شبكة ذي قار
عـاجـل










للحقيقة والحق يقال أن الشهيد القائد صدام حسين استطاع أن ينقل العراق نقلة نوعية وتاريخية من حالة التخلف الاجتماعي والاقتصادي والصحي والعلمي والتعليمي الى التطور الكبير في تلك المجالات وخاصة الجانب العلمي المدني منه والعسكري, ولا سيما امتلاك الرقائق الالكترونية الدقيقة التي تمكّن من يملكها أن ينتقل الى عالم التكنولوجي, الحديثة العسكرية منها والمدنية .


منذ ثورة تموز 1968 والقيادة السيادية العراقية تخوض حرب ضروص ضد الجهل بكل اشكاله وضد الاستعمار الغربي وممتلكات العراق " التأمين " وضد التمرد الكردي في شمال العراق المدعم عسكرياً ومالياً من قبل نظام شاه ايران المدعوم من قبل الولايات المتحدة الامريكية , التي كانت تعتبر نظام الشاه بمثابة قاعدتها العسكرية المتقدمة في الخليج , كما اسرائيل قاعدتها العسكرية المتقدمة وسط الامة العربية, وكانت " الولايات المتحدة الامريكية " تعتبره شرطي الخليج , ضد المد السوفيتي لمنعه من الوصول الى المياه الدافئة ونفطها " دول الخليج العربي ", وقد استمر هذا الدعم الذي استنزف القدرات المالية والعسكرية والبشرية للشعب العراقي حتى عام 1976 حيث اتفاقية الجزائر التي اوقفت تلك الحرب الاستنزافية الشرسة, ورغم ذلك وفي عام 1973 اي حرب تشرين " اكتوبر " حيث طلب الرئيس السوري الراحل " حافظ الاسد دعماً عسكرياً عراقياً من قبل القيادة السياسية العراقية , برغم الخلاف الكبير بينهماالى ان القيادة السياسية العراقية وعلى الفور اعلنت عن وقف حربها ضد التمرد الكردي وسحب جميع قطاعاتها العسكرية من الشمال والجنوب وبغداد وتحويلها الى الجبهة السورية , بما فيها سلاح الجو العراقي وأقام مع الرئيس الراحل الاسد في غرفة العمليات السورية الى حين وصول طلائع الجيش العراقي الى ساحة المعركة في الوقت التي كادت ان تدخل القوات الاسرائيلية الى دمشق , حيث كانت تبتعد عنها حوالي 13 كم بالقرب من قرية سعسع السورية وهناك اجبرت القوات الاسرائيلية عن الزحف الى دمشق نتيجة للخسائر البشرية والمادية التي منيت بها تلك القوات وحرمت موشي ديان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي انذاك من عقد مؤتمر صحفي اوعد به العالم والشعب اليهودي في اليوم التالي بدمشق , هذا وقد اتفق الرئيس الشهيد صدام حسين في غرفة العمليات مع الرئيس الراحل الاسد بشن هجوم معاكس على الجيش الاسرائيلي , وتم تحديد ساعة الصفر , اي بعد استكمال كافة القطاعات العسكرية الى الجبهة , ولكن مفاجئة قبول حافظ الاسد بوقف اطلاق النار قبل ساعة من ساعة الصفر حرم الجيش العراقي الباسل والشهيد صدام حسين من نيل شرف شن الهجوم المعاكس وتحرير الجولان , مما دفع بالجيش العراقي بالعودة الى العراق وقد علّق الشهيد صدام حسين في حينه على هذا الحدث , أن بإمكان التمرد الكردي أن يصل الى بغداد دون ان يلقى اي مواجة من اي جندي عراقي .


وفي عام 1980 عندما اعلن الخميني , عن تصدير الثورة الشيعية الى العراق والدول العربية المجاورة حيث بدئت القوات الايرانية بقصف القرى الحدودية العراقية والقيام بتفجيرات ضد المدنيين داخل العراق اضطرت القيادة العراقية بشن حرب وقائية , ضد القوات الايرانية لحماية شعبها والشعب العربي على البوابة الشرقية للامة العربية , وابعاد الشرور الفارسية عنهم .


وفي أثناء تلك الحرب هاجم الطيران الحربي الاسرائيلي مفعل تموز النووي , قبل ايام من تشغيله وكان هذا الهجوم الثالث على هذا المفعل .
ففي المرة الاولى , تم تخريبه من قبل عملاء الموساد على ارضه في فرنسا , وفي المرة الثانية تم تخريبه في الميناء الفرنسي قبل شحنه الى العراق بأيام بهدف تأخير المشروع النووي العراقي .


وقد استخدمت الطائرات الحربية الإسرائيلية المجالين الجويين الاردني والسعودي للوصول الى المفعل .


وفي عام 1982 عندما شن الجيش الاسرائيلي هجومه الشامل على لبنان للقضاء على الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية , ارسل الشهيد صدام حسين فرقة مدرعة بكافة عتادها الى الحدود السورية العراقية للسماح لها بدخول لبنان والوقوف الى جانب مقاتلي الثورة الفلسطينية , وبقيت هناك لعدة شهور حيث لم يسمح الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد لتلك القوات بالدخول الى سوريا ومن ثم الى لبنان وقد امتدح الشهيد ابو عمار هذا الموقف الشجاع للرئيس الراحل صدام حسين , واعتبره ايثاراً لكونه كان يخوض حرب ضروس مع القوات الفارسية .


وفي عام 1989 اي بعد انتصار العراق على الجيش الايراني وتوقف الحرب مع ايران واندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987 حاول الشهيد صدام حسين احياء الجبهة الشرقية مع الاردن فأرسل بعض القطاعات العسكرية الاستكشافية الى الجبهة الاردنية كما وارسل العديد من طائرات الأوكس والحربية العراقية لرصد وتشخيص الجبهة ومن ثم ادخال باقي القطاعات العسكرية الى هناك على دفعات الى حين استكمالها ووضع خطة عسكرية لإحياء الجبة الشرقية لفلسطين , لتعويض خروج مصر من ساحة الصراع العربي الاسرائيلي من خلال اتفاقيات كامب ديفيد وخروج الثورة الفلسطينية من لبنان ودعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وفي اثناء ذلك وأمام هذا التوجه القومي العراقي لم يرق لأعداء الامة هذا التطور العسكري والنصر العربي العراقي على الجبهة الشرقية وإجبار دول اوبك النفطية برفع سعر النفط من 20$ للبرميل الواحد الى 34$ والذي سمي في حينه بداية لنهوض الامة العربية بقيادة القيادة السياسية العراقية وعلى رأسها الشهيد الخالد صدام حسين فإنهالت عليه المؤامرات من كل حدب وصوب وجن جنون اصحاب القرار في الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية وحلفائهم في المنطقة , فدعموا الحكومة الكويتية لإفتعال مشكلة الديون الكويتية وحقل الرميثة العراقي بالإضافلة الى تخفيض سعر النفط لعرقلة المشروع النهضوي القومي العسكري والإقتصادي العراقي , ولاسيما أنه طرح في حينه المشروع القومي الاقتصادي العربي والذي ضم العراق والاردن ومصر واليمن , وفتح الباب على مصراعيه لباقي الدول العربية للدخول فيه , للوصول للوحدة الاقتصادية العربية بالرغم من تعذر الوحدة السياسية .


وقد رافق ذلك تسريع وتيرة التطور والتصنيع العسكري العراقي في كافة المجالات لخلق حالة من التوازن التكنولوجي العسكري مع الجيش الاسرائيلي .


امام هذا الواقع النهضوي العربي دفعت الحكومة الكويتية للتحرش بالعراق وكما اسلفنا سابقاً وقد وافق الشهيد الراحل صدام حسين على تشكيل لجنة من بعض ((الزعماء العرب )) ضمت كل من الرئيس المخلوع حسني مبارك , والمرحوم الملك حسين , والملك عبد الله بن عبد العزيز لإنهاء الخلاف , الا أن اصرار الادارة الامريكية على دفع الحكومة الكويتية بالمضي قدماً في مواجهة الرئيس الشهيد الراحل صدام حسين أفشل جميع المساعي الحميدة لإنهاء الخلاف ولا سيما مخاطبة ممثل الكويت لممثل العراق ( عزة ابراهيم الدوري ) في اخر اجتماع في السعودية بقوله ( سنجعل الماجدة العراقية تباع في الشوارع بعشرةِ دنانير , وكانت تلك الشعرة التي قسمت ظهر البعير الامر الذي دفع القيادة السياسية العراقية بإصدار امر للجيش العراقي بدخول الكويت .


وفي اجتماع طارء للجامعة العربية وبدون الاستماع للمطالب العراقية قرر الزعماء العرب وعلى رئسهم الرئيس المخلوع حسني مبارك باحالة الملف العراقي الكويتي الى مجلس الامن وكان هذا مطلباً امريكياً بحتاً , والذي قام بدوره باصدار القرارات المتتالية وتحت البند السابع لمحارة وحصار العراق وقد شارك في هذا العدوان العالمي 23 دولة منها الجيش المصري والسوري وجيوش دول الخليج عام 1991 وقد استمر الحصار لمدة 13 عاما شارك فيه الزعماء العرب بشكل مباشر وفعال مما خلق فجوة عسكرية وعلمية كبيرة بين العراق واعدائه حتى احتلال العراق المنهك عام 2003 , ورغم الحصار كان الشهيد صدام حسين والشعب العراقي الداعم الوحيد للشعب الفلسطيني قيادة وشعباً خلال فترة انتفاضة الاقصى معنوياً ومادياً والشعب الفلسطيني يدرك تفصيلات هذا الدعم الذي استمر حتى احتلال العراق عام 2003 وقيادة الشهيد صدام حسين للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي حتى القاء القبض عليه واعتقاله ومن ثم اعدامه ورفاقه وهو يهتف مكشوف الوجه ثابت الخطى عاش العراق وعاشت الامة العربية و عاشت فلسطين حرة عربية .

 

 





الخميس٢١ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نواف العايدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة