كم حزنت وبعمق شديد عندما وقع بصري على نعي الرفيق المناضل محسن خليل، وأنا أتصفح موقع البصرة الثائر ..
لم أعرف الرفيق الراحل شخصيا، ولكن تعرفت عليه من خلال كتاباته الفكرية والسياسية، وكنت أقرأها بستمرار، مرة ..  ومرة ..  ومرة، حتى أصبح هذا الرجل الشهم وكأنه أحد أقرب أصدقائي ..  ورفاقي ..

هكذا مرة أخرى يؤكد الموت أنه ينتقي أطايب الرجال، كما ينتقي الناس أطايب الرطب؛ وهكذا أيضا يؤكد البعثيون أنهم هم الرجال "الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" ..

وعزاؤنا في أبناء شهداء حزب البعث العربي الإشتراكي الذين يتسلمون الرسالة والراية، جيل بعد جيل، وكلما انطفأ نجم بعثي في سوح منازلة القلم أو البندقية بزغ نجم بعثي آخر، وهكذا جيل الرسالة الخالدة! حتى تتحرر الأمة، وتستعيد سجلها الحضاري، وتقود قطار الحضارة الإنسانية، كما كانت أول مرة ..  وكما هي سيرتها الأولى في زمن محمد صلى الله عليه وسلم، ورعيل الرجال المعلمين من صحابته الأخيار والأطهار ..