شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس أصعب على عملاء أمريكا، عبر العالم، في تاريخهم الوسخ، من تسريب موقع ويكيليكس لوثائق السفارات الأمريكية.. فلقد كان العملاء في طمأنينة من أمرهم، سادرون في غدرهم بأوطانهم وتآمرهم على شعوبهم؛ لا يتوقعون يوما أن ينكشف المستور من خزيهم في أخفى أسرار الولايات المتحدة الأمريكية. فجأة وقفوا أمام الحقائق الكاشفة لعوراتهم، التي طالما غطى عليها الإعلام الغربي بشعار "المدافعون عن الديمقراطية، وعن حقوق الإنسان"!


واليوم، هاهم العملاء منكشفون، تفوح سوآتهم بخبث أفعالهم، كما تشهد عليهم ألسنتهم التي لهجت بذنوبهم! وكما تشهد عليهم أرجلهم التي حملتهم إلى الستائر الخلفية لسفارات أمريكا!


الحق أن هؤلاء مفضوحون أصلا، لا يحتاجون لدليل عليهم؛ ولكن العامة في أوطانهم هي المصدومة من بشاعة خيانتهم، وتناقضهم بين المعلن من كلامهم والمستور من قبيح صنيعهم.


هذا عموما، أما في موريتانيا فإن الذين ارتادوا سفارة أمريكا يضعون أيديهم على صدورهم خوفا من كشف المخفي، ولسان حالهم يقول: "ربنا أرجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل".


ومن الغريب أن "النخبة" الموريتانية تتغافل عن موضوع هذه التسريبات التي لا يبرز منها إلا ما يبرز من جبل الجليد، والمخفي أعظم!


فلماذا يا ترى هذا التجاهل!؟.. ربما بفعل الصدمة وقوة المفاجأة.. وربما لأن الذين ارتادوا هذه السفارة من "النخبة" الموريتانية هم الأكثرية.. وربما تحوطا من الوقوع في الوقيعة..


أيا يكن الأمر، فإن الذين دخلوا السفارة الأمريكية، أو تناولوا فيها الغداء أو العشاء، أو إفطار الصائم، لهم اليوم في وضع أنساهم لذة الفطائر والأطباق التي أعدها طباخ السفارة الأمريكية!


فهل من مدَّكر..؟!.

 

 





السبت٠٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الكوري ولد العربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة