شبكة ذي قار
عـاجـل










(ثالثاً) وأما بالنسبة للانظمة التي تحمل الفكر الامبريالي,فهي ماأن أنفكت قليلاً وبعض الايديولوجيات المادية من نشر ثقافة الصراعات القومية التي كانت تُفَعْل كل التضادات وباتجاه تحويل هذه النظريات الى حقائق وخاصة في العالم الثالث وبالتحديد في الوطن العربي لتشويه صورة الوحدة العربية بشكل خاص بإعتبار أن الوحدة أمل وطريق وخيارلبناء الأمة بناءاً صحيحاً ومقتدراً , وبالفعل تعرضت الوحدة العربية بشكل خاص كمفهوم وتجربة لهجوم قاسٍ من قبل أعدائها, ولكن الوضوح الفكري والنهج النضالي للعقيدة القومية الاشتراكية المتمثلة بفكر البعث الخالد ومعجنتها فكرياً ونضالياً مع الحرية والاشتراكية وتوضيح العلاقة بين صورة المجتمع المدني الهدف و علاقة الأديان في تأثيراته الايجابية لاقامة هذه المجتمعات ووضوحاً كبيراً لدور الدين في البنية الفكرية والتنظيمية لحزب البعث بالذات ساهم بشكل قوي في تسطيح الفكر المعادي للفكر القومي وتبيان الفراغات الفكرية والعيوب التنظرية لكل الطروحات المعادية للفكر القومي الاشتراكي, وقد حملت النظرية البعثية الكثير من الاجابات الفكرية و المنطلقات وإلاضافات الفكرية لمفكري الحزب و في مقدمتهم المفكر العربي الكبيرالاستاذ ميشيل عفلق وكثيرون هم في البعث الخالد مفكرون منظرون تناولوا هذه المواضيع.وقد ساهمت هذه الكتابات والاضافات كثيراً في تقديم النضال القومي بإطارومضمون ثوريين للثقافة الإنسانية وهو الأمر الذي جعل أشقاء الفكر القومي في العالم يعولون الكثير في إعادة صياغة أفكارهم بموجب هذا التطور الذي ساهم ويساهم به الفكر البعثي, وفي نفس الوقت جعل خصوم الفكر القومي يدركون الى عدم وضوح في تبصرهم وجهالة في حكمهم على هذا الفكر, وينفكون عن ربطه أو جعله سمة لمرحلة برجوازية من التطور التاريخي الإنساني,فكانت نقلت على المستوى الفكري الإنساني ساهم فيها البعث ولم يتجرأ أحد أن يسجلها له و لم تتيح ظروف النضال لمناضلوا العقيدة البعثية أن يسجلوها لفكرهم الجبار ويودعونها في ملفات الاحزاب الثورية التاريخية والتي عبرت عن هذه الاضافة التجديد في النهج لدى الاحزاب القومية الاشتراكية الثورية العربية وفي دول العالم الثالث وفي العالم .وقد ظهرت أحزاباً وتكتلات خاصة بعد زوال الاتحاد السوفيتي تحمل التوجهات الدينية والقومية وكانت بامس الحاجة للفكر والتجربة في تحديد العلاقة بين الدين أو القومية وبين الدولة والمجتمع,فكانت الحاجة بالوقفة الجدية والدراسة المعمقة للفكر البعثي والاستعانة بتجاربه..


(رابعاً) وفي خضم ميلاد العالم الجديد بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن أمام القوى الامبريالية الصهيونية العالمية في منتصف القرن الماضي الا من إختلاق صراعاً يمتد في تهديده لاكثر بقعة في هذا العالم,فكان خطوتها الاولى بزرع الأفكار وإنشاء الاحزاب المتطرفة دينياً بدءاً من منطقة الشرق الاوسط لأنها أصلح بيئة لنمومثل هذه الأفكار, فعملت وغذت على إذكاء كل أنواع التطرف الديني في العالم وبالذات في منطقة الشرق الاوسط,فشهد النصف الثاني من القرن الماضي بروز حركات وأحزاباً دينية بتمويل غربي كان الهدف منه مواجهة المد الشيوعي. وما تنظيم القاعدة إلا أحد هذه التنظيمات المتطرفة والتي أقامتها الامبريالية العالمية لمحاربة(حسب الادعاء الامبريالي) التمدد والاحتلال الشيوعي في وسط وشرق أسيا وصولاً لمنطقة الشرق الاوسط الاكثر أهمية في إمدادات الطاقة.فكان إختيار الانطلاقة في بيئة متخلفة صالحة لاستغلال الدين لصالح هذه القوى الاستعمارية مثل أفغانستان.وقد كان نشوء تنظيم القاعدة قد أعطى للامبريالية في حينه قوة إضافية لمحاصرة النفوذ السوفيتي وإصطفافاً لكثير من الدول العربية والاسلامية الى جانب هذا التنظيم في حربها ضد السوفييت بإعتبارها تقف امام قوة كافرة وحصلت منها على الكثير من التسهيلات السوقية والدعم اللوجستي في هذه الحرب وايظاً في حروب الامبريالية المستقبلية التي تلت هذه الحرب,والتي مهدت لاقامة علاقة وشراكة إستراتيجية قوية لمحاربة كل القوى والانظمة الثورية وخاصة التي تتمتع بفكر يحارب الفكر الاستعماري الصهيوني ويتقاطع مع الحركات الدينية المتطرفة التي تحمل الطابع السياسي,وقد ظهرت هذه الشراكة التحالفية في عام 1991 عندما قامت الحرب الكونية على العراق الوطني القومي والإنساني وتكالبت عليه كل القوى الامبريالية الصهيونية وعملائهما في المنطقة العربية والشرق الاوسط من أنظمة متخلفة تتستر بالدين.فالعراق الوطني كان يحمي سيادة اراضيه ويصون كرامة شعبه.وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية للحرب عليه بالنيابةو التي فرضت عليه في أيلول 1980 من قبل نظام الملالي المتخلف ودامت لثمانَ سنوات وأنتهت بنصرة العراق أيديولوجية ونظاماً وجماهير شعبية, وتجلى ذلك في يوم النصر العظيم في 8/8/ 1988 . وهي أحدى الشواهد الحية على وطنية النظام في العراق,والعراق كان قومياً في مواقفه وخطواته الثورية ويكفي أن ُنذَكر الشرفاء في العالم بوقفته في حرب تشرين 1973 مع أشقائه العرب في تصديهم لاطماع الكيان الصهيوني ودوره الرئيسي في وحدة القطر اليمني الشقيق,وهوإنساني بالقدر الهائل من مواقفه في دعم حركات التحرر العالمية ومساندته لكل الشعوب وتقديمه المساعدات المالية والمعنوية لشعوب العالم الثالث وبدون إعتبارات دينية أو قومية وهذا هو مؤتمر قمة دول عدم الانحياز الذي عقد في هافانا عام 1979 يشهد للعراق دعوته ومساهمته لانشاء صندوق لدعم الشعوب,وكل تلك المواقف تنم عن عقيدة تنظر وتعمل لتحرير الإنسان العربي من كل الاضطهاد الفكري والاقتصادي والسياسي والعمل على بناء دولة عصرية تتمثل بها القيم المادية والاعتبارية للانسان العربي وبدون أية أُحادية في النظرة أو في الاجراءات سواء كانت دينية أو مذهبية أو عرقية,لان العقيدة التي كانت تحكم النظام عقيدة سامية مناضلة,سامية لأن أصولها وقواعدها الفكرية مبنية على تعاليم السماء و مناضلة لأنها لم تتبلور في ظل حاكم أجنبي أو محتلين بغضاء ولكنها صيغت من الفكر العربي الثوري ونضجت في ظروف نضالية كفاحية ضد كل أنواع الاستغلال والقهر الإنساني الذي تعرض له المجتمع البشري,إنها عقيدة البعث الخالد التي لم تترسخ في فكر مناضلين اشداء بل تجذرت في الجانب الايجابي من التاريخ العربي والإنساني ,فماذا نقول للبسطاء اليوم ومن مراهقي السياسة الذي يراهنون على إجتثاث هذا الفكر الخالد من النفوس و من التاريخ العربي والإنساني,وهذه الحقيقة هي التي جمعت القوى الامبريالية الصهيونية و التخلف الموجود في إيران والمعبر عنه لدى الحركات والأحزاب الدينية المتطرفة الى أن تلتقي في خندق واحد لشن الحرب على العراق وغزوه في 2003 ,إنها حقيقة يعرفها الجميع ولكن جزء من الواجب بل الأخلاق العراقية والعربية والانسانية أن نستمر في التذكير بها لكي لا نسمح لاقلام بسيطةو مراهقة أن تساهم في تغير مجرى الصراع الذي يجري اليوم في العراق والمنطقة والعالم.فالصراع أيها الاحباء بين قوى الظلام المستعمر والحاقدين وبين بناة الحضارة في العراق والوطن العربي وفي كل العالم,وأي حشر للاديان السماوية في هذه الصراعات,لاتنم على وعي عقائدي وسياسي لطبيعة الصراع وهي أيظًا خدمة مجانية تُقدم لقوى الشر في تضليل العالم بحقيقة الصراع الذي لا يخرج عن طرفين هما القوى الوطنية والقومية الإنسانية وبين قوى الامبريالية الصهيونية ومعها قوى التخلف من طائفيين ومتطرفين وحاقدين ..

 

 





الاحد١٢ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة