شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا الشعب يوما أراد الحياة ... لابد للقيد أن ينكسر ويستجيب للقدر


بهذا البيت تغنى الثائر العربي خلال مخاض ألامه العربية عبر تأريخها الحديث لمقارعة قوى الاحتلال والاستعباد ومخططاتهم على امتداد الأرض العربية وكانت الحصيلة أن يحصل أبناء ألامه جزأ من حقوقهم بعد أن تيقن المحتل انه أمام إرادة الثائرين الأحرار والإصرار على الحرية والاستقلال والسيادة فكانت ثورة عام 1920في العراق ، والثورة في المغرب العربي بقياد الشهيدين عبد القادر الجزائري وعمر المختار ، والثورة المصرية ، وثورة الفلاحين في لبنان والثورة الفلسطينية الكبرى ولا تبتعد عن أذهاننا الثورة الجزائرية التي أعطت مليون أضحية كي تنتصر إرادة الشعب العربي الجزائري وتهزم قوى الاحتلال والاستبداد


تناولت في المقالين السابقين الشرعية الثورية التي يمتلكها الشباب العربي في مصر العروبة وميدان التحرير الذي اتخذه الفتيه المؤمنين بقدر أمتهم وشعبهم منبرا لمقاومة الحاكم المتسلط المتجاوز على حقوق ألامه والشــــــــــعب المنحني أمام إرادة القوى الطامعة بما تمتلك ألامه والهادفة إلى قتلها وتمزيقها وحرمانها من الحياة و القدرات التي تمكنها من الوقوف أمام التحديات باقتدار التأريخ والرسالة التي حملها العرب الأوائل كي تسمو الحرية وتتحرر إرادة الإنسان من العبودية التي أرادها البيزنطي والفرس ، هو مصر بكل حجمها ، وان كانت إشاراتي إلى ما أريد الحديث به محدده ولكن الأمل الأكبر واليقين كانا هما هاجس الانتصار والعبور إلى الضفة الأخرى التي تجعل ألامه مقتدرة ومتمكنة من الوصول إلى حقوقها والانتصار على أعدائها ، الثورة الشعبية عندما تتحقق في مصر لابد وان يكون لها الأثر الفاعل الذي يلهب الشعور الوطني القومي بقدسية الإرادة والوصول لان الشعب المصري الذي توجهت إليه كل الإمكانات والقدرات الامبريالية والصهيونية كي يخرج من محيطه ويبتعد عن قدره ويستسلم لإرادة أعداء ألامه ، اثبت بالدقة المتناهية انه الشـــعب الحي شــــعب ثورة 23 تموز1952 وشــــعب تأميم القنال وشــــعب العبور ، الشـــعب الممتد جذره إلى ما قبل الميلاد بسبعة ألاف من السنين وان الفتيه الذين ثاروا على إرادة الحاكم ونظامه المستبد يمتلكون كل مقومات الصبر والمطاولة ومقاومة الأساليب المخابراتية ليحققوا قدرهم في الحرية والخلاص ، ولم تنطلي عليهم الأعيب عمر سليمان الذي أراد منه الحاكم المهزوم قشة الجمل التي يتمكن بها ومن خلالها من البقاء وتمرير أهدافه التي هي لا صلة لها بأماني الشعب وتطلعات المحرومين ، كما إن وقفت وانتفاضة الفتية الصابرة المؤمنة أسقطت كل أداء السياسيين وأحزابهم الذين لم يفعلوا فعلهم لثلاثة عقود يرضخ فيها الشعب لا بشع وأقسى وسائل التكبيل ومصادرة الحقوق من قبل فئة طفيلية أنشأها النظام وأعطاها كل مقومات البطش والهيمنة لأنها الركيزة التي يعتمدها في تحقيق أهدافه ونواياه ويالها من مهزلة الأقدار أن يستخدمها بجمالهم وحميرهم وخيلهم عدوانا سافرا على الشباب الثائر وهي كما يقال الرفسة الأخيرة له وليكشر عن حقيقته


إن ثورة الشباب منذ 25 نوفمبر ولحين هزيمة الكبير ونظامه بثمانية عشر يوم كبيرة بمعانيها ودلالاتها تهشم فيها بناء مخابراتي بوليسي لثلاثون عاما" مدعوم من المخابرات الامبريالية الصهيونية لأنه عراب الهزيمة وما يسمى بالحلول السلمية لقضية الشرق الأوسط كشفت حقائق هي


إن ثورة الشباب لم تكن ارتداد على الثورة المصرية وتخلي عن أهدافها بل هي تصحيح لمسارها وتنظيفها من الشوائب التي علقت بها وخاصة ما بعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر


الجيش المصري مؤسسه مهنية منحازة إلى الشعب والوطن


القوى الأجنبية التي خدم مصالحها ومخططاتها النظام لم تكن بمكان من الدفاع عنه بل أخذت تتخبط لا تعرف أين المستقر وهذا ناتج من أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تبلغها القوى المتسلطة والمهيمنة ولن تقهر


ضعف وانعدام الأساليب المخابراتية التي اعتمدها النظام خلال العقود الثلاث وعدم تمكنها من معرفة نبض الشارع المصري وحقيقته ، مما جعلها الأمر أمام انكسار حاد في سلمها القيادي يقابله زهو وانتصار في ميدان التحرير والمدن المصرية


رخاوة وترهل البناء الذي ظهر عليه الحزب الحاكم مما يؤكد عدم شرعية


سقوط نظرية الشرق الأوسط الجديد التي روجتها وعملت عليها الإدارات الأمريكية الملبية للمصالح الصهيونية وبالنتيجة انهيار مفاهيم النظرية التوأم لها الفوضى الخلاقة التي يراد منها نفاذ الإمبراطورية الأمريكية الحديثة إلى المنطقة


سقوط مفاهيم العولمة التي يراد منها الانتساب بلا هوية أمام الإصرار الشعبي على التمسك بهويته المصرية التي تحيى فيها وتنمو كل أطياف الشعب المصري


· انهيار نظام حسني مبارك سوف يسقط كل المشاريع الامبريالية الصهيونية في المنطقة لان الفعل الحاصل هو نتاج إرادة شعبية واعية يعمقها الإيمان بقدر الأمة والوطن وهي المتضررة من السياسات التي أنتجتها مشاريع الاستسلام والركوع أمام إرادة الصهيونية


الثورة الشعبية المصرية من حيث قراءتها وربطها بمحيطها هي المتمم للأهداف الشعبية التي جاءت بها الثورة المصرية في 23 تموز 1952وانهاء للمرحلة الساداتية التي أنهكت الواقع المصري ،


هي امتداد مشروع للحراك العربي الذي تجسد بثورة الشعب العربي التونسي والذي يتحرك بمحتواها الشارع العربي وصولا إلى إسقاط كل الأنظمة المستسلمة في الوطن العربي وما تم زرعه في الجسم العربي كما هو الحال في العراق الجريح الذي أفصح شبابه عن حقيقة الواقع العربي من خلال المواقف الجهادية المتخذة منذ الغزو والاحتلال ولليوم الذي يعبر فيه عن الرفض الشامل لكل أدوات المحتل وما يسمى بالعملية السياسية


صواب التحليل الموضوعي للواقع العربي الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي والمعالجة له بانتفاضة شعبيه عارمة لتتهاوى بها العروش والأنظمة التي عملت وتعمل بما يتعارض وإرادة الأمة وجماهيرها



تحية إجلال وإكبار للشهداء الذين صنعوا الغد المشرق لشعبهم ووطنهم مصر العروبة

العزة لكل ثائر صنع التاريخ الجديد لمصر

 

 





الاحد١٠ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة