شبكة ذي قار
عـاجـل










لا زالت ذاكرة العرب حادّة وقويّة لم تنس بعد الطباع الفضّة لـ"التركي" أينما كان وأينما صادفت ، وأقصد عندما يحصل إشكال ولو بسيط فيما بينك وبينه ، ولا زال العراقيّون يتذكّرون والسوريّون كذلك واللبنانيّون عنصريّة الأتراك البغيضة في التعامل بجميع أشكاله ويمتعضون في نفس الوقت من الدواعي الظالمة المستفزّة حين ترتسم على الوجه المتصلّب لأحد الأتراك علامات الاشمئزاز والقرف ، في كلّ منسبة يتم فيها التطرّق لتاريخ العرب أو إلى سلوك الفرد العربي ، بل ربّما الاتراك قد فاقوا "الفرس" في عنصريّتهم وفي هذه النظرة الاستعلائيّة القاسية التي تنمّ عن حقد دفين تجاه العرب ، ولا زال التاريخ العربي عموماً يشكو ويئنّ ويتوجّع ويتقلّب من الآلام المزمنة التي تركها الموروث التركي الفظّ على مفاصله ومجرياته منذ ما بعد النصف الثاني من زمن الامبراطوريّة العبّاسيّة ولغاية سقوط إمبراطوريّة الاتراك العثمانيّة ممّا ترك آثاره المبرحة على سلوك العربي في تعامله المرتبك مع مفردات الحياة "أقصد سلوك ابن المدينة العادي في أنواع الفشار وطرق قذفه المختلفة من العفاط ومن غيرها الكثير!" ولا زالت لهجاتنا العاميّة الدارجة تئنّ مثقلة بمفردات اللغة التركيّة حتّى قد بات شكلها في النطق مثيراً للضحك ! بعد أن ذابت تلك المفردات شيئاً فشيئاً بين مفردات لهجاتنا ، ولربّما شيوع اللغة التركيّة كمنافس في التداول اليومي للغة العربيّة لما قارب الستّة قرون باعتبارها لغة القوّة الحاكمة ، لربّما كان ذلك من العوامل المساعدة في ابتعاد العربي عن لغته الفصحى تزامناً مع ظهور أنواع البدع التي ساهمت في التغطية على معالم الاسلام الحقيقي مثل فرق "التصوّف" بعبادة الأرواح والتي تركت هي الأخرى آلاماً وكدمات كثيرة على سطح جسد الوعي العربي وفي عمقه بما حملته ولا زالت تحمله تلك العبادات المنحرفة من مفاهيم عقيمة تتغطّى تارةً بغطاء "التصوّف الإسلامي" وتارةً أخرى برداء الرؤى والأحلام في استحضار أرواح الأنبياء وأرواح أولياء الله الصالحين ، وجميعها مخالف للفطرة السليمة ولتعاليم الرسالة الإسلاميّة الواقعيّة البسيطة السمحة والتي حملها العرب للمنطقة وللعالم "بما فيهم الفُرس!" بل ولا زال التاريخ العربي القريب يعتصر ألماً حين يتذكّر سياسة "التتريك" التي انتهجتها تركيا العثمانيّة "المسلمة" في الوطن العربي ولا زال الوعي العربي ، الاجتماعي ، يغصّ بها ويتذكّرها ويتذكّر بلاوي وعلل اجتماعيّة ذات أصول ومرجعيّات تركيّة ـ فارسيّة عديدة من الصعوبة بمكان الابتعاد عنها أو تركها ، من مثل "السلام بالتقبيل و"البوشي" والعباءة أو التبصبص من فتحة دقيقة فيها! وغيرها وغيرها والكثير من الأمراض النفسيّة التي يلقّنها جيل للجيل الذي يأتي بعده وكأنّها أعراف اجتماعيّة عربيّة ! ترفضها الفطرة الإنسانيّة القويمة وترفضها المسيرة الطبيعيّة التاريخيّة لعمليّة الانسياب الإبداعي الإنساني .. كما ولا زال العراقيّون يمارسون الأكلة التركيّة الشهيرة "الباجة" ! الدِهنيّة المُعِلّة ! .. لا أطيل عليك عزيزي القارئ .. فبلاوي العنصر التركي على تاريخنا، ربّما فاقت النزيف الدموي الفارسي أو الصفوي الذي ينهش في الكينونة العربيّة في العراق وفي غيره من بلدان العرب ويحاول بشتّى الطرق تفجيرها من الداخل وقد... ( روى لي زميل عزيز وهو صحفي معروف "أبو عشتار" وهو كذلك فنّان تشكيلي بارز وهو "شيعي" كما يقول المثل الشعبي ! ، عرفته السوح الفنيّة والصحفيّة في مدينته البصرة وفي بغداد مقرّ عمله وانتشاره ، ربطتنا الصداقة معاً بحكم العمل في الصحافة منذ سبعينيّات وثمانينيّات القرن الماضي , التقيته مؤخّراً في سوريّا بعد غياب 25 عاماً تقريباً ! ، شكى لي وللحضور الجالس من آلام عينيه اللتين كادتا ينطفئ نورهما وهو في العراق وفي ظروفه الصعبة جدّاً وقد تعرّض لمطاردات بسبب اسم ابنته "والسيّدة عشتار" التي يجب أن تغيّر اسمها بحسب مزاج تديّن آخر زمان ؛ امرأة الآن لها من الأبناء ما شاء الله "وإلاّ سيدخل أبا عشتار؛ النار بسبب هذا الاسم!" عدى أسباب كثيرة لامجال لذكرها هنا في محصّلتها أرادت رأسه ، علم بعدها أنّها كانت ميليشيا فارسيّة شقيقة جعلته يترك مشغله الفنّي في البصرة بعد نجاته مرّتين من موت محقّق ، عدا لاختطاف الذي تعرض له مرّتين أيضاً !، يقول أبو عشتار ؛ قرّرت السفر إلى إيران بعد أن دقّ عندي ناقوس العمى الذي بات مقبلاً عليّ وبكلّ وحشيّة ، خاصّة بعد أن لم يتبقّى على موعده سوى أيّام بحسب تقديرات اللجان الطبيّة في البصرة! وسفره إلى إيران جاء لغرض إجراء عمليّة خطرة وعاجلة لعينيه بعد أن لم تسعفه الفرصة بلقاء دكتور العيون المختص الموفد إلى الأردن ، يقول : تمدّدت على سرير التخدير "الموضعي" ، العاملون الاطبّاء والممرّضين علموا مقدّماً أنّني عربي من العراق ، وبينما كنت شارد الذهن وسط جلببة التحضير لغرز مادّة التخدير سمعت البعض منهم يتحدّث فيما بينه "وأخذوا راحتهم" في الكلام ، ومهمّة التخدير "البنج" كان يقوم بها اثنان ، يقول ؛ أصابتني فجأة زوبعة من القلق نزلت على رأسي حين سمعت هذان الممرّضان يقلّبان بينهما أمراً خطيراً ضدّي ! ؛ فقد سمعت أحدهما يقول للآخر؛ لم لا نقتل هذا العربي "القذر" ونتخلّص منه ما دام مطروحاً أمامنا بحجّة فشل عمليّة حقن تخدير خاطئ !!! يقول ؛ صرت بين أمرين ؟ إمّا العمى أو المجازفة مع هؤلاء القوم "الذين لم يكونا يعلما أنّني أجيد الفارسيّة" فاخترت الثانية وقلت في نفسي "وشيصير خلّي يصير كلشي ولا العمى" .. فلم هندي .. مو بالله ! .. وواصل حديثه ؛ لكنّني فجأةً وبدون تفكير قفزت من فوق السرير وتحجّجت بالمغص و بالسعال المفاجئ وهربت بحجّة الذهاب إلى الحمّام وتركت نقودي التي أخذوها منّي لإجراء العمليّة .. يستمر فيقول ؛ و "كبل" عالهند حيث يقولون أنّ بها طبّاً للعيون عادلاً لا يضام عنده أحد !! .." ...


المهم نرجع إلى موضوع بلوى وباء الفايروس التركي الذي اجتاح أمّة العرب بما سيسبق ، إن استمرّ ، الاجتياح الفارسي بمختلف مسمّياته :


عزيزي القارئ الكريم .. فعلى غرار "عيشة بنت الباشا" وبنت "الجلبي" وغيرهما من التي كنّا نردّدها ونحن صغار والتي ضمّن جزءاً منها في أشعاره شاعر العراق ( بدر شاكر السيّاب ) رحمه الله ، كذلك احتوى عالم الطفولة العراقي ألوان من الموروث القصصي والطرائف ذات المعنى والمغزى من التي كانت تردّدها حناجرنا ونحن صغار بمختلف الإيقاعات وبمختلف الأشكال .. ومن ألوانها ما عرف بـ"الحزازير" ..


عزيزي القارئ لأختبر مدى قدرتك على التكرار السريع لهذه الجملة "الحزّورة" التي سأقدّمها إليك والتي اختصرها التاريخ الشعبي العربي "العراقي" الفولكلوري في رسم شخصيّة "التركي" التي هي أقرب ما تكون لمجنون !! ربّما تقدح ذاكرتك عزيزي القارئ من حفظ لا بأس به من سطور مركونة فوق رفوف النسيان لديك ممّا سيسهّل عليك عمليّة "اللبق"..


أقدّم لك أيّها القارئ الكريم الآن هذه السؤال "الحزّورة" علّك تستطيع تكملته بصوت عالي دون خطأ في النطق علّنا نستعيد سويّةً ذكريات الطفولة والمرح الطفولي .. وإنّي إذ أقدّمها لك ، فذلك بمناسبة الإرشادات والنصائح التركيّة الحارّة التي باتت تنهال على أمّة العرب والتي بات يقدّمها لنا قائد الأمّة الإسلاميّة "أبو الطيّب المتغردن أردوغان" لتهيئة الأمّة العربيّة لعودة العثمانيين يديرون شؤونهم باعتبارهم لا زالوا رُضّع قاصرين ، ولكن هذه المرّة بشروط تركيّة فرنسيّة بريطانيّة تختلف عن 1917 السايكس بيكويّة ، وما دام سيعود العثمانيين يجثمون على صدورنا فيعني ذلك ، وبالضرورة ، عودة "البويهيّين" ، وذلك يعني ، وبالضرورة أيضاُ ، عودة الاقتتال ما بين الخرفان البيض والسود ضدّ الفرس على أرض بغداد ! ودك عيني دك .. دك للصبح !! يعني إذا راح تصير مشكلة مستقبلاً ومع أيّ نرفزة بين هؤلاء العدوّين حتّى ولو بسبب عركة طهور فمعنى ذلك راح يجفصون ببطون البغادلة والنجاجفة والبصاروة والكيوليّة وكلمن عنده بطن ، يعني البغادلة راح يحيوهه  ...


لهذا .. وبمناسبة التدخّل التركي الشفّاف واللطيف في شؤوننا الداخليّة التي أسماها حبيب العراق وحبيب الملايين أوباما بـ"الربيع العربي" وتلقّفها أخوتنا نشامى الكلمة الحرّة الشريفة وكأنّها "كرين كارت" منحهم إيّاه الرئيس الأميركي ، وخاصّة وقد مرّت الذكرى السنويّة "للفط أخوتنا في الدين بنو الأصفر "على رأي النشامى السلفيين" الأتراك لفطوا نصف ميزانيّة العراق اللفطيّة .. أقصد النفطيّة باسم إعمار العراق وكذلك تخييسهم "عفواً لهذه الكلمة" لثلاثة أرباع ميزانيّة حكومة شمال العراق "كردستان" والتي هي في حقيقتها أموال جميع العراقيين من شماله إلى جنوبه ، ذلك عدا ما حصل الأتراك عليه من كنوز مغارة علي بابا في سنوات الحصار الظالم والإجرامي على العراق من اموال تغطي عين الشمس" ..


"الحزّورة" أو "التحدّي" والتي يجب أن تردّد سريعا عزيزي القارئ هي ... ( شجرة تكّي فوكاها كركي جوّاهه تركي ضــ...ط التركي طار الكركي كال التركي ليش الكركي منّي طار ) .. ؟ ولا بأس من المرح الطفولي ولو للحظات ولكنّه بالتأكيد سيكون مرح هادف ..

 

 





الاربعاء١٣ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة