شبكة ذي قار
عـاجـل










يتبع ما سبقه.

 

1.  التآمر ضد اي تطور عربي: ان احتلال العراق وتدميره جعل الجميع بما فيهم الناس البسطاء واللذين لا يعرفوا تفاصيل الاحكام الشرعية للاديان ولا قوانين المجتمع الدولي، يتأكدوا ان الهدف والغاية الحصار والاحتلال هو تقييد امكانات العراق القطر الوحيد، الذي انتهج التخطيط الصحيح لتغيير الاوضاع في الوطن العربي وبناء اسس النهوض المطلوبة، واستمر بدعم نضال الفلسطينيين والعمل المقوم برؤيا صحيحة منبثقة من وعي ايماني بمعنى القتال شرعا وتجسيدا لمبادئ حزب البعث الذي يعتبر الوطن العربي وحدة جغرافية وبشرية وسياسية ونضالية واحدة، وان دعم وتمويل المقاومة في فلسطين أو غيرها من قوى المقومة والجهاد في الوطن الكبير ليس مساعدات أو تعاطف وموقف انساني، بل هو واجبا دينيا ووطنيا على كل عربي وعلى كل جزء من الوطن العربي، وان مسؤولية القتال دونه فرض عين على كل مؤمن، فان اكتفي المقاتلين بما موجود من الرجال فصار الامر فرض عين على كل عربي ومؤمن ان يجهزهم ويمولهم عملا باحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة.

 

2.  استخدام انظمة الغرب الكافرة للدين في حروبها: كان واحدا من اسباب نمو وتصاعد العداوة والبغضاء بين المسلمين واتباع الرسالات الآخرى، وتوافق وصول المتطرفين من المتصهينين، اللذين يدعوا المسيحية كذبا وافتراءا على المسيحية، ممن اسموهم المحافظين الجدد، والذين بدأوا بشكل واضح حملتهم على الاسلام كدين وعلى المسلمين كشعوب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مباشرة، واعتبارهم الاسلام العدو رقم واحد لهم ولمخططاتهم، وما العدوان على العراق عام 1991 بحجة تحرير الكويت والدفاع عن الشرعية الدولية ورفض كل حل سلمي لتسوية المشكلة العربية العربية الا صورة واضحة لذلك، والذي زاد دعوة اعطى لتنظيمات المتطرفة زخما كبيرا في الدعوة للجهاد، حيث ان كل ذو عقل يدرك ان استهداف العراق والعدوان عليه لم يكن بسبب اجتياح الكويت ولكن لتدمير قوة الردع العربية والاسلامية القادرة على مواجهة وردع الكيان الصهيوني والحد من ارهابه وغطرسته، وجاء الاحتلال وحل الجيش العراقي معززا لذلك.

 

3.  الدعم المطلق للكيان الصهيوني: ان ما تقوم به الدول الامبريالية من مواقف مع الكيان الصهيوني اوصل الكثير من الشباب العربي مسلمين ومسيحيين الى قناعة تامة بأن تلك الدول ليست داعمة وحامية للكيان الصهيوني، وراعية لارهابه وعدوانيته فحسب، بل هي شريكة ان لم تكن هي الفاعلة والمحاربة لنا بشكل مباشر، وان أمريكا وهيمنتها وتجنيدها للنظام الرسمي العربي، عبر حماية المرفوضين شعبيا من الحكام المرتبطين بها والذين تسميهم أنظمة الاعتدال، وارهاب الاخرين والعمل على احتوائهم أو اسقاط انظمتهم و احتلال بلدانهم كما جرى للعراق زاد الامر تصعيدا، وحول الكراهية لهم الى بغض وقطيعة وعداء دام، الجأ الرافضين الى استخدام كل ما متاح للمقاومة، وصل البعض منهم الى حد الموافقة على ان يموت كي يميت علوجهم (العمليات الاستشهادية)، وهو مقتنعا انه مجاهد في سبيل الله وسيحتسب عند الله شهيد (انشاء الله)، لانه وصل الى قناعة ان لا سبيل للخلاص الا بالقوة والعنف.

 

4.  عمل الغرب على تشويه صورة الاسلام: كان دور الاعلام المعادي والحملات المعادية ودوره في تشويه صورة الإسلام والمسلمين رغم انه ليس أمرا جديدا، لكنه أصبح أشد عدوانية وأكثر انتشاراً، بما أتيح من وسائل اعلامية حديثة وما لحق بها من تطور وتنوع نتيجة ثورة المعلومات ووسائل الاتصال. وقد تعاون في ذلك للاسف دول الشرق التي نعتبرها صديقة وقريبة منا ودول الغرب الامبريالي، بعد أن انتهت الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، وصار الجميع يعتبر الإسلام عدوا له، وركزوا الإعلام لتشويه صورة الإسلام ليس في عيون المسلمين فحسب بل في عيون البشر جميعا.

 

5.  خداع الشباب العربي وتجنيدهم كمرتزقة: واحدة من أكبر مسببات العنف خارج البلدان التي ينتمي لها المجاهدين هو التجنيد الامريكي للمسلمين بتوريط أنظمة عربية واسلامية معروفة، في حرب النيابة بين الاتحاد السوفيتي وامريكا، عند اجتياح قوات الاتحاد السوفيتي لافغانستان، وقد استخدمت امريكا في حينه كل امكاناتها السياسية وقدراتها الدبلوماسية والمادية، بالضغط على الانظمة الاسلامية خصوصا العربية، ودعمت الدعاة والمفتين، وسهلت فتح المعسكرات، وهيأت كل مستلزمات تدريب وتسليح وتمويل المقاتلين، ليخوضوا معركة ضد الاتحاد الاسوفيتي، باسم الاسلام وتحت شعار الجهاد ضد الغزو الشيوعي لديار الاسلام، وأجبرت انظمة وحكومات المنطقة الاسلامية لتسهيل ودعم التحاق المقاتلين الى تلك الحرب، حتى غدا الالتحاق الى هناك دليلا على الايمان، وغدت الدول الداعمة لذلك هي دول الاسلام، ، ودعم منهج دعاة الفكر السلفي التكفيري، الذي كان محدود النشاط ومحصور في مناطق معينة، فانتشر ونما وصار لهم محطة في كل بلدان العرب والاسلام، واجبرت دولا من المرتبطة بامريكا وحلفائها في معسكر الشر وحلف الاطلسي على غض النظر عن نموه ونشاطه، بل طالبت تلك الانظمة بتسهيل التحاق المقاتلين، كان الشباب المسلم قد توجهوا بنية صادقة للجهاد في سبيل الله، ولكن امريكا والانظمة السائرة في ركابها كانت تعلم الهدف الحقيقي، والغرض والغاية القذرة، فقد جندوهم كمرتزقة ليخوضوا حربا بدل أمريكا التي لا تريد لروسيا أن يكون لها موطيء قدم في المياه الدافئة كما يسموا منطقة الشرق الاسلامي، ودول المحيط الهندي، وكان لتوريط اولئك الشباب بتلك الحرب السبب الاساس والرئيسئ في ما حدث لاحقا من عداء بين تنظيم القاعدة وطالبان التي أنشؤوها الامريكان وعملائهم، وكان سبب الموقف السلبي بل والتكفيري من قبل تلك التنظيمات المضلله والمخدوعة وتنظيمات حزبية غيرها تتخذ الدين غطاءا، من العراق وسوريا وحزب البعث العربي الاشتراكي، لانه كان يعي الهدف وأبعاد الجريمة، فضيق وتصدى لذلك التضليل وفضحه اعلاميا وجماهيريا، وادانه ونبه لحقيقته من اول الامر ، فوصف البعث بأنه حزب علماني معادي للاسلام وكافر، ولم يفقه للاسف كل المتأسلمين المخدوعين والمضللين لماذا كان موقف البعث، حتى بعد انجلاء الحقيقة ووضوح الامر، فبعد ان تبين ذلك انقلب السحر على الساحر وصار المجاهدين اعداء وارهابيين، وهذا ما كان البعث يعرفه ونبه عليه ، فجاء انهيار الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي وكان موقف امريكا هذه المرة مناقضا لما سبقه، فصار المجاهدون عن ديار الاسلام ارهابيين، عند التحاقهم للدفاع عن مسلمي يوغسلافيا السابقة (البوسنة والهرسك).

 

6.  نشر العنف عند توظيف الدين لعمل عدواني: بعد انتصار المجاهدين واجتياح تنظيم طالبان لافغانستان واستيلائها على الحكم فيها، وطالبان للعلم هو اسم مجاميع الفتية والشباب اللذين كانوا يتلقون التعليم المتطرف والتدريب على حرب العصابات ضد الشيوعية وقد نجح الصهاينة من خلال اختراقها ومشاركتها لمراكز القرار في امريكا ان تجعله مزدوجا فهو ضد الشيوعية وضد الصليبية – ويعنون بالصليبية للاسف اولئك المرشدين والدعات والمعلمين ورجال الافتاء في تلك المدارس والمعسكرات كل المسيحيين – وهذا كان هدف الصهاينة لتنمية عداء مستحكم بين القرب رسالتين سماويتين تدعوان للسلام والمحبة الاسلام والمسيحية، وتغابوا اولئك العلماء!! الفقهاء في الدين كما يدعون بالتفريق بين المسيحية الغربية المتصهينة والتي باتت جزءا من الصهيونية العالمية وبين المؤمنين الصادقين من المسيحينين اللذين يتبعوا ملة نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، فقدموا خدمة مجانية بغباء او اجر مدفوع للصهيونية العالمية وكيانها في فلسطين، هذا كان السبب الحقيقي للعداوة بين تنظيم القاعدة وبين امريكا وهذا سبب انتشار التطرف عندما صار كل مسلم ملتزم بل عموم المسلمين كبشر والاسلام كدين يعني في قاموس الغرب الامبريالي ارهابا.

 

7.  خلق نماذج خاطئة: كذلك بعد انتصار المجاهدين في افغانستان عاد البعض منهم الى بلدانهم وعوملوا على اساس انهم ابطال – وهم فعلا كذلك لولا الغفلة والتضليل الذي وقعوا فيه- وتاثر بهم وبآرائهم كثير من الشباب والفتية المسلمين مما سبب نمو وانتشار الفكر المتطرف الذي تكونوا وربوهم عليه فكان هذا التوسع في تنظيم القاعدة، وازداد صلابة وانتشارا بعد وقوف امريكا ضده والصاق احداث 11أيلول 2001به، ورغم كل ما نشر واعتراف بن لادن والقاعدة بانهم هم اللذين نفذوه فانا كمحلل واع وعاقل لا استبعد ان يكون من فعل المخابرات الامريكية والموساد الصهيوني بشكل مباشر او عن طريق التوريط والتواطؤ مع مجندين ينتمون للقاعدة، اما اعتراف ابن لادن والقاعدة بمسؤوليتها فكان من باب اعتباره عملا بطوليا وهم لا علاقة لهم به او انهم خدعوا ان كان فعلا لهم علاقة بالموضوع أو انهم ما زالوا على علاقة ولكن خفية بالمخابرات الامريكية والصهيونية وان اغعالهم ما هي الا تقدين مبررات وخدمة للمخطط الامبريالي الصهيوني ضد الاسلام والمسلمين بل وعموم البشرية.

 

8.  دور الاعلام الغربي في نشر العنف: من يتابع الاعلام الغربي يجد انه يؤسس لنشر ثقافة العنف بشكل واسع، فبرامج الفضائيات وافلام السينما وحتى افلام الدمى الموجه للاطفال كلها تؤسس للارهاب والعنف وتعمل على تنمية مشاعر العنف والجريمة في النفوس وتصعيد الفكر العدواني والغلو والتطرف. وهذا سنتناوله في جزء خاص، انشاء الله تعالى ضمن هذا المبحث.

 

9.  الجهل الديني واللغو في تفسير الاحكام: أن الايمان زادا للإنسان في الحياة ، وحصنه من الانزلاق في الفاحشة والبغي، ومتكئه لمواجهة مشكلات الحياة ومصائبها، وهو يحرر الإنسان من الخوف الا من ربّه، وتجعله متمسكا بالحق والعدل، ومن خلال الايمان الصادق يكون الانسان واثقا من نصر الله له في سعيه للخير والصلاح ولا يشعر باليأس أو القنوط ، او يخشى الموت والهلاك ما زال ساعيا في سبيل الله، هذا الفهم لحقيقة الاعتقاد بالدين لم يبقى على ما عرفه المسلمون من النبي العظيم وصحابته الكرام بل ناله كثير من التأويل والتحريف فصار كل يجتهد في تفسير العقيدة وفق رؤيته وما يطلب منه فجعل الاجتهاد حتى في المسائل العقدية – اشتقاقا من العقيدة- محل تباين، فصار الجهاد مجالا لاجتهاد انصاف العلماء والمداهنين والمرتزقة من العالمين ولكنهم باعوا دينهم بدنياهم اعاذنا الله منهم ومن علمهم.

 

10.  تفشي الرذيلة والفجور والمادية في الحياة: انتشار الانحراف الاخلاقي والتوجه نحو المسائل المادية وانتشار الثقافة المادية وحب الدنيا واغراءاتها وتغير مفهوم احترام الانسان في المجتمع، فقد صار الانسان يحدد موقفه الاجتماعي كم يملك من المال لا كم يملك من العلم، ولا ما هي الوسيلة التي يحصل بها على ذلك المال، جعل كثير من الشباب للاسف صيدا سهلا وقابلا للتجنيد من خلال ذلك ولو وهما.

 

يتبع لطفا ...

 

 





الخميس٠٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة