شبكة ذي قار
عـاجـل










عند إجتماع  الغـواني مع الراقصين ،

في حضرة مولانا القرضاوي،

واخوانه من وعاظ السلاطين،

واعوانهم من  بقايا الثوريين وانصاف المثقفين،

وثلّة من المتفيقهين ،

نصبح إضحوكة للسابقين واللاحقين وقد نهبط الى أسفل السافلين .

 

إنها ذات  الوجوه الممسوخة ونفس الاصوات القبيحة المستقبحة التي كانت تستلم الهبات وتعتاش على الصدقات من القذافي ، هؤلاء هم اليوم من دعاة الثورة والحديث عن مظالم الرجل وطغيانه .

 

أعرف ان الكثير الكثير الكثير ممن يرفعون اليوم شعارات الثورة ومعاداة القذافي هم انفسهم كانوا بالأمس القريب يرتزقون على فتات موائده وينشرون القصائد والثناء والمديح للقائد . واقلامهم لايجف مدادها من وصف القائد والتبشير بكتابه الاخضر .

 

 

إبتداءاَ وقبل كل شيئ  اعتقد شخصياَ ان نظام العقيد القذافي في ليبيا قد تم اسدال الستار عليه ، واعرف ان الظروف الدولية والاقليمية وملابساتها لايمكن ان توفر له فرصة الانتصار ، ولكنني اقف مع شرعية الدولة الليبية ضد المتمردين والغزاة .

 

ادرك تماما ان انني ربما ادافع عن قضية خاسرة في موازين الربح والخسارة ، ولكنني أعرف ايضا ان الرجولة ليست مشروع تجاري خاضع لعـوامل الربح المادي ،

وإن العربي لم يك عربيا لولا صفات   الفروسية والرجولة المتأصلة فيه والتي جعلته يختلف عن باقي شعوب الارض .

 

لقد اختلفنا في العراق في عهد النظام الشرعي مع القذافي ووصل الامر حد الحرب المعلنة ، وعرف الجميع ان القذافي كان من مؤيدي العدوان  الايراني على العراق ، ولكن حين يتعـلق الأمر بغـزو خارجي  لن اختار سوى خندق العربي ايا كان ومهما كان  ومهما اختلفت معه ومهما كانت جراحاته التي تركها في القلب والروح تؤلمني .

 

يعرف الجميع كم هو الخلاف بين القيادة العراقية والمرحوم حافظ الاسد ، ولكن حين  سمعنا ان حرب تشرين قد ابتدأت تحركت جحافل الجيش العراقي وجند العراق الميامين لنصرة سوريا العروبة والدفاع عن دمشق .

 

نعم ليس امامك ان تختار عندما ينشأ الصراع مع الاجنبي ، حين اندلعـت  حرب اسرائيل على جنوب لبنان في عام 2006  وقفنا مع حزب الله رغم ان بعض ميليشياته تذبح فينا في بغداد على اساس طائفي ، ولكننا كنا نعض على جراحاتنا ونهتف له وندعو له بالنصر ، رغم ان زعيمه حسن نصر اللاة وقياداته الايرانية أعملوا السيف فينا ولا زالوا  يشربون دماءنا ويستبيحون أعراضنا ، ولكننا فرسان فلا يمكن ان نختار سوى خندق العروبة والاسلام  .

 

ورب سائل يسال فيقول :

ماذا لو حدث الصراع بين ايران الصفوية واسرائل او الولايات المتحدة ،

فماذا انتم فاعلون والى اي خندق ستنحازون ؟؟

أقول وبلا تردد اننا لن نقف مع العدو الامريكي والاسرائيلي ،

رغم اننا نعرف ونتألم من الدور الايراني في العراق ،

رغم ان ملالي طهران يشربون دماءنا وايديهم ملطخة بدمنا وهتكوا منّا العرض واستباحوا كل شيئ ولكننا لن نكون بندقية ماجورة ضد من قال لا اله الا الله حتى وان كذب ،

ولن نكون صوتاَ لتشريع  الاعتداء على ايران ،

لاننا ننتمي الى  الخلق العربي الاصيل ولأننا اصحاب رسالة اخلاقية قبل كل شيئ .

 

نعم ياسادتي نعض على جراحاتنا ونخفي آلامنا ولكن لانقع في فخ نخسر فيه معاني الفروسية والخلق العربي وقيم الرجولة .

ليسمع بعض ممن خانوا الله

وخالفوا ضميرهم ،

وباعوا رجولتهم في سوق النخاسة ،

ممن يدعمون العدوان الامريكي الاطلسي على ليبيا الشقيقة .

ليعرفوا ان الثورة هي قيمة اخلاقية قبل كل شيء ،

والثورة هي نتاج تفاعل داخلي من رحم الامم والشعوب ،

وليست لقاح اصطناعي .

 

ان الثورة هي صيرورة تاريخية، وتعبير عن نضج لعـوامل موضوعية وذاتية  وعليه فانها تعبير عن تفاعل داخلي .

 

نعم لاننكر ان الثورة ظاهرة انسانية وقد تستلهم افكارا وشعارات عالمية او تستلهم صورة ابطال تاريخيين عالميين ،

ولكن يظل عامل الحسم فيها للحاضنة الاجتماعية التي تلدها وللرحم الذي  يستوعب تفاعلات الشعب .

الثورة التي ترتبط مع الاجنبي إنما تفقد مشروعيتها واخلاقياتها ،

 

وهي بذلك تتحول الى مجرد فعل غريزي بوهيمي غوغائي يفتقد الى الاخلاقية والمشروعية .

ان الثورة اولا واخيرا هي تمرد واحتجاج على منظومة متكاملة من القيم التي تعطل الفعل الجماهيري ،

وهي انقلاب فكري وسياسي واجتماعي  يقود الى تغيير كل الهياكل الانتاجية والاقتصادية والسياسية،

ويقدم طبقات اخرى هي صاحبة المصلحة في التغيير للتعبير عن رؤاها والتاثير في صنع القرار السياسي،،،

وبناءاَ على هذا الوصف ، فإن الثورة هي حالة تفاعل داخلي تحتضنه البيئة الثقافية والاجتماعية والشعبية للمجتمع ،

وعلى الثورة ان تصنع الياتها واسباب نضجها من حاضنتها الاجتماعية ،

الثورة ليست مجرد سلطة او كرسي ،

لانها ستتحول الى مجرد انقلاب عسكري .

 

الثورة لابد ان تحمل مشروعا اخلاقيا يؤسس لبناء الشخصية ،

ولكنها حين ترتبط بالأجنبي فانها ستمحو الذات والشخصية وستجعل الناس يشعرون بالدونية ،

لان الاستعانة بالخارج والاستقواء بالاجنبي انما تعزز الشعـور لدى الشعب انه عاجز وبالتالي تتناقض مع ابسط معاني الثورة من حيث ان الثورة تهدف الى إطلاق الطاقات وتنمية الشعور بالثقة لدى المواطن وليست تعميق وتعزيز شعوره بالدونية وتدويث شخصيته .

كيف يشعر المواطن بالحرية وهو يرى الطائرات تدك بلده وتلغي كل عوامل الشعور لديه بالانتماء الى الوطن ؟؟؟

 

هل معنى الثورة ان نستورد اسياداَ ليحكمونا ؟

ام استيراد سلاسل لكي نقيد افكارنا ؟؟

هل الثورة تلغي الرجولة فينا ؟؟؟

 

اخيرا استطرد قليلا فاقول : ان تجربة المقاومة العراقية كانت خير دليل على نقاء الثورات وطهارتها وعذريتها ،

فلم نك نمتلك طبيعة وتضاريس يمكن ان تحمي الثوار والمجاهدين ، ولم نمتلك حاضناَ من دول الجوار ،

الامر الذي جعلها تبتكر  الكثير من الوسائل والاساليب الملائمة لخوض معاركها فسجلت اعظم الانتصارات .

وانطلاقا من تجارب المقاومة العراقية وتجارب الثورات في العالم كان يمكن لدعاة الثورة في ليبيا اللجوء الى اساليب عمل وآليات ثورية تستند الى  الشعب وتعبر عن ضمير الامة .

 

حتى المواجهة المسلحة مع الدولة في ليبيا كانت ممكنة لو ان هنالك من يريد ان يعزز الفعل الثوري داخل القطر الليبي ،

فكان من الممكن الانخراط في مجاميع ثورية مسلحة تستند الى الحواضن الاجتماعية وتعتمد الكر والفر ومشاغلة العدو وانهاكه ،

مضافا الى ذلك المقاطعة والاضراب والعصيان   ... الخ  من مفردات العمل الثوري الجماهيري والتعبوي .

 

ان الذي حصل ويحصل في ليبيا  هو محاولة للقضاء على كل معاني الثورات العربية ودلالاتها واهدافها ن بل هو القضاء على احلام كل الجماهير ،

لأن صورة الثورة ستبقى مقرونة بفعل خياني،

وعدوان انكلو امريكي اطلسي ،

 

ومن مخاطر هذه الثورة انها  اساءت الى الاسلام في العمق لانها عززت صورة المسلم العاجز الذي يستعين  بالعدو الكافر ليظهر كلمة الله ، فهل ان الله عاجز عن اظهار كلمته الى الحد الذي يستعين بساركوزي والاطلسي ؟؟

نعم ايها الناس : اننا في عصر لاشبيه له من عصور الظلال ، إذ يدعي البعض ان القذافي يحارب الاسلام وان قوات التحالف  إنما تنتصر للدين والاسلام والمستضعفين من المسلمين ،

كما انتصرت من قبل لنجدة  اتباع آل البيت من ظلم البعث والبعثيين .

 

فليسلَم طارق بن زياد سيفه لساركوزي وليسلم صلاح الدين الايوبي  سيفه ورمحه للبطل شارون ، انهم الفاتحين الجدد الذين سيرفعون كلمة الله ويظهرون دينه ولو كره العرب ..

 

هل سنرى ان حلف الاطلسي سيكون بديلا عن جحافل الفتح الاسلامي ؟؟

ربما سيكتب التاريخ بعد حين فيخبر الاجيال قائلا :

ان ساركوزي وكلينتون هما من اعاد الاسلام الى بلاد المسلمين وعلى ايديهما فتح الله بلادنا ،

ان في ذلك   لخسران مبين لو كنتم تعلمون  .

تبا للرجال وانصاف الرجال ممن يريدون لنا ان نكون بنادق واصوات تحلل الزنا بالمحارم ،

تبا لكم ايها العلماء والادعياء  ممن رضعتم  حليب الخنازير فاستحللتم  مضاجعة المحارم وعطلتم حدود الله ...

 

 





السبت٢١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خليفة العيثاوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة