شبكة ذي قار
عـاجـل










جاءت وثائق ويكيليكس لتبين للعالم حقيقة عاشها ويعيشها شعب العراق منذ 9/4/2003، ولو أضفنا جرائم أمريكا وشركائها وحلفائها وعملائها الممتدة من عام 1991بدءاً بالعدوان الثلاثيني الذي اسموه حرب تحرير الكويت ولم يكن في حقيقته إلا حربا لتدمير العراق، والتي طالما نبه عليها حزب الأمة البعث العربي الإشتراكي حامل لواء الأمة الجهادي للدفاع عن هويتها ووجودها ومبادئها المستمدة من رسالات السماء وقيمها الحضارية، التي أسست للحضارة والمدنية البشرية منذ فجر التاريخ وعصور التكوين الأول للمجتمعات، وما سبقها ورافقها من قرارات عدوانية إجرامية إرهابية تناقض مباديء القانون الدولي والقيم والأعراف الإنسانية كان أكثرها اجراما واستباحة للقوانين الربانية والإنسانية والدولية الحصار الشامل، الذي كان في حقيقته حرب إبادة شاملة لشعب العراق وقتل جماعي له جوعا ومرضا وتمدنا، فقط شمل حصارهم الطعام والعلاج ومستلزمات التعليم والحاجات الأساسية للحياة، رغم إنتهاء كل مبررات العدوان المفتعلة.

 

نعم صدق من قال أن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس لم تفاجئ العراقيين، ولكن قوله ناقصا إذا لم يقول أن تلك الوثائق فضحت وبينت للعالم حجم الفاشية والجريمة لللإدارات الإمبريالية والصهيونية العالمية، وإدارات دول وحكومات وكتل تظهر خلاف ما تبطن، منها في النظام العربي الرسمي وهي معروفة، ومنها في النظام الإسلامي كنظام كهنة النار في إيران، فمن لا يذكر ذلك فهو دجال ومضلل، وقد جاءت الوثائق المنشورة لتبين للعالم البشري حقيقة ما كان كتاب وسياسيو العراق المقاومين يقولوه وينشروه ويدعون العالم لإدانته، فنعم لقد جاءت وثائق ويكيليكس مبتورة ولم تظهر من الحقائق الى بمقدار العشر من حجمها، ولكنها فتحت بابا لكي ينتبه العالم لفضاعة ما يجري في العراق من جرائم ضد الحياة، وليست ضد الإنسانية وحقوق الإنسان فقط ، إن ما يجري في العراق من جرائم يفوق الوصف ويتجاوز التصوير والتصور ويعجز الكاتب والمحلل من القدرة على أن ينقل نوعه وحجمه وبشاعته وفضاعته، فقد تجاوز كل أشكال الوصف ولم يسبقه نوع من الفضاعة والجريمة بحيث يشبه بها، وغدا أكثر وحشية من أن تطلق قطعان من الوحوش الكاسرة والمفترسة بعد تجويعها على فرائس مقيدة.

 

لو شاء كاتب أو محلل أن يشبه ما جرى ويجري في العراق برعاية وتمويل وتشجيع وتسهيل مادي وتعبوي من قبل قوات الإحتلال بزعامة أمريكا وبريطانيا، ومشاركة فاعلة من حكومة كهنة النار المجوسية في طهران وقم، ودعم وتمويل من قبل الصهيونية العالمية، وصهاينة العرب وفي مقدمتهم حكام الكويت وغيرهم من حكام العرب، ومجاميع القتلة واللصوص الذين جندتهم المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني وأسمتهم معارضة ونصبتهم بعد الإحتلال حكاما، وتحشيد كل قوى الشر والجريمة ومحترفي القتلة واللصوصية من مافيا العالم الأسود بكل اشكالها متمثلا بالشركات الأمنية (المرتزقة الدوليين)، التي بلغ تعداد منتسبيها مايزيد على 250000 مائتان وخمسين ألف مرتزق، نعم لو شاء أن يشبه ذلك بوحوش الغاب لكان معتد على الوحوش لأنها أقل من أولئك وحشية، ولكان مجاف للحقيقة لأنه صورها بشكل مختلف كثيرا عن حقيقتها، نعم فالأسود لا تقتل النساء ولا تفترسهن، وفي أساطير البشرية بأن أطفالا رضعا ماتت أمهاتهم فتبنتهم وحوشا وأرضعتهم، وكثير من تلك الوقائع التي كتبها مؤرخون وقصصيون وروائيون إن لن تكن حقائق فهي تدعوا للفضيلة لعل البشر يقتبس منها، لكن هذه الوحوش المجرمة قوات الإحتلال وشركائها وحلفائها وعملائها وأجرائها الذين تمثلوا بصور بشر قتلت الاجنة والرضع والأمهات الحوامل والأطفال الذين لم يفقهوا الحياة، إنهم نموذج السادية والجريمة وأكلت لحوم البشر.

 

الأغرب أن المالكي ونفر من الذين إستحوذ عليهم الشيطان يحاولوا تبرير الجرائم المعروفة عراقيا من قبل الجميع وهم يعلموا أن ما كشف لا يمثل قطرة من بحر بالنسبة للجرائم التي إرتكبها المالكي شخصيا وما يسميه القوات الخاصة المرتبطة به، وقد أفرزت الإصطفافات الأخيرة حول تشكيل الحكومة ذلك، حيث تحشد أعتى المجرمين المالكي والصدريين وأحمد جلبي وهادي العامري وإبراهيم الجعفري في خندق واحد، لاحظوا من اصطف معا كل المجرمين الذين تقطر أياديهم دما عراقيا زكيا طاهرا لكل شرائح ومكونات الشعب وهم واثقون بأن المجرمين بارزاني وطلباني سيلتحقوا بهم لكونهم من نفس الفصيلة ولكونها فرصتهم في أن يشتروا ممن يبيع، إن ما عرضته الوثائق لا يمثل 1% من جرائم المالكي وجمعه الشرير، وما جاء من ارقام عن القتلى والمعوقيين والمضطهدين في كل الوثائق المنشورة لا يمثل أكثر من 10% من الأرقام الحقيقية العدد الحقيقي.

 

اللهم أنت كاشف كل بغي وشر وقاصم ظهر كل عاتي متجبر، فسلط جندك الذين لا يحصيهم ويعرف بعضهم الناس ويجهل كثير منهم على القوم الظالمين، وانتقم لعبادك الصالحين، انت حسبنا وربنا سبحانك وأنت الجبار القوي الرؤوف الرحيم.  

 

 





الاربعاء١٩ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة