شبكة ذي قار
عـاجـل










لايمكن لأي دور قيادي أن ينتج ما لم يكن متوجا لفكر ونظام ودستور الحركة الثورية.
دور القيادة في مستوى النضاليين الايجابي والسري صعب في الأول وأصعب في الثاني
من مقاييس النجاح القيادي ليس بالمرتهن بل بالمجسد لحقائق ثورية .


***


من أساسيات ضمان سلامة الحركة الثورية أو الحزب الثوري ،وجود قيادة قوية الفكر ،شجاعة ، كفوءه ، عناصر أفعالها النضالية تتجسد من خلال الائتمان الذي وثق عقلية المنتمي ثوريا في إطار الحركة الاستيعابية لحزبه في مواقع التنفيذ والمسؤولية القيادية أو الرأسية ، في إطار شرعي نظامي أقرته اللائحة أو النظام الداخلي للحزب وما استوجبته المرحلة الراهنة من إصدار قرارات التعليق لهذه المادة أو تلك ( بموجب قرارات ) مع استمرار التنفيذ لما هو ملزم ، لاسيما وان أي نظام داخلي لأي حركة ثورية قد اخذ بنظر الاعتبار الاحتمالات وظروف الطواري والصعاب التي يواجها آنيا ومرحليا ومستقبلا ، في اطر إدراك ما تمر به الحركة في اجتياز واقع صعب نحو المديات الأفضل في التعبير عن أفكار الحزب وقيادته للجماهير وتحت العنوان المباشر للحزب أو من خلال الأطر المهنية والشعبية والسياسية والرسمية أو أطرها في النضال السري ووفق المقتضيات وعلى أساس تقدير الموقف ووضع المسار لضمان الوصول إلى الأهداف المتوخاة .


لذلك فان دور القيادة في مستوى النضاليين الايجابي والسري صعب في الأول  وأصعب في الثاني في مجالات التجسيد واستثمار الوسط داخل أنسجة المجتمعات وشرائحها . ومستوى الصعب والأصعب في مستوى النضالين هو الذي يؤشر ويحدد مستوى القيادة في الاداء( في الفكر و الشجاعة  والإدارة والتأثير والقيادة  ) و تحمل أعباء النضال والكفاح واستيعاب الحركة لذاتها وجماهيرها بصبر ثوري متحرك دون ملل وكلل بل بتفاؤل وعمل وتجسير الفجوات الفكرية والتنظيمية في خلق القوة الصلدة المؤثرة بالناس صوب الهدف.


بطبيعة الحال لايمكن لأي دور قيادي أن ينتج ما لم يكن متوجا للفكر والنظام والدستور للحركة أو الحزب الثوري مع معرفة المعطيات ومتطلبات الواقع المراد تغييره أو السيطرة عليه وحتى يتخرج من سوح النضال الشرعي المعبر نحو الأمام لمصلحة أبناء الوطن أو الشعب وفي المقدمة منها المصلحة الوطنية خادمة السيادة في ممارسة النضال الاجتماعي والسياسي.


وفي البلد المحتل، يعطي العمل المقاوم المتجسد في مسار التحرير والاستقلال الأمر الهام في التضحيات الجسام لبلوغ عظمة الأهداف، وكذلك مع تفاعل دور القيادة والتخرج من سوح النضال والكفاح يكون الشعب قد ارتكز بعيدا عن الموازنات ألقلقه ، لان تقبل الناس للقيادة.. عنوانا واقتداءا وتنفيذا يمنحها صفة الشرعية من خلال دورها في المجتمع وجماهيرها ، ويمنحها الشرعية لأنها انسجمت مع أفعالها وأعمالها مع ما اقر في أدبها وفكرها ونظامها ودستورها ، ويمنحها صفة التاريخية عندما تكون معالجاتها تتناسب مع الحدث في الحل والتنشيط من خلال رؤية الأمر وفقا لمقاسات الذات والموضوع وحسابات الحركة بمقتضيات متفاعلة انسجاما وتثوريا لقوانين الثورة والعنفوان الصائب، أما العكس فانه يحدث الهزات في أرضيات الشعب ويفقد الحزب صوابه في قاعدته التنظيمية الفكرية .


في ظروف الحروب والانتكاسات وفي أساليب وطرق العمل المقاوم أو المقاومة، تبرز أمام المنتمي أو المناضل أو السياسي ، المهمة الكبرى المتمثلة في المصلحة العليا للشعب ، مع ضرورة ارتقاء الحركة الثورية إلى المستوى المؤهل لدورها في قيادة النضال والمقاومة في الوسط الجماهيري لها  ، وهذا بطبيعته الثورية لايمكن أن يتم ما لم تكون القيادة قد حسمتم قيادتها بأنها جاءت عن طريق الشرعية لا الفنية وحسابات النظرية التامريه ، ومناسيب الشك والتحسب الشخصي بعيدا عن مصلحة الشعب المتفاعلة مع مصلحة الحزب الثوري ، في نهجه وفكره وممارساته كونه يمثل تطلعات الشعب بعمومه نحو انطلاقته في الثورة والتحرير والاستقلال .


إذن من مقاييس النجاح القيادي ليس بالمرتهن بل بالمجسد لحقائق ثورية بنيت على أساس ما اقر سلفا وما حدد آنيا، وباتجاه إضاءة أفكاره وخططه نحو ما يلوح في الأفق والمستقبل بعيدا عن التمني ونظرية الوهم ، مع القدرة على معالجة المفاجئ والمنعطفات الخطيرة والحادة . وحتى تبعد الحركة الثورية نفسها عن مخاطر الأمور ، عليها أن تلتفت إلى حياتها الداخلية وان تدرك ماذا تعمل في برنامجها الآن ويوم غد وعلى امتداد استراتيجيها وأشواط النفس الجماهيرية في الاستمرار والمراجعة  والمعالجة بمحطات عملها ، وفي الوثوب في تحقيق قفزات نوعية مقاسه لأبعاد المسافات المادية والمعنوية والتعبوية وسبلها، في القوة والحجم مقابل قوة العدو والبيئة السياسية والاجتماعية ومتغيرات أحوال الأجواء السياسية لضمان مصلحة أبناء الوطن واستثمار المورد البشري والمورد المادي في تماسك الحركة دون تردد وتراجع  وخوف و ما يتنافى ونهج الثوار


لذلك فاستمرار شيء صحيح ينتج مرتين وبرأسين الأول ينزع نحو الأمام والثاني ينزع في مجال المراجعة والنقد البناء ، في تعميق الايجابي الخلاق ومعالجة المترهل والبليد في مفاصل الحركة في المستوى القيادي والتنفيذي عند الممارسة ولما للأول من علاقة مع الثاني في مفهوم القدرة والمقدرة والتمكين ، ومثلما يبقى الهدف الانتصار والتقدم ،يجب أن تستمر ألمراجعه والمعالجة مهمة  قصوى لبلوغ القوة الدافعة في الأوعية الصحيحة للحركة الثورية حتى تقف على مواقفها بثبات وتكون قادرة في مواجهتا للعدو، وتمكنها على السير قدما في تطبيق شعار إنها المرحلية التي تصب عمليات في إستراتجيتها الفكرية والتنظيمية والجماهيرية التي هي تعني خدمة تطلعات الشعب في الوطن والأمة.


من هنا تدرك الحركة الثورية في ظروف النضال والكفاح والمقاومة، الإجابة على سؤال .. ما العمل؟؟ بالدراية والممارسة والتجسيد في إطار حياتها الداخلية من خلال نظامها الداخلي ودستورها الممنهج لروحية المؤتمرات وأهدافها ، شعورا منها انه ، مهما عالجت فان الشوائب تلاحق العمل الثوري بسبب دائمية التحدي والعدوان وصعوبة النضال والكفاح الذي اختاره المناضل طواعية بعد إيمان عميق بفكرها وبدور من يقود وعبر أجيال تمر بين حقبة زمنية وأخرى ، ومن هنا أيضا تدرك الحركة الثورية في ظروف النضال والكفاح والمقاومة ، الإجابة على سؤال ....... وماهو العدو الواقعي ؟ وما هو العدو المفترض؟؟  وماهي الخطط والمعالجات ، وماهي الاحتمالات المتوقعة ..ووفقا لحسابات القوة وتقدير الموقف على أساس المعلومة لتبني الخطة.


ومن هذا الباب تدخل الحركة الثورية في يومياتها النضالية بمهام أشبه بالمهام العسكرية وبمهام المقاومة في إطار الكفاح الشعبي المسلح وإطار حركة التحرر الوطني ، في الاشتداد ألضبطي الثوري والعسكري، وحسب طبيعة المهام وضرورات التنفيذ في درجاتها القصوى ، وان تكون معرفة الحركة بنفسها وطبيعة عملها في تحديد مسارات واختيارات دروب النضال وبما يؤدي  في نتائجه المعروفة مسبقا.


فإذا كانت هذه بعضا من المهام ، فان الأمر يحتاج في إطار وروحية الحركة الثورية إلى النضال الإنساني داخلها ، في تعزيز ثقة المناضل بنفسه من خلال صدق القيادة مع الأدنى ، تثوير المتحسس الايجابي باتجاه الهدف ، تطبيق معايير الحياة الداخلية في الحزب ، تجسيد حقيقة الإقناع في أن القيادة كفوءه مناضلة تقدر بدقه أفعالها ،دقة عالية، كي تكتسب شرعيتها التنظيمية والشعبية والجماهيرية في سوح النضال.


وحركة البعث واحدة من الحركات الثورية ألمعروفه في أوساط الشعب العربي والإنساني ، حركة ولدت حية متطورة ومستوعبه، لها أهداف كبرى لمواجهة تحديات عظمى ، خاضت تجارب ناجحة وخاضت تجارب فاشلة ، تعثرت في العديد من برامجها وانتكست لأسباب عديدة منها قيادي والآخر ميداني ومنها مبدئي وآخر إستراتيجي أو الاثنين معا ، ومنها نتيجة قوة المشروع المعادي في مادياته ووسائله في السلاح وتجاوز القانون الدولي وغياب المشروع العربي الذي لم يرتقي لحد الان ، ويصدق من يقول انه  مختفي وتحت مبررات وأسباب كل واحد يفسرها من زاوية تفكيره في السدادة أو في الغباء ، أو ما يراه في مصلحته الذاتية ، أو في عكسها او ما يراه في مصلحته الوطنية والقومية والإنسانية .


وبقدر تعلق الأمر بنا كحركة ثورية قومية تتمثل في حزب البعث العربي الاشتراكي ، ينظر إليها أي مناضل منصف ، يستطيع أن يحدد نقاط القوة والوهن ، ويقدر عليها قوة فكرها المصيب ومستوى نضج دستورها وأفكارها في قدرة التحمل والاستيعاب والتطور، وبذات الوقت يستطيع ان يستخلص ومن خلال واقع معاش على صعيد حياتها الداخلية وممارستها الجماهيرية والشعبية والنضالية ، عمق التقصير في مفاصلها وصولا الى قيادتها في هذه المرحلة الخطيرة ( مرحلة العمل المقاوم) والأسباب عديدة منها عدم عقد مؤتمر قطري في مستوى النضال والمهام التي تتطلبها أهدافه في هذه المرحلة الخطيرة ، فيها العراق محتل ، واحتلال سبب افرازات خطيرة جدا ، ولم يقف الحزب لهذه اللحظة، حتى يقول في نفسه الشجاعة المتمثلة في النقد البناء، كحركة ثورية .وممارسة الحسم لاستقبال العمل برؤية مستقبلية .مع انتخاب قيادة تتمثل فيها سمات وأفعال القيادة التي تتحمل قيادة الحزب وجماهيره ومقاومته بأقل الأخطاء ، مع الالتزام بالهوية القومية التقدمية ، والتعامل مع الأخر في المجال الفكري والسياسي بعيدا عن إقحام الحزب بأفكار ليست أفكاره ، أفكار تبعده عن مساره وتجافي أوساطه الجماهيرية ومحبوه ونسبة عالية من تنظيماته ، الحال الذي يعطي مبررات لانشقاقات  تعطل التقدم والانتصار لمسار الحزب الفكري واضاءاته.لان غياب الهوية ، وعدم حذف الوسط يسبب أمور لاتحمد عقباها في خلق اتجاهات فكرية متناقضة داخل الإطار التنظيمي للحركة الثورية أو داخل الحزب ، وهذا هو الجدل والشك والريبة. وكذلك عندما يمارس التكتيك خارج مقتضاه، وكذلك عندما يمارس التكتيك بعيدا عن تفاعليتة وعلاقته بإيديولوجيتة وإستراتيجية البعث فان الحزب يفشل و يسمح للعدو بامتصاص زخم حركته الثورية اليومية أو عنفوانه لصالحه ، ويسقط من قوتنا الفعلية التنظيمية العديد على مستوى المعنوي ( إسقاط رفاق من المسيرة ) وانحدارهم الى اتجاهات سياسية وحزبية أخرى والمثال وقع فعلا(.......) حتى وان كان تبليغا للحزب بذلك فهو عمل غير صحيح في مفهوم القيم الأخلاقية ؟؟؟


إذن هنالك مفاتيح في العمل الثوري ، فوانيين للعمل الثوري ، مرونة محسوبة في العمل الثوري ، إذن هنالك حدود ملزمة لايمكن اغفالها تحكم نهايات العمل بعيدا عن تخلف الظرف والمرحلة ، إذن هنالك فرص استثمار يجب ان يكون من خلالها استثمار مدروس خضع إلى الإمعان وقول الثورة في هذه أو تلك وقول السياسة والمرونة في هذه المسالة أو تلك وفي كلتا الحالتين لابد من تذكر بالفكر وعلاقته بالجماهير ، وبالتعبئة وقبول الناس بأفكارنا وبياناتنا وإصداراتنا وتبني واختيار علاقاتنا، إذن التفكير يجب أن ينصب باتجاه تعبوي يؤطر الناس والشعب أو الجماهير لصالحنا ، إذن لابد من تجاوز الارتجال ، إذن علينا أن تصدر قراراتنا من مطابخ البحث العلمي المتفاعل مع الاستشارة وسدادة الرأي وحسابات التداعيات. والاحتمالات، لان الحركة الثورية بنت الجماهير وهي طليعة شعب نحو تطلعاته المشروعة.وشرعية أي قيادة في أي حركة ثورية تتفاعل ايجابيا من شرعية تطبيق مانصت علية حياتها الداخلية في إطار ممارستها التنظيمية وعلاقة رفاقها رفاقيا وإنسانيا، وشرعيتها عندما تقبلها الجماهير في تبني مواقفها في العيش والتعبير عن مواقفها في مواجهة عدوها، وضمان مستقبلها .

 

 





الاحد٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مزهر ألنوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة