ثورة تونس ومصر قدمتا نموذجا واضحا لجماهيرنا في كل الاقطار العربية لايحتاج تطبيقه الا قدر من العزم والصبروالتضامن والتمسك بالهدف الموحد وهو رحيل الحاكم واركان نظامه: فمهما ناور، وتنازل ، وضلل ، وتكتك ، وهدد وتوعد ، واعتقل وقتل ، واغرى وارهب ، وتوسل وتباكى .. فان المطلوب هو ان نظل هنا وان نظل متعلقين بخرقته وممسكين برقبته حتى يتهاوى.
شعب تونس انجز ثورته بابي القاسم الشابي وبنشيد حماة الحمى وشعار: التشغيل استحقاق ياعصابة السراق ، ثم ، ثورة ثورة مستمرة وبن علي على برّا ، ثم ، بن علي ياجبان شعب تونس لايهان ، ثم خبز وماء وبن علي ل .. وقد كانت اول ثورة في التاريخ بدون سلاح وبدون تنظيم ثوري وبدون قيادة ثورية وبدون ايديولوجيا ثورية .. استشهد مايقارب الثلاثمائة شهيد !! .. هذا ضروري .. لابد من دفع الثمن .. ولا بد في المقابل من التمسك بالطابع السلمي للحراك الثوري .. فالمطاولة في التظاهر السلمي يجعل الاخلاق تنحاز الى صف الشعب الثائر .. فيكسب جميع اطيافه ومكوناته وشرائحه والعالم.
ثورة مصر اتبعت النهج نفسه .. عربات وزارة الداخلية تقذف بالماء الساخن والشعب المسالم المتظاهر يسجد امامه .. !! .. الشعب يتظاهر وسيارات الامن تدهسه .. !! .. الصدور عارية والرصاص يمضي ويخترق ببرودة دم .. !! .. وهذا شاهده كل العالم .. رغم ذلك ظل الشباب متمسكا بثورته السلمية الى آخر مدى .. والى ان اجبر مبارك على التخلي عن الرئاسة التي حولها الى وكر دعارة سياسية ومالية.
من يريد ان ينجز ثورة في اقطارنا الاخرى لن يحتاج منا ان نوضح له هذا النموذج .. فهو يمتلكه وقد عاش تبلوره ولحظات نجاحه .. لكن شباب ليبيا ماراى وما عايش وما فهم وماعلم وماادرك .. !! .. فكان ان سلك طريقا آخر .. يتحمل الذين زجوا به فيه وزر مااختاروه له. فماالذي حصل في ليبي .. ؟ وبناءا على اية مؤشرات نقوم بتحديده .. ؟
اولا اريد ان اوضح ماالتبس على كثير من القراء في مقالي السابق { الجزيرة تقود الثورة في ليبي .. الى الهاوية } ، واقول بشيئ من التبسيط والوضوح : انا كثائر او كقائد ثوري مكتبي او ميداني ، ليس من مصلحتي ، اي ليس من مصلحة الثورة ، ان يساندها اعلاما كذابا. التضليل الاعلامي لايحقق الا مكاسب ظرفية وهي لاتكون الا ظرفية باعتبارها لم تنبني على معطيات ميدانية حقيقية ، ثم انها ستتبخر وتحدث نوع من التراجع وتكشف عن اوهام كانت تبدو حقائق وعن حقائق كان يعتقد انها اوهاما. فبالله ، في مصلحة من ان يذيع " الثوار " في اليوم الثاني من هبتهم سقوط ثلاثة آلاف قتيل في قرية تعداد سكانها لايتجاوز الالف ساكن .. ؟!! .. هذا ليس في مصلحهم. وهم وحدهم سيدفعون ثمنه وبدرجة اقل ممن عسر عليهم التراجع بعد ان انخدعوا واكتشفوا الخديعة .. من مصلحة من ان يسند الاعلام الدعائي والحربي جرائم " الثوار " الى القذافي اوالى ابنه او جيشه .. ؟!! .. هذا حدث .. وفضحه اعلام مضاد بالوثائق المصورة(فيلم) .. وتبين حجم الباطل الذي يمارسه اعلام يزعم انه في مستوى العالمية .. !! .. كيف كان سيتصرف شعب تونس الثائر لو اذاعت قناة الجزيرة خبر ان طيران بن علي يدك مدينة سيدي بوزيد بالصواريخ .. ؟!! .. لن ترفض وتطرد قناة الجزيرة فحسب ، بل يكون ثمة احتمال لانحياز الكثيرين الى صف النظام التونسي وبالتالي فشل الحراك الثوري .. واستنتج من هذا التوضيح بالضبط مااردت بيانه في مقالي المشار اليه الى ان قناة الجزيرة كانت في الحقيقة تقود " الثورة " في ليبيا الى الهاوية والى فشل محقق وكانت تتجه نحو احداث فراغات في كيانها من خلال المسافة التي كانت تحدثها بين الحقيقة والخيال وبين الالتزام الاعلامي الاحترافي والهمجية الاعلامية.
نعود الى رصد مؤشرات نحدد من خلالها رؤيتنا لما يحدث في ليبيا ، ونبوبها على النحو التالي:
1-مالاحظناه منذ بداية الاحداث هو ظهور ميئات الاعلام التي ترمز الى النظام الملكي السابق ان لم نقل آلاف .. فهل هذا عفوي .. ؟!! .. من اعدها ومن خبّأها ومن وزّعها ومن خطط لتوفيرها اصل .. ؟! .. هل شاهدنا في ثورة تونس اعلاما غير العلم التونسي .. ؟!!! .. هل شاهدنا هذا في مصر .. ؟! .. هل علم ليبيا ملك للقذافي .. ؟!!! .. أليس تغيير العلم هو الخطوة التي اعتمدها المحتلون للعراق .. ؟! .. أليس تغيير العلم يعبر عن تغيير للقيم الوطنية بل وتصفية لها بقطع النظر عن مدى التزام النظام به .. ؟! .. مادلالة ان يقترن هذا بظهور حفيد الملك السنوسي في المنفى وتهليله لما يسميه ثورة .. ؟!! .. ماهي العلاقة التي كانت تربط الملكية بالغرب .. ؟! .. هل هذه الخطوة (رفع اعلام الملكية) تشير الى اننا بصدد ثورة شبابية او شعبية تطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة .. ام اننا بصدد ظهور مشروع كان معدا سلفا وجاهزا واستغل الحراك الثوري في الوطن العربي لينفّذ بالقوة .. ؟!!
2-بعد الهبّة الاولى بساعات ، تمت مهاجمة ثكنات الجيش والاستيلاء على مخازن السلاح .. وانطلقت الدبابات تجوب شوارع بن غازي رافعة علم الملك السنوسي .. هل هذه احتجاجات .. ؟!! .. هل هذه مظاهرات .. ؟!! .. هل هذه ثورة شباب ليبي .. ؟!! .. هل هذا المؤشر يدل على اننا ازاء ثورة شعبية .. ؟!! .. انا اعرف ان الاستيلاء على الثكنات واسرضباط وارغامهم بالطبع على التاييد لايحصل الا في الانقلابات العسكرية .. ثم لايقوم بهذا الفعل الا عسكريون .. او غزاة اخترقوا تحصينات امنية واتخذوا في جغرافيتها موطأ قدم متقدم .. ثم .. اذا انت تقول ان ثورتك سلمية .. ماالذي دفعك الى اقتحام ثكنات الجيش .. ؟!! .. والى الدخول في صراع مسلح اي حرب مع النظام .. ؟؟ .. قد تقول انه (اي النظام) هو من بدأ بطلق النار .. ولكني اقول : تريده ان يبسط امامك السجاد .. او تريده ان ينصبك حاكم .. !!! .. طبيعي ان يستعمل كل شيئ لقمعك .. واذا لم يستعمل ضدك القوة فهذا غير طبيعي .. وليس ثمة نظام سياسي لايدافع عن نفسه وعن مشروعه بالوسائل المتاحة له .. لكنك كشعب ثائر يجب ان تدفع الثمن .. أقل او اكثر مما دفعه الثوار في تونس ومصر .. لايهم. اليس ركوب الدبابات في الشوارع اشارة الى ان مايحصل ليس عفويا وليس شعبيا وليس شبابيا بحسب معايير نموذج تونس ومصر .. ؟!! .. مارأيت وماسمعت في حياتي بمتظاهرين يركبون دبابات افتكوها بالقوة ويحاربون بها النظام .. مارأيت وماسمعت بمتظاهرين ينادون الحلف الاطلسي للتظاهر معهم .. ؟!! .. هم الآن في بداية الطريق لتنفيذ مشروعهم ويدعون الحلف الاطلسي الى مساعدتهم ، فكيف سيكون الحال عندما يتمكنون من افتكاك السلطة .. ؟!!! .. يقيمون نصبا تذكاريا لبوش وكونداليزا رايس عريانة .. !!
3- من الرشاشات الى الدبابات الى الطائرات .. اليوم بث خبر يقول ان طائرات " الثوار" اغرقت سفينتين ليبيتين تابعتين للنظام .. !! .. المتظاهرون في ليبيا يملكون طائرات .. !! .. اليس هذا عجيب .. ؟؟!! .. على افتراض ان طائراتهم تعود الى الجيش النظامي وقد تم تهريبها او الاستيلاء عليها ، وليست مهداة لهم من الاساطيل الغربية التي ترابط قبالة سواحل ليبيا ، او ليست ملكا لهذه الاساطيل بحيث تقلع منها وتعود اليها ، أفليست تحتاج الى صيانة .. والى فرق هندسية متخصصة .. ؟!! .. ما حقيقة مصدر هذا الدعم .. ؟!! .. اليس في الامر سر .. ؟!! .. أليس من حقنا ان نثير هذه الاستشكالات والاستفهامات .. ! .. أليس من واجبنا ان نعرف الحقيقة كاملة قبل ان نساند او لانساند .. ؟! .. لااعتقد ان الامر يتعلق بثورة شعبية حرة ومستقلة وسلمية ومسالمة.
4- منذ بداية الحراك " الثوري " في ليبيا ، تأسس مجلس قيادي مسؤول عن مسار " الثورة " وعن الملف السياسي اساس .. في تونس ومصر لم تتأسس الا مجالس حماية الثورة بعد نجاحها ، وقد تاسست في القصبة وفي ميدان التحرير ، يعني في الميدان. ولم يكن الشعبين بحاجة للاتصال بأية جهة دولية ولا معنيين بهكذا نشاط وبهكذا قوى. وكان اهتمام الشباب وشعبهم هو كيفية المرابطة والثبات والحفاظ على الزخم واللحمة والهبة حتى ينضج قطافه .. بينما في ليبي .. يتكون مجلس ويطير مبعوثيه الى باريس ولندن وواشنطن .. ؟!! .. الم يكن تأسيسه بناءا على طلب خارجي وبدعوى توفير امكانات التنسيق في مواجهة مشتركة لنظام القذافي .. ؟!! .. هل تاسس المجلس ببادرة شبابية وشعبية .. ؟!! .. هل كان ثمة في الميدان شباب وشعب حر ليبادر ويخطط ام كل المبادرات والخطوات والمخططات جاهزة او تتخذ بناءا على توجيهات ومطالب .. ؟!! ..
5-الهرولة الى العواصم الغربية .. بدعوى استقطاب القوى العالمية /ذات المصلحة بالطبع/ لفرض حظر جوي على النظام .. وهنا اقول: ثورتكم التي تزعمون في الارض ام في السماء .. ؟!! .. انتم من ورط الجيش الليبي في الصراع وورطتم انفسكم وانتم الخاسرون .. فرضتم عليه العداء في الوقت الذي كان عليكم التعامل معه بخلق واحترام حتى وان كان موقفه منحازا ضدكم وارسال رسالة له بانه جيش ليبيا وليس جيش القذافي .. حركتكم الغبية والمجنونة تجاه معسكراته واسلحته قطعت مبكرا بهزيمتكم .. ماكان عليكم المساس بالجيش في بنغازي نفسها وان تتركوه يعمل وتواجهون رصاصه بالهتاف وبالتظاهر السلمي وبدفع الثمن وان لاتتزحزحوا عن هذا المبد .. ماذا بامكان القوى الدولية ان تفعل لكم .. ؟! .. لايمكن ان تنجح في مشروع الحظر .. وان نجحت في الحظر لايمكن ان تنجح في فرض قيادة جديدة ونظام جديد في ليبي .. ولتكن الحرب بينكم انتم وامريكا وفرنسا وبريطانيا وبين الجيش الليبي الذي لانتردد كعرب في دعمه والوقوف الى جانبه في هكذا صراع شاء الغباء ان يحوله من التظاهرالمشروع والسلمي الى حرب اقليمية غير مشروعة .. تستنجدون بأمريكا التي شاهدتم وتشاهدون ديمقراطيتها في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين والصومال وفي كل الدني .. !! .. امريكا التي دمرت الفلوجة بالاسلحة المحرمة واغتالت الشهيد صدام ورفاقه في القيادة وخربت المجتمع العراقي وافسدته ودمرت مكتسباته وانجازاته هي اليوم بالنسبة لكم اكثر من يستجار به من العبث بحقوق الانسان ومن الاستبداد .. !!.
6-سرعة تفاعل عمرو موسى مع الاحداث وبجرأة غير معهودة ، بعزل ممثلية النظام الليبي في الجامعة العبرية .. !! .. ألا يؤشر هذا على لعب الغرب دور الوسيط بينه و " الثوار " .. ؟!! .. هل يمكن ان يقدم الاستاذ عمرو مرشح نفسه للرئاسة المصرية في مصر ثورة 25يناير على هذه الخطوة دون ايحاء او رجاء او امر من قوى عالمية معينة .. ؟! .. مادلالة ان يقترن هذا الاجراء مع قرار مجلس التعاون الخنزيري بسحب الشرعية عن نظام القذافي .. ؟! .. كيف لفاقد الشرعية ومجرم الشرعية ان يفتي في الشرعية .. !!! .. أليس هذا الحراك العربي الرسمي صدى او استجابة لمطالبات غربية .. ؟! .. هل يمكن ولو بنسبة احتمالية بسيطة ان يكون حراكا عربيا رسميا خالص .. ؟!.هل ان دول الخليج أكثر ديمقراطية من نظام القذافي او اقل فسادا منه او اوسع شعبية .. ؟! .. لماذا يصمت عنها الغرب .. او لايتكلم عنها الا باستحياء وبكلام ناعم .. ؟! .. لماذا يصمت عن تعاونها الامني لقمع الاحتجاجات السلمية والمسالمة .. ؟! .. هل يرى الغرب انه توجد بدائل عن نظمها السياسية يمكن ان تحافظ على قاعدة السيلية بقطر، وقاعدة الجيش الفرنسي في البحرين والقواعد الامريكية في السعودية والكويت؟! .. بدائل تضمن وجوده العسكري ومصالحه المالية والنفطية .. ؟!! .. هل سنرى الغرب يهدد بالتدخل لحماية المظاهرات السلمية في دول الخليج .. هل يجرؤ على هكذا فعل .. ام لانراه الا متعاونا في قمعها وفي دعم شوكة العائلات الحاكمة حفاظا على مصالحه المكشوفة والمعلنة .. ؟! .. هل ان الاستاذ عمرو ، مرشح نفسه لرئاسة مصر ثورة 25يناير، يخدم الامن القومي العربي بتشجيعه الغرب على اقامة منطقة حظر طيران في ليبي .. ؟! .. نحن قد نخطئ وننخدع ثم نتدارك ونعدل في مواقفنا بحسب المصلحة الوطنية الليبية والمصلحة القومية .. اما الاستاذ عمرو، فهو مطالب بالتريث والدراسة والتعمق لانه ممثل لمؤسسة تنعكس سياستها مباشرة على الامن العربي والحقل لايسمح بالمخاطرة.
7-يبقى النظام الملكي في المغرب ، النظام الملكي في الاردن ، الملكية والسلطانية والاميرية في الخليج ، يبقى العراق محتلا ومخربا وذليلا ، بينما يساق الحراك نحو ليبيا وسورية. وهذا منذ ان تفطن الغرب الى الثورة العربية ومسارعته بالاندساس في براكينها وتوجيه حممها حيث يشاء .. اليوم يقاتل الغرب مع المعارضة الليبية .. واليوم ايضا يقاتل مع الملكيات العربية .. اليوم يندد بديكتاتورية القذافي (الحق الذي اريد به باطل) .. واليوم ايضا يسوّق لديمقراطية المالكي وعبد الله الثاني والاول وعباس الاول .. لقد فاجأته ثورة تونس ومصر وافلتتا من حبائله وهو اليوم في حالة ارتياب وذعر مما ستفرزه صناديق الاقتراع الحرة والدساتير الجديدة واطروحات الشباب الحر والثائر في البلدين.
احد الاصدقاء تراجع عن تاييد " الثورة " في ليبي .. ولما استفسرت عن السندات قال :" ان دول الخليج نزلت بثقلها الاعلامي والمالي والسياسي لتأييده .. اعطيك المقياس .. حيثما تتجه بوصلة خنازير الخليج اتجه ضده .. فهناك ثمة اهداف الامة ومناعتها. " .. افلا ترون في مايقوله بعض الصواب .. ؟! .. اليوم ملكيات الخليج تساند ملكية البحرين .. ضد الطائفية والتغلغل الفارسي .. !! .. يعني ضد تدخل وتغلغل بلاد فارس ومع العمالة ذات الالوان والتي لايحدها حد ولا يضبطها ضابط لامريك .. !! .. شماتة بكم ايها الخنازير .. ارحلوا ودعونا نتدبر امرنا مع فارس وغير فارس طالما انكم تستبدلون عمالة بعمالة وطالما ان فقهكم في الوطنية والشرف جاف وركيك وفقير ومزمن. وانا ادعو العرب السنة في دول الخليج الى المبادرة بالثورة على العائلات الحاكمة وتعميق التآلف مع اخوانهم العرب الشيعة ومناعة حراكهم ومجتمعاتهم من التدخل الفارسي. وان يحرقوا ورقة الطائفية التي نزلت بمقتضاها البغال اليوم الى الشارع في العراق بأمر من سيدهم البغل الاكبرمقتدى.
اخيرا بماذا يمكننا وصف مايحدث في ليبي .. ؟
انه حرب ، من حيث وسائلها : طائرات ودبابات وقصف صاروخي واعلام حربي من الطرفين ومايقتضي ذلك من تبادل القتل والاسر والتخريب المسلح. من حيث طابع التحرك : الصراع على مناطق نفوذ وعلى المدن والارض ، مايتم الاستيلاء عليه اليوم يعود اثناء الليل الى الخصم. بينما نعرف التظاهر بانه صراع على الحشد تحرسه الاخلاق ، من يحشد المواطنين اكثرويكون أداؤه اخلاقيا اكثر يكون موقفه السياسي اقوى. من حيث الاهداف : استسلام الخصم او افناؤه بقوة السلاح وليس هدفا تفاعليا تحتمه الوسائل السلمية وحدها ومن يقدر اكثر على التمسك به .. واشير الى ان الاطراف المتحاربة عادة ما تهيئ لنفسها حلفاء مسبقا لتامين الدعم التسليحي والسياسي والاعلامي ، وهنا نلاحظ ان حلفاء قوات المعارضة هم دول الخليج وعمرو موسى وامريكا وبريطانيا وفرنسا اساسا ، يوفرون لهم عبر مطارات بن غازي والحدود الشرقية كل مايحتاجون اليه ،بينما لايسند قوات النظام الليبي الا قوى خجولة ومترددة وضحية الابتزاز السياسي والضغط الاعلامي وان كل مايحكى عن المرتزقة هو امر مشكوك فيه.
فهل بعد هذا البيان المطول لازلنا نتحدث عن احتجاجات ومظاهرات سلمية ، قبل او خلال او بعد دخول النظام مرحلة الرد المسلح .. ؟؟ .. اما عن " الثورة " فعلينا اذا قبلنا هذا التوصيف وصف مافعله الغزاة بالعراق معتمدين على دول الخليج والجامعة العبرية والاعلام الحربي وعملاء الداخل، بالثورة ايضا.
