شبكة ذي قار
عـاجـل










تتسارع الأحداث على الساحة العربية،بشكل مريب،وخاصة بعد أن تم احتلال العراق، من قبل طاغوت العصر أمريكا، بالتواطؤ مع بعض أطراف النظام الإقليمي والدولي، لتمرير مخطط الشرق الأوسط الجديد، وإعادة صياغة الخارطة العربية،بما ينسجم مع المصالح الأمريكية في المنطقة العربية، تحت ذرائع مختلفة، كالإصلاح والديمقراطية، وما إلى ذلك من شعارات كاذبة، ما انزل الله بها من سلطان،وبان زيفها للجميع.


ومن ابرز التطورات على الساحة الآن، هو الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان،في مطلع العام القادم. والملفت للنظر، هو مايصدر عن مراكز القرار الدولية من تصريحات، ومنها على وجه الخصوص، تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية مؤخرا، من أن مشكلة السودان قنبلة موقوتة، وان انفصال الجنوب بالاستفتاء، هوامر لامناص منه. وهذه التصريحات المشبوهة، على ما تعلمناه من تجاربنا السابقة، مع التعامل مع قضايا العرب المصيرية، هي ليست مجرد تكهنات، أو تحليلات،كما أنها ليست مجرد أمنيات، لتلك الدوائر، وإنما هي تسريبات لقرارات متخذة، تنتظر مجرد حلول موعد الأجل، للإعلان عنها، تحت ستار الاستفتاء، لكي توضع موضع التنفيذ.


وإذا كان الأمر سيكون على اكثرالاحتمالات أشبه بسابقاته،فقد ألفنا في معالجة قضايانا العربية، انه ما أشبه ليلتنا بالبارحة،أي ان انفصال حنوب السودان بالاستفتاء حاصل لا محالة.. فان المطلوب أن يقف العرب جميعا، أنظمة، وشعبا، ومنظمات ومفكرين وأحزاب،وجامعة عربية، ضد هذا المسعى الشرير،وان يرفضوه جملة وتفصيلا، لان تقسيم القطر السوداني، سيجر على الأمة الكثير من الويلات والمصائب، وبالتالي فان حال الأمة،باستمراء هذا الحال، سيكون عندها، في وضع، ربما أسوا بكثير من احتلال العراق، إذ أن تشطير السودان، سيكون خطوة متقدمة على طريق القضم والتقسيم، حيث سيليه الصومال، واليمن، وغدا السعودية، والصحراء الغربية، وهكذا دواليك.


صحيح إن الحال العربي معتل وركيك، لكن الإرادة القوية، والاستعانة بالاحتياطي المضموم لإمكانات الأمة، إذا ما وظفت بحس مسئول، لغرض الوقوف بوجه حالة التداعي المتسارعة، ستكون كفيلة بإيقاف حالة التداعي، ورد العدوان المستمر، وإعادة الهيبة، للأمة،ورد الاعتبار إلى كرامتها المهدورة.


ولدى الأمة بحالتها الجمعية، الكثير من عناصر القوة والصمود، التي تحميها، وتحمي الأوطان من شر الأشرار. وما استخدام النفط كسلاح في المعركة، في حرب اوكتوبر،كما يتذكر الجميع، وما عكسه على الساحة، يوم ذاك من ايجابيات عل صعيد احترام الإرادة العربية،والنجاح في إيقاف تنفيذ إرادة العدو في نقل السفارات إلى القدس المحتلة، وإرغامهم للاذعان إلى الصوت العربي الموحد، المسلح بالإرادة الحرة، إلا خير دليل على صحة هكذا زعم.


أما إذا سكت العرب، أنظمة، ومؤسسات، على المؤامرة، وطاطوا رؤوسهم أمام العاصفة، فأن غبارها سوف لن يستثني منهم أحدا ليتجاوزه بسلام، وسيأتيهم الدور تباعا، للقصقصة،وبتر الأطراف،والتعويق،وعندئذ لات ساعة مناص.


إن على الجميع أن يرتموا بحضن الأمة،وان يحتموا بسياجها المتين،قبل فوات الأوان،وقبل أن يهوي مقص ما يسمى إرادة المجتمع الدولي، على خارطتنا القطرية الراهنة،للعبث فيها،والتي هي على ركتها ،تمثل أدنى حالات وجود الكيان العربي،الذي ينبغي على العرب جميعا،أن يحافظوا عليه من مزيد من التشظية،ما دامت الوحدة بالمعطيات الراهنة حلما بعيد المنال،وان لا يستسلموا أبدا لنذر الشر،التي تلوح بالأفق العربي،أيا كان مصدرها،فالأمة هي الدرع الحصين لأبنائها من كل سوء.

 

 





الثلاثاء١١ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة