شبكة ذي قار
عـاجـل










اتضح كل شيء ، وبدا مجرداً كما هو ، دونما مواربة أو تحسين أو تجميل ، وأدرك الجميع أنك كنت وماتزال الحقيقة الوحيدة ، وأن كل ما عداك زيف وبهتانٌ وباطل .


أدركوا كم خسروا بفقدك ، وغاضهم كم كسبت ، لقد خسروا كل شيء ، حتى ذواتهم .. وأنت كسبت كي شيء ، وأول ما كسبت ذاتك ، وكسبت مرضاة ربك الذي اصطفاك سبحانه شهيداً، ليجلسك مجالس عباده الصالحين من الأولياء والشهداء والصديقين ، وكسبت حب ودعاء الملايين من أبناء شعبك وأمتك والإنسانية ، التي اشتاقت لوقفات العز والكبرياء من بعدك.


بحثوا عن الزعامة والثراء والسلطان ، فباعوا لأجل ذلك الأرض والدين والعرض ، باعوا كبرياءهم ، وكرامتهم وارتضوا الذلة والعار والخزي في الدنيا وفي الآخرة ، تشيعهم لعنات الشعب والأمة .


وكنت تبحث عن (المعاني العالية) والقيم الرفيعة ، والمواقف التي (تسر الصديق وتغيض العدو) وركلت عرض الدنيا الزائف الزائل ، فبعت الدنيا بالآخرة ، وأقرضت الله قرضاً حسناً ، فشيعتك تكبيرات الحجيج في (يوم الزحف) الأكبر والأعظم ، يوم الوقوف بعرفات الله ، وهي تزف روحك الملائكية الطاهرة إلى جنان الخلد .


شمتوا بك وبنا ، وأوصيتنا أن لا نشمت بهم ، وكأنك كنت تعرف أن هذا اليوم آتٍ لا محالة ، وأنهم سيتساقطون عميلاً بعد آخر .


البعض يقارنون - وإن محبة فيك - بينك وبينهم ، وأرى أن لا مجال للمقارنة ، ولا وجه للشبه أو حتى التقريب بين الخير منهم ، ونعلك الذي اعتلى جباه قاتليك ..


وهنا البعض (سيقولون أني لا أتكلم سياسة) نعم (نحن ما نتكلم سياسة، نحن نحكي حكي مباشر) مثلما علمتنا ياهيبة التاريخ وسيد الرجل ، يامن صنت الأرض والعرض ، فاجتمعت عليك كل قوى الشر والكفر في العالم لتثنيك عما تؤمن به ، وتحاول - خاسئة - أن تلوي ساعدك ، تارة بالوعود وأخرى بالوعيد ، حتى جيشت عليك ما جيشته ، إلا أن الله أتم نوره رغم كره الكافرين ، وامتطيت صهوة المجد تقاتل أعداء الله والإنسانية ، متسلحاً بإيمان صلبٍ وعزيمة لا تساوم ولا تلين ، حتى شاء الله لك أن تمتطيى صهوة الخلود سيداً لكل الشهداء كما كنت سيداً لكل الشرفاء .


الذين تآمروا عليك ، وغذوا آلة العدوان بالمال أو بالتحريض والكذب أو بأشباه المواقف ، أدركوا اليوم أنك كنت صمام أمان للوطن العربي كله ، بما في ذلك كراسيهم وعروشهم ، لأن الدعاية الصهيوعربفارسكية كانت تصرف أنظار الشعوب عنهم ، كما كانوا متشاغلين عن بعضهم بك ، أما وقد أصبحوا في مواجهة مباشرة مع شعوبهم وأمام بعضهم البعض ، فقد تكشفت العورات ، وثار العفويون من أبناء الأمة الذين فتت سياط القهر قلوبهم قبل أن تلهب ظهورهم ، كما خرجت دمى (الدفع المسبق) التي تسمي نفسها معارضة لتسقط هذا الحاكم أو ذاك وفق أجندة محددة .


رفيقي وسيدي وقائدي .. اسمح لي في العدد القادم أن أوضح لمن لم يفهم بعد لماذا لا مجال للمقارنة بينك وبينهم .. وإلى اللقاء ....

 

 





الاربعاء١١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أم فرات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة