شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد أجبنا في الجزء الأول على سؤالنا المطروح من هم مسيحيوا العراق، وأود أن أكمل إجابة باقي الأسئلة:

 

·        لماذا إستهداف المسيحيون في الوطن العربي والعالم الاسلامي؟

 أن أعلى صور البغي والطغيان هو إستعباد الإنسان كما جاء في قول الله سبحانه لموسى (إذهب الى فرعون إنه طغى) أي لم يكفر بالله فحسب بل إتخذ الناس عبيدا وقال أنا ربكم الأعلى، والإمبريالية هي أعلى مراحل الإستعمار كما عرفها المفكرون، ولأجل تمزيق البشرية وإستعبادها فقد نهج الطغات منذ القدم فتنة الناي وشرذمتهم وتفكيك عرى الود والتعاون والتساح والسلام بينهم، فالفتنة والتفرقة سلاح الطغاة لإستعباد الناس، ولذلك إتخذ مفكروا الإستعمار منهجهم على ذلك، فكان شعارهم فرق تسد، ولا يوجد ما هو أكثر من إتخاذ العوامل الأكثر تأثيرا في بني البشر من الدين والقومية وهما أمران لا أكثر منهم صلاحا للبشرية فيما لو طبقا وفهما بتمعن عقلي وإنساني سوي كما شرعهما الله، ولكن الشيطان ونزغاته أوحوا لجنودهما بتحريف فطرة الناس وتقبلتها نفوس المنحرفين والكافرين فوظفوهما لغير ما أراد الله فالدين عند الله هو خير للبشرية وهو دعوة للخير والمحبة والإخاء والسلام (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند وبهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) هذا هو الدين الإيمان بالله واليوم الأخر والعمل الصالح، أما القومية فهي كما قال الله (يا آيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاّ كثيرا ونساءّ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله عليم رقيبا)، و(يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم وان الله عليم خبير)الحجرات آية 13 هذا ما جاء من ربنا فمن أين يأتي الكافرون بتلك الأفكار؟ أنها إيحاءات الشياطين لأتباعهم كي يفتنوا الناس ويبعدوهم عما فطرهم الله عليه. فالدين بكل رسالاته وجميع أنبياء الله ما بلغوا غير أمرهم به الله من خير وهدىللعالمين، ولكن أولياء الشيطان حرفوا وأضلوا عن السراط المستقيم لأغرض وغايات، واليوم تستخدم قوى وأطراف الإحتلال عبيدها بنفس الشكل ولذات الغايات، سواءا الذين نصبتهم حكاما أو أولئك الذين جعلتهم ردءا لهم بالسر، فأمريكا هي أول من أسس لتنظيم القاعدة وشكلتها فكريا ومنهجا وتمويلا، والصهيونية لم تجد شيئا يخدمها أكثر من تمزيق الأمة العربية بعد أن جزء حلفائها الوطن الى دويلات، وتسعي لتمزيق أجزاء الشعب العربي في كل قطر تارة عن طريق الفتن المذهبية والتعدد الديني وأخرى عن طريق الموطنين غير العرب من القوميات الصغيرة المتلآخية مع العرب منذ آلاف السنين كما يجري في العراق (للكورد)، وفي السودان لزنوج في الجنوب، والحراك المحموم لإذكاء الفتن في لبنان والمغرب العربي ومصر وغيرها، هذا معروف ومكشوف ولكن لماذا إستهداف المسيحيين العرب بالذات في عموم الوطن العربي؟ هذه مؤامرة كبيرة على المسيحية الحق التي جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام، كون المسيحية الحقة هنا نزلت اليه ومن هنا كان نور الله وهداه برسالته إنتشر وبقاء كنائسها ومهما حاول المحرفون في الغرب من تغيير بعض حقائقها الربانية بالتحريف الذي أدخله حاخامات الصهيونية والغرب لا يمكن أن يجعل المسيحيين العرب أتباعا لمغالطات الغرب فلابد من تقويض قدرات الكنائس المسيحية العربية بتهجير أتباعها للغرب ومن ثم يكونوا أقليات في الغرب وبمرور جيل أو جيلين يتم تغيير كل رسالة سيدنا عيسى وفق رؤية الصهيونية، ولذلك تستهدف كنائس فلسطين والشام والعراق ومصر.

 

·        من وراء كل هذا؟

إن من وراء ذلك الصهيونية العالمية بشقيها اليهودي والصهاينة اللإنجيليين الذين حرفوا المسيحية في الغرب لتكون في خدمة الفكر الصهيوني حتى غدا بعضهم أشد صهيونية من اليهود المتطرفين.

 

·   هل المتطرفون ممن يدعون أنهم تنظيم القاعدة مسلمون حقا ويعملوا وفق الشريعة الدينية؟ سبق وأن كتبت في هذا الجانب مراراَ، وفي موضوع الإسلام دين الرحمة والفضيلة والمدنية نشرت نص وثيقة رسول الله سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم للمسيحين العرب وعموم المسيحيين في دولة الإسلام والتي تمثلث في عهد الله وذمة رسول الله لمسيحي نجران، وقلت إنها تمثل دستور دولة الإسلام، وقد ورد فيها أن من يخالفها يكون قد خرج من عهد الله وبرأت منه ذمة الله ورسوله، وهذا يعني أنه لم يعد مؤمنا بشيء مما أنزل الله وجاء به أنبيائه ورسله، وهو جواب رباني وليس إجتهاد شخصي قد يحاول البعض التنصل منه أو إدعاء أنه مني، وأقول لهم هل من يستهدف المؤمنين وهم في بيت الله يؤدون صلواتهم يمكن أن يكونوا مؤمنين ومسلمين؟ لا وربي فكل ما جاء في سيرة رسوله وصحبه يؤكد أن ذلك مخالف للإسلام والدين.

 

·   دور رجال الدين ودور الإفتاء في مواجهة ذلك؟ وهل إهمالها لذلك ينم عن تدينها وإلتزامها الديني؟ إن إغفال وإهمال التنشئة الفكرية دينيا وثقافيا بشكل قائم وفق ما جاء في شرع الله وكتبه ورسله بشكل ينم على التسامح والحوار والسلام والتعاون والتعايش الإيجابي المبني على قبول الأخر وإحترامة هو خروج على الشريعة وفق فهمي الإيماني الواعي للدين، لأن الله هو الذي شرع التعدد والتنوع في الشرائع والأجناس، وأي رجل دين مسلم أو مسيحي أو يهودي لا يعمل على ذلك فهو كافر بدين الله وتشريعه وما جاء فيها وبلغ الأنبياء البشرية به، وهو الدين الحق الذي أمر به الله سبحانه وتعالى وهذا نص القرآن (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم موقنون*) سورة البقرة الآيات2و3و4، فكيف من يفتون أو يثقفوا مؤمنين على الحقد والبغضاء، مطلوب من رجال الدين بكل معتقداتهم مواجهة ذلك بشكل موحد كما هو الدين عند الله وتنمية البشرية عموما والمؤمنين خصوصا بقيم السماء التي هي دعوة للتوحيد والخير والسلام والعمل الصالح كي يكونوا رجالاَ للدين فعلاَ.

 

·   دور أحزاب الأحتلال التي شكلتها دول العدوان ودعمتها في ما يجري للعراقيين وبالأخص غير المسلمين، كونهم يمثلون جزءاَ قليلا بالعدد من نسبة حجم السكان؟ وما هو دور قوات الإحتلال في ذلك؟ إن كانوا يحسبون المواطنين العراقيين بالأعداد، فنحن نرى كل واحد منهم هو شعب العراق كله بل هو العراق بغض النظر عن دينه وجنسه ومعتقده الديني، وكلهم يمثلون شيئا مهما وكبيرا في بنية المجتمع وتكوينه الأخلاقي والديني والوطني والتاريخي، إن ماجاء في الجواب عن السؤال لماذا يستهدف المسيحيين العرب فيه إجابة على ذلك، ولكن أود أن أطرح مجموعة تساؤلات تثير الريبة فيما جرى في كنيسة سيدة النجاة: من هي دولة العراقية الإسلامية؟ وهل فعلا هناك تنظين للقاعدة بهذه الدرجة من القدرات التي تستطيع أن تحدث خروقات أمنية في بلد صغير متعدد المؤسسات المخابراتية؟ فلو إقتنعنا أن مؤسسات الحكومة التي إعتمدت مجموعة من الأميين والجهلة بكل شيء فلا خبرة في المجال السياسي ولا الأمني ولا الاقتصادي ولا العسكري، ولهذا فهي فاشلة في جميع جوانب الحياة العامة واليومية، فأين المشورة الأمريكية وكذلك الإيرانية وغيرها من دول الإحتلال التي جاءت بهؤلاء للحكم وللعراق أصلا؟ وهل كل المخابرات الموجودة في العراق المحتل نائمة أم هي متواطئة ابتداءاَ من المخابرات والإستخبارات الحكومية الى مخابرات دول اإحتلال (أمريكا وإيران) ولها يد في تلك الجرائم؟؟؟، وإن كانت الأمور كما تحدث كذاب بغداد قاسم عطا بأن حكومة المرتزقة كانت على علم بوقوع الأحداث وإستهداف دور العبادة وخصوصا الكنائس وإنهم إتخذوا تدابير وقائية لمواجهة ذلك؟ فكيف لو لم تكن تعلم؟؟؟ ولماذا لم تتواجد سيارة النجدة في مدخل الكنيسة الأكبر في بغداد في ذلك اليوم؟ وكيف وصل المجرمون الى كنيسة سيدة النجاة؟ التي يعرف كل العراقيين موقعها وكم هناك دوائر تخص الحكومة وبيوت منتسبي حكومة الإحتلال في منطقة الكرادة، وكم عدد مفارز قوات الأمن والحمايات الخاصة لمقرات تلك الأحزاب وأركان حكومة الإحتلال هناك والأسيجة الفاصلة بين الأزقة والشوارع؟ وإن كانت منطقة الكرادة بهذه البساطة في الإختراق؟ فعن أي أمن وأمان يتحدث قائد عموم القتلة المالكي وزبانيته الذي وفروه للمواطن؟ ولعلم غير العراقيين إن منطقة الكرادة تمتد بموازاة نهر دجلة من باب الشرقي الى منطقة الجادرية في جانب الشرقي (الرصافة) وتمتد المنطقة الخضراء التي تضم حكومة الإحتلال وسفارات دول الإحتلال على طول الجانب الغربي (الكرخ) بنفس الطول لا يفصلهما غير نهر دجلة الذي لا يتجاوز عرضه في أوسع منطقة عن 500م، أي أن من يخترقها يخترق المنطقة الخضراء، فماذا يؤشر ذلك عند أي محلل يعرف بغداد ومناطقها؟ ألا يؤشر أن الحومة أو جماعة مرتبطة بها ومتعاونة معها هي التي نفذت وتنفذ كل الجرائم براحة وإطمئنان ودعم حكومي؟ فهل يصح أن يكون حاميها حراميها؟ وكما يقول المثل العربي يقتل القتيل ويمشي بجنازته.

 

كل الدلائل تشير الى تورط حكومة المالكي وأجهزتها بشكل مباشر بتنفيذ الجرائم ضد شعب العراق، وإن إسستهداف طائفة ومن ثم إستهداف الأخرى له أهداف واضحة وهي الصراع على السلطة، وإظهار كتلة العراقية التي يحاولوا وصفها بأنها تمثل السنة أو كما يسموها البعثية وشعب العراق وطليعته المقاومة والبعث براء من كل كتل وأطراف العملية الخيانية (السياسية) ومن كل مجرم يقتل أي عراقي.

 

 





الاحد٠١ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة