شبكة ذي قار
عـاجـل










(خامساً) أن الذي لديه معرفة حقيقية بالاديان وماهيةو فلسفة الارهاب لايمكنه أبداً ان يسمح لنفسه بربط أي دين أو معتقدات روحية وحتى وإن كانت دنيوية في بنيتها الفلسفية ووضعية في طقوسها ومعتقداتها بالظلم والتطرف والحقد والاستغلال.فما بال الأديان السماوية,يجب الرفض التام لهذا المنطق الكاذب والمنحرف ولانقبل حتى بالدخول في مهاترات التي قد تحدث بين بعض البسطاء في فهم الأديان وحقيقة الارهاب. إنه الزمن المناسب لطرح مفاهيم وثقافات تتعلق بحقيقة الصراعات القائمة على رفض الشعوب وقواها الوطنية لأي نوع من الاستغلال المتمثل بالاستعمار وسلب الثروات بالقوة بصراع أديان أو صراع حضارات والكثيرين وبكل سذاجة يطرحون الحلول والبدائل في مواجهة هذا التشويه للتواجد والتعايش الإنساني بإتجاهات تركز على حقيقة وجود هذه الصراعات,والحقيقة أنه قد يكون هنالك بعض الاختلافات بين الأديان السماوية وحتى قد تصل الى مواضيع تتعلق بفلسفة اللاهوت فيها ولكن هذه الاختلافات لا تؤدي الى صراع بل قد تؤدي وعن طريق الحوار الى تبادل القوة المعرفية بأسرار الوجود ويمكن ان يفضي الحوار الى الوصول لافضل الطرق لايجاد عالم مؤمن وحسب..وأيظاً يمكن للحوار أن يصل بنا لمعرفة لحقيقة الخلق وكذلك سيصلنا الى معرفة أقوى بهذا الخالق العظيم لنتوحد عند معرفتنا به .الى هذا الحد في تقديري يمكن ان يوصل حوار الاديان وإعتبار الحوار أكسيراً وحيداً لديمومة الحياة على هذا الكوكب ولا نقبل بغير الحوار والتفاهم والتعاون ,وهذه اللغة وطرقها هي التي ستضمن تحقيق السلام والامن في العالم وقطع الطريق على كل أصحاب العقد ومريضي الحقد والكراهية والانتقام سواء كانوا من ذووي خلفية دينية أو عرقية أو قومية أو سياسية,أن السبيل الوحيد لبناء الحياة في أوطاننا هو الحوار,فلو قبل الغزاة الحاقدون على العراق بطريق الحوار لما قامت المقاومة البطلة بالتصدي البطولي للمحتلين والتي بضرباتها اليوم توجع المحتلين وتصحي فيه بشاعة الخطاْ الذي أرتكبوه بتدمير العراق على هذا النحووتجبرهم على الانسحاب منه. أن لغة الحوار لا تعجب العاجزين من السلفين والمتطرفين وكذلك الامبريالية الصهيونية والذي يدفعون بتأكيد أن الخطر أو ما اطلقوا عليه بالارهاب هو لاسباب دينية,وأرى أن كل ربط للاسلام أو المسيحية وحتى اليهودية بالارهاب هو العجز في فهم مسئلتين الاولى الهية تتعلق بغاية الله سبحانه وتعالى في الخلق وثانيها جهل أو تجاهل البعض من أي دينٍ أواي قومية بمعرفة حقيقة الشر في كوكبنا والمعبر عنه بالجشع والسرقة والقتل والتدميروالانانية والحقد.وأن المتطرفين من السلفين والتنظيمات الديينية السياسية والقوى الاستعمارية والاستغلال هم في خندق واحد ضد البشرية ولكنهم بتصارعون على سيادة أي منطق وفرض السلطة على خندقهم والتحكم بإتجاهاته المؤذية للبشرية,ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تبادلهم التهم فالاميرياليين يقولون أن الارهاب له علاقة بالدين والمتطرفين يقولون الشئ نفسه ويضعون أنفسهم حماة للدين وهم بذلك يلغون قوة الله العلي في حماية وصاياه ودياناته,اليس هذا هو الكفر بعينه فمن لا يؤمن بقوة الله في حماية كلامه وكتبه ودينه فهو لا ينتمي لأي دين.والحقيقة التي لا يرتقي إليها الشك عند العقلاء والواعيين أن كل هذه الثقافة الخاطئة الجديدة والسلوك المنحرف في مسألة ربط الدين أو القومية بالارهاب هي ثقافة لا تنتمي لصفوف المؤمنين ولا لأي أُمة أو شعب يحب أن يعيش ويتعايش مع الآخرين ويؤمن بوجودهم أيظاً,فالمسئلة محددة هي أن الارهاب الذي يعيشه العالم اليوم له أوجه سياسية وإقتصادية وعسكرية وإجتماعية وإن ليس هنالك دين له علاقة بارهاب ولكن هنالك متدينين ومتزمتين لا يفهمون من الدين سوى التعصب الاعمى والتطرف الاهوج منخدعين أو يخدعون أخرين بأيات يفسرونها لتخدم أهدافهم المريضة وتفتح الطريق لتنفيذ ستراتيجيات عسكرية وإقتصادية وسياسية لدول معينة أو جماعات متنفذة.سابقاً كانت تتحكم في أهداف هذه الستراتيجيات القرب والبعد من القطبين,ونؤكد على حقيقة أن الكتب السماوية لا يمكن تفسيرها بأيات منفردة بل يؤخذ الكتاب السماوي بمجموع اياته ومن خلال هذا الجمع يمكن أن يفهم الدين وتعاليم الله خالق السموات والأرض ووصاياه,أما ان تؤخذ الايات إنفراداً ويبنى موقفاً بموجب هذه المفردات من الايات فإنذلك تحريفاً في التفسيروالتوجيه..


(سادساً) إن المطامع الامبريالية الصهيونية تلتقي مع الحركات السلفية المتطرفة فعلى سبيل المثال وليس الحصر ,ففي فترة الحرب الباردة كانت للامبريالية الصهيونية مطامع في المنطقة العربية وفي مقدمتها الثروة النفطية العربية التي تعتبر سلاحاً سياسياً الى جانب كونه سلاحاً إقتصادياً ولغرض السيطرة عليها لابد من زيادة التواجد العسكري والاستخباري في المنطقة ولكن وجود بعض الانظمة والحركات الثورية والتي كان يدعمها الاتحاد السوفيتي من جهة و من جهة أُخرعدم سماح الاتحاد السوفيتي للقوى الامبريالية بالتواجد الى الحد الذي سيخل بالتوازن الدولي كان هذا الأمر أي المحافظة على التوازن العسكري والسياسي في المنطقة يكون من أول الأوليات للستراتيجيات الموضوعة من قبل القطبين الدوليين في حينه,ومن جهة أُخرى فالقوى الامبريالية كانت تجد في التطرف الديني والتعصب الاعمى ضالتها فساعدت ودعمت على إقامة الحركات والتنظيمات المسلحة الدينية لمواجهة الحركات الثورية الوطنية والقومية في المنطقة العربية ومواجهة توسع الاتحاد السوفيتي من ناحية الفكر والنفوذ وكان هذا الصراع يساعد بل يؤكد التواجد الامبريالي الصهيوني في المنطقة. وفي عالم ما بعد زوال الاتحاد السوفيتي كان لابد للامبريالية من إيجاد عدو قوي يهدد العالم المتحضر بالذات وأن يكون هذا العدو قادراً ان يصل الى كل مناطق العالم ويهدد الامن والسلام الدوليين, ولكي تحوله الامبريالية الى أداة للتهديد يدفع باتجاه أن تتطوع هي للدفاع عن الامن والسلام الدولين وكذلك للدفاع عن المصالح الغربية عموماً وخاصة النفطيةوتغطيتها بشعارات الدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان, ولكي يُسٍلْمْ العالم بعد ذلك بهذه الحقيقة ويصدقها لابد من سيناريو تكون الدولة الامبريالية ضحية لهذا الخطر فأختلقوا أحداث 11سبتمبر وأضافوا موقفاً أخر لهم وهوكسب التعاطف الدولي,وأُعطيت لحكومة للولاياة المتحدة السابقة تزكية لكل عمل تقوم به وبالشكل الذي تريده فكان حماقتها في غزو العراق وافغانستان,و إن قُدر أن تُحسب التريليونات التي أُنفقت على جوانب التسلح فقط في منطقة الشرق الاوسط ومنذُ غزو العراق في عام 2003 ولغاية 2010 لكانت ارقام مأهولة ناهيك عن خلق الازمات الاقتصادية التي كانت تعيد تنشيط الاقتصاد الامبريالي على حساب سحب البلايين من الدولارات من إقتصاد دول العالم وخاصة النفطية منها لتغطية العجوزات للدول الرأسمالية الكبرى.


فبدلاً من القول إننا نحتاج للحوار في كل إختلاف أو حتى خلاف,يذهب هذا البعض للترويج بدراية أو بدون دراية لفلسفة وأساليب الامبريالية الصهيونية وهم في بساطتهم يعتقدون بأنهم يردون على أساليب هذه الدوائر ولكنهم في الحقيقة يساهمون في ترتيب الاوضاع التي تضعها هذه الدوائر,فالكيان الصهيوني لم يعد لديه مبرراً يقدمه للعالم على عدوانيته وإحتلاله للارض العربية وليس لديه أي حجة للتوسع وهوالذي يريد استغلال الدين اليهودي وهذا الدين برئ تماماُ من هذه الأهداف الاستعمارية لاقامة دولته الكبرى و يتجلى هذا الاستغلال بأن الارض العربية التي يحتلها هي جزء من إسرائيل الكبرى التي وردت في الكتب المقدسة وإن تحقيق هذا الحلم الديني (حسب هرطقتهم) يتطلب حشد كل الطاقات البشرية والمادية لليهود في العالم,ولتحقيق هذا الحلم الزائف لابد من ممارسة نوعاً من الكفاح الديني,وقد تطوع الكيان الصهيوني لهذه المهمة ,وبمأن المنطقة العربية تشهد اليوم صراعاً دينياً ضد المسيحين في الشرق(حسب الرؤي الصهيونية للاحداث) فإن من حق هذا الكيان وهو جزء من المنطقة (كما أراد له المستعمرون أن يكون عندما أنشئوه) أن يستغل هذا التشويه في النضال الحقيقي ضد قوى الاحتلال والاستغلال و يسعي لتحقيق هذا الحلم بإقامة دولته المزعومة في منطقة تشهد صراعات دينية ويصبح إحتلاله وإظطهاده للعرب حقاً مشروعاً ,وأن إقامة دولته في خضم هذه الصراعات سيكون قانونياً..الايحق لنا الان أن نبعد هذه الصراعات السياسية عن الأديان ونؤكد على الطابع المصلحي السياسي والاقتصادي لحقيقة هذا الصراع,وإن نبادر بالتركيزعلى أن ساحة المواجهة لم تكن وسوف لا تكون الساحة الدينية,وأن لا ينجر البعض لمجاراة أعداء الأمة والانسانية في أن يكون خطابهم ديني سواء بالرد أو التحليل أو بالاستنتاج.

 

إنه إرهاب من قبل حاقدين وجشعين,ليس لأي دين سماوي أو حتى غير سماوي دخل في هذه الحرب البشعة..

 

 





الاثنين١٣ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة