شبكة ذي قار
عـاجـل










كل شئ يمكن لعقلك ان يستقبله ويحلله يقبله او يرفضه طالما انه مبحثا في امور دنيا وبشر مثلك يعيش على كوكبنا الحزين بفعل اهله من الاجيال الجديدة  .. لكن ان يستقبل عقلك موضوعا ليس لاهل الدنيا الجدد علما به او علاقة سوى التخريب والتطاول على تاريخ وقضية ليست في مجال الاجتهاد ليفتح لها باب من جهنم  .. تلك هي كارثة الزمن اللعين الذي تعيشه امتنا الاسلامية اليوم على وجه الخصوص ومنها مكونها ذو العلاقة الماسة بالموضوع وهي الامة العربية .. من المخجل السكوت على اللامنطق حينما يمتد مستشريا في الاوساط المثقفة ويجد صدا لها واستقبال لا بدافع الحقيقة والمبدأ لكن بدافع طمس الحقيقة وذبح المبدأ حتى وأن كان ثمن ذلك الاستهتار برأي وارواح الملايين من البشر خاصة عندما يكونون عاجزين عن الدفاع عن المنطق بل ومعاقين فكريا وجسديا وارادة لان تسويق أي مقحم على العقل البشري السوي لا يمكن قبوله بل يرفضه بالطبيعة وبدون أي جهد  .. فما بالك ان يكون الامر متعلقا بتوزيع شجرة نسب سيدنا محمد وال بيته الاطهار على كل من هب ودب ولماذا الان بالتحديد وما هو الهدف المستقبلي وراء ذلك خاصة وان شجرة النسب تلك راحت اغصانها واوراقها تمتد وكالصاروخ الى الكثير من العوائل والعشائر العربية وعلى مد الوطن العربي ولها مرجعية رسمية وقعت عليها وتوقع على من يريد الانتساب لها متى ما شاء ومن أي جنس جاء مقابل مد يد الطاعة لمن وراءها وهي نقابة الانتساب الى شجرة الال البيت الحسينية في بغداد؟؟؟!!!


لقد عاش بني هاشم في مكة المكرمة كفخذ من قبيلة قريش العربية العدنانية وتم اختيار نبينا محمد  ( صلوات الله عليه وسلم ) خاتما للانبياء والمرسلين  .. ان هذا الاختيار جاء سماويا بأمر من رب العزة القوي المجير الله سبحانه وتعالى .. نحن بل وكل البشرية ليس لها أي علم ولماذا تم هذا الاختيار وما هو السر وراؤه ولسنا بصدد هذا السر كونه ارادة الخالق الاعظم ونحن له طائعين,فأن كان الاختيار قد وقع على العرب ليكون خاتم الانبياء من قبائلهم وليكون القران الكريم بلغتهم فتلك اختيار رباني نحن في حل منه وما علينا كمسلمين الا الطاعة والاستسلام لتلك الارادة الربانية التي لا تعنيها فترة زمنية معينة من حياة الشعوب ولا طموحاتهم بل تنظر الى تنظيم حياة البشر الدنيوية والاخروية من دون لون  ( وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم )  .. هنا كان الفيصل في الخلق البشري والايمان بالله سبحانه وتعالى .. فالبشر عبارة عن شعوب وقبائل لكن اخيرهم اتقاهم في ما يخص العلاقة بالله سبحانه وتعالى وهنا بترت الوراثة عن الايمان والعلاقة بالخالق الواحد ليصبح تقييم البشر امام الله كامنا ومنوطا مطلقا بالاعمال .. فنحن لا ندري ما هو مصير اعمام الرسول ووالده واقربائه الذين لم يؤمنوا بالاسلام وبالرسالة المحمدية الشريفة حيث ان حسابهم عند الله وهم ابعد ما يكونون عن الشفاعة المحمدية كونهم ماتوا كفارا ورب العزة اعرف بمصيرهم الاخروي ..


ترى هل يستطيع ويتجرأ احد اليوم ان يقول انني من ال هاشم أي من ال البيت ليقول ان منزلتي عند الله بمنزلة الرسول او ال البيت الاطهار الاوائل وهو يعيش في القرن العشرين ولم يمتلك من هذا النسب الا اللقب؟؟؟!!!ثم لو ذهبنا اكثر ونحن نعيش عصر التقدم العلمي والتقني واخضعنا كل من يدعي انه ينتسب الى ال البيت الى فحص طبعة الموروث لال البيت الاصلية ترى كم من هؤلاء سيثبت الاختبار انهم من ال البيت وانهم هاشميون بعد الف وخمسمائة عام؟؟؟!!! ان اختبار  ( DNA ) اصبح متوفرا وسهلا ايها الناس الباحثون عن الالقاب المقدسة لما وراء ذلك من اهداف سياسية قيادية ترونها وتروجون لها بالتقديس وبفرض الطاعة والولاء لها وأن كان ذلك يتعارض مع ارادة الخالق العظيم الذي ربط قدسية المسلم وضرورة طاعته بخير اعماله وصلاحيتها للدنيا والاخرة من خلال طاعته المطلقة لله سبحانه وتعالى ولسنة رسوله محمد ( صلى الله عليه وسلم )  ..


من هنا اقول لأي عمامة سوداء التي اصبحت عنوانا للانتساب للدوحة الهاشمية وافترض انني اتناسى اعمالها الصالحات لكن قبل ان امد لك يد الطاعة دعني اجري عليك اختبار الحمض النووي كي اتأكد انك من الدوحة الهاشمية وأن جاءت النتيجة سالبة فسوف انزع عمامتك السوداء واتركك حاسي الرأس ملطخا بعار اهدافك وتعلقك بخيط اربابك الجدد الذين همهم الدنيا والسيطرة على ممالك الاخرين من دون حق .. كونك تفعل فعلتك بين وسط بشري يفترض انه اما بذكائك او ربما يفوق عليك فما عاد استغباء الشعوب في زمن العلم نافعا حيث ان العلم لا يتنافى مع الدين كونه الهام من الله  ( العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) و ( اطلب العلم ولو في الصين ) و ( فوق كل ذي علم عليم )  ..


نعم هناك انكفاء عند علماء وفقهاء الدين من المسلمين وخاصة العرب حين صوروا للناس من عباد الله ان السياسة عبارة عن سبة ومتاهة على المسلم النأي عنها ونسوا ان السياسة هي وسيلة لتمشية امور المسلمين بما لا يخرج عن اطار الدين الحنيف او يلغيه بل يجتهد الامير او الرئيس او الخليفة او الملك كي يقود شعبه وبلاده الى العزة والمجد والحق والبناء والخير والقوة المحترمة امام الاعداء .. وكل هذه التفاصيل لم تنزل مع القرأن ولم تخطط بكاملها من قبل الرسول  ( ص ) بل جاء القران الكريم والسنة النبوية حاملا اسس الاسلام وفكرة الايمان المطلق بالخالق الاحد وتركت الكثير من تفاصيل الحياة ليجتهد بها المسؤول والفقيه وعالم الدين والقاضي والوالي والعالم كل حسب اختصاصه ومع تطور الزمن وهذا ما ورثناه من سلفنا الصالح بدءا بالخلفاء الراشدين والى اليوم ..


لم يفرض الاسلام علينا الانساب فرضا حتى وأن جاءت عن الرسول وورثته وكما قرأنا نصوص القرأن الكريم وسنة النبي  ( ص ) بل جاءنا التأكيد على فرض الطاعة لما جاء بالقران واتباع السنة النبوية الشريفة والتابعين باحسان الى يوم الدين ..


من هنا ونتيجة فراغ الدور الفقهي وعالم الدين الحصيف فقد استغل نسب الرسول العربي الامي ( ص ) من قبل ذوي المصالح والاطماع الدنيوية وهنا اخص وتحديدا الفرس الصفويين بفرية الانتساب الى ال البيت ومن ثم لبوس العمامة السوداء والتي هي مفتاح وجوب الطاعة لها ولاوامرها كونها المرجعية المقدسة التي تربط بين الله وبين البشر وبدونها يكون البشر المسلم قد انقطعت علاقته بالله أي بخالقه وبالتالي فهو في كارثة دنيوية واخروية .. ان لهذا الامر الخطير تداعياته على مركب المجتمع البشري المسلم اولا ومن يعيش الى جواره بعد الغاء العقل البشري وتفريغه من محتواه الروحي لصالح المرجعية المتلبسة بالعمامة السوداء المقدسة ذات النسب الشريف المنتهي بسلالة الرسول والرسول وال بيته براء من كل دعي يرمي بعفنه الدنيوي وطموحاته الجهنمية عليهم ..


السؤوال يبقى مطروحا وهولماذا تأسيس نقابة الانتساب لال البيت الان؟ولماذا مقرها بغداد؟ولماذا توزع هويات الانتساب على اسماء واشخاص منتخبين من كل الدول العربية ؟ومن هو وراؤها وما هي الجهة الساندة لهذا المشروع الشرير؟واين تصنع العمائم السوداء؟وما هي مرجعيتها؟ولمن توزع ؟وما هي شروط الحصول عليها؟ومن هم الشهود على صحة الانتساب لال البيت الاطهاء من هذا وذاك؟وبكم يمكن الحصول على تلك الهوية الحسينية؟وهل وصل الحال بالمسلمين عموما والعرب خصوصا ان يهان نبيهم وال بيته الى تلك الدرجة الحزينة وهم صامتون مخدرون جافلون مرعوبون خاتلون كالفأرة رعبا من خطر المخطط والمنفذ لتلك الجريمة وهم يعرفونه جيدا لكنهم اصبحوا كالنعام؟؟؟!!!


من يدري ربما بعد عشرين او خمسين عاما وحسب  ( الخطة الخمسينية )  الصفوية سوف تخرج عمائم سوداء في كل الدول العربية تدعي النسب الى الرسول  ( ص ) وعليه تطلب الاحقية بالولاية على المسلمين في ذلك البلد العربي .. ليس هذا فقط بل تطلب ارتداء السواد حزنا على الحسين والحسين ( رض ) بريئ من هذا الباطل وتلك الزندقة الزرادشتية التي استغلت الدين الاسلامي الحنيف لصالح سياسيتهم ولصالح مصالحهم وبالتالي لاعادة امجاد امبراطوريتهم الساسانية مستغلة البسطاء والسذج من شعبنا العربي وروادهم من العراقيين الذين اضاعتهم متاهة الخوض بلجة الفكر الصفوي بعيد الابعاد عن قدرة عقولهم على تحليل نتائجه الخطيرة على مستقبلهم هم اولا وعلى اخوانهم من الطائفة الاخرى التي خانوها بالركون الى الاجنبي عرقا ودينا وفكرا ولونا وطعما ورائحة لانهم لا يعقلون .. لقد رضي البعض من العراقيين والعرب وببدعة الطائفية المقيتة وخاصة الصفوية السياسية المستوردة ان يقتلوا ويهجروا ويجرموا بحق اخوة لهم بالدين الحق والوطن الخالد حتى نسوا قادم الايام وأن الايام دول ..


لقد نسي هؤلاء فكرة التوحيد المطلق لله عز وجل فتغافلوا عن قول الله عز وجل ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما وما انا من المشركين )  .. فنحن مسلمون طبقا لارادة الله سبحانه وتعالى ولسنا طوائف ولا ملل ولا نحل ومن يقول غير ذلك فهو متحيز لدنيا يصيبها ناسيا الارادة الربانية التي جعلت الاسلام دين الله الكامل والموحد لتنهي به سلسلة الرسالات فلا خلاف ولا اختلاف ولا فرقة ولا اطياف ولا اجتهاد يخرجنا عن وحدتنا بكلمة ( مسلم ) حين نقف بين يدي الرحمن خمس مرات في اليوم الواحد لاداء فريضة الصلاة فرادا او جماعات .. اما ما يفتريه علينا الفكر الصفوي المجوسي فالى الجحيم وسوف نقاومه بكل ايماننا بالله والى اخر قطرة من دمائنا وما النصر الا من عند الله ناصر عباده الموحدين الاتقياء والمجاهدين الاوفياء للعهد ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم ..

 

 





الثلاثاء١١ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة