شبكة ذي قار
عـاجـل










لكي نكون منصفين للإجابة على هكذا تساءل ينبغي معرفة واقع هذا الرجل الذي جعل من نفسه معارضاً سياسياً للنظام الوطني العراقي وأصطف مع المعارضين الذين هربوا من العراق أو الذين رمت بهم ألمقادير لأن يكونوا بالخارج بتكاليف رسمية أو وظيفية . 

 

كل أولئك وجدوا أسباب أقنعوا أنفسهم بها يعلنوا على أساسها فك ارتباطهم بالوطن وحكومته الوطنية ليجدوا مأوى جديد لهم في أحضان مخابرات دول أجنبية ، وما ذلك بالتجني عليهم ولا هو بالاتهام  .

 

قد لا نأتي بجديد أذا قلنا أن دكتور أياد علاوي ألبعثي السابق والمعارض الأحق والذي كان بتكليف رسمي وظيفي خارج العراق و لأسباب قد يعرفها كثيرين اختار إنهاء صفته الوظيفية وانتمائه الحزبي ليلتحق بالصف المعارض لحكومة العراق ، وهذا شأنه وله أسبابه التي أقتنع بها نفسه ... ومهما تكن هذه أو تلك من ألأسباب فالأمر لا يعنينا بالأهمية  لنناقش مدى شرعية عمله ذاك من سواه ، لكن الحقيقية التي ينبغي للجميع  تذكرها ما أعلنه هو شخصياً ولأكثر من مرة وعبر وسائل قنوات فضائية عدة ((( أنه ناضل ضد النظام السابق وأنه تعاون مع كذا وكالة مخابرات أو استخبارات أجنبية لغرض إسقاط نظام الحكم الوطني في العراق ، ولكي أكون منصفاً بحقه فقد ذكر رقماً محدداً لا أذكره بالضبط لعدد تلك الوكالات  ))) فالحديث كان مرئياً ومروياً من قبله شخصياً .

 

ألأمر الملفت للنظر هي الصراحة والجرأة في ألاعتراف وعلى الملأ بسقوطه بوقت مبكر وبشكل مباشر تحت الوصاية المخابراتية للدول الغربية البريطانية والأمريكية وغير المستبعد أن تكون حتى الإسرائيلية من ضمنها ( هذه التصريحات يليق بها أن توصف بالوقاحة أكثر مما هي صراحة ) وما يؤشر عليه اشتراكه في كل المؤتمرات التي عقدتها المعارضة في الخارج ( لندن وصلاح الدين وغيرها ) وكان وقتها يقود ما يسمى بحركة الوفاق الوطني العراقي . تفرض الضرورات الأخلاقية والانتماء الوطني الحقيقي التحفظ على هكذا انسياق وهكذا ولاءات لمثل هذه الشخصيات التي تدعي الوطنية والرغبة في إسقاط نظام دكتاتوري والتأسيس لنظام ديمقراطي . والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين رضوا بالانتماء في حضن المخابرات الأجنبية سيؤدي بهم الأمر لتنفيذ الاملاءات والأجندات التي تفرضها عليهم تلك الوكالات مقابل دعمهم وتمويلهم وهذا ما أثبتته الوقائع والأحداث في الزمن الراهن من عمل الحكومات التي توالت على حكم العراق بعد ((( التحرير ))) .

 

وبعد توالي فصول المسرحية بفصولها السوداء المؤلمة في تاريخ العراق وشعبة من تولي  ب.... ول بريمر مقاليد السلطة في العراق ثم ما جاد به عقل وتفكير الساسة الجدد من تولي السلطة بنموذج الدورة الشهرية حتى تشكيل أول حكومة يرأسها الدكتور المناضل الفاضل الوطني أياد علاوي ، وفي أول فرصة أتيحت له لحضور أحدى جلسات ألأمم المتحدة أنتهزها فرصة سانحة لتقديم الشكر والامتنان الشديدين لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وجيشها للتضحيات الجسام التي قدموها من أجل تحرير العراق وشعبه ، وقدم تعازيه الحارة لذوي العسكريين الذين قضوا نحبهم في العراق على مذبح الحرية ((( المؤسف للأمر والذي فات سيادته تسميتهم بالشهداء وتسليم ذويهم أنواط وأوسمة لهذه التضحيات وقراءة سورة الفاتحة على أرواحهم القذرة ))) هذا هو المنطق الذي تكلم فيه أياد علاوي منطلقاً من ولاءه راداً الجميل لأسياده الذين أوصلوه وغيره لسدة الحكم في العراق على أنقاض الحكم الوطني العراقي وتدمير سيادة الدولة وانتهاك الحرمات لشعبها وقتل مئات ألآلاف في ألأيام ألأولى من دخول قوات التحالف الغازية منهم و تدمير و إنهاء للبنى التحتية لبلد شارف لان يغادر مصاف الدول النامية .

 

تنتهي فترة ولايته بخلاف شديد وقطيعة وعداء خارج المألوف مع جماعة سيء مقتده على خلفية أحداث النجف ، ليركن بعدها أياد علاوي على رف المستهلكات في مستودع ألأنقاض ، لتعقبه فترة عصيبة في شدة ظلامها وسوءها لتنال من العراقيين الذين ابتلوا بأحتلالين / ألأول هو الأمريكي وزبانيته بالشكل الظاهر العلني وآخر خفي ألا وهو ألاحتلال ألإيراني ألصفوي  ورموزه وكياناته الطائفية ومليشياته المارقة وكانت هذه الفترة ( تولي ألاشيقر الجعفري الباكستاني ألأصل مقاليد الحكم والسلطة ) من أسوأ الفترات ظلامية وعنفاً وطائفيةً ظاهرةً لا تَقيةَ فيها ولا تورية ، أشيع خلالها استخدام أفضل ألطرق رحمة وإنسانية في انتزاع الاعترافات المعدة سلفاً والمهيأةِ عن قصدٍ وسبقِ درايةٍ ومفهوميه غصت السجون بالمعتقلين من الأبرياء المساكين من أهل طائفةٍ مسكينةٍ أصبحت مهشمةً منسية ( حين تولى العراقي ألأصيل باقر صولاغي وزارة الداخلية ) ، ولم نسمع لصوت العراقي الشهم ألأصيل البار بأهله أياد علاوي اعتراضا أو امتعاضاً أو شجباً أو تنديداً ، كان وكأن لم يكن موجوداً أو لم يعنيه أمراً أو حالاً لما تمر به قواعد حركته من منتسبين أو قيادات أو متعاطفين ، غاب صوته ونسي الشعب شكل صورته ولم نلحظ له نشاطاً أو حركةً .

 

تتوالى ظلامية ألإحداث على أهل الحق في العراق وشعبه المسكين المبتلى فاهي ألانتكاسات والتطاحنات السياسية وتراجع في ألأوضاع ألأمنية فأصبح المسيطر على الشارع الكاتم واللاصقة والعبوة المتفجرة وتراجع شديد في الأداء الخدمي للدولة والفساد الإداري والمالي والأخلاقي هو السائد في المجتمع الفاضل لدولة الديمقراطية العراقية وتنصل الكيانات السياسية عن التزاماتها ومسؤولياتها ووعودها الانتخابية ولا يزال علاوي وكيانه غائباً ماضياً في غفوته وسباته في الكهف منزوي وعن ألأعين مختفي .

 

وتحل مكرمات المالكي وحكومته الرشيدة في ولايتها الأولى ومن ثم يغتصب حق شريكه في العملية السياسية وغريمه الانتخابي ليحل على صدر العراقيين ثقلاً ثقيلاً في ولايةٍ مفروضةٍ علينا شئنا أم أبينا وأنت ليس كما تمنينا أو طمحنا فيما أردنا لك من موقع عسى أن يكون لنا مخرج أو فرج ، ولكنك خذلت من ضحى وصوت لك ، أدهشت الجميع ببرود أعصابك وبطيء رد فعلك وقبولك الوضع الذي فرضه عليك غرماءك وأعداءك ( ومنو إلي واكع بيههه غير الفقراء والمساكين العراقيين ولَه انته أشهامك ) .

 

لا بد لنا من وقفه للمراجعة والتساؤل عما قام به أياد علاوي وكيانه العراقية التي شكلها لمواجهة غريمه ( دولة القانون ) !!!! لم يفعل شيئاً ولم يبدي فعلاً في وقت تتوالي عليه الانتكاسات ويترك مركبه عدد من كان معه ( عزة الشابندر ، صفية السهيل ، حسن العلوي بين مؤيد ومعارض –  يعني رجل هنا ورجل هنا مثل ما يكولون ) . أغتصب غريمك حقك ألانتخابي بالقوة الغاشمة المفرطة بوضح النهار وتحت أسماء وتوصيفات لا معنى لها ولا مسوغ قانوني أو أخلاقي مهني لها ، تركك من كنت لهم عوناً وناصراً ومعيناً في احتلالهم العراق وكل من تعاونت معهم وكنت لهم عميلاً في وكالاتهم المخابراتية وألاستخباراتية كما ورد على لسانك ومن فمك أدينك سيدي ((( الذي اعتقده أنك تمثل ما أراده لك أسيادك في عرض مسرحي معد سلفاً وفق الأدوار والشخصيات التي أراد ظهورها أو إخفاءها المحتل وما يتوافق و مصالحه وأجنداته التي تمليها المرحلة والأوضاع العامة السائدة دولياً وأقليمياً مقابل حفنة من الدولارات أو الحرية المقيدة في مصالح ومشاريع مادية تسمح لك أو لغيرك من الدمى السياسية في حركتها المحددة ضمن الرؤية الأمريكية لساحة العمل سواء في العراق أو غيره من البلدان المحتلة ))) .

 

وهذه الرؤية والاعتقاد يؤيدها إستراتيجية العمل ألاحتلالي في الاستفادة القصوى ممن وقع ببئر الخيانة والموالاة  وكان لهم المطية التي توصلهم لغاياتهم و ألأهداف التي في إستراتيجية عملهم  ومن ثم يتركونهم في سلة المهملات كما يلقي المنديل المتسخ .

 

أملوك بمجلس السياسات الإستراتيجية ومن ثم قالوا أن هذا يتقاطع مع الدستور والتوافقات السياسية وبقيت أنت لاه بالأمل وهم ماضون في إكمال مشروعهم وألامعان في أذى العراق وأهله ، وعندما قرر شباب العراق تنظيم مظاهرات الاستنكار والشجب للممارسات الحكومية والمطالبة برحيلها كنت أنت تنظر بعين من يريد اقتناص الفريسة ( فكنت صياداً مراقباً الفرصة التي يُستفاد منها من الظهور ثانيةً على مسرح ألإحداث واستثمار جهد من تحمل ألأذى وكابد الظلم ، هل يُعقل أن ننسى الشهداء الذي سالت دماءهم زكيةً وكانوا يتلقون نيران وأسلحة الحكومة بصدور عاريةً ولكنها عامرةً بالإيمان بالله وقدره وحبها للعراق وأهلة لتأتي سيادتك مستثمراً الفوز متربعاً على عرش مكتسباتهم ؟؟؟ لا سيدي ذلك بعيد كل البعد عن أحلامك وطموحاتك وممن معك فيمن كان مشاركاً في العملية السياسية التي شخصها العقلاء من أهل الحل والعقد .

 

كنا نأمل منك أن ترفض هذه العملية التي أثبت الشعب العراقي وقواه المقاومة فشلها الذريع وتصطف معه بوقت مبكر ، معلناً ندمكَ وأسفكَ عما فاتكَ من الوقت وأنت في المركب المعادي للشعب ومصالحه وما تسببه أعداء الحرية من الخونة والمحتلين من قتل للعباد وخراب في البلاد .

 

كنا جميعاً ننتظر فعلك الذي يتناسب وما قمت به من اصطفافك مع المحتل وأدى ذلك بالأذى الكبير للعراق وشعبة وبناه التحتية وتاريخه الطويل ، ولكن ليس اليوم بل من وقت قبل هذا بكثير كثير كثير ، أما اليوم فلا ندم ينفع ولا اعتذار يفيد ، فلا صلح معك ولا تصالح ، لان الجميع يعرف أنك بعملك هذا لم تكن نادماً على ما فرطت في حق العراق وشعبه ولم تكن منك صحوة ضمير أنما استثمار فرصة قد تفيدك أو تنفع في تبادل الأدوار التي قد تظن أنها تنطلي على شعب العراق وقواه الوطنية الصادقة الصابرة المحتسبة لله الماضية في قدرها لما يريده الله تعالى من نصر أكيدٍ بما وعد وهو أصدقُ  مَن أملَ و وعد .

 

ستمضون جميعكم إلى

مزبلة التاريخ وهذا قدركم المحتوم

وينتصر العراق وشعبه برجاله وحرائره

هذا وعد الله ولا يخلف الله وعده

وهذه أرادة العراق الأبي

 

وغداً لناضره قريب

وما النصر ألا من عند الله

 

 





الثلاثاء١٢ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غـريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة