شبكة ذي قار
عـاجـل










 

قبل الخوض في هذا الفصل، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينتقم من كل من هجم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وروع إخواننا المصلين النصارى فيها، وكذلك أسأل الله العظيم أن يرحم الضحايا الأبرياء المساكين وأن يجبر خواطر أحبابهم وأهليهم وذويهم ويلمهم جميعا الصبر والسلوان ..  وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

 

والله إن القلب لينفطر وإن العين لتدمع والنفس لتجزع على ما يجري في العراق من دمار وقتل وخراب وتشريد وعبث وفساد ونهب ولصوصية على أيدي ميليشيات الغدر الخمينية الصفوية التي تعيث الفساد بمساعدة وعون من قبل المتسلطين على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر ..  وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

 

يصل الدكتور موسى في كتابه الشيق إلى الفصول التالية:

 

الخميني والشيوعية

 

ليس الشبه الوحيد بين الخميني مرشد الثورة في إيران ولينين مرشد الثورة الشيوعية في روسيا، أن كليهما بدأ بالعمل لإسقاط نظام بلديهما من باريس، ودخلا بلديهما بعد أن سقطت في إيران أسرة بهلوي الملكية، وفي روسيا أسرة رومانوف القيصرية، كما أن الشبه بين الشخصين ليس لأن كلا منهما كانت تحركه روح الانتقام الشخصي، فالخميني أراد أن ينتقم من الشاه لأنه قتل ابنه على حدّ زعمه، ولينين أراد أن ينتقم من قيصر لأنه قتل أخاه، ولكن أوجه الشبه الحقيقية هي:

 

إن الشيوعية اتخذت كلمة الفقراء (برولتراليسم) شعارا للثورة الشيوعية، وأتخذ الخميني كلمة المستضعفين شعار للثورة الإيرانية.

النظام الشيوعي لا يؤمن بالملكية المطلقة، ولذلك صودرت أموال كبار التجار والمعامل والأراضي في ظل الشيوعية، وجعلت من الأغنياء طبقة فقيرة تضاف إلى الفقراء، والخميني ونظامه صادروا أموال التجار وأراضي الناس والمعامل الكبيرة، وأضافوا طبقة فقيرة إلى الفقراء، وشعارهم أن الإسلام لا يؤمن بالملكية المطلقة المحدودة، كما قال كارل ماركس.

النظام الشيوعي يعتقد بأن الصحافة والإعلام يجب أن يعبرا عن سياسة الحزب، ويجب أن تكون في خدمة النظام الحاكم وتكون بوقا من أبواقه، ونظام الخميني صادر الصحف واستولى على الإعلام واستعمله في صالح حزبه.

الحزب الشيوعي هو الذي يحكم في النظام الشيوعي، ويحكم الحزب الجمهوري إيران بقيادة الخميني.

الشعب ممنوع من السفر إلى خارج البلاد في الأنظمة الشيوعية، والسفر ممنوع على شعب إيران في نظام الخميني.

الشيوعية تدعو إلى الأممية ونبذ القومية، وأول شعار نادى به الخميني هو الأممية واعتبار القومية كفرا وإلحادا.

في الأنظمة الشيوعية يؤلّه الحاكم كما إلّه ستالين في روسيا، وماوتسي تونغ في الصين، وتيتو في يوغسلافيا، وفي نظام الجمهورية الإيرانية ألّه الخميني أكثر من أي إله آخر.

في كثير من الدول الشيوعية تتخذ كلمات الحاكم إنجيلا واجب اتباعه، ويرددها الشعب في كل مناسبة ومكان، وكلمات الخميني اعتبرت إنجيلا يرددها اتباعه وأعوانه في كل مكان.

النظام الشيوعي هو النظام القائم على القيادة الجماعية في حكم البلاد على شرط أن يكون القادة من المؤمنين بالماركسية، ونص دستور الجمهورية الإيرانية على القيادة الجماعية شريطة أن يكونوا من المؤمنين بالخميني، وشعارهم حب خميني حسنة لا تضر معها سيئة .

في النظام الشيوعية تخضع كل دائرة للجنة شيوعية تنبثق من داخل تلك الدائرة، وفي نظام الخميني تخضع كل دائرة للجنة خمينية تنبثق من داخل تلك الدائرة.

النظام الشيوعي يتخذ الفلسفة المكيافيلية (النتائج تبرر أساسا للمقدمات) دعامة للعمل السياسي، والنظام الخميني اتخذ الفلسفة نفسها أساسا للقمع الدموي.

النظام الشيوعي يرى من واجبه مساعدة الشيوعية في الدول الأخرى لاستلام السلطة بأي ثمن ونظام الخميني يرى من واجبه مساعدة أنصار (ولاية الفقيه) في أي مكان من العالم لاستلام السلطة.

النظام الشيوعي قسم الشعب إلى طبقة البرجوازية وطبقة الفقراء، واستغل هذا التقسيم في بسط نفوذه، والخميني قسم الشعب إلى أهل الشمال والجنوب، أي الأثرياء القاطنين في شمال طهران والفقراء الساكنين في جنوبها، واستغل هذه التفرقة لبسط سلطانه على الشعب.

النظام الشيوعي يرى التصفية الجسدية لأعدائه ضرورة في بعض الأحيان، كما تعرض لها تروتسكي أحد بناة الشيوعية وقادتها عندما كان لاجئا في المكسيك، ونظام الخميني اتخذ التصفية الجسدية شعارا له وهدد به المناوئين بكل وقاحة.

في النظام الشيوعي كل حزب مكلف بأدلاء المعومات عن أعداء النظام، والخميني سن هذا القانون عندما طلب من كل أبناء الشعب أن يتجسسوا لصالح نظامه ولو على أقرب المقربين.

قال لينين اعطني مرحا أعطيك شعبا، وقال الخميني اعطني الإعلام أعطيك شعبا.

 

وبعد هذه المقارنة، لابد من الإشارة إلى عدة حقائق:

 

هل أن تعاون المخابرات الروسية (ك ج ب) مع المخابرات الخمينية؟ وهل تعليم الحرس الخميني طرق التجسس أمرا اعتباطيا؟ وهل أن مصافحة الخميني للدول الشيوعية واستخدام الخبراء من كوريا الشمالية أمرا اعتباطيا أيضا؟ وكيف يمكن تفسير الحرية التي يتمتع بها الحزب الشيوعي (تودة) في العمل السياسي والإعلامي في إيران لأول مرة منذ تأسيسها؟؟ وفي ظل نظام يدعي أنه جاء لحماية الإسلام.! وماذا يعني سكوت الخميني عن المجازر التي ترتكب بحق المسلمين في أفغانستان على يد المحتلين الروس؟ وما هو معنى هذا الهجوم العنيف ليل نهار على الاستعمار الغربي فقط، وعدم ذكر الاستعمار الشرقي؟؟ بل لماذا الإصرار على عدم التعرض له؟ وكيف يبرر الخميني إعطاء المناصب الحساسة في الدولة للشيوعيين ويتعاون مع الحزب الشيوعي لقتل (مجاهدي خلق)؟

 

وبما أن الكلمات والعبارات لا تغرني أبدا، بل انظر إلى العمل كمقياس حقيقي لتقييم الأفراد والجماعات، فلذلك لا أجد صعوبة في رمي الخميني بالشيوعية مع ما عليه من الطيلسان والعمامة والرداء، وتكراره اسم الله والإسلام في كل أحاديثه!!.

 

فالخميني لم يتورع عن الكذب وقتل الأبرياء والحرب مع الاخوة المسلمين واغتصاب أموال الناس والسطو على حقوق الشعب والتعاون مع إسرائيل لضرب المسلمين، وكل هذه القبائح لم تكن تعرف عنه قبل أن يعتلي سده الحكم، بل لم يدر بخلد أي بشر أنه سيتوغل فيها حتى قمة رأسه في يوم ما، فهل يكون من الصعب عليه أن يخفى آرائه السياسية كما أخفى دهرا أخلاقه اللئيمة؟

 

وسواء كان الخميني شيوعيا أم غير شيوعي، فالشيوعيون الإيرانيون يعيشون في ظل نظامه في عهد ذهبي لم يحملوا به من قبل إبداء، وأن إيران في ظل هذا النظام الفوضوي الجائر أصبحت أكثر استعدادا من أي وقت مضى لقبول السيطرة الشيوعية، وأن الشيوعيين الآن في إيران ينتظرون اللحظة المناسبة للوثبة الأخيرة يساعدهم الدب القطبي من خارج البلاد والطابور الخامس من داخلها

 

الخميني بين القول والفعل

 

لابد من المقارنة بين ما قاله الخميني عن الشاه وهو يقود المعارضة ضده، وما فعله هو بعد أن وصل إلى السلطة وأزاح الشاه من عرشه، ليكون القارئ الكريم على بينة من أمر الشخص الذي خدع الأمة الإسلامية بمعسول الكلام والوعود الكاذبة والمستقبل المشرق ..

 

كان الخميني يندد بالدستور الإيراني ويسخر من البند الذي كان ينص على: أن الملكية وديعة الهية أعطاها الله للملك عن طريق إرادة الشعب التي تجلت في الاستفتاء العام ..  فها هو الخميني جعل في البند بعد المائة من دستور الجمهورية نصا مماثل ..  يقول: إن ولاية الفقيه سلطة إلهية أعطاها الله للفقيه عن طريق إرادة الشعب التي أقرها في الاستفتاء العام!!

 

ندد الخميني في خطبه بصلاحيات الشاه كقائد أعلى للقوات المسلحة وإقالة الوزراء ونصهم وتعيين رئيس ديوان التمييز والمدعي العام، وها هو حصل في البند الحادي عشر بعد المائة من الدستور الجديد على هذا النص:  ..  الخميني هو القائد الأعلى، يعين رئيس المحكمة العليا، والمدعي العام ورئيس ديوان التمييز وتنفيذ رئاسة الجمهورية بعد أن ينتخب الشعب الرئيس.

 

كان الخميني يندد بالشاه لتدخله في شؤون البلاد الكبيرة والصغيرة، وكان يندد بأسرته وحاشيته ويتهمهم بالتلاعب بمقدرات البلاد والعباد واستغلال أموال الشعب، وعندما وصل هو إلى الحكم سلك الطريق نفسه، كما أن ابنه أحمد وزمرته يسيرون على سيرة أسلافهم من آل بهلوي في التلاعب بمقدرات الأمة واستغلال موارد البلاد وسرقة أموال الشعب، ويعتقد الضالعون بشؤون أسرة الخميني أن أرصدة ابنه في البنوك السويسرية تتجاوز مئات الملايين من الدولارات!!

 

كان الخميني يندد في خطة بالزمرة الحاكمة ويصفها بأنها المحسوبة على النظام، وكان يقول أن الشرط الوحيد لتسلم كرسي الحكم هو الإخلاص والوفاء والطاعة العمياء للشاه، وها هو جعل الشرط الأول والأخير لأشغال المناصب الحساسة في جمهوريته الولاء والعبودية لشخصه ولفكره ولاية الفقيه ..

 

كان الخميني يسخر ويندد في خطبه بتشكيل الأحزاب الحكومية في عهد الشاه وكان يعتبرها أحزابا غير شرعية، كما كان يندد بالانتخابات النيابية ويعتبرها مزورة، والخميني نفسه عندما وصل إلى الحكم أمر بطانته بتشكيل الحزب الجهوري، أي الحزب الحاكم فعليا، وكما كان الحزب الحاكم في عهد الشاه يزور الانتخابات ويفوز بالأكثرية النيابية، كذلك زور الحزب الجمهوري الانتخابات وفاز بالأكثرية ..  فما أشبه الليلة بالبارحة ..

 

كان الخميني يندد بالشاه ويتهمه بإرسال جلاوزته لإخماد المتظاهرين بالعصي والهراوات، وها هو نفسه تجاوز سلفه في هذا المضمار كثيرا، حيث أرسل جلاوزته إلى الاجتماعات التي تعقد ضده لإخماد الأنفاس، كما أن هؤلاء المرتزقة يستعملون الأسلحة النارية في غالب الأحيان كما فعلوا مع المجاهدين وغيرهم، حيث قتلوا سبعين طالبا جامعيا في حرم جامعة طهران.

 

كان الخميني يدافع عن الجرائد التي انتقدت سياسة الشاه والتي عطلها هذا الأخير انتقاما منها، وعندما وصل هو إلى الحكم عطل العشرات من الجرائد التي كانت تنتقد سياسته، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث صادر الصحف الكبيرة، مثل جريدة كيهان وجريدة إطلاعات وجعلها بوقا من أبواقه.

 

كان الخميني يندد بأسرة الشاه ويتهمهم بالاتجار بالمخدرات، وقبل بضعة أشهر اعتقلت الشرطة الألمانية في مطار دوسلدوف صادق الطباطبائي صهر الخميني، وهو يحمل حقيبة مليئة بالأفيون، وهكذا يفضح الله عز وجل المنافقين الذين في قلوبهم مرض ليكونوا عبرة للناس كافة ..

 

ندد الخميني في كثير من خطبه بإعدام المتهمين بتجارة الأفيون، وكان يقول أن هذه ذريعة اتخذها الشاه لإعدام المناؤين لنظامه، كما أنه كان يقول ويؤكد أن الإسلام لا يقر عقوبة الإعدام لتجّار المخدرات، ولكنه عندما استلم السلطة، أعدم أكثر من ألف وأربعمائة شخصا بتهمة الاتجار بالمخدرات!!

 

كان الخميني يتهم الشاه بالهذيان في الكلام عندما كان يقول أن قوة بلاده أصبحت تخيف الدول القريبة والبعيدة لأنها القوة الرابعة في العالم، وأن اقتصاد إيران سيكون أكثرها ازدهار من الاقتصاد الياباني في عام 1980، وها هو الخميني يهذي في الكلام ما استطاع إلى الهذيان سبيلا، فتارة يزعم أنه ينظم جيشا قوامه عشرين مليون جندي ليحارب به أمريكا، وتارة يهدد فرنسا بضرب مصالحها في العالم، وتارة يقول أنه تم في إيران بناء مائة ألف مدرسة في عام واحد، كما أن العالم سمعه يهدد العراق باحتلال عاصمته في غضون أربع ساعات!!! (خسيء وخاب ..  لقد تجرع كأس السم الزعاف ونفق ذليل ..  جيفة منتنة حقيرة ..  إلى قعر جهنم ..  وخنازيره دنسوا العراق تحت بساطير المحتل الأمريكي، وما كان لهم أن يدنسوا العراق حين كان يقوده رجال وتحميه سواعد الرجال .. )

 

كان الخميني يندد بسياسة الشاه القمعية، ولا سيما تصفية المناوئين في خارج البلاد على يد بوليسه السري (السافاك)، وها هو الخميني يسلك نفس الطريق، حيث قتل بوليسه السري محيط الطباطبائي في واشنطن وابن شقيقة الشاه المسمى شهرام في باريس، كا قام بوليسه باغتيالات فاشلة بالنسبة لكل من الدكتور شاهبور بختيار رئيس الوزراء في عهد الشاه، وبني صدر، أول رئيس جهورية في عهده والدكتور علي أميني، رئيس الوزراء الإيراني الأسبق وغيرهم ..

 

كان الخميني يندد بالمحاكم العسكرية التي تصدر أحكاما بالإعدام في حق المناوئين لنظام الشاه، وإذ بمحاكم الخميني الثورية أعدمت من مناوئي حكمه في أربعة أعوام مئات أضعاف ما فعلت محاكم الشاه في ثلاثين عام ..  ومع هذا الفارق بالأرقام، والمروع أيضا، كان المتهمون السياسيون يحق لهم الدفاع عن أنفسهم في محاكم الشاه، وكان يحق لهم التمييز والاستئناف في الأحكام الصادرة بحقهم، أما في المحاكم التي تدعي أنها إسلامية، فلا دفاع ولا استئناف ولا تمييز ..  بل هناك مائة حكم إعدام في مائة دقيقة!!

 

سخر الخميني من الشاه عندما لقبه المجلس الثوري بـ(اريامهر، أي محبوب الشعب، نور الآريين)، ولكنه استبشر سرورا عندما لقبه أصحابه (إمام الأمة!!). (إمام الكفر والفسق والفجور والضلال والمتعة والتفخيذ بالرضيعة) ..

 

كان بيت القصيد في خطب الخميني ضد الشاه اضطهاد هذا الأخير للأقليات القومية في أنحاء البلاد وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وها هو الخميني بعد استلام السلطة قتل وأباد من القوميات الإيرانية المختلفة في شرق البلاد وغربها عشرات الآلاف ..  ولا زالت الحرب سجال بين حرس الخميني والأكراد في غرب إيران ومع التركمان في شرق البلاد، وقد قتل الخميني من الأكراد والعرب والبلوش والتركمان في غضون أربعة أعوام من حكمه مئات أضعاف ما قتل سلفه في ثلاثين عام ..

 

كان الخميني يسخر من الشاه عندما كان يدعي أنه يأتيه الإلهام من عالم الغيب والملكوت، ويصفه بالكذب المخادع، وها هو الخميني نفسه يبتسم راضيا عن أولئك الذين قالوا فيه ما ادعاه سلفه، بل زادوا في ذلك وقالوا أنه فعل ما لم يفعله الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ..  (( اقرأوا يا علماء المسلمين هذه الجملة ..  يا من لازلتم مخدوعين بالخميني ..  يا من صب عليكم زبانية الخميني الدولارت والتومانات ..  اقرأوا ما الذي يدعيه الخميني النجس عن نفسه الحقيرة!!!)) ..

 

وهكذ ..  ابتلي الشعب الإيراني المسكين بمعتوه مجرم، متعطش للدماء، ولكنه ليس في لبوس الأباطرة، بل في لبوس الزهاد والكهنوت ..

 

أقول،

 

لعله ليس من قبيل الصدف أن تنشر منتديات الانترنت وقنوات صفا ووصال خبرا يقول إن الهالكي الهالك يعلق في صدر مكتبه صورة للمقبور الدجال الخميني، فلابد أنه متأثر به إلى حد كبير جدا، بل وربما يعتبره استاذه في كل شيء ..  ويتزامن نشر هذا الخبر مرفقا بالصورة مع نشر تقرير ويكليكس، الذي يقطع الشك باليقين بأن الهالكي وخنازيره كانوا وراء عشرات الاغتيالات والخراب والدمار والسرقة واللصوصية وكل المصائب التي حدثت للعراق والعراقيين على السواء ..

 

والمؤسف والمحزن في الأمر أن الكثير الكثير من الدول العربية لم تعلق ولم تنبس ببنت شفة على هذا التقرير وعلى ما ورد به، بل بلغت الوقاحة ببعض الدول العربية أن استقبلت الهالكي السفاح وكأنه لم يقدم إلا الورود للعراقيين، كذلك الصحف ووسائل الاعلام العربية لم تعر الخبر الاهتمام اللازم ولم تهتم كثيرا للتقرير المرعب وما ورد به من أمور يشيب لها الرأس ..

 

على أن نفس تلك الفضائيات والصحف صدعت الدنيا بما يسمى كذبا وزورا وبهتانا جرائم النظام السابق وسـلطت الضوء على مقابر جماعية وهمية من صنع المحتل نفسـه، وعلـى جرائم ارهابية خمينية أمريكية صهيونية نسبتها زورا للنظام الوطني المشرف الشريف ..  وللمقاومة البطولية ..

 

يتساءل المرء ..  ماذا لوكان ذلك التقرير يتحدث مثلا عن فساد عائلة حاكمة في قطر عربي ما ؟ دع عنك الحاكم العربي وعائلته ..  ماذا لو كان يتحدث عن أطفال اليهود وما جرى لهم مثلا في دولة ما في عصر ما ؟

 

قناة الجزيرة – مع عدم تأييدها في معظم الأحيان – تحدثت مطولا عن التقرير، ربما لأنهم أرادوا الاعتذار للشعب العراقي عن مساهمتهم ومساهمة حاكم قطر في جريمة العدوان على العراق وغزوه وتدميره، فجاءت هذه الفرصة لهم على طبق من ذهب علها تسترد جزءا بسيطا من الاعتبار والكرامة، إن كان للقناة أم للدولة التي تنطلق منها، بعد أن مسحت كرامة الاثنين معا من قبل المواطن العربي الذي أدرك – متأخرا بعض الشيء – فداحة الجريمة التي ارتكبها هذا الثناني المجرم في حق العراق ..

 

وبالعودة إلى الهالكي والخميني أقول، والله أنا شخصيا متفاجيء كثيرا من هذه المعلومات عن الخميني ومتفاجيء أيضا بهذه النفسية الاجرامية التي لديه ..  صحيح أنا لم أتأثر به مطلقا يشهد علي ربي، ومنذ اللحظة التي وصل فيها إلى بلده لم أهتم له ولم أنشغل ولم أنبهر – رغم صغر سني في ذلك الوقت – مثل غيري الذي جعله إمام العصر والجماعة ..  وصحيح قرأنا بعض الشيء عنه وإن لم نقرأ كل شيء ..  إلا أن هذا الكتاب جاء ليظهر النفسية الحقيقية لهذا الشخص، وليبين للمخدوعين به أن هذا ما هو إلا إمام من أئمة الضلال والفسق والفجور والخنا والتفخيذ بالرضيعة، وليعرفنا أكثر على شخص شغل الدنيا بكلامه المعسول المقبول لدى البعض، ولكن بنفس الوقت المليء بالسموم، فانطبق عليه فعلا مقولة: يدس السم في العسل!!! وللأسف انخدع به الكثيرون في عالمنا العربي الذي في معظم الوقت والاحيان والامور لا يدرك الخديعة إلا بعد فوات الأوان!!

 

أنا أذكر، أنني كنت تقريبا منذ ثلاث سنوات في الشام، وأثناء تجوالنا في أحد الأحياء الشعبية القديمة، وقفنا عند أحد محلات الحلويات الشامية لنشتري منها، وبينما صاحب المحل مشغول بوزن ما طلبناه، إذ به ينادي على أحد الصبية بصوت عال وبلهجة شامية قديمة ممطوطة: ولك يا محموووود ..  روح لعند الخميني جيب من عندو شوية كياس ..  وقلو (قل له) إنو معلمي بيحاسبك بعدين!!! نظرت إلى أم الأولاد حين سمعت كلمة الخميني، فقلت له مبتسما: إنتو عدكم الخميني هنانة في الشام ؟؟ فقال: لا عمي ..  لا عنا الخميني ولا عنا الخامنئي ..  الله يلعنهم بقلب بعضن البعض ..  ثم أدرك على الفور ما قاله، وامتقع لونه وقال: عفو ..  عفو ..  فقلت له: وليش تعتذر؟ فقال: ل .. ل ..  ما في شي ..  فكررت عليه السؤال وطمئنته بأنني لست كما يظن ..  فقال: يعني عم قول لحالي بركي إنت من اللي بيحبوه ؟ فقلت: لا أنا من أعداءه ..  فقال: بتحلف على هالشي ؟ فقلت: أخي ما ملزم أحلف لك ..  أنا من أعداءه وأعداءه الأشداء كمان ..  موبس عداوة بسيطة ..  بس قل لي: مين هذا الخميني اللي محمود راح عندو؟ فطلب مني أن أقسم بالله أنني من أهل السنة، وأني محب للشهيد صدام، وإني لا أكذب عليه، واستحلفني بأغلظ الإيمان على ذلك ..  ففعلت ما طلب ..  فقال لي: الخميني هذا واحد جارنا هون بالسوق، نحنا سميناه الخميني لأنو كان يحبه كتير أول ما طلع، وكان معلق له صورة أد (قد) الحيط، بس بعدين، وبعد احتلال العراق، ولما اجو العراقيين لعنا عالشام لهون، وصرنا نسمع منهن شو عم يعملوا الايرانيين من جرائم بالعراق، وشو عم يخربوا ويسرقوا،  ولما صار ابنو يدخل على العنترنيت (هكذا قالها) وصار يعرف عنهن وعن أفكارهن وشو مكتوب بكتبهن وإنهن مالن علاقة بالدين وإنهم يشتمون الخلفاء الراشدين التلاتة وبيسبوا السيدة عائشة لعن أبو الخميني وقام صورته (يعني نزعها) وصار يسب كل واحد بيجيب سيرتو على لسانو ..  بس نحنا لهلأ بالسوق بناديلو الخميني ..  هو عم يزعل من ..  بس يعني نحنا عم نمزح معو شوي ..

 

 

ولما سألته: ليش خفت في أول الأمر لما لعنت الخميني؟ فأجاب: بصراحة لأنو في ناس منكم إنتو العراقيين بعدهن بيحبوا الخميني وبيموتوا فيه ..  ثم سألته: وشو رأيك فيني أنا ؟ فأجاب: والله لما حلفت لي إنك سني، وإنك بتحب صدام الله يرحمو ..  صدقتك ..  لأنو أخي ما بتركب مع بعض ..  يا بتحب صدام يا بتحب الخميني ..  التنين ما بيجتمعوا بقلب واحد ..  ثم اقترب مني اكثر وهمس، أخي نحنا هون عنا حكومة بنت ..  كذ ..  غرقانين بإيران لشوشة راسهن ..  ومسبة الخميني والخامنئي هون فيا مسؤولية وسين وجين ومخابرات ..  بئى ما بدنا نفوت هيك فوتة ..

ثم بينت له أن كل عراقي حر شريف سواء كان سني أو شيعي أو نصراني او من أي ملة كانت يحب صدام حسين حتما لن يرفع الخميني على قدمه، لأنه عدو للعرب وللمسلمين جميعا وليس للعراقيين وحدهم، وعداوة ايران أشد من عداوة اسرائيل لن ..  فقال بزفرة وحرقة: إيه والله يا أخي ..  والله أنا معك بهي الكلمة ..  هدول الايرانيين ولاد كلب  ..  ما بعرف ليش جماعتنا متعلقين فيهن ..

 

تركنا الرجل ورحنا بحال سبيلن ..

 

ما سقت هذه القصة إلا لأبين للناس مدى الخديعة الكبرى التي وقعوا بها، ومدى تأثير الخميني على ناس بسطاء رأت فيه إمام العصر والجماعة وتوسمت أو زعمت أنها ربما تتوسم فيه الخير، وإذ به الشر المطلق بحاله ..  على أنني أيضا في الشام وفي أحد مساجدها القريبة من دمشق، وتحديدا في منطقة تدعى داريا، راعني خطيب الجمعة وهو يشيد بالخميني من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان واضحا على الكثير من الحضور عدم الرضا عما يقرأه الخطيب من ورقة كان واضحا أنها معدة له سلفا وليست من تأليفه ..  وهذا يبين ايضا مدى تأثير إيران على جانب مهم من جوانب الحياة السياسية في سوريا، وهو وزارة الأوقاف ..  ونرجو أن لا يأتي اليوم الذي نقرأ فيه أو نسمع فيه أن سوريا كلها تحولت – لاسمح الله – إلى دولة تابعة للدولة الصفوية في كل شيء ..

 

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الخميس٢٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة