مقدمه

1.   اختياري لعنوان مقالتي هذه   لم ياتي من فراغ وانما جاء بعد نظره شموليه لما يجري على ارض الواقع العربي والاسلامي  بعد الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق وما  ترتبت عليه من امور حتى اصبح العراق بمثابة  ولاية امريكيه من جهه  و ايرانيه من جهه اخرى  ، الان تسعى هاتين الدولتين ولو مرحلياً الهيمنه على كل مقدرات وطننا العربي وفقاً لمبدأ عدو عدوي صديقي  ولقناعتي بعدم اختلاف الرأي على هذا المبدأ لدى معظم  المفكرين وذوي الرؤيا الوطنيه  القاصي منهم والداني ،  كما لا تحتاج الى المزيد من البحث  حتى اصبحت المخططات مكشوفه ومن يتابع ما يصدر عن الاداره الامريكيه وحلفائها من دول اوربا وما يصدر من ايران وحلفائها في عالمنا العربي  ، يقف عند  هذا التوافق بوضوح ، وبامكاني وفق خبرتي المتواضعه ومعايشتي للواقع العربي والعالمي في هذه الفتره العسيره من التبدلات  السياسيه المتسارعه  اجمل  هذا الانسجام بهدفين رئيسيين الاول عرقلة  اي تقارب عربي يسعى الى توحيد بعض الجهود المشتركه لمختلف قوى  دولنا العربيه والثاني تعميق البعد الطائفي وتغليبه على مبادىء الدين الاسلامي الحقيقيه لكي يظهر هذا الدين وهو مثقلاً  بالمتناقضات وجره الى جادة الفوضى والتخلف والجهل   في محاولة للاجهاز عليه ، على العكس لما يتسم به من فضائل قل وجودها في كل الاديان  يقول الله سبحانه ( كنتم  خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خير لهم منهم المؤمنون  واكثرهم الفاسقون .. .أل عمران 110 ) ، بدأت  معالم هذين الهدفين في الظهور بعد حرب تشرين ( اكتوبر ) 1973 من خلال  أطروحة الشرق اوسطيه التي كانت تستهدف تطبيع علاقات الدول العربيه مع اسرائيل ، ثم قيام اسرائيل ( الوكيل الرسمي للولايات  المتحده الامريكيه ) وايران  اسناد فصائل متمردي ( البيشمركه ) الكرديه  شمال العراق للاجهاز على الجيش العراقي بعد مساهمته المميزه في هذه الحرب ،    ثم نضجت بعد الانتصارالاستراتيجي للعراق على ايران  في 8 /8 /1988   وبروز العراق كقوه اقليميه في منطقة الشرق الاوسط تهدد  الكيان الصهيوني وايران بشكل خاص .. بعد احتلال العراق في 2003  وجدت كلا من الولايات المتحده الامريكيه وايران ان ظروف المنطقه العربيه والاسلاميه مواتيه للسير بتحقيق الاهداف  المشار اليها آنفاً   ولكن على شكل مراحل ساعدها في ذلك  قيام   الثورتين الشبابيتين  في  تونس ومصر مستغله هذا النجاح لصلحهم ( اي لصالح ايران والولايات المتحده ) وعليه  تحركت كلا من الولايات المتحده الامريكيه وحلفائها في  اوربا بسرعه فائقه ولكن  بحذر  متزامناً لما   يجري في اقطارنا العربيه من احداث التغيير و بشكل لم يسبق له مثيل وكذلك  استغلته ايران محشده في ذلك حلفائها في العراق ولبنان والبحرين  وسوريا والكويت  ودول الخليج العربي   كلا  يعمل وفق  تصوره لتحقيق اهدافه التي تصب  في مجرى واحد  واليكم تسلسل المخطط ضمن الفتره المشار اليها آنفاً   : -

أ . توريط العراق باحتلال الكويت في 2 آب 1990

ب. تحشد امريكي واوربي وعربي في الخليج العربي اجبر العراق الانسحاب  من الكويت وتدمير اكثر من 50% من قواته العسكريه ،ثم استحداث قواعد امريكيه جديده في كل دول الخليج العربي بحجة حماية هذه الدول من التهديدات العراقيه   .

ج . السماح لايران بادخال عناصرها من حزب الدعوه وفيلق بدر والفوضى التي احدثتها   في 13 محافظ جنوبيه مستغله الانسحاب الغير منظم للقوات العراقيه بعد  أخلال دول التحالف لقرار وقف اطلاق النار فسح ذلك المجال واسعاً لهذه العناصر حيث اوغلت قتلا بعناصر الجيش العزل من السلاح وحرق وتدمير كافة مؤسسات الدوله في هذه المحافظات واستمرت هذه الاعمال حوالي 20 يوما قبل القاء القبض عليهم وطرد الاخرين  خارج حدود العراق .

د .حصار اقتصادي وعسكري شامل ومبرمج  على مدى  13 سنه تم خلاله  استنزاف العراق  لبناه التحتيه وقواته المسلحه بنسبه كبيره بعد حصار جوي لمعظم اجواءه  حدد كثيراً من استخدام قواته الجويه ضد اي تهديد معادي  .

ه .  حملات اعلاميه ونفسيه   مسعوره قامت بها الولايات المتحده الامريكيه  خلال فترة الحصار المشار اليها آنفاً  تسبب في فقدان حوالي 75 % من قواته المسلحه  .

و. اصبح الجو مواتياً لاحتلال العراق للانطلاق لاهداف اعمق تصب في صلب الاستراتيجيه الامريكيه .

ز . خلافاً للشرعيه وبدون تفويض من الامم  المتحده وبمشورة عملاء عراقيين في المعارضه ومنهم اطراف من فيلق بدر الايراني  باشرت ومعها بريطانيا بحملتها المسعوره لاحتلال العراق في 19/3/2003  .

ح .احتلال العراق في 9/4/2003 .

ط . حل الجيش العراقي واحلال بدلا عنه مليشيات جاءت وفق الامر 91    الصادر من المدير الاداري ( بول بريمر ) ولا يزال هذا الامر سارياً حتى الان .

ح .السماح لايران بالتدخل السافر في كل شؤون العراق بعد اكتساب هذا التدخل الشرعيه من خلال سفاره وخمسة قنصليات و18 منظمه وشركة ،  اطرت باطار انساني انتشرت في  محافظات العراق الجنوبيه والوسطى تلخص واجباتها بالاتي ( تصدير الارهاب والقتل ونقل الاسلحه من ايران الى المجاميع الارهابيه وتدريب المليشيات وفرق الموت من خلال ارسالهم داخل المعسكرات الايرانيه بالاضافه الى نقل عناصر قوة القدس من والى ايران تحت ذريعة زيارة العتبات المقدسه واغلب أعضاء هذه الشركات يستخدمون تسميات وهميه ووظائف مزيفه مثل الطبيب والمهندس والتاجر والمتعهد  .

ط .بعد مضي 9 سنوات من احتلال العراق اصبح لايران الدور الريادي والقيادي في العراق واصبح الجو مهيىء تماماً للانطلاق الى خطوات لاحقه مبرمجه مع خطط  المحتل  استغلته  ايران لتنفيذ مخططاتها تجاه دول الخليج والجزيره العربيه .

2 . اما المخطط الايراني  فيقسم الى خمسة مراحل كما جاء في فحوى الرساله الموجهه من مجلس شورى الثوره الثقافيه الايراني الى المحافظين في الولايات الايرانيه جاء في مقدمته ( اذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا الى البلاد الاسلاميه المجاوره فلا شك ان ثقافة تلك البلاد الممزوجه بثقافة الغرب سوف تهاجمنا في قعر دارنا وتنتصر علين ) اذكرها بايجاز مستنداً  في تحليلي الى  تقرير الدكتور عبد الرحيم البلوشي ( ايراني الجنسيه سني المذهب ) المنشور في صحيفة صوت الامه المصريه بتاريخ 17/10/2009  وكما يلي :-

أ . تحسين علاقاتنا مع دول الجوار ( العراق تحديداً بعد سقوط صدام حسين ) من خلال تنظيم هجرة لافواج من الايرانيين لهذه الدول باسناد عملائنا المخلصين فيها  يكون واجبهم شراء الاراضي والبيوت والشقق وايجاد العمل ومتطلبات الحياة الاخرى .

ب . توثيق العلاقه والصداقه مع اصحاب رؤوس الاموال في السوق والموظفين والاداريين خاصة الرؤوس الكبيره والمشاهير من الافراد في الدوله والحكومه .

ج . التوغل في القرى والارياف والنواحي والمدن الصغيره وشراء ما امكنهم من الدور  ثم بيعها باسعار تفضيليه ( رخيصه ) للمهاجرين ( السنه ) من المدن الكبيره .

د. حث ( الشيعه ) على احترام القانون وطاعة منفذيه ثم الحصول على تراخيص رسميه للاحتفالات المذهبيه لآل البيت لامكان اقامتها في كافة مناسباتنا  التي يناهضها ابناء ( السنه والوهابيه ) .

ه .السعي للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الاصدقاء بتقديم الهدايا الثمينه كما عليهم ترغيب ابنائهم العمل في الوظائف الحكوميه والانخراط في السلك العسكري .

و .أثارة علماء ( السنه والوهابيه ) في امور الفساد الاجتماعي التي يقوم بها عملائهم ومحاولة ابراز ذلك أمام السلطات الحكوميه لزعزعت ثقتهم بهؤلاء ( اي السنه ) ليكونوا مرفوضين لدى السلطات الحكوميه والمجتمع  مما سيكون سبباً في اثارة الفتنه ونموا الحقد في الاوساط السنيه ، ووسط هذا الصراع يبرز التشيع كمذهب لاخطر منه على الحكام مما سيحوزون رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكوميه المختلفه دون وجل .

ز . ماتقدم يتم في المراحل الثلاث الاولى من الخطه ، اما في المرحله الرابعه سيكون قد تهيأت  أمامنا سبل أستثمار تلكم المراحل مثل أفلاس التجار وهروبهم وبيع ممتلكاتهم بنصف ثمنها والمشاحنات ما بين علماء السنه وزعزعت ثقة الحكومه بهم وعليه سيكون لنا حضوه لدى الحكومه وسنكون وحدنا حماة السلطه والحكم مما سيتيح تبؤأ كبرى الوظائف المدنيه والعسكريه حيث سيمكننا من خلال ثقة الحكومه بنا ،ثم  الوشايه بالمخلصين لدى الحكومه من ابناء السنه  بانهم خونه مما سيؤدي ذلك الى طردهم او زجهم في السجون ولهذا العمل ثمرتان هما : -

أولا .عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من قبل .

ثانياً . ازدياد سخط اهل السنه على الحكام  بسبب أزدياد قدرة الشيعه في دوائر الدوله مما سيقومون باعمال مناوئه أكثر ضد الحكومه في هذه الفتره يجب على افرادنا ان يقفوا الى جانب الحكام ويدعون الناس الى الصلح والهدوء مع أستمرار شراء الدور من الذين على وشك الهجره خارج البلاد .

ح. في المرحله الخامسه .. سيكون الجو مهيئاً للثوره لاننا استولينا على العناصر الثلاث المهمه وهي الامن والهدوء والاستقرار ، في هذا الوقت ستكون السلطه الحاكمه كسفينه وسط الطوفان مشرفه على الغرق تقبل كل مقترح للنجاة بارواحهم عندها سنقترح عبر شخصيات معتمده تشكيل مجالس شعبيه لتهدئة الاوضاع وسنساعد الحكام في مراقبة الدوائر وضبط البلاد ولا ريب انهم سيقبلون ذلك وسيحوز مرشحونا باكثرية مطلقه على معظم كراسي المجلس ، هذا الامر أيضاً سوف يسبب هروب العلماء واصحاب الكفاءات واصحاب رؤوس الاموال ولم يبقى في الدوله سوانا عندها سوف نستطيع تصدير ثورتنا بهدوء على بلاد كثيره دون أراقة دماء .

ط .وفي حالة عدم نجاح ثورتنا في المرحله الخامسه الاخيره فانه يمكننا ان نقيم ثوره شعبيه ونسلب السلطه من الحكام باعتبارنا الاكثريه في المجتمعات العربيه والاسلاميه ونزينها بنور الاسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود، ( انتهت رسالة مجلس شورى الثوره الايرانيه ) .

3.  لقد جرى تطبيق هذه الخطه على العراق بعد الاحتلال  حرفياً  ونجحت بامتياز بعد الدعم الذي قدمه المحتل واعوانه في  السلطه الحاكمه بهذا البلد  ، ان الخطه الاستراتيجيه التي اعدها علماء الدجل  في ايران لم تقف عند حدود العراق حسب لكنها انتشرت في دول الجزيره العربيه و بنسب متفاوته تاتي البحرين اعلى  نسبه ثم الكويت وقطر والامارات العربيه المتحده واليمن وعمان والسعوديه ثم انطلاقها الى باقي دولنا العربيه في لبنان وسوريا كاعلى نسبه وبشكل محدود بباقي هذه الدول ،  التي تحاول ايران جاهده  التسلل اليها عبر عملائها باسناد امريكي صهيوني وهي تحقق اهدافهم دون جهد منهم سوى السكوت عن ذلك وانتظار النتائج ..

الدور الامريكي – الايراني  في شحذ وأستثمار  ثورات التغيير بوطننا العربي

4. بات واضحاً  التدخل الامريكي - الايراني في ثورات التغيير بوطننا العربي مستغله حالة عدم الاستقرار السياسي فيها  سواء بالوسائل  الاعلاميه والنفسيه والسياسيه والعسكريه وبعضها مشابه تماماً لما جرى في العراق قبل احتلاله في عام 2003 مستفيده من  بعض الابواق الاعلاميه العربيه والامريكيه العامله  بكل تاكيد ضد مصالح امتنا العربيه في محاوله أثارة   مشاعر الشارع العربي مستغله بعض الحقائق السياسيه الداخليه المرفوضه من  هذا الشارع ولكن باساليب ونهوج مشبوهه ومقصوده   منها دينيه وعلمانيه لكي تتوافق مع هذه المشاعر وبالتالي هو مكسب لتحقيق الاهداف الايرنيه / الامريكيه  ، ادناه موجز لما يجري في الساحه العربيه والدور الذي تلعبه هاتين الدولتين  .

مصر

5 . كنت قد  كتبت العديد من المقالات عن ثورة شباب مصر في 25 كانون الثاني ( يناير ) 2011 ،  وصفتها   بالثوره السلميه البيضاء استطاعت بوحدة شعبها وقوة ارادته  ان تطلب التغيير وحصلت عليه  ولا اريد ان اطيل اكثر من ذلك ،   باركته الولايات المتحده الامريكيه وايران  كلا وفق اجندتها ورؤيتها لها حيث اوضح  الرئيس اوباما في 11 شباط  كاشفاً للنوايا الامريكيه تجاه هذا البلد .. ادرج جزاً منه ( الولايات المتحدة ستظل صديقا وشريكا لمصر، ونحن نقف على استعداد لتوفير أية مساعدات ضرورية تطلب منا سعيا لانتقال موثوق به إلى الديمقراطية .. كما أنني  على ثقة بأن نفس الإبداع وروح الريادة اللذين أظهرهما شباب مصر في الأيام الأخيرة يمكن توظيفهما لإيجاد فرص عمل ووظائف وشركات أعمال جديدة تتيح انطلاق الإمكانات الاستثنائية لهذا الجيل .. وأنا أعلم أن مصر ديمقراطية يمكن أن تعزز دورها في القيادة المسؤولة لا في المنطقة فحسب بل وفي العالم ) كاشفاً من خلاله معالم الدور الامريكي المحتمل في هذا البلد العربي المهم ، وقد  الحقه بعدد من الزيارات للمسؤولين الاميركان من الحكومه والكونكرس لذر الرماد في العيون في خطوه استباقيه  لستمالة الشعب المصري بعد اسقاط  حليفهم  حسني مبارك ، في نفس الوقت باركت ايران بالانتفاضه المصريه بطريقتها الخاصه ، حيث اعلن المرشد الاعلى للثوره الايرانيه علي خامنئي في ( خطبة الجمعة ) و باللغة العربية امام حشود من الأيرانيين يدعو فية الشعب المصري الى الثورة على الطريقة الأيرانية و يحرض الشعب و الجيش على الانتقام من الحكومة ,وقال في خطابة ( ان مصر سوف تكون الجائزة الكبرى لإيران , وهي بوابة لشرق اوسط اسلامي .وان المظاهرات الحادثة في مصر ماهي الا امتداد لثورة ايران الأسلامية , وانها باتت تنتشر في الدول العربية ) ،هذا هو جزء يسير من خطاب خامنئي الموجه للشعب المصري يدعوهم الى الطائفيه  المقيته واهماً بتشخيصه لهذا الشعب الموحد وقد  رد عليه وزير الخارجيه المصري ( ان ما تَحّدث به علي خامنئي يكشف عن مكنونِ ما يعتمر في صدر  النظام الايراني من أحقاد تجاه مصر ومواقفها السياسية وأنها لم تــُفاجأ بما تضمّنه من تطاول. واضاف احمد ابو الغيط أن  تمنيات خامنئي بإقامة شرقِ أوسطَ اسلامي تقوده إيران إنما يكشف عما تسعى تلك الدولة لتحقيقه فى المنطقة  داعيا دول المنطقة  الى الحذر من تلك التصريحات وقراءتها باهتمام .. كما رفض أبو الغيط أن يقفز خامنئي علي طموحات وتطلعات مصر وشبابها أو أن يتحدث باسمهم أو أن يُقدم لهم دروساً في حين أن بيتَه من زجاج .. وقال ان على المرشد الايرانى ان لا يَتناسى ما عاشته ايران من أزمةٍ كبرى في شرعية الحكم وان  يلتفت لشؤونِ بلده وشعبه الذي يتطلع بتشوق  إلى الحرية من النظامِ الجاثم  على صدره بدلاً من محاولة إلهاء الشعب الإيراني الواعي بالتخفي وراءَ ما تَشهده مصر )

البحرين

6 . في الحقيقه انا اشبه البحرين الان بالحمل الوديع  التي تكالبت عليها كل عناصر الطائفيه في المنطقه على راسهم ايران والعراق ولبنان والكويت  والشيعه البحرانيين المسيسين من ايران  وكل من سخرته ايران لتحقيق اهدافها الطائفيه التي اشرت اليها في المخطط الايراني الصفوي ومنهم الولايات المتحده الامريكيه التي تعتبر البحرين احدى قواعدها البحريه المهمه في الخليج العربي لكن هدفها هو اعمق من ذلك وقد كفل لايران تحقيقه نيابتاً عنها ،  فامريكا  تعلمت الدرس من ايران وتركتها تعمل وفق تصورها والعبره بالنتائج   ، نحن لسنا سعداء  لما يجري الان على ارض البحرين ولو ان قادتها اتخذوا موقفاً مخزياً بتسهيل احتلال العراق في 2003   ولكن الحقيقه يجب ان تقال في هذا الصدد ،فايران دائماً تُصرح وتدعي ان البحرين احدى ولاياتها ناهيك عن تحريك التيار الصفوي فيها بين فتره واخرى وقد طغى هذا التيار على شيعة البحرين الاصليين ( العرب ) ساكني البحرين منذ مئات السنين  ( ترجع اصولهم الى عبد القيس وبكر بن وائل من قبائل ربيعة وايضا من بني تميم فنسبهم عربي صريح .. ) .

مواقف بعض دولنا العربيه وايران  تجاه البحرين  

7 .تباينت مواقف بعض دولنا العربيه تجاه البحرين فمصر مثلا ساندت حكومة  البحرين من اجل تخطي الازمه التي تمر بها وجاء ذلك على لسان وزير الخارجيه المصريه نبيل العربي اثناء لقاءه مع وزير الخارجيه البحريني الشيخ خالد بن محمد آل خليفه مؤكداً على موقف مصر الثابت والداعم لكافة الاجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين في التصدي للمخطات الارهابيه ،وان كل مايمس أمن البحرين هو مساس لامن مصر .. في لبنان حذر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري من مخاطر استخدام لبنان لتاجيج الخلافات العربيه منتقداً دعم حزب الله للانتفاضه البحرينيه واعتبر هذا الدعم هو الوجه الاخر لتصديرالثوره الايرانيه الذي يعني الانقسام والفتنه في المحيطين العربي والاسلامي   ، وكذلك فعلت دول الخليج العربي التي تعتبر البحرين احدى دول مجلس التعاون الخليجي فقد نددت بكل اعمال عنف قام بها اعوان النظام الفارسي في ايران وارسلت جزء من قوات درع الجزيره للدفاع عن البحرين من التهديدات الداخليه والخارجيه التي تهدد بها ايران منذ نشوب التضاهرات المفتعله من قبلها ، اما موقف مجلس النواب والحكومه العراقيه  فقد فاجىء الجميع باسلوبهم الدعائي المفرط تجاه البحرين واخص بالذكر ممن اججوا هذا الموقف وهم من مجاميع حزب الدعوه والمؤتمر الوطني وفيلق بدر وغيرهم امثال ( النائب احمد الجلبي عراب الاميركان ابان احتلال العراق ومروج الاكاذيب  والمستفيد الاكبر مما يجري في العراقى  ، والنائب باقر جبر صولاغ والنائب ابراهيم الجعفري وهمام حمودي ومها الدوري وغيرهم ) هؤلاء اعتلوا منصة البرلمان والقوا خطباً عصماء تندد  بحكومة البحرين  وتطالب الحكومه العراقيه  اتخاذ العديد من الاجراءات الغير مسؤوله تجاه البحرين منها طرد السفير البحريني وقطع العلاقات الدبلوماسيه معها  ،واقتراح جمله من المطالب مثل جمع تبرعات وفتح مراكز للتطوع والاشاره بشكل طائفي تحت غطاء مظلومية الشيعه في البحرين .. وغير ذلك من الامور الغير مقبوله ثم  احدث الطائفيون هرج ومرج داخل البرلمان  وقرروا  تعطيل جلساته 10 ايام تضامناً مع شعب البحرين .. وكانت ردود فعل العراقيين  مندده بمثل هذه التصرفات وهم يعلمون  مدى حاجة البرلمان الى مضاعفة عمله لا التمتع باجازات من اجل البحرين وعشرات الالوف من العراقيين  الابرياء يسجنون بنفس طائفي مقيت وملايين العراقيين هجروا وفقاً للمخطط الامريكي الايراني ناهيك ممن قُتل بدم بارد لاذنب له وغير ذلك  ، وقد اتضح بدون اي شك من جراء هذه المواقف مدى قوة الارتباط المصيري الطائفي  بين العراق وايران فالعراق بالنسبه لايران كاسرائيل بالنسبه للولايات المتحده الامريكيه فهو الراعي لمصالحها الاستراتيجيه في تصدير ثورتها الى باقي اقطارنا العربيه والاسلاميه  ، اما بالنسبه للصدريين  فقد طالبهم  مقتدى الصدر  بالتظاهر انسجاماً مع مطالب ايران تجاه البحرين ،وفعلاً خرج آلاف من اتباعه وهم يحملون الاعلام البحرانيه ولافتات تندد بحكومة البحرين علماً مقتدى الصدر كان قد منع اتباعه من مساندة ثورة الغضب  العراقيه التي خرجت يوم 25 شباط الماضي مطالبه  بحقوق مشروعه يعاني منها كافة العراقيين منذ احتلال بلادهم في 2003 ، اما مرجعيات النجف فقد وجدت في ذلك فرصه لايضاح موقفها الطائفي  مع ايران مندده بما يجري في البحرين ، كل هذه الامور اعطت انطباع اكيد للدول العربيه  مدى العمق الطائفي الذي ينتهجه العراق في تعامله مع الاحداث السياسيه و تجاه شعبه وباقي شعوب المنطقه العربيه مما قد يتبلور من خلاله  رد فعل سياسي بحريني وخليجي غير ايجابي  تجاه العراق  .

 .ليبيا

8 .كنت قد كتبت مقال حول ماهية العدوان العسكري الامريكي /الاوربي/ العربي على ليبيا واشرت فيه الى دور جامعتنا العربيه الغير مسؤول والمتسرع  او المخزي بصحيح العباره  تجاه هذا العدوان وعدم محاولة  تفعيل اية مبادره سياسيه مع ليبيا وقررت ان يكون  القرار العسكري هو الحاسم   بل سارعة  لاستصدار ثم تفعيل قرار مجلس الامن رقم 1973 حالها حال  امريكا ودول اوربا باعطائهم  حافزاً  للهجوم على ليبيا تحت ذريعة حماية الشعب الليبي ، ومره اخرى تثبت جامعتنا العربيه انها غير مؤهله لهذه الصفه التي يرجى من قادتها تسوية امورنا العربيه بنوع من الحكمه والدرايه والمسؤوليه بدل استسهال  الامورفي اتخاذ  القرارات المصيريه   بحق شعوبنا العربيه التي تقف في مواجهة العنجهيات المعاديه فبالامس العراق واليوم ليبيا وغدا اليمن وسوريا وكانها تنفذ الاجنده الاسرائيليه في شق الصف العربي .. في هذا الصدد ان الزعيم الليبي بغض النظر عن مدة حكمه التي طاولت 42 عاماً لكنه لم يحسن التعامل مع شعبه بالاضافه الى عدم اختيار قياداته  السياسيه والعسكريه بالمستوى الذي يؤهلها لقيادة الشعب الليبي وقد  خذلته في اول ايام الانتفاضه بل انشق بعضها وألتحق مع   الثوار  وجعلته في موقف لايحسد عليه ساعد ذلك في سرعة تخلي دولنا العربيه عنه كما فعلت مع العراق التي  ساهمت باحتلاله عام 2003  .

ليبيا بلد ذو مساحه جغرافيه شاسعه تبلغ حوالي 1800000 كلم ، طول سواحلها على البحر المتوسط حوالي 2000 كلم ، نفوسها حوالي 6 مليون نسمه ،معدل توزيع السكان 3 فرد لكل كلم مربع ، اهم مواردها الاقتصاديه النفط والغاز ،أجمالي الناتج القومي المحلي حوالي 45 ملياردولار ، معدل الدخل الفردي حوالي 7000 دولار ، نظام الحكم اشتراكي جماهيري  شعبي .. لااريد عكس و تحليل الواقع الاقتصادي والاجتماعي وفقاً لجغرافية ليبيا لكني بايجاز اقول ان هذا الواقع لايتناسب وحجم السكان وانتشار المدن الليبيه  فهو يجعل من الخرق الامني اسهل بكثير مما لوكان التجمع السكاني اكثر  من النسبه المشار اليها آنفاً ولكن بنفس الوقت يؤمن انتشار واسع للوسائل الدفاعيه السلبيه مما قد تشتت جهود المهاجم اذا ما فكر بستهدافها وعليه ونحن نتابع الهجمات الجويه الامريكيه والاوربيه وحلف شمال الاطلسي نجد  ان تاثيرها قليل وقد اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي بعدم جدوى الحلول العسكريه وشبهها بالمستحيله واقترح الحلول السياسيه وقد شكى المجلس الوطني للثوار الليبيين من ذلك  متهماً التحالف بالتقصير بل طلبوا منهم ايقاف التعاون معهم بعد ان قصف حلف النيتوا عدد من مدرعاتهم بطريق الخطأ  وطالبوهم بالتدخل الارضي ( اي بمعنى اصح يقول الثوار لقوات التحالف  احتلوا ليبيا فنحن موافقون .. يالسخرية القدر قادة مستقبل ليبيا  تطالب بحتلال بلادهم واي قياده هذه  لم تتخذ مما جرى في العراق درساً بليغاً له ) ، وعليه ان مساحة ليبيا الشاسعه جعلت من انتشار التمرد اسرع وأمّن  لهم غطاء امني معقول  لكنه هش يصعب تحقيق اهدافهم   كما واكيد  حدد من امكانيات القوات النظاميه تجاههم و اربك عمل قوات التحالف فنجد انها تستهدف الثوار دون قصد للاسباب التي ذكرتها بسبب تخبطهم   في فوضى القياده والسيطره واستخدام الاسلحه المتوفره لديهم جراء انضمام بعض القواعد العسكريه الليبيه اليهم استخداماً سيئاً  و بشكل عشوائي  لايجدي منه نفعاً مما يعكس الفوضى التي تكتنف هذه القيادات  سواء السياسيه او العسكريه وكانهم يريدون تحقيق شيىء مجهول دون تخطيط مسبق ، ان التعجيل بالهجوم على ليبيا من قبل امريكا والغرب وبعض الافاقين من عرب الخليج ما هو الا لهدف واحد هو تقسيم ليبيا الى ليبيا شرقيه واخرى غربيه ثم استنزافها اقتصادياً وتامينها امنياً بالنسبه للمصالح الامريكيه والاوربيه والاسرائيليه فلنفط الليبي هو المحفز في كل هذا وفرنسا  كانت في صدارة المهاجمين على ليبيا هدفها الحفاظ على مكاسبها الاقتصاديه من خلال شركاتها المرفوضه من قبل معمر القذافي ناهيك عن الغاءه صفقات التسليح منها وتحوله الى الحلفاء الروس  ، اما بالنسبه للثوار على نظام  القذافي فقد تعجلو العنف والحل العسكري واستفزوا القياده السياسيه الليبيه بغض النظر عن كل اخطائها واصبح لزاماً عليها مواجهه العنف بالعنف بامتلاكها الشرعيه الدستوريه مما اوقع المئات من القتلى والجرحى والعدد في تصاعد مستمر وهذا غير مبرر مما سيعكس رد فعل الشعب الليبي سلباً  تجاه الثوار  مستقبلا لو نجح تمردهم  ، لقد اخطىء هؤلاء  اذا كانت غايتهم تطبيق ما جرى في ثورتي  مصر وتونس على ليبيا ،  فهاتين الثورتين جاءت بعد مخاض طويل ومتدرج وسلمي عكست الواقع الذي اقنع قادتها بالتنحي دون اي تدخل اجنبي مما اذهل العالم كله .

كما يبدوا لي ان امريكا اقتنعت اخيراً ان ما قامت به مع دول اوربا خطأ ستتحمل نتائجه بعد الانتكاسات  الكبيره لها في العراق وافغانستان وقررت الانسحاب لايجاد حلول اخرى بعد ان اتضح لها فوضى المتمردين وكذبة حماية الشعب الليبي ، وكذلك فعلت جامعتنا العربيه بعدما فبركة  كذبة حماية الشعب الليبي وظهر امينها العام عمرو موسى وهو يشكوا اسلوب عمل قوات التحالف والقصف الوحشي لمؤسسات الدوله والشعب الليبي وصرح ان غرض الجامعه هو حماية الشعب الليبي من القذافي وليس قصف شعبها وكانه يعتذر من تصرفه هذا الذي   اعطى مؤشراً سلبياً للشعب المصري الذي كان ينوي ترشيحه لرئاسة مصر   ، اذن لاحل يُرجى من التدخل الاجنبي لصالح مطالب  الثوار كما  يجب ان يقروا فوراً ان تكون مطالبهم  سلميه ويتركوا السلاح  بدلا عنه كالاعتصام  في مدنهم كقوى ضاغطه على النظام بدلا من قمعهم وهو الخيار الوحيد الان ويعترفوا بخطئهم وان اصلاح الخطأ فضيله في مثل هذه الظروف ، وعليهم تعلم  الدرس وهو لافائده ترجى من التحالف الغربي الامريكي العربي ضد بلادهم وقضايا تقسيم امتنا العربيه في العراق والسودان والصومال ما زالت  شاخصه امامنا جميعاً   .

اما الموقف الايراني تجاه ما يجري في ليبيا فيبدوا خافياً  حتى هذه اللحظه لكنه يبقى موجوداً وينتظر الوقت المناسب  وكما خَبِرنا ايران في الاستفاده من الاحداث لصالحها ، فايران تقف على طرفي نقيض فهي تدعم المتمردين من جهه وترفض التدخل الغربي من جهه اخرى ، وانا اعتقد ان ايران ليست بعيده ولو بطريقه غير مباشره في صياغة قرار جامعة الدول العربيه بالطلب من مجلس الامن العمل على فرض حظر جوي على ليبيا وهي تنظر الى المستقبل ولو ان ليبيا تعتبر حليف مباشر لايران لكنها في هذه الحاله تمسك العصا من الوسط في حالة نجاح المتمردين لامكان استثمار هذا النجاح لتوسيع دائرة نفوذ تصدير  الثوره الاسلاميه في المنطقه من عالمنا العربي .

اليمن

9 . يبدوا ان الثوره المصريه والتونسيه فعلت فعلها في بعض اقطارنا العربيه ولكن بنسب واساليب   مختلفه ، ففي اليمن تاججت التظاهرات وهي تطالب بتغيير النظام في عدد من المدن اليمنيه   كان واضحاً  ورائها العديد من الاحزاب اليمنيه كلا يسعى  للحصول على مكاسب معينه تدفعها  اجندات خارجيه اهمها ايران وهي  تسعى بين الحين والاخر اثارة النزعات والفتن  الطائفيه تنفيذا لمخططاتها تجاه وطننا العربي، ولكي اكون محايداً لما يجري في اليمن وعدم انجراري لما تتناقله وسائل الاعلام المشبوهه منها  الجزيره والحره والعربيه استعنت باحد اصدقائي العراقيين  المستقلين  المهجرين في اليمن لآستيضاح  الموقف اليمني بصوره محايده بعيداً عن الاعلام  وماهي اسبابه ( هل فعلا هناك تقصير من قبل الحكومه اليمنيه تجاه شعبها ام هي مؤامره عليها من ايران او الولايات المتحده الامريكيه التي تعتبر حليفه للرئيس اليمني او غير ذلك فكان جوابه بايجاز  كالتالي .. ( في اليمن ثلاث أتجاهات معارضه هي ،اولا . احزاب اللقاء المشترك هؤلاء مجموعه من الاحزاب الصغيره تآلفت من اجل مصالحها اولا و كلما استجابت السلطه  لمطاليبهم يخلقون مبررات تفنيدها وآخر مبرر هو عدم ثقتهم بالرئيس على عبد الله صالح ، ثانياً . الحوثيين  في محافظة صعده وهم يأملون أقامة دوله طائفيه واجهتها المذهب الزيدي خلفها ايران بسمومها الطائفيه وقد عانت اليمن كثيراً من تحركاتهم التي لاتصب في الامن الوطني اليمني ، واخيراً الحراك الجنوبي وهذه المجاميع تطالب أنفصال الجنوب عن الشمال وشطر اليمن الى جنوبي وشمالي وهذا لايرضي رئيس الدوله وكل المخلصين فيه .. )

التحليل . بالنسبه للحوثيين هم مدعومون من ايران وهذا لايقبل الشك مطلقاً ، وعليه السلطه قامت باغلاق الواجهات الايرانيه في اليمن وهما المستشفى الايراني والمركز الطبي الايراني الذان يعتبران المنطلق الطائفي في اليمن ، ونحن صراحتاً لم نسمع يوماً ان هناك حراك طائفي في اليمن حتى الزيديون الحقيقيون والوطنيون حالهم حال الشيعه  العرب في العراق يرفضون ممارسات الشيعه الصفويون ويستهجنونها ومع ذلك ايران تحاول جاهده دون هواده او تقاعس وبكل خبث تغذيتهم بالافكار الطائفيه في محاوله لتجنيدهم ضد الحكومه اليمنيه  .

دخل على الخط اتجاه رابع وهم ( الشباب ) يَدّعون لاعلاقة لهم بأي من الاتجاهات الثلاث آنفاً ، حيث بدأ اعتصامهم باعداد قليله لم تتجاوز العشرات امام جامعة صنعاء ( ساحة التغيير حالي ) وبمطالب بسيطه وقد تزايدت اعدادهم تدريجياً وارتفعت سقوف مطاليبهم حتى اصبحوا ينادون بتغيير النظام وعليه فتبرير ذلك ليست التظاهر من اجل تلك المطالب التي كانو ينادون بها وانما في امور تسعى لها اطراف اخرى .

مما تقدم القناعه الممكن الارتكاز عليها في اليمن الان ان الاحزاب التي اشرت اليها اليد الطولى وتاثيرها  كبير للاحداث الجاريه في اليمن وهناك تمويل خفي لكل هذه الفعاليات والمرجح ان ايران هي اللاعب الاكبر في هذا التمويل ، على اية حال ان المدبر كل الذي يجري في اليمن وغيرها من دولنا العربيه هو واحد حيث يبدأ الشباب بمطالب بسيطه ثم تتطور الاحداث لمطالب اكبر واشمل وبشكل تدريجي وهذا يختلف من دوله الى اخرى ولكن الهدف واحد هو خلق الفوضى من اجل استثمار النتيجه في النهايه وبدعم اعلامي متحيز الى امريكا وايران وهذا واضح وضوح الشمس لمن يريد ان يفهم الحقيقه  ، علماً ان الشعب اليمني بطبيعته يحاول تجنب العنف رغم انه شعب مسلح وقد اخذ العبره من ليبيا وما يجري فيها لكنه يحاول تقليد ما جرى في مصر لاجراء التغيير من اجل التغيير دون اعتبارات وطنيه اخرى وبصوره  سلميه  ، الرئيس اليمني لديه شعبيه كبيره في اليمن ومع ذلك استجاب للعديد من مطالب المتظاهرين ولكن ضمن منهج زمني وكذلك اقر بعدم ترشيح نفسه لفتره رئاسيه ثانيه وتعهد بالتنحي وتسليم السلطه لمؤتمنين كما انه رفض ومعه معظم الشعب اليمني المبادره القطريه كونها كلام حق يراد به باطل فقطر اصبحت المفكر والمدبر لكل ما يجري في عالمنا العربي  وموقفها بات  معروف من الاحداث الجاريه  فهو مشابه للادوار الامريكيه والاوربيه والاسرائيليه بل تفوق عليها بامتياز ، لكنه وافق على المبادره الخليجيه وما تحويه من مطالب سيعمل رئيس الدوله الموافقه عليها  .. ، كرأي شخصي ويقف معي على الخط صديقي الودود في اليمن ، اما تتبلور هذه الفوضى الى مواجهات مسلحه بين مؤيدي السلطه ومعارضيها وهذا احتمال ضعيف او تنحي الرئيس علي عبد الله صالح وتقسيم اليمن الى ثلاث دويلات  شماليه ( صعده ) ووسطى والجنوب وهذا الذي تسعى له الولايات المتحده وايران واسرائيل لتقسيم عالمنا العربي وشرذمته الى دويلات صغيره يسهل السيطره عليها ناهيك على النزاعات المحتمله  بين هذه الاقسام ، حينها سيندم اليمنيون على عنادهم وتغليبهم  الفوضى على صوت العقل كما ندم العراقيون   بعد الاحتلال الامريكي البريطاني لبلادهم وهم يحصدون الشر والقهر اليومي  بدل الخير .

سوريا

10 .  لقد طالت سحب التغيير سوريا البلد العربي الاصيل بتاريخه وثقافته وحضارته  وعناده في مواجهة القوى الامبرياليه العالميه ، هذا البلد الذي تغشاه اسرائيل وامريكا وتنتهز اية فرصه من اجل الايقاع به ، سوريا التي احتضنت مليون ونصف عراقي هجرتهم العصابات الايرانيه بنفس طائفي ، وبالرغم ما سببته هذه الملايين من مشاكل اداريه واجتماعيه وفنيه داخل سوريا لكن قياداتها اصرت على استيعابهم وتكريمهم ومساعدتهم بكل ما اوتيت من امكانيات قل مثيلها في كل الدنيا  ، سوريا هذا البلد الذي قاتل الجيش العراقي مع الجيش السوري في كل ملاحم الشرف والكرامه ضد الكيان الصهيوني ، دمشق لازالت  تذكر الوقوف البطولي للجيش العراقي في صد الهجوم الاسرائيلي  المضاد الذي استهدف دمشق في اكتوبر 1973 ، لاتوفي كلماتي في وصف  هذا البلد العظيم .

كالعاده التي درجت عليها بعيداً عن ابواق الاعلام الغربي والعربي المتأمرك وبكل حياديه  استوضحت ايضاً  من احد اخوتي العراقيين  المهجرين في سوريا  لما يجري فيها  اليوم فكان جوابه بايجاز  كما ياتي ( الامور في دمشق اعتياديه ولا يوجد اية اشاره لمظاهرات ضد النظام والشعب الدمشقي سوى بعض تظاهرات الطلبه وهي اعتياديه تحدث دائماً  ولكن كل الدمشقيين مؤيدين  للرئيس بشار الاسد .

 في درعا جنوب سوريا والمتاخمه للحدود الاسرائيليه بدأت التظاهرات بمجموعات صغيره من مثيري الشغب معظمهم من الفلسطينيين ومن حزب الله اللبناني   ارادوا خلق فتنه طائفيه ومطاليبهم بالتغيير يرفضها ولا يؤيدها الشعب السوري كونه شعب مثقف ويفهم ما يحاك ضده ولا يريد الدمار لبلده ومع ذلك قام الرئيس بشار ببعض الاجراءات  الاداريه كان لها الاثر العميق لدى السوريين جميعاً  ، لكني اود ان اشير الى  نقطه مهمه ان وسائل الاعلام ( الفضائيات تحديد ) مثل الجزيره والعربيه والحره تعطي للامور حجم اكبر مما هي عليه بمئات المرات وهي مناصره للمشاريع الغربيه .. انتهى رأي اخي العراقي في سوري ) .

من خلال الاطلاع لما يجري في سوريا كنت قد استمعت الى عدد من الاراء الرسميه وشبه الرسميه منها ما جاء على لسان المعارض السوري  الدكتور هيثم المناع الناطق باسم اللجنه العربيه لحقوق الانسان من قناة الجزيره القطريه والمنشور في صحيفة سوريا اليوم بتاريخ 10/4/2011  حول  صفقات سلاح  مع سوريين مجنسيين بجنسيات اجنييه في الخارج وآخرين يعملون في قناة عربيه لدوله خليجيه كبرى لم يسمها ولكن العاقل يفهم القصد ، قد تمت لقاءات معهم في احدى مقاهي باريس بفرنسا حول التطرق عن صفقات اسلحه متنوعه  للشباب السوري في درعا وبعض المدن السوريه  وتعهد هؤلاء ومن ضمنهم   رجال اعمال بتامين ذلك وقد شكل ذلك مفاجأه للدكتور المناع ومن اللذين يرافقونه حيث  قام الاخير فوراً  بتبليغ المعنيين في درعا بالموضوع لاخذ الحيطه والحذر وقد بين المناع ان الجهات التي تقف وراء ذلك هي ( اولا .جهات امريكيه او لها علاقه بالاداره الامريكيه ، ثانياً .جهات لبنانيه كانت قد تلقت ضربات سياسيه  قاسيه من النظام السوري مؤخراً ، ثالثاً .بعض الذين جمعوا ثروات في المهجر ولهم أحقاد وثأرات وليس عندهم قضيه او لهم علاقه من قريب او بعيد بالوضع الداخلي السوري .. ) ، وقد كشف المناع ، ان هناك في سوريا من يوزع بيانات باسم عشائر وعائلات درعا او اتحاد العشائر السوريه او ادخال الخطاب الطائفي والتركيز على ضرورة الانتقام والثأر وكل هذه البانات مصدرها واشنطن وهي توزع عن طريق ما يسمى بحزب الاصلاح ( يتزعمه فريد الغادري الذي زار الكنيسه  الاسرائيلي في حزيران عام 2007 ..

بثينه شعبان المستشاره السياسيه في رئاسة الجمهوريه اعلنت ( ان الاحداث في درعا مؤسفه وتؤشر على سوريا كونها تحتضن المقاومه ) لافته الى ان التحقيق الذي فتحته الحكومه يشير الى تمويل خارجي لتلك الاحداث .. )

الرئيس الاسد .. في خطابه امام البرلمان السوري يوم 30 مارس 2011 اشار الى ان هناك مؤامره امتدت من دول قريبه ودول بعيده ولها عناصر في الداخل لاحداث صراع طائفي تستهدف سوريا ولكنه اشار ان بعض السوريين ممن تظاهروا ضد حكمه لهم مطالب مشروعه ،وليس كل من خرج في المظاهرات متآمر ولكن حصل تغرير لهم من قبل بعض الاطراف التي تريد ضرب الاستقرار في سوريا ، كما اشار الاسد .. ان الفتنه في سوريا بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات ففي بعض الفضائيات اعلنوا عن تخريب اماكن قبل تخريبها بساعات واعتبر ان ما يحدث ياتي في اطار سلسله من الخطوات تهدف الخطوه الاخيره منها الى تفتيت سوريا لكي  تزول آخر عقبه امام اسرائيل .. وان المحرضين على الفتنه امتلكوا هيكله واضحه وبدأوا بمحافظة درعا المحادده لااسرائيل ..

اما ايران فلايزال موقفها غير واضح تجاه احداث سوريا  فهي حليفه مهمه لسوريا لكن تحالفها هذا هش يرتكز على مدلى البعد الطائفي الذي  تسعى  اليه في هذا البلد  ، كما تقوم من خلال حزب الله المتواجد نسبه منه في درعا بالتحرك الطائفي الذي لم ياخذ له بعداً كبيراً في سوريا ولا من  مؤيد لمشروعها هذا لا من الدوله ولا من الغالبيه المسلمه هناك .. وعلى العموم ايران تحاول اقتناص الفرصه المناسبه في تحقيق اهدافها سواء نجحت الفوضى الحاليه بتحقيق اهدافها او لم تنجح وموقفها مشابه  لموقفها من ليبيا .

مما تقدم لماذا التآمر على سوري .. في الحقيقه كان العراق قبل الاحتلال الامريكي البريطاني الايراني مكمن القوه العربيه الحقيقيه ضد كل قوى الهيمنه والاستكبار تتحسب له اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحده الامريكيه كونه يربك مخططاتهما في النيل من امتنا العربيه ناهيك كونه حارس  بوابتها  الشرقيه تجاه التهديد الصفوي ومنعه من التوغل الى عالمنا العربي والاسلامي ، وعليه كان احتلال العراق في 2003 الهدف الاستراتيجي المهم لامريكا فتح لها ولايران الباب على مصراعيه لستكمال اهدافها في تخريب وشق صفوف امتنا العربيه والاسلاميه .. سوريا بعد احتلال العراق اصبح لها الدور الريادي تجاه المخططات العدوانيه الاسرائيليه والحاضن لكل من ابعد وهجر من العراقيين والفلسطينيين حيث احتضنت الكثير من قادة العراق السياسيين والعسكريين ثم اصبحت متهمه بالتآمر على العراق وبات الغرب واسرائيل يكيل لها التهم جزافاً للحد من دورها القومي العربي الاصيل وللحقيقه والتاريخ اقول لو حجم الدور السوري من قبل امريكا واسرائيل لانتهى الدور العربي وانتهت القضيه الفلسطينيه واصبح النضال الشعبي هو الوسيله الوحيده في مواجهة المخططات الامريكيه والصهيونيه والايرانيه .. وما احداث الفوضى في سوريا الان الا تمهيداً لمستقبل مظلم اذا ما نجحت مخططات الاعداء في هذا البلد .

استنتاج عام

11 . ان مايجري في عالمنا العربي من مطالب بالتغيير وفرض واقع سياسي جديد  فيه جاء نتيجة اسباب كثيره منها داخليه لاخطاء تراكمت عبر الازمنه لم يتم أصلاحها سببت حيف بائن  للمواطن العربي جعلته يثور ويتمرد  على انظمته السياسيه ومنها خارجيه  لها اهداف ستراتيجيه  خطيره ساعدتها الاسباب الداخليه  في تحقيقها وبلا شك آزر هذه الاسباب الثوره التكنلوجيه والعلميه التي انتشرت عبر وسائل الاتصالات الحديثه ( الانترنيت ، القنوات الفضائيه .. ) منذ التسعينات في القرن الماضي في شحذ العقل العربي باتجاهين أنساني يزيد من ثقافته وعلمه وانفتاحه على العالم الغربي بنهوجه المختلفه الجيده وغير ذلك اجبرت البعض التمرد والثوره ليحصل على مافاته من تلك الثقافات يصاحب ذلك فقدان التوعيه والارشاد والتربيه لهذا المواطن جعلته في توازن مختلف من دوله الى اخرى تبعاً للفوضى السياسيه في تلك الدول ناهيك عن الدعم والاراده الخارجيه في أسناد  او تحجيم هذه الثورات او الانتفاضات ففي العراق بعد الاحتلال  مثلاً لم تؤتي هذه الانتفاضات اكلها بسبب فرض السيطره والهيمنه الامريكيه والايرانيه على كافة القرارات السياسيه وفق اجندات هاتين الدولتين وحددت سقف مطالب الشعب العراقي لمستوى معين لايزيد عما هو عليه الان وسمحت للدوله بالتصرف وفق ماتراه مناسباً لتحقيق اهدافهما اولا ، في مصر اختلفت الاجندات الامريكيه والايرانيه وهي لاتزال تحاول ان تجد لها سبيل تنفذ من خلاله لتكون جزءاً من سيادة هذا البلد وعليه نجد الثوره المصريه رغم نجاحها الكبير ووحدة شعبها المميزه عن باقي شعوبنا العربيه  ولكن هناك مد وجزر يتطلب من شعبها التزام  الحذر من أفشالها تقوم به هاتين الدولتين لفك لحمته الوطنيه ، في ليبيا الامر مختلف استغل اعداء الامه العربيه ومعهم مع الاسف جامعتنا العربيه وبعض دولنا العربيه استغلال فوضى السياسه الداخليه وتفكك وحدة  الشعب الليبي للنيل من سيادته وتقسيمه الى لقم سائغه لاعداء الامه ،في اليمن استغل الغرب نجاح الثوره في تونس ومصر ليعكسها على الشعب اليمني بتحريك وسائله الاعلاميه المشبوهه لتاجيج الثوره مستغلاً المصالح الشخصيه للاحزاب والكتل السياسيه والنفوذ الايراني في المنطقه  مع اخذ بنظر الاعتبار نهج  النظم  السياسيه الخليجيه لتحريكها ضد هذا البلد وترك الفرصه واسعه امام ايران لتسهيل الامر في فك اللحمه الوطنيه التي كان يتمتع بها الشعب اليمني في مواجهة اعداءه من صهاينه وفرس ومطالبته المستره بالتوافق العربي الذي لايروق لهاتين الدولتين ، في سوريا الخرق الامني جاء من خلال عناصر سوريه استغلتها المخابرات الامريكيه لتحريك الشارع السوري مستغله اوضاع المنطقه والتداخل الايراني والاسرائيلي  في المنطقه بالاضافه الى التظاهرات في بعض اقطارنا العربيه واسباب ذلك واضحه للعيان هو الدور السوري العروبي في مواجهة الهيمنه الصهيونيه الامريكيه ، في البحرين ايضاً النهج واضح هو تمكين ايران من وضع يدها على هذا البلد في محاوله لتوسيع نفوذها في دول الخليج العربي الواحده بعد الاخرى والمستفيد الاكبر بالنتيجه  هو الولايات المتحده الامريكيه  ، في العراق اختلف الامر فقد حجمت الحكومه  دور التظاهرات  التي انطلقت  في 25 /2/2011  حددت من اتساعها باستخدام العنف المفرط مع المتظاهرين  ومن الغريب ان ابواق الدعاية والحرب النفسيه من قبل  وسائل الاعلام المشبوهه ابتعدت عنها ولم تعلق عليها رغم الاجراءات القسريه من قبل قوات الامن ضد المواطنين  وهذا واضح كون الاوضاع في هذا البلد  مسيطر عليها من قبل الولايات المتحده الامريكيه وايران وعليه فاجراءات الحكومه تصب في هذا الاتجاه وقد  جاءت مواتيه لما تتطلبه طبيعة الاحتلالين  سوى بعض  القنوات العراقيه الاصيله  كقناة الشرقيه  والبغداديه والرافدين وبغداد حيث كانت مع الاحداث ساعه بساعه ومع ذلك فقد هزت هذه  التظاهرات كيان  الحكومه ومجلس نوابها وكسرت من حاجز الخوف الذي اكتنف العراقيين ضد الكثير من أجراءات  الحكومه في تحقيق ابسط  ادوارها السياسيه والاجتماعيه والخدميه ومن ثم تعهدها بتلبيتها ضمن فتره زمنيه محدده  .

اذن ماهو الحل لمواجهة التهديدات الامريكيه الايرانيه 

11 .الحل ابتداءً يجب ان  يبدأ من جامعتنا العربيه بعد  تفعيل قراراتها السابقه التي تاسست بموجبها في السعي للتقارب العربي السياسي والاقتصادي والعسكري بشكل جاد وصريح  مرتكزه في ذلك لما جرى في بلداننا العربيه من حيف ونهب لثرواتها الطبيعيه منذ احتلال العراق وحتى وقتنا الحاضر ناهيك عن الفرقه التي  لم تمر عليها من قبل آخذه بنظر الاعتبار التحالف مع تركيا لقربها وتفاعلها  من قضايا امتنا العربيه بعد ان زادت انذارات نواقيس الخطر بوضوح وبشكل مكشوف تجاه وطننا العربي وعلى قادة دولنا العربيه ادراك ذلك والانتباه له بمراجعة مواقفهم حيال ما يجري وليفهموا عند سقوط احدى دولهم دون الاخرى يعني انذار للاخرين بالسقوط ، والدور قادم عليهم لامحال فالفرصه سانحه الان لعقد  تحالفات عربيه عربيه كما هي سانحه لدولة الشر امريكا ولتحالفها في تنفيذ مخططاتها العدوانيه في ظل الفوضى العربيه التي نشهدها الان وكلا يعمل بمفرده وبامكانياته المتواضعه لابل العربي ضد العربي ، أمريكا هذه من المستحيل تقف مع اياً من دولنا لولا مصالحها وقد وجدت خير حليف لها ايران من أجل فبركت وتهيئة الاجواء لها بدس سمومها الطائفيه ليخلوا لها الجوفسيحاً وبهذا تضرب عصفورين بحجر واحد شق الامه العربيه والدين الاسلامي قد يتفق معي الكثيرين  بهذا الحل  لكونه  يقاربنا مع بعضنا ويقوي من لحمتنا ويزيد من ثقة العالم بنا موحدين ، نعم قد يقول قائلاً هذا كلام  صعب المنال في ظل الاوضاع السائده الان على الساحه العربيه لكني اجيبه ان هذا هو الوقت المناسب ليشد بعضنا يده مع الاخر وننسى مشاكلنا ونبدأ بتنظيم بيتنا العربي قبل فوات الاوان  .

مع خالص تحياتي .. علوان العبوسي