شبكة ذي قار
عـاجـل










حقا إنها أيام خالدة تلك التي عاشها العراق وأهله في هذا اليوم من العام 1972م ففيه أصبح العراق كامل السيادة على ثرواته النفطية وبذلك أصبح مستقل السيادة في اتخاذ قراراته الوطنية.


فما هو التأميم وما سبب حدوثه وما هي امتيازاته . تلك أيام عشناه على أحر من الجمر فمنذ بدايات القرن الماضي وبداية الاحتلال البريطاني لأرض العراق بدأت الشركات النفطية الأجنبية بالتنقيب عن النفط في أرض العراق وبدأت بالهيمنة على هذه الثروة الطبيعية والتي منحها الله لهذا الشعب الطيب فكانت حصة الأسد لهذه الشركات وتلقي بالفتات إلى الحكومة العراقية والتي عملت هي على تشكيلها . فكانوا ينعمون بخيرات بلادنا والشعب فقير إلى أن جاءت ثورة 14 تموز 1958م والتي استطاعت رغم الإخفاقات التي حصلت أن تصدر قانون رقم 80 والتي من خلاله حددت هذه الشركات في المناطق التي تستخرج منها النفط وعدم السماح لها بأن تنقب في أماكن غيرها من أرض العراق وكان بالفعل انجاز لا بأس به .


إلا أن انحراف هذه الثورة عن مسارها وإخفاقاتها الكثيرة أبعدها عن هذا المسار مما مكن الشركات باللعب بمقدرات هذا الشعب .


إلى أن جاءت ثورة 17-30 تموز 1978م فكانت منذ بداية استلامها لزمام الأمور مدركة لما يحدث حولها فشمرت عن اذرعها لبناء هذا الوطن والذي كان كالعير الظمآنة وهي تحمل على ظهرها الماء فأدركت بأن أساس بناء البلد هي المادة والمادة موجودة ولكن بيد الأجنبي فدخلت في حوارات مع هذه الشركات الأجنبية جابهت رجال الثورة بصلافة وعنجهية ولكن من حسن حظ العراق بأن الذي كان يدير هذا التفاوض رجل عرفه الحزب والثورة بأنه يتميز بشجاعة وحكمة لا توصف وأن الحياة قد عركته لما قد قدر له أن يشاهد ويعيش من محن في حياته النضالية في الحزب والدولة .


ألا وهو المناضل الشاب صدام حسين (رحمه الله) الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة وكان في لدن رعاية أبوية من قبل الأب القائد أحمد حسن البكر (رحمه الله) فلما اشتد الصراع رفع في وقته شعار ( شد الحزام على البطون ) تحسبا للأسوأ وكان ظن الشركات بأن العراقيون سوف لا يستطيعون أن يديروا هذه الشركات ولا خبرة لديهم في ذلك ولكن الإصرار على مصلحة البلاد .


جعلت من هذا القائد الشاب والرجال الذين معه يحفرون بالصخر بأيادي وقلوب لا تعرف الخوف ولا الهوان فأثمر جهادهم البطولي بالنصر المبين وفعلا فأنهم كانوا إما أن نكون أو لا نكون فلا رجعة ولا هوادة والتف الشعب حول هذه القيادة والحزب وكان النصر . واستلم العراقيون العمل في الحقول النفطية فتفانوا وأبدعوا وكانوا فعلا خالدين في بطولاتهم فأندحر المحتل وبقاياه في هذه الشركات وفعلا يعتبر الأول من حزيران من العام 1972م هو يوم الاستقلال الكامل لأرض العراق فتنعم العراقيين بثروتهم وعملوا على أعمار بلادهم وانطلقت الخطط الخمسية لأعمار العراق و بدأو ببناء جيش قوي وعقائدي فبعد أن كانت ميزانية العراق قبل التأميم خمسمائة وخمسون مليون دولار فقط وصلت في العام 1979م وبعد إقرار الميزانية كاملة يوجد فائض ثمانية وعشرين مليار دولار فائض عن الميزانية فأي عز وأي ثراء انعم الله به على العراقيين بعد التأميم .


فكيف لا يستحق أن يكون خالدا هذا الانجاز الجبار برجاله وبطولاته ولكن ويا للأسف عندما نرى الآن أشباه الرجال وهم يضيعون ما بناه أولئك الأبطال ويسلمون نفط العراق إلى نفس الشركات التي لطالما سرقته والى الطامعين فيه من إيرانيين ودول مجاورة وكأنما أصبح قصعة لا صاحب لها التم عليها الرعاع .ولكن لابد للباطل جولة ويحرر الأبطال ما ضيعه الأشرار والله اكبر.

 


الرفيق أبو الو قاص القيسي
أمين سر شعبة آب المتوكل على الله الثالثة
قيادة فرع نينوى العسكري

 

 





الاحد٢٦ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو الو قاص القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة