شبكة ذي قار
عـاجـل










أعلن الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين اُوباما عن إلتزام إدارته بإنسحاب الولايات المتحدة من العراق نهاية عام2011, ولم يحدد لا هو كرئيس للإدارة الأمريكية زعيمة حلف إحتلال العراق وكدولة الإحتلال الرئيسية، ولا حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان شرعا الأحتلال الأمريكي الإرهابي للعراق، كيفية معالجة الوضع الأمني والعسكري للعراق، وما هي الجهة المسؤولة عن تدمير العراق وقتل أبنائه وتعرضهم لكل أنواع العنف والتهجير والإمتهان لحقوقهم الوطنية والإنسانية والشخصية، في مقابل إدعاءات كاذبة وحجج مفبركة إستخدمتها الإدارات الأمريكية السابقة لشن عدوان إرهابي همجي لا شرعي ولا قانوني على العراق، كانت تلك الحجج الكاذبة تتلخص في الآتي:


أ‌- تدمير أسلحة الدمار الشامل المؤكدة بحيازة العراق ، وتدمير البرنامج النووي العراقي، الذي يوشك على إنتاج السلاح النووي الذي يهدد أمن العالم. وقد ثبت كذب أمريكا ودوائرها وأركان إدارتها بوجود تلك الأسلحة، وأعترفوا هم بإعتمادهم على معلومات مخابراتية وشهود زور تبين كذبها.


ب‌- القضاء على الإرهاب والأنظمة الداعمة له، تحت ذريعة الكذبة الحقيرة والكبيرة بوجود علاقة بين نظام العراق الوطني بقيادة الشهيد صدام حسين رضي الله عنه وتنظيم القاعدة، ليتخذوا كذبهم ذريعة وتبرير للجريمة، وإعترفوا بغلط ما بنوا عدوانهم عليه.


ت‌- تحرير العراق وبناء نموذج للديمقراطية فيه بحيث تكون مثالا يحتذى لدول الوطن العربي والمنطقة، ووقف أنتهاكات حقوق الإنسان في العراق، وأتصور أن ماجرى للفترة بين 6/8/1990و حتى هذه الساعة سيستمر يمثل عودة للهمجية البشرية وتفوقا على وحشية الحيوانات المتوحشة وإستباحة متهورة ومنحطة للقيم وشرائع السماء والأرض من قبل أمريكا وحلفائها بحق شعب العراق، بل بحق الإنسانية والحياة عموما.


جاءت أمريكا ومرتزقتها من المنحرفين والمجرمين العراقيين الذين جندتهم وسمتهم زورا معارضة عراقية، وهم يعلنوا أنهم ستفعلوا ويقدموا و.. من الأحلام للعراقيين، والآن نقول ما الذي تحقق لشعب العراق مما وعدت أمريكا وتبجح به مرتزقتها؟ وأين ما روج له إعلامها والإعلام المساند في أنظمة الخيانة العربية والدول الإسلامية؟ لقد كان الناتج كارثيا، فلا ديـــــــــمقراطية ولا تعددية ولا شيء مما ذكر،بل إستعمار للعراق وقتل وفتن وبؤس وفقر وبطالة وأمية وسيطرة على ثرواته ونهب لخيراته وتدمير لبنائه، وكأمثلة لذلك:


1. حولت أمريكا شعب العراق العظيم الى مجموعات متحاربة، تقود تلك الحرب مليشا الأحزاب التي جاءت بها أمريكا وقالت عنهم معارضة، ومافيا أنشأتها ورعتها ومولتها الإدارة الأمريكية في عهدي بوش دبل يو وباراك أوباما.


2. أسست أمريكا لفتن متعددة منها دينية ومنها مذهبية ومنها عرقية ومنها طبقية، بحيث لا يمكن لإنسان أن يتمكن مهما كان وعيه وحصانته من تحاشي التأثر بأحداها أو الإنزلاق لها.


3. وعدت أمريكا ومجنديها ممن سمتهم المعارضة العراقية بتطوير العراق وإعادة بنائه، نتيجة ما سبب له العدوان بوسائله وأشكاله المتعددة (الحصار المدمر والحرب المستمرين لثلاث عشر سنة)، بحيث سيكون نموذجا لدولة جديدة قد تكون يابان العرب، خصوصا وإن العراق يمتلك ثروات كبيرة وخصائص تفوق ما يمتلكه اليابان، كالنفط والمعادن والثروات الطبيعية والإنتاج المتنوع والمتعدد المصادر، وفي العراق الماء والأرض الخصبة والإنسان المتميز والمبدع.


4. واحد من الجرائم الكبرى لأمريكا وحلفائها في العراق التعامل مع العراقي بلا معايير إنسانية وتجريد العراقي من أدميته وليست إنسانيته وحقوقه كإنسان، وقد تمثل ذلك بكثرة القتل قرب السيطرات العسكرية لجيوش الإحتلال والقتل بمجرد الضن والشك والشبهة، وقد قتل عراقيين لمجرد أنهم كانوا يحملون حاجات تجعل قوات الإحتلال تضن أنهم يحملوا سلاح مثلا يحمل كرك أو معول بناء أو عصا يضن أحدهم أنها بندقية، وما كشف من ممارسات لا أخلاقية في سجون ومعتقلات الأسرى العراقيين في أبو غريب وبوكا وسجون القوات البريطانية رغم محدودية التسريبات شواهد على ذلك البغي والتطرف لقوات الإحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني؟ وما حادث قتل المصورين والمدنيين الذي قام به طيار أمريكي وبموافقة مراجعه إلا نموذجا لكثير من الحوادث غير المنشورة والتي لم يسمح للإعلام بتغطيتها؟


5. قتل العراقيين عموما والعلماء والكفاءات وذوي الخبرة والقادة الجماهيرين والقادة العسكريين والمفكرين والأدباء والمبدعين والفنيين وإجتثاثهم وتهجيرهم وقتل الأسرى في المعتقلات والسجون وأعدام القادة وخاصة وفي مقدمتهم رئيس جمهورية العراق كل ذلك يؤكد العداء والعدوانية منهم لشعب العراق؟ فهل هذا كان تحريرا للعراق ومحاربة للإرهاب؟


6. تولية من لا تصح ولا تصلح ولايته، فقد عمدت أمريكا ومن خلال إجراءات باغية وفاشية منها قانون إجتثاث البعث الى تولية اراذل الناس، وأفسد الخلق، وذوي السوابق من المجرمين والمهربين واللصوص ومن لا كفاءة ولادراية لهم بالحكم ومتطلبات إدارة الدولة ونصبتهم حكومة وبرلمان، إمعانا منها في تدمير العراق وظلم العراقيين، وهذا عمل عدواني ولا أخلاقي ومنافي لحقوق الشعوب والإنسان.


7. وضع العراق تحت البند السابع ظلما وعدوانا، ويفترض أن ينتهي ذلك بمجرد سقوط مبررات العدوان وثبوت كذب مدعيها، لكن العراق وبعد ثمان سنوات من الإحتلال لا زال تحت البند السابع!! فماذا يعني ذلك؟؟ أليس وضع العراق تحت البند المذكور جزء من مخطط التدمير والعدوان وليس تحجيم قدراته العسكرية؟؟؟


8. فرض الحصار العام الذي مثل حرب ابادة شاملة وقتل جماعي لشعب العراق، وشمول مستلزمات الأمومة والطفولة والغذاء والدواء والحاجات الإنسانية وخاصة التعليم مما أدى الى تراجع العملية التعليمية والتربوية ومن ثم عودة الأمية والتسرب من المدارس نتيجة إرتفاع تكاليف الحياة والتضخم وعدم قدرة العائلة والطفل على مواصلة التعليم.. ونتيجة للإحتلال وجرائه وما نتج عنه إستفحل الأمر وأهمل حتى بلغ عدد الأميين أكثر من خمس ملايين عراقي، وهذا يمثل قمة الإستهانة بالإنسان وأبسط حقوقه؟؟؟


9. كل ذلك لم يستفد منه العراقيون بل صار نهبا هو وعائدات مبيعاته للأمريكان والمرتزقة الذين نصبهم الأمريكان كحكومة للعراق، والذي أعلن عن مخطط تحت مسمى العقود الإستثمارية للنفط والغاز، والتي هي جريمة بحق العراق ونضال شعبه بإلغاء أعظم ما حققه شعب العراق عبر نضاله المرير والطويل وهو التأميم الخالد، ودمرت المشاريع الزراعية القائمة والمنتجة في العراق، وأعيد العراق الة مرحلة ما قبل الثورة والحملة الوطنية الكبرى لإستصلاح الأراضي الزراعية وإقامة مشاريع الري الكبرى، بحيث عاد العراق يستورد قوته، ألا يعني ذلك أنتزاع أحد أهم مقومات الأمن العراقي؟ وتجريده من أعلى عوامل الإنتصار والصمود وهو إكتفائه الذاتي في إنتاج غذائه ودوائه؟


10. أصدر المندوب السامي الأمريكي (الحاكم المدني للعراق) قرارا بحل الجيش العراقي البطل ودمروا بنيته وسلاحه، لكنهم لم يفكروا ولا مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ما هو مستقبل العراق ومن يحمي سيادته وإستقلاله؟؟؟؟؟؟؟؟ حيث لم يؤسس لجيش بديل، ولم يتم تسليح حتى تلك المليشيات وتشكيلات الحمايات التي أسموها حرس وطني، أليست هذه صيغة جديدة للوصاية والانتداب؟؟ وبقاء العراق منتدبا ومرهون السيادة لأمريكا لحمايته؟؟؟؟


إن هيئة الأمم المتحدة ومجلس يتحملان مسؤولية قانونية بموجب ميثاقيهما والقوانين الدولية، وأخلاقية بموجب ما أعتبر مبررا وسببا ضروريا لإنشائهما، في ضرورة تدارك إرتكابهما لذلك الخطأ الإستراتيجي في العراق ووضع صيغة عبر الحوار والتفاوض لمرحلة تحرير العراق في الفترة الأولى لحين يتمكن العراق من إعادة بناء جيشه وقدراته العسكرية وهذا سيكون مضمون الجزء الثالث من بحثنا هذا، على أن يتم الحوار والتفاوض مع العراقيين الحقيقيين وليس الشراذم الفاسدة واللصوص الذين جاء بهم الإحتلال وسماهم حكومات، وفق ما جاء بخطاب قائد المقاومة العراقية المهيب الركن عزت إبراهيم، كون المقاومة العراقية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي.

 

 





الثلاثاء٠٧ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة