركوك مدينة كوردية لسابع ظهر .. لقد نسي جلال ومسعود ما حل بمجاميعهم الانفصالية في المناطق الاخرى وعليه كان الاجدر بهم ان يستفيدوا من تجارب الاخفاق وخيانة الاهل والوطن واندحاراتهم المتوالية ليتركوا كركوك على حالها والا سوف يكون مصيرهم اسوأ مما جرى لهم في المناطق التي طردوا منها وكما اشرنا سابق .. كركوك خط احمر ملتهب لمن يريد الاستحواذ عليها قسرا  .. كركوك باقة الورد العراقية بكل اطيافها العربية والتركمانية والكوردية والكلدواشورية .. اضافة كركوك الى منطقة الحكم الذاتي يعني انهار من الدماء التي ستسيل لا سامح الله من اجل عراقيتها وبفعل اهلها الاشاوس المعروفين بارادتهم التي لا تلين .. النصيحة كل النصيحة لكل من جلال ومسعود ان يحافضوا على وجود اهلنا من الكورد الاصليين من سكنة كركوك من خلال ترك كركوك تماما لاهلها ونسيان المادة 140 سيئة الصيت التي دسترها الاحتلال من اجل الوقيعة بين العراقيين الضحايا.


سادسا : سهل نينوى :


يبدو ان البيش مركة استهوتهم العيشة في سهل نينوى بعد ان طردوا شر طردة من الموصل الحدباء ويبدو ان احلامهم الشتات ما زالت تمد برأسها على استحياء في عقولهم بأن البديل عن الموصل هو سهل نينوى (شعاب الجبال),وهنا لا بد من التذكير بأن كل انفصالي غرب نهر دجلة شمال الموصل يعتبر نفسه من الاموات ان لم يعتبر ويعبر الحاجز المائي قبل ان لا زمان ولا مكان لعبوره الى الوراء .. انتم في كماشة الجغرافيا الطبيعية والبشرية يا بيش مركة في تلك المناطق الغربية من نينوى ومصير من لا يفهم الجغرافيا هو في مهب الريح وفي حكم اللارجعة اجلا ام عاجلا فالزحف المقاوم البطل باتجاهكم ايها الاوباش خاصة بعد تنظيف الموصل وما حولها من دنسكم القذر ..


اما المناطق المحصورة بين الزاب الاعلى وبين سد الموصل ذات العمق البشري المضاد لاحلامكم ليس في صالحكم لانكم دخلتم ارضا ليست ارضكم بل هي لاخوان لكم بالمواطنة والتاريخ شاهد على ذلك,وعليه اتقوا الله في انفسكم ولا تتجاسروا على ممتلكات وشؤون الاخرين من اهلنا العراقيين والا ستكون فضيحتكم وخسارة الالاف من المغرر بهم فهم لا يعلمون ولا يفقهون ما يجري وما هو مخطط له .. انهم بسطاء .. انهم سذج ..

 

 





الاربعاء٠٥ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة