شبكة ذي قار
عـاجـل










تجربة ثورتي تونس و مصر حاضرة وما زال أوارها مشتعلا يلهب بأسواطه ظهور الطغاة. ثمة مسلّمة بديهية اقترنت بفوز هاتين الثورتين المباركتين ألا وهي إنهما بلا قيادة حزبية، بل هي ثورة شعبية بامتياز وقادها كل الشعب الثائر. القيادة الوحيدة التي يمكن أن نتلمس توجهيها المقدس لهاتين الثورتين هو وحدة الهدف : والهدف هو إسقاط النظام , ووحدة الأداة ، والأداة هي : الشعب ، لا أحزاب ولا طوائف ولا أعراق ولا أديان.


مَن يريد أن يحرر العراق ويؤجج ثورته لتنتصر كما ثورة تونس و مصر فان عليه أن يتعامل مع خصوصية العراق في:


1- العراق محتل والثورة التي نريدها يجب أن يكون هدفها الأول هو تحرير العراق من الاحتلال ولا أهداف أخرى .


2- في العراق عملية سياسية مخابراتية أسسها الاحتلال ووظف فيها عملاءه ومَن يريد تحرير العراق فعليه أن يؤمن قطعيا بأن الاحتلال والعملية السياسية هما وجهان لعملة واحدة.


ولكي لا نضع اشتراطات على مشاركة كل عراقي مؤمن بالثورة فإننا سنضع تعميما نرى انه منطقي وعلمي ولا يثير أي جدل يضر بالثورة وبضرورة أن تتوفر على قدر عال من الشفافية كشرط للفوز والنجاح : مَن يشترك أو اشترك فعليا بالعملية السياسية فان عليه أن ينسحب منها فورا بسحب أعضاء البرلمان الذين يمثلونه لأنه برلمان احتلالي ونتاج انتخابات باطلة ومزيّفة وسحب مَن يمثله في حكومة المالكي فورا أيضا. ومن اشترك وفشل في الانتخابات الباطلة المزورة الأخيرة فعليه أن يعتذر لشعبنا علنا ويتعهد بالإيمان بالعراق أرضا وشعبا واحدا موحدا .


ليس بوسع أي عراقي مخلص ونقي السريرة في توجهه للمشاركة بالثورة أن يقتنع ويقبل بأن يشارك التيار الصدري في الثورة ونوابه ووزراءه في حكومة وبرلمان الاحتلال لأن مثل هذه المشاركة تعني إننا لسنا في ثورة، بل في فورة والعواقب غير مضمونه لان مقتدى أمريكي من الخلف وإيراني من الأمام. كما إننا ومعنا كل العراقيين النجباء لا نستطيع أن نصدق إن أعوان مجيد حميد الشيوعي ( أو سواهم من اليساريين الفاشلين ) , الذي ارتضى لحزبه أن يكون رقما في قائمة المتعاونين مع الاحتلال والمتصدين للعملية السياسية التي أنتجها الاحتلال. هذين الطرفين, مثلا, مع خصوصية كل منهما السياسية والاجتماعية عليهما أن يحسما أمرهما وأن يصدرا قرارات ويتخذا مواقف حاسمة وفعلية لمغادرة المنطقة الخضراء ومحيط المنطقة الخضراء لكي نصدّق إنهم رواد وأطراف في الثورة وان تكون هذه القرارات في مؤتمرات رسميه معلنة..


أما أن يريد البعض أن يتبرأ من خيانته وعمالته أو تهافت مواقفه أو إجرامه بحق العراق والعراقيين عبر شعارين أو ثلاث خطت بأقلام حبرها غير ثابت فهو لا يخدع إلا نفسه. وساخات وحقارات وأنانيات وجشع البعض لا يمكن أن تُلغيه لافتة كارتونية نحن نرى أنها أساءت لاعتصام ساحة الفردوس وأعطت مسوغا للبعض من الشباب أن يغادر لأنه غير مستعد أن يضحّي من أجل جناح للحزب الشيوعي يرفع لافتة فيها إيحاءات لا تنسجم مع تطلع الثوار لوحدة موقف عراقي يسمو على الحزبيات والأحزاب ويسمو على الطائفية والعرقية .. موقف يتوحد خلفه كل العراقيين هو: العراق أولا والعراق أخيرا: تحرير العراق أولا وتحرير العراق أخيرا. أما مَن يريدون الوصول إلى السلطة أو تسييس الثورة العراقية ليسجلوا في أوراقهم الصفراء موقفا يغطون به على جرائم منكرة ومواقف سياسية مخزية قبل وبعد الغزو والاحتلال، فان عليهم أن يغادروا هذا السلوك لأنه لا ينتمي إلى روح ثورة الشعب العراقية لأنها ليست ثورة للوصول إلى السلطة والحكم، بل ثورة لتحرير العراق وإعادته سيدا مستقلا موحدا, وهي ليست طريقا لدعاية انتخابية مجانية لمن تورطوا في تجارب الانتخابات الاحتلالية وفازوا بمقاعد يريدون الآن استغلال الثورة لدعاية لتياراتهم وأحزابهم لكي يرفعوا رصيدهم لاحقا ولا لمن خسر وانكفأ بعاره وخزيه.


نحن نوجه الأنظار الآن إلى خطأ حصل في ممارسة أولية، ونأمل أن لا يتكرر .. فلا حزب مجيد حميد الشيوعي ولا مؤسسة المدى ولا تيار مقتدى الفارسي المركب على أمريكي ولا غيرهما بقادرين على استغلال ثورة شعبنا المباركة، ولا ثورتنا بحاجة إلى شعارات مستوردة، حيث أن لدى شبابها الأبطال آلاف الشعارات المشتقة من معاناة سنوات الاحتلال وحكم العرابين من عبيد الدولار والسلطة الخائنة. وعلى الجميع أن يغادر حزبيته وفئويته وعرقيته لكي ننتصر كما انتصر أخوتنا أسود الأمة في مصر وتونس ولن ننتصر إلا إذا حملنا شعارا واحدا هو: تحرير العراق. ثورة العراق ستخنق الاحتلال وأعوانه وهي قادرة على رفس من يريد أن يتسلق ..النصر أكيد لثورة شعبنا بإذن الله.

 

 





الثلاثاء١٢ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو الحسنين علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة