شبكة ذي قار
عـاجـل










ذهبت قبل ايام ويا ليتني لم اذهب لارى ما رأيت من مشهد حزين تلوثت به مدينة سامراء الغالية التي كانت يوما ما عاصمة الدولة العربية الاسلامية العظمى المترامية بين شرق وغرب الدني .. مدينة وامعتصماه .. فلقد اغلقت كل الشوارع والطرقات حول المزار فيها ومنع المارة والناس والمركبات جميعا من الوصول الى مقتربات هذا المزار بعد ان كانت تلك المنطقة اجمل واروع مناطق سامراء حيث كنا نبتاع منها اجمل البضائع ونتناول فيها اشهى الاكلات العراقية السامرائية الشهية ..


كل شئ في مركز المدينة قد تغير حتى رائحة القيمين عليها وحراسها قد تغيرت وتغيروا فما عادت الرائحة ولا اللون عربيان وما عاد حراسها عربا ايض .. فلقد زكم انفي من نتان وجيفة زوارها العجم المجوس والذين فتحت لهم بوابات تلك المدينة على مصاريعها حصري .. سألت من معي من اهالي سامراء الكرام من هم هؤلاء الموشحين بالسواد ليجيب انهم زوار ؟ !قلت له وهل يمكن لنا ان نكون مثلهم لنسعى حول مزار مدينتنا  ؟ اجاب لا يا سيدي انهم يحملون هويات خاصة وتجلبهم الى هنا سيارات خاصة وهم من مناطق مختلفة من داخل العراق واخرى خارج العراق ؟ ماذا تقصد من خارج العراق ؟ قال من ايران ؟ قلت ولكن ايران محتلة لبلدنا فكيف لكم ان تسمحوا لهذه الوجوه الصفوية ان تسرح وتمرح في قلب مدينتن ؟ قال هي القوة حيث ان الفوج الحارس لمزار مدينتنا مشكل من نوع اخر من البشر الغريب ومتصل مباشرة برئيس الوزراء وعليه كيف لنا ان نطارده ؟ !


خيم على محياي العار والخجل فحاولت مدارات انفعالاتي برباطة جأش تعودنا عليها في زمن الاحتلال وقرفه .. قلت له هل لك ان تريني مرأب السيارات التي تنقل هذا العفن الى مزار مدينتن ؟ قال لا نستطيع الدخول فيه ولكن يمكن ان تراه من بعيد فهو محمي بقوة خاصة اوامرها مباشرة من المنطقة الخضراء ؟ !وصلنا المكان أي اقتربنا منه .. فقلت له اتدري يا صديقي ان طيور السنونو  ( الخشاف ) لا تبني اعشاشها وسط الصيادين ؟ قال اعرف, واغلقت هذا الموضوع الخاص تماما  ..

 

انا اعرف ان مدينة سامراء هي اكبر اقضية العراق واعرف انها مدينة عربية واعرف ان بها رجال ابطال واعرف انها ذات عمق حضاري قديم وجديد واعرف انها محاطة من كل الجهات بمناطق عربية نقية ذات باع طويل بالمقاومة العراقية البطلة .. قال هل انت تهذي قلت لا بل اترجم ما اشعر وما يحضرني من افكار تخص الجغرافيا  .. فلو سقطت يا صديقي سامراء بيد المجوس الذين يتقدمون اليها خطوة خطوة فهذا يعني ان اقرأ على باقي اهلنا حولها السلام .. قال ما تقصد ؟  قلت على عاتق سامراء بعمقها البشري مسؤولية صد العجم المجوس عن باقي الديار وأن لا تكون مركز انطلاق متقدم لتوغلهم تجاه الجوار من ديارن ..


ثم اردفت له بأن قلت  : صدقني يا صديقي ان موضوع الزيارة لا تعدو عذرا وشعيرة دينية لاحتلال المنطقة برمتها ,وما وجودهم هنا الا من اجل تقدير ردة فعلكم على تواجدهم بينكم  ( بينن )  .. فعليكم ان تفرزوا جيدا بين الزائر من اهلنا شيعة العراق الجعفرية وبين هؤلاء الصفويين المجوس وتحسنوا التقدير من اجل المستقبل فهناك اخوة لكم في مناطق اخرى استقتلوا من اجل تحرير ديارهم من براثن البيش مركة الانفصاليين ذو الاطماع التوسعية على حساب اهل الديار وقد طردوهم بعد ان جاسوا ديارهم شر طردة وارتاحت نفوس اهلنا منهم  ..


اجاب صديقي السامرائي بالقول : اقول لك ايها الزائر ان هناك فتوى من المراجع الدينية الصفوية تقضي ( انه من لم يتسومر فلم يحج ) ؟؟؟!!! اجبته هنا يكمن الخطر يا صديقي كون الحج الاسلامي الذي جاء به القران الكريم لم يذكر ان الحج يكتمل في سامراء بل الحج هو فريضة اسلامية تؤدى في بيت الله الحرام وهذا ما جاء به ابراهيم  ( عليه السلام  ) بعد بناء بيت الكعبة الحرام .. اذن ان تتحول كل المقابر في العراق الى شعائر واجبة الزيارة كي يكتمل الحج المبرور ما هو الا دجل صفوي يحقن في عقول السذج والبسطاء على الكرة الارضية .. انها فرية سيدي من اجل التواجد المشروع للعنصر الفارسي المجوسي على ارضنا تمهيدا لاحتلالها وظمها الى دولتهم بعد نشر شعيرتهم الصفوية قسرا او بالتجهيل لعقول الناس وبتلك الطريقة وبسياسة الخطوة خطوة نكون قد خسرنا العراق بل وخسرنا عقيدتنا الاسلامية الحقة وبالتالي اضعنا عروبتنا واصبحنا عبيدا للمجوس وحسب خطتهم الخمسينية الخاصة بتشكيل دولتهم الفارسية مرة اخرى على ارض العرب النيام ..


هم يريدوننا يا صديقي ان نكفر بالله ونؤمن بالاصنام البشرية كي نفقد الروح فينا ونتحول الى مادة خالية من الروحانية المجددة للطاقة والوعي بالمحيط .. هم يريدون استهلاكنا لقمة لقمة بعد لجم عقولنا عن التفكير بالقوة الاعظم التي هي المحرك للوجود كونها صانعه,وعندما نفقد ايماننا بالله عز وجل نقبل أي املاء علينا لنصبح مطواعين لاي اوامر خائفين مرعوبين ضعفاء امام المجهول ..


سيدي ان فكرة التوحيد هي الطاقة الملهمة لنا بأن هناك خلود سرمدي فأن قاومنا عدونا ومتنا بالقتال فسوف ننتقل الى دار اخرى بجوار خالقنا وهنا تكمن فكرة الايمان بعقل المقاوم الجسور كونه على حق ولانه على حق فموته يعني الاستشهاد والاستشهاد يعني الفوز بالدنيا والاخرة .. اذن لا توجد قوة في الارض تستطيع سحق وغلبة المؤمن بالله والموحد له وهنا تتصادم افكارنا ومصالحنا مع الفرس المجوس الذين غادروا الله ليعبدوا البشر متظاهرين بذلك امام البسطاء والسذج لانهم في حقيقتهم عبدة نار ومنذ فجر التاريخ وما زالوا على عقيدتهم مع بعض التغيير بالوسيلة وصولا الى الغاية ..

 

 

 





الخميس٠٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة