شبكة ذي قار
عـاجـل










يخطئ من اهلنا الكورد من يظن ان استقلالية شمال العراق ذو الغالبية الكوردية في حكومة بعيدة عن بغداد سوف يوفر للاكراد عامل الاستقرار والتقدم الحضاري والسياسي والاقتصادي على المدى البعيد.ان ما وجده الكورد من حركة عمرانية مصنوعة في وقت غير طبيعي واستثنائي عاشه العراق بعد حرب الخليج عام 1991 ما هو الا فرصة مؤقتة نتيجة هذا الضرف المقحم على العراق تحت وبقوة ارادات خارجية نفعية يستمر وجودها بوجود مصالحها او قل بفرصة مسنوحة لها بالقوة وهي بالتالي ايضا غير مضمونة من ناحية ومن ناحية اخرى الرفض الشامل الاقليمي لما يحصل من ضرف طوارئ مقلقة يعيشها شمال قطرنا الحبيب وتكمن فيه اسرار ومخططات رهيبة معلنة او غير معلنة ليس للاقليم فيا ناقة ولا جمل على المستوى السترا تيجي المستقبلي الذي تخطط له دول الاقليم  ( تركيا وايران وسوريا والنظام الرسمي العربي ) .وهنا عندما اقول النظام الرسمي العربي من المتظررين على المدى المرئي والمستقبلي بسبب الكماشة المعادية للوجود العربي المؤثر والتي تشكلت من الكيان الصهيوني التوسعي والوضع الكوردي الموسادي الانفصالي التوسعي في شمال العراق مضافا لهما النظام الصفوي الايراني المتعاون مع هاذين التشكيلين مشكلين اذرع المقص الحاد والقاطع للكيان العربي وبسياسة الخطوة خطوة وسياسة المراوغة والنفس الطويل المتعاون مع قوى الاستعمار والاستثمار العالمي المعروفة.


هنا لا بد من التذكير بالدور الخاطئ وغير المحسوب الذي لعبته دول الاقليم  ( تركيا وايران وسوريا والكويت واطرف عربية اخرى ) في تقوية الانفصاليين الكورد في شمال العراق وعلى حساب العراق ووحدته ولكن تلك النوايا لم تأت بدافع تقسيم العراق على المدى البعيد بل للاسباب التالية :


اول : تقويض النظام الوطني السابق  ( نظام البعث العروبي الوحدوي ) في العراق والتخلص منه كقوة اقليمية راحت تتسارع في البناء والقوة ذات الاهداف القومية الكبرى والتي تشكل خطرا على الوجود الرسمي لتلك الدول قبل لا مصالح اهلها رغم ان هذا النظام المؤدلج قوميا ليس به ما يؤثر على استقلالية دولة الاقليم ومصالحها ان ارادت التعاون المتوازن مع النظام العراقي الوطني قبل الاحتلال أي نظام بعث ثورة 17-30 تموز 1968.

 

ثاني : الدور القيادي للمنطقة الذي تنويه تلك الدول وتتصارع من اجله في ما بينها كتركيا وايران خاصة ومن ثم ضرورة اجتثاث نظام البعث واضعاف العراق من خلال خلق الصراعات داخله ولو مؤقتا بدافع ارجاعه الى الوراء وانكفاءه ومن ثم فسح المجال لبروز قوى عثمانية وصفوية تعود ثانية لتقاسم الادوار والمصالح والاستحواذ على ارض الجوار مستثنية العرب من تلك الشراكة ,كون العرب في نظرهما دوما ساحة تاريخية للصراع بينهما ومسلوبي الارادة لغياب القيادة العربية الموحدة ولتشرذم الارض العربية الى امارات بطموحات الجوار وبقوة قوى الاستعمار والاستثمار ..


ثالث : لا اعتقد ان تلك الدول وخاصة تركيا وايران من صالحها اقامة دولة للكورد في شمال العراق كونهم لا تقف طموحاتهم عند حدوده بل تتعداه الى حلمهم في امبراطورية كوردستان العظمى حالهم حال الكيان الصهيوني الطامح في دولة اسرائيل العظمي من الفرات الى النيل .. اذن كل من تركيا وايران خاصة تلعب استغلال طموحات الكود الانفصاليين في شمال العراق لا من اجل تشكيل دولة لهم لانها تهدد كيانهم السياسي والجغرافي كون اكثرية الكورد يقطنون في تركيا ومن ثم في ايران .. اذن دفع الكورد الانفصاليين جاء من باب تقويض أي نظام وطني عراقي قوي وعروبي وتحويل العراق الى دولة ضعيفة تنهش جسدها وتنخره الصراعات المصنوعة حديثا وظمن البلد الموحد الواحد العاجز بكل مكوناته العربية والكوردية والاقليات الاخرى .. اي بمعنى اخر الهدف من تلك اللعبة الدولية يكمن في تأخير تنامي قوة العراق بدافع السبق في الارادات لقيادة الاقليم وتقاسم المصالح فيه من دون تقسيم أي بلد في حدوده مع ظمانة مصالح الدول الكبرى الراعية لتلك اللعبة القذرة ..


رابع : الضغط على النظام الرسمي العربي العاجز من اجل قتل ما بقى فيه من ارادة نحو اللحمة العربية والدفاع المشترك وتوجيهه نحو التحلل والتشظي ونسيان حتى الفكرة السائدة اعلاميا على الاقل من وجود الجامعة العربية كقيادة رمزية تجمع القادة العرب او ممثليهم لاستعراض شكلي مجهض النتائج القومية سلف .. اي بمعنى اخر جرجرة العرب رسميا وشعبيا وبالترويع الى الانكفاء على الذات والاكتفاء بالنظام الاماراتي المرهون بارادة دول الاقليم تحت عباءة وتوجيه دول الاستعمار والاستثمار التي لا تريد ان تخسر شيئا في لجة الصراع الاقليمي وفي ذات الوقت تظمن حصتها من مصالحها الكامنة في دولنا المستضعفة بتسلط قوى اقليمية داخلية .. اذن هنا يكون دور الاكراد الانفصاليين هو خلخلة التماسك الوطني في العراق واشغال شعبه في صراعات لا طائل منها وليست في صالح أي مكون من مكوناته على المدى البعيد .. ولقد تم لهم تحييد العراق كدولة ذات قدرة حسم وقرار تلعب دورا مفصليا في المنطقة وهو المطلوب ..


خامس : ان اللعبة القذرة قد تمت بحنكة ضد العراق من قبل تركيا وايران مستغلين الوضع الشاذ شمال العراق,فلقد جابت ارضنا هناك الاف الوفود العثمانية والصفوية وعملت مئات الشركات التابعة لتلك الدولتين بحجة تطوير واستثمار شمال العراق بل انشئت حتى قنصليات لهما هناك تكاد تصل مستوى السفارات كفعل  .. لكن في ذات الوقت وبعد عشرين عاما من الانفصال الفعلي لشمال العراق لم يحصل الكورد حتى على بارقة امل من هاتين الدولتين خصوصا باتجاه الاعتراف بدولة كوردية في شمالنا الحبيب,بل باللعكس ما زالت وكل يوم الطائرات التركية والمدفعية الايرانية تقصف ما يحلو لها من مناطقنا الكوردية هناك دون أي احترام او اعتبار للحزبين العميلين الانفصاليين,بل يعاملونهما وكأنهما اجيرين خادمين مطيعين لهما مقابل ضغط تلك الدولتين على بغداد في السابق واللاحق ولا اعتقد انه في الافق القريب سيحصل الكورد الانفصاليين من تلك الدول على اكثر من ذلك أي الترغيب والتأديب لهم ودفعهم في ذات الوقت لخلق مشاكل داخلية في بلدهم العراق من اجل المزيد من اضعافه كقوة تكافئ تلكما القوتين ..


سادس : يبدو ان الكورد الانفصاليين استهوتهما شهوة السلطة التي لا سلطة فيها كون السلطة هي علم وحدود واعتراف وظمان وجود مستقبلي لكيان ما من قبل دول الاقليم اولا ومن ثم من قبل دول العالم الاخرى .. اما ان تقاتل مجموعة بشرية اقلية شعبها الاكثرية من دون اكتراث الكتلة العالمية بها فلا قيمة لذلك كون الكثير من دول العالم فيها متمردين ولمئات السنين لكن لا قيمة عالمية لهم لعدم اعتراف المجتمع الدولي بهم لانه يعتبرهم في واقع الامر خارجين على قوانين دولهم وعليه لا مشروعية لافعالهم التخريبية ..


سابع : استخدم الاكراد كمطية لتنفيذ ثارات احقاد تاريخية لا حبا بهم,فلكل من تركيا وايران والكويت ثارات مع العراقيين خصوصا والعرب عموم .. الاتراك خدعوهم العرب في الحرب العالمية الاولى ليركن العرب الى جانب الحلفاء ضد المحور وبقايا الدولة العثمانية وريثة الحكم الاسلامي وايران لها احقاد تاريخية منذ الاف السنين مع العرب وحديثا مع العراق من خلال انتصار العراق عليهم في حرب الثمان سنوات العجاف وتأديب العنصر الفارسي الصفوي,وللكويت ثأرها المعروف ايض .. اذن من باب اولى ان لا تألو ايران جهدا من اجل استخدام أي قوة او فعل للانتقام من العراق بشكل خاص فوجدت جزؤ من ضالتها في البيش مركة الموساديين الشوفينيين للتامر على العراق وقد افلحوا في مسعاهم الشرير ضد بلدن .. لا حبا بالاكراد ولا سعيا لتشكيل دولتهم التي ان شكلت فسوف تكون نواة جهنمية للتوسع في المناطق الكوردية داخل ايران وداخل تركي ..


بالمقابل مما مر فلا توجد عقدة عند العنصر العروبي الحر تجاه مكون الاكراد العراقي وخير دليل على ذلك هي الجيرة الحسنة والنسب المتبادل بين العرب والكورد فضلا عن عامل الدين والثقافة وتمازج اللغة العربية القرانية بينهم .. فهناك مودة وهنا رحمة وهناك علاقات عائلية وعشائرية راقية بين العرب والكورد على مد التاريخ ,بل ان الكثير من العشائر الكوردية هي من اصول عربية استوطنت شمال العراق وامتزجت بأهلنا الكورد حتى ضاقت مساحة الفوارق بين القوميتين المتاخيتين لولا ظهور الانفصاليين بالعصر الحديث واثارة التفرقة والفتن وتشويه تلك العلاقات الصميمية بين الاخوة العراقيين وبدفع ومؤامرة موسادية خارجية هدفها زعزعة الوضع في العراق كركيزة عملاقة على مد التاريخ العربي تدافع عن المصالح العربية وتدفع عن الامة غزوات الطامعين ومنهم الصليبين والصهيانة والمجوس وعناصر ارية اخرى اساءة التعامل مع العرب ومنذ الحكم العربي الاسلامي العظيم ..


هناك الكثرة الكاثرة من اخوتنا الكورد الوطنيين والاسلاميين رفضت الاحتلال ورفضت تدخل الجوار في شئوننا بل وقاتلت مع اخوتها العرب والاقليات الاخرى المتاخية وطنيا ورفعت صوتها مدويا ضد الاحتلال واهله منحازة بوضوح الى جانب مواطنيها من باقي مكونات الشعب في العراق لانها تعرف سلفا ان لا ظمانة لوجود الكورد بحالة مستقرة ومحترمة من دون الفكر العروبي الحر المتمثل بالبعث العربي الجامع لكل مكونات العراق دون تمايز الا بالموقف الوطني الشريف فضلا عن وجود تيارات قومية ووطنية واسلامية اخرى مخلصة ونقية لتربة ارضنا ومستقبل شعبنا العراقي العظيم تحت مظلة الوحدة العربية الكبرى التي هي ظمانة وجودنا وهيبتنا بل وهيبة الكورد انفسهم ان كانوا يعقلون ..

 

 





الاثنين١٠ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة