شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
صدق الله العظيم

 


تلقيت نبأ وفاتك يا شهيد الواجب والغربة بحزن مضاف الى جعبة احزاننا التي ما زالت تحتمل المزيد رغم صراخها من هول ما حملت من اتراح الدنيا في زمن الغدر وعشق الخيانة لدى البعض وفي زمن الاستعلاء وفي زمن الذين يمشون في الارض مرحا وما يدرون انهم يحصدون اوهامهم على لوح زجاجي بالكاد يصد مهب الريح الوديعة ..


عرفتك سيدي ومنذ السبعينات عندما كان اخ لي يعمل بصحبتك وهو الاخر قد هوى صريع الواجب قبلك لتكمل انت واجبكما وقد اجدت واحسنت وواصلت رسالتك داخل وخارج الوطن الحبيب .. لقد كنت دقيقا وحديا وذا حساسية عالية تجاه الواجب المناط بك ولهذا قلدت ادق المناصب واخطرها وكنت لها كما يعرفك من عمل معك ومن كلفك على مستويات القيادة العليا المختلفة ..


كان قلمك مشرعا ايضا كالسيف دفاعا عن المبادئ السامية التي امنت بها وتعلقت بها ووضعت نفسك حارسا حاميا لها دون خوف او وجل .. لا المرض ولا الكبر اخذ منك لتتقاعد من واجبك الوطني العتيد بل بقيت طوطا شامخا كما كنا نعرفك ايها الهادئ البسيط العميق ذو النظرة التي تحمل كل همومك وراءها وهي هموم وطن وهموم واجب وهموم مسؤولية بل وهموم شرفك الوضيفي الذي اقسمت امام الله والوطن والشعب ان تكون مخلصا له فوفيت وكفيت واستمريت الى اخر لحظة يقظة دنيوية وانت تمد بعقلك وفكرك وقلمك ولسانك نحو عقيدتك التي صنتها كبقية الرجال الرجال الذين افوا العهد ولم يحسنوا في حياتهم سوى عمل الخير والدقة بالتعاطي مع هموم الوطن والامة والبعث الخالد خلود ارواحكم يا شهدائه الافذاذ ..


كنت في عملك العربي تفعل فعل الدارئ الكيمياوي لتتحمل هذا وتدعو الاخر الى الهدوء والاستقرار والثبات على المبدأ الذي تحتاجه الامة  .. فأحبوك وركنوا الى كلماتك صامتين مأخوذين بلغتك اليعربية النقية وبسريرتك البيضاء تجاه هذا وذاك من العرب وبغض النظر عن المواقف والاختلاف والخلاف لانك قائدا وتلك هي صفات من يقبل بمنصب القياد ة ان يكون اكبر منها ومن كرسيها الذي لا يحتويه لجلاله ..


وداعا ايها الاخ والرفيق والزميل والمقاتل رغم حاجتنا الى امثالك لكن تلك هي الدنيا وتلك هي صروفها تذهب بنا واحدا واحدا بتنسيق وتعاقب عجيبين,والمحظوظ منا من يغادر وقد لاحقته الترحمات وحماه الله من لعنات الخيانة والتملص من الحقيقة والواجب  .. انت انسان سيدي تشرف بك العراق وتشرفت بك عقيدتك البعثية النقية بل وتشرفت بك امتك التي ناضلت من اجلها ايها البطل الخالد في جنات النعيم انشاءالله ..


اما نحن سيدي فما زلنا نصارع الحاضر بكل اثقاله التي اهانت الجبال, لا تلوينا غريزة دنيا ولا تغرينا سلطة مشوهة ولا يستفزنا كلام من ناقص او جاسوس او عميل مرهون بأيام جريمته .. نحن سيدي رفاقك الذين احسنت الظن بهم والباقون على العهد ومهما كانت التضحيات جسام .. نحن ربعك النشامى اسود الداخل الذين الانوا حديد المحتل البغيض واهانوا عملائه وذيوله المارقين ..


سيدي الراحل الشهيد نحن اهلك وورثة فكرك وقلمك وواجبك وعقيدتك يقودنا الى منابع البهجة بالتحرير اخونا شيخ المجاهدين وخادمهم البطل الثائر عزة ابراهيم الدوري بكل الفصائل المجربة التي نالت من العدو واخزته وكما انت تبغي وتريد ايها المودع المغادر الى دار اخرى ومثوى ثان بعد ان ترجلت لتستريح بجوار ربك الناصر لعباده المتقين ايها الحاج والعالم والكاتب والسفير .. وداعا سيدي .. وداع ..

 

 





الخميس٠٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة