شبكة ذي قار
عـاجـل










في عصر تكنولوجيا الإعلام الرقمي ونعمة الانترنت أصبح نضج ثقافة البشر يرتقي إلى الحوار والنقاش وفق ما يطلق عليه بالتفاعلية بين المرسل والمستقبل ولاني استقبلت هذه الرسالة فأرجو أن يتسع صدر الأخ عماد رسن لرأيي وان كنت اتفق مع بعض ما ذكره في مقاله لكني اختلف مع كثير مما ذكر فمن الإجحاف المقارنة بين النظام السابق والنظام الحالي لسبب رئيس وهو أننا سابقا كنا نعيش بكنف نظام ودولة فيها الأمن مستتب والشعب يمتلك السيادة الوطنية وبلد له مكانة بين الدول والآن ليس هناك نظام ولا دولة ولا سيادة ولكي أكون منصفا لا يعني أن النظام السابق ليس له أخطاء فمن يعمل يخطأ لكن لا يرتكب الجرائم البشعة نحن الآن نعيش كابوس من الجرائم المتواصلة جرائم طائفية وجرائم نهب وسلب واستباحة حرمة شعب وناس ، كان إذا سرق الوزير في النظام السابق أعدمه الرئيس صدام حسين رحمه الله ليكون عبرة لغيره ولكل من تسول له نفسه لان الوزير مؤتمن على مصالح الشعب أما الآن فالوزير محمي من حزبه والحكومة فهو يسرق وينهب ملايين الدولارات وبمشاركة حزبه الذي يتستر عليه لأنهم شركاء بالفساد والرشا لقد كان النظام السابق محاصر اقتصاديا لمدة 13 عاما بهدف تجويع الشعب العراقي هذا الحصار الذي فرض بإصرار من الجلبي والمالكي وما يسمى بالمعارضة التي جاءت مع المحتل وكانت تعلم جيدا أن الحصار كان ينخر في عضد الإنسان الفقير وليس النظام ورغم ذلك فكل منصف شريف يذكر كيف كان النظام يوفر حصة غذائية كاملة وكان بعض الناس يبيع الفائض منها ليستفيد من ثمنه بتامين حوائج أخرى ونسأل الله أن يفرج عن وزير التجارة الأسير محمد مهدي صالح الذي تعاني أسرته الآن في الأردن شظف العيش فقد ترك أبنائه الدراسة في الجامعة لعدم تمكنهم من دفع أجورها لأنه عاش وزيرا نزيها وشريفا ، ما كان يتاجر بقوت الشعب في شاي غير صالح للاستخدام البشري.


أقول كان عندنا رئيس لو ضام احد ضيم هدد باسمه وقد شكواه لديوان الرئاسة ليجد من يجيبه واذكر حادثة حصلت فقد قدم مواطن كان يعيش في المهجر شكوى إلى الرئيس صدام يقول فيها انه غادر العراق لظروف خاصة وترك بيته في المنصور وتبين أن هناك من تلاعب وباع بيته صوريا إلى ياسر سبعاوي ابراهيم الحسن وكان حينها ضابطا وقد أمر الرئيس تشكيل لجنة عليا للتحقيق بالموضوع وأكدت اللجنة له صحة ما جاء بشكوى المواطن وأن ياسر استولى على بيت المواطن بدون وجه حق وقد حكمت عليه المحكمة التي أحيل إليها بسجنه وفصله من وظيفته. أما اليوم فقد شكى لي صديقا يمتلك شركة من جور لحق به من زمر متنفذة بالحكومة عطلت مشروعا أحيل إلى شركته لتعطيه لشركة أخرى قريبة من عناصر في الحكومة فقلت له لماذا لا تشتكي من الجور الذي لحق بك فقال كأنك لا تعلم إذا ذهب المواطن الآن يشكو جورا إلى الطالباني ركله إلى المالكي وإذا جاء بطلبه إلى المالكي ركله إلى الطالباني وهكذا صار الناس ككرة تتقاذفها أرجل ساسة اليوم.


كانت الدولة لا تفرق بين سني وشيعي ولا تسمح لأحد بان يشيع ذلك في مؤسسات الدولة ولا أريد أن اعدد كم من انجازات حققتها الدولة سابقا من مؤسسات تعليمية وجامعات ومستشفيات ومشاريع وكفاءات قل لي بربك الم نصبح الآن دولة يحكمها أصحاب شهادات مزوره في حين كنا دولة يحكمها ذوي الكفاءات وكثير منهم غير منتمي للحزب . قل لي أي شيء الآن لم يهدم حتى جامعة بغداد تراجع ترتيبها على الجامعات في العالم وصارت في آخر قائمة جامعات العالم.


هل يعقل من تعاون على احتلال البلاد يمكن أن يكون إنسانا شريفا يخدم وطنا ويبني وطنا وتريد منا أن لا نترحم على نظام وطني بنى العراق وأمم النفط الذي جاءت أمريكا لتحتل العراق من أجله هل تعلم بكم تأخذ أمريكا برميل النفط بموجب اتفاقية الإذعان وبنودها السرية التي وقعها المالكي بدولارين فقط !!!


نعم من حقنا ان نترحم على نظام كانت فيه هناك حرمه لدماء الناس ماداموا بعيدين عن الخيانة والعمالة فهل هناك اليوم من يحكم بهذه الشرعة .. أصبح القتل اليوم على الهوية وتمت تصفية العلماء والأطباء والطيارين والضباط وغيرهم كثير .. ولا تريد منا أن لا نترحم على النظام السابق استغرب كيف شخص مثلكم لا يتابع ما يجري في الشارع العراقي هذه الأيام التي تمارس فيه السلطة أبشع الوسائل لقمع الناس فأين هي الحرية التي يدعون إنهم جاؤوا بالمحتل لتحقيقها ؟؟؟ والسجون والمقابر الجماعية خلف السدة ضمت الآلاف من الشهداء الأبرار لا لشيء لان أمريكا وإيران ومصالح الأحزاب تريد التخلص من كل أبناء الوطن الشرفاء ليسود الفساد وكما يردد الطائفيون قتلانا في الجنة وقتلاكم خلف السده ويفخرون بجرائم العصر الديمقراطي الأمريكي!!!!، ستقول نعم ان النظام السابق هو صاحب المقابر الجماعية تلك كذبة أخرى افتريت لتضليل هذا الشعب المسكين الفقير وجمعت العظام من سراديب النجف وقتلوا من رتبها بها وهو الدفان أبو اصبغ للتغطية على تلك الفضيحة بعد ان شاع بين الناس ما قدمه للأحزاب الطائفية التي تنكرت لجهوده تلك ولم تمنحه منصبا كما كان يبغي.


بأي حال من الأحوال لا يمكن مقارنة النظام السابق بالحالي لان رجاله كانوا وطنيون شرفاء عملوا بظروف التآمر الدولي والحصار الجائر على خدمة وطنهم أما الآن يحكم خونة وعملاء لكل منهم سجل حافل بالتجسس والعمل مع عدد من أجهزة المخابرات.


أما ما يتعلق بضعف الوطنية فهي تتلخص في قصور نظرة بعض أدعياء الثقافة ممن يقارنون بين حال الاحتلال وحال الاستقلال وهذه هي المشكلة الأكبر أو الفتنة الكبرى التي يراد بها تبرير ما يجري على أساس كونه امتداد لما مضى لكن واقع الحال يفيد بان كل ما جرى ويجري هو غريب ومختلف تماما عن مرحلة تاريخية سابقة فكان الاحتلال بداية مرحلة الانحطاط الفكري والسياسي وكشفت الأيام التالية تلك الحقيقة وبات الشعب اليوم أكثر من أي وقت مضى يعي ما جرى ودبر لتضليله والسيطرة على عقله بدوافع مذهبية مقيته تارة او بدوافع معاداة النظام السابق .. لهذا كله أن الشعب العراقي اخذ يترحم علانية ودون خوف على المرحلة السابق بعد أن كشف زيف ادعاءات الاحتلال وأعوانه وحكومته لان شعبنا هو الخاسر الأكبر.


أذكركم بقول شاعرنا الكبير أبو الطيب المتنبي :
وما انتفاع الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم


وهيهات منا الذله !!!!!!!!

 

 





الاحد٠٣ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حامد وادي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة