شبكة ذي قار
عـاجـل










إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴿٧٢ألأحزاب

 

حصول الفساد في الدول التي تعاني ألاحتلال ما هو بالأمر المستغرب أو الغير متوقع ، فمن نتائج الاحتلال حصول فساد في مرافق الدولة كنهج احتلالي مبرمج لخلق فوضى شمولية تتيح للمحتل أو من قدم معه أو الحكومة العميلة التي يتم تنصيبها بعد مرحلة من تولي قوات الاحتلال مقاليد ألأمور كجزء من الانجازات التي يصورها ألاحتلال للشعب ، إضافة لفسح المجال أمام السياسيين الجدد الذي يسروا وسهلوا طريق قدوم المحتل كجزء من المكافئة التي تقدم لهم . كما أن ألأمر هذا سيتيح حالة من الفوضى والتسيب والارتباك على عموم مستويات الدولة ومرافقها مما ييسر الحال للمحتل لإتمام صفقاته وانجاز مشاريعه التي قصدها مسبقا وخطط لها .

 

الذي يثير الدهشة أن يستشري الفساد ليشمل جميع المرافق والأماكن والعناوين ليطال مسئولين في أعلى مراكز الدولة ودون استثناء أو تحفظ ((رئيس الجمهورية ، رئيس الوزراء ، رئيس البرلمان ، البرلمان برمته دون استثناء أو تحفظ ليشمل رؤساء اللجان البرلمانية بما فيهم لجنة النزاهة ، الوقفين السني والشيعي ...  منو بقه بعد ؟ )) . شيء فيه الغرابة والعجب .

 

أصبحت عناوين الفساد في دولة العراق الجديد عامة مطلقة غير محددة باسم أو عنوان فشملت جميع جوانبها ومرافقها وآليات عملها ( فها هو فساد إداري ومالي وصحي وثقافي ، تعاظم السرقات بالنوع والكم فما عاد يقبل السراق  بملايين الدولارات بل ألأرقام أصبحت بالمليارات ، استشراء تزوير شهادات وعملة ووثائق ، تهريب آثار العراق التي أصبحت اليوم في كل متاحف العالم ومحبي التحف فيه ، وألاغرب في الأمر أصبح العراق الممر ألأمن لتهريب وتداول المخدرات بعد أن كان ألأنظف بين بلدان المنطقة بسبب ردع قوانين الدولة والثقافة التي عمقتها مفاهيم وسلوكيات الدولة الوطنية ومؤسساتها الصحية والثقافية والاجتماعية ، ناهيك عن التراجع الشديد في الخدمات بكل أشكالها وأنواعها ) .

 

ما في ألأمر اتهام أو تجني فالمتابع لوسائل ألأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من قنوات فضائية تتناقل حالات فساد طالت أسماء وعناوين رفيعة المستوى في دولة العراق الجديد ( السيد رئيس الوزراء يغادر إلى كوريا الجنوبية لبحث العلاقات الثنائية وفي اليوم الثاني يخرج من يصرح أن الزيارة في حقيقتها أبرام عقود واستلام الكومشن في عقود نفط أو كهرباء  بشكل مباشر بعيداً عن أعين العذال ، وما عنكم قضيا الفساد التي تعصف بعقود وزارة النفط أو التجارة التي أمعنت في إيذاء المواطن العراقي في توريدها مواد غذائية فاسدة أو منتهية الصلاحية أو المخلوطة بنشارة الخشب أو عقود الكهرباء التي حرمت الشعب العراقي من نعمة هي ألأسهل والأبسط في العالم ، ولمتابعة كل الحالات نحتاج إلى مجلدات يطول فيها العرض والوصف ، فما يمضي يوم دون أن يطفوا على السطح قضية أو تشم رائحة نتنة لحالة تتناقلها الصحف أو أللجان البرلمانية في أروقته .

 

وتستمر لجنة النزاهة البرلمانية في إتخام وسائل ألإعلام بقضايا فساد لها أول وليس لها آخر ، فالمواطن العراقي البسيط لم يلمس الجدية في الإجراءات الحكومية لمتابعة المفسدين ومعاقبتهم فها هم يتسلقون المناصب العليا في الدولة وهم من يختار هذا المنصب عن سواه ( خضير الخزاعي نموذجاً ، من وزير تعليم طائفي فاشل إلى نائب رئيس الجمهورية لشؤون ألإعدامات ... شوفوا البخت أشلون منصب مهم وحيوي وحساس ... هيه ألإعدامات ليش تحتاج إلى نائب ؟ ... مو الطليـ ... موجود ما أيكفي ليش ؟! ) . إذ أن لجنة النزاهة هي من مكون سياسي مناوئ حاليا لعمل الحكومة ، يريد من هذا التصعيد وألألحاح في طرح ملفات الفساد ألابتزاز السياسي وألاسقاط والتوريط وكشف الملفات وصولاً لمساومات لاحقه وليس مصلحة البلاد والعباد ، فلو كان ألأمر بالجدي فكم من قضية طرحت وأثيرت ، فتلك العقود الخاصة بوزارة الدفاع ( التسليح والتجهيز لناقلات الجند أو عقود الطائرات المروحية من مخلفات جيش أوكرانيا أو ألأسعار المعلنة لشراء طائرات F- 16   وغيرها كثير ) ، كما أن ملفات وزارة الداخلية فيها الكثير جدا ممن يستحق المسائلة ، أهمها القضية التي أثيرة حول أجهزة كشف المتفجرات ( السونار ) ، وهناك الكثير من القضايا العالقة والمشتركة بين وزارات العمل والداخلية والعدل المتعلقة بالسجون والمعتقلات وأسلوب أدارتها أو سوء استخدام السلطة فيها . وما من وزارة تنجو من قضايا رِشا أو فساد طالت الوزير بشخصه أو المفتش العام فيها ( الصحة ، النفط ، الخارجية ، التربية ، أما التعليم العالي فهذا يحتاج ملف خاص وموضوع مستقل لهذه الوزارة التي كانت منارة فأصبحت طهـ .... خصوصاً أذا علمنا أن وزيرها حائز على شهادة الدكتوراه في العلوم الحوزوية ؟؟؟  شنو هاي الشهادة وشنو أختصاصها ؟ ما أدري ولا أعرف ... بس أكيد أختصاص مهم وحيوي ونادر ... أكييييييييييييد ) . المضحك المبكي ألأسماء والعناوين التي توالت على منصب وزير الدفاع ، هذه الوزارة العظيمة في تاريخ العراق وحكومتة منذ تأسيس دولة العراق وحتى أفول شمسه وضياءه واحتجابها بتلك السحب السوداء المدلهمة التي ساقتها رياح الحقد على هذا البلد العظيم وشعبة ألأبي ، فمن هو حازم الشعلان وسعدون الدليمي أو عبد القادر ألعبيدي من الكواكب التي تسنمت مناصب الوزارة أمثال الفريق ألأول الركن عبد الجبار خليل شنشل ، الفريق ألأول الركن عدنان خير الله ، الفريق الركن سعدي طعمه الجبوري ، الفريق ألأول الركن سلطان هاشم أحمد ، ناهيك عمن كانوا بمنصب رئيس أركان الجيش من أولئك الضباط الرجال حقاً فهماً وعلماً ومهنيةً .... مو بابكر زيباري ألأثول  ...  أين الثَرى من الثرية  ؟؟؟!

 

لقد أراد الله تعالى أن يمتحن صبر الصابرين ويمحص أيمان المؤمنين بهذا الامتحان الشديد الصعوبة ، فلله كل الحمد والشكر.

الذي لا يمكن التغاضي عنه هو البرلمان العراقي الجديد ورئيسه المقدام وأعضاءه البررة وقادة كتله المجاهدين , الجميع لم يألوا جهدا ولا ادخروا وسعاً من أجل العراق وشعبه ، فما من يوم يمضي ولا ساعة تمر ألا ويُعلَن عن أنجاز أو مكتسب لهم دون سواهم ( رواتب من العيار الثقيل وبالدولار ، حميايات شخصية وسيارات مدرعة ضد الرصاص ، جوازات سفر دبلوماسية لهم ولذويهم ولمن تشتهي أنفسهم وتطيب ، قطع أراضي سكنية بالهكتارات وفي أرقى المناطق إضافة للفيلات ، عطل فصلية وأجازات وخصوصاً عندما تشتد ألأزمات ، عمرة وحج   أشلون رب العزة يتقبله منكم وأنتم رايحين بمال حرام أنه سحت  .... هذوله ممثلي الشعب ورعاة مصالحه .... الله أيساعدك يا شعب العراق ) .

 

سيذكركم التأريخ ويخلد سعيكم كما خلد أبا رغال ومسيلمة الكذاب وسجاح وأبن العلقمي ....  ستبقون طويلاً في ذاكرت الشعب العراقي الذي منحكم الثقة وأصدقكم وعده في تجشم عناء الخروج وانتخابه لكم ، نسيتموه ولم تتذكروا لا عهد منحتموه ولا وعداً أملتموه .... أين أنت يا هاشمي و وعدك بأن لا يطرق بابك غريب ؟ أين المبدئية والوطنية التي طالما تمشدقت بها يا صالح يا مطلك ( صدق هادي العامري وهو كاذب بوصفك بالمطي ومن وسائل أعلام وفضائيات ) فأين كرامتك وفحولتك يا عار الرجال ؟ يا من كنت تكيل أسوأ الوصف للمالكي فرضيت أن تكون له نائباً ، خسئت وخسئ الرجال أمثالك ، ألشغله شغلت  مصالح مو بالله ؟!

 

أين أنتم يا من أوهمتم المساكين فوقفوا طوابير ولوثوا أصابعهم بالقذارة الزرقاء ، هم ضحوا و انتم استثمرتم هذه التضحية بالتسلق على أكتافهم والجلوس على كراسي لم تحلموا يوماً بها ، وفتحت لكم آفاق السلطة والجاه والوجاهة والمال والسلطة وكنتم منها بعيدين كل البعد ، ولا في الأحلام .

 

أين أنتم أيها الثعالب وذلك الماكر رئيس البرلمان ؟

كم من وزير استضفتم ومسئول استجوبتم !

 أين  أيهم السامرائي وملياري الدولارات التي سرقها وهرب ؟

أين فلاح السوداني وعقود البطاقة التموينية لشعب العراق المسكين ؟

أين وزير الدفاع السابق وألا سبق عما أضاعوه من مليارات الدولارات في عقود وهمية أو من جلبوا مواد هي مخلفات الحرب العالمية الثانية ، لا تستحق ثمن نقلها أو إيصالها إلى العراق ؟ ولا يستثنى من ذلك الوزير الحالي ( التحفه ) ؟

أين أنتم من غيرة الرجال وشهامتهم وإخلاصهم لدينهم وبلدهم وصدقهم في النوايا والأفعال ؟

 

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ... رقصت على جثث الأسود كلاب

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب

تبقى الأسود مخيفة في أسرها ... حتى وإن نبحت عليها كلاب

تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب

 

طيب يا برلمانيونا ألأشاوس .. يا فلتة زمانكم .. يا من ناضلتم كثيراً واجتهدتم في خدمة الشعب ، فكانت دراساتكم المستفيضة لحال الشعب وحاجاته ومن منطلق حاجاته شرعتم القوانين التي تخدمه وتيسر أمره كيف فاتكم تشريع قانون لحماية شريحة كبيره من المستفيدين والمروجين والعاملين في سوق مريدي ليش يا ممثلي الشعب ؟؟؟ ليش ؟  نسيتو هذا الرافد المهم و صاحب الفضل على الجماعة ، لو خليتوه من ضمن مشاريع الخصصه ؟

إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ  بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤ الفرقان  

 

ماذا سيكتب عنكم التأريخ عندما أطعتم ولي الأمر السلطان ألأعظم السيد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي والذي قرر العفو العام عن القتلة والمجرمين ومن ضمنهم مزوري الشهادات الدراسية (وا أسفي على الزمان الذي جعل منه ما جعل )  وتركتم ألأبرياء الرازحين تحت وطأة التعذيب والقابعين في سجون سرية وأخرى علنية  ( أشلون فيكة بس جماعة الشهادة الثانوية  ، عمي أبو درب ) .

 

بماذا ستواجهون رب العزة ، ألم تطلعوا على قوله وهو أصدق القائلين   جل وعلا   وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴿٢٤ الصافات

السؤال الذي ينبغي أن يُطرح : هل حالة الفساد المستشري في دولة القانون هو مجرد صدفة أم أمر مقصود ؟

 

الجواب :  كل الدلائل والبراهين تشير وتؤكد على أنه برنامج عمل احتلالي ، سمح به المحتل وأعان عليه وشجعه وأتاح الفرصة للجميع بالسرقة والتهريب والقتل وإشاعة الفوضى كتعبير عن رد الجميل لمن أعانه وقدم معه بقصد إلهاءهم ريثما يكمل هو مشاريعه الإستراتيجية في بناء قواعده الجوية في مناطق منتخبة من العراق وفق الإستراتيجيات المستقبلية له في فرض السيطرة على المنطقة و سرقة أقصى ما يمكن من النفط العراقي وحقنه في حقول نفطه التي نضبت  وإكمال تعاقداته الطويلة ألأمد وتهيئه الكوادر التي ستعقبه في أدارة البلاد من ذوي الولاءات المخلصة له ولمشاريعه وأخلاء الساحة من العقول النيرة التي تفهم اللعبة وما يجري على ألأرض من مخططات . أذن فهو عمل ممنهج ومدروس .

 

ألإجراءات المطلوبة  :  حشد الجهد الوطني برمته دون تفريط في الصف الرافض للمشروع ألاحتلالي ، والتأكيد على أن المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لطرد المحتل ومن قدم معه

وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٣٧ النمل

 

وتوثيق جميع جرائم المحتل ومن قدم معه بما فيها أعمال الهدر بالمال العام والسرقات المنظمة وأعمال القتل الطائفي والتهجير ورموز الفتنة بالوثائق والدلائل والبراهين ووثائق الإدانة بالتزوير وأعمال التهريب وسرقة الممتلكات العامة وأرث العراق الحضاري وآثاره ، وجرد وتوثيق الممتلكات التي تم ألاستحواذ عليها بصورة غير شرعية والتأكيد على الممتلكات التي صار يمتلكها الرموز الجديدة من سراق مال العراق ، وكل جرائم التعذيب وقتل ألأبرياء وأماكن دفن رفاتهم وخصوصاً التنفيذيين المباشرين في مراحل التحقيق أو القتل وتصفية الشرفاء من العراقيين والتأكيد على المتعاونين مع المخابرات ألأجنبية وعناصر الميليشيات الطائفية قيادات وعناصر تنفيذ وخصوصاً تلك العاملة مع جارة السوء إيران الشر والحقد ، فكلها جرائم لا تسقط بالتقادم ليتم مستقبلاً أقامة الدعاوى ضد هؤلاء في المحاكم الدولية ، وسيكون ذلك قريباً بعون الله تعالى وهمة الغيارى من أبناء العراق وحرائره .

 

الصبر الصبر فالعدو بأذن الله مغادر   لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى  وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ﴿١١١آل عمران

وما النصر إلا صبر ساعة بأذن القوي الجبار ، أللهم أطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم ، خالف بين رأيهم وشتت أفكارهم وأجعل تدبيرهم في تدميرهم ... أللهم آمين

 

 





الثلاثاء١٦ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة