شبكة ذي قار
عـاجـل










هل منا من يستطيع ان يذكر ان فرد أو عائلة انتهكت كرامتهم من أجنبي أو دولة غازية في زمن البعث حين كان الهدف والجهد ينصب لصيانة كرامة الإنسان بحيث أدركت الإمبريالية والأمريكية وربيبتها الصهيونية العنصرية وعباد النار الفرس الصفويون، أن نضال البعث ووجوده سيكونا سداً منيعاً يقف في وجه مطامعهم في المنطقة ومنع سيطرتهم على مقدرات الأمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية بل يرونه تهديدا خطيرا لوجودهم وتقليصا لنفوذهم فكان لابد من توالي المؤامرات التي تستهدف البعث في وجوده وفي نضاله ولكن فاتهم ان فكر البعث وديمومة وجوده كفيل بإحباط تلك المخططات كما فشلت على مدى التاريخ.

 

ثمة من يريد أن يسيء للعراق ولتضحيات شعبه ويريد أن يبث روح اليأس فيه ويشيع الفتنة بين صفوفه فضعاف النفوس وعبر أساليب دخيلة لم يألفها شعبنا الأبي يجهدون أنفسهم بالتخطيط والتنفيذ إلا ان شعبا كشعب العراق وحزبا كحزب البعث محصن من كل ذلك، فما يجري اليوم من فتن ومؤامرات من أعداء العراق المتمثلة بالأحزاب الطائفية غير مستغرب فهذه هي طبيعتهم وخطتهم التي تم إعدادها من قبل أسيادهم تحت شعارات الإصلاح والمناداة بالحرية والديمقراطية وهذه لم تفاجئ البعث وقيادته المجاهدة إلا ان تأتي طعنات ممن يدعون الحرص على شعب العراق فهذه هي الأشد خطرا مما يستوجب منا جميعاً استنفار كل قوانا الوطنية والحضارية والثقافية والتعبوية للدفاع عن المكتسبات التي تحققت على مدى أكثر من خمس وثلاثون سنة من جهد غير مسبوق وتضحيات جسام لذا تقع علينا مسؤولية إجهاض ودحر مخططات التأمر الهادفة إلى تدمير روحية النصر وضرب وحدة التفكير والهدف المتمثل بالتحرير وهو الهدف المركزي ومن هذه الحقائق والمنطلقات تقع على الجميع مسؤولية تاريخية للوفاء للوطن وللبعث فالمستهدف بعد البعث هو الوطن بحاضره وماضيه ومستقبله بأمنه وأمانه، خابوا وخاب مسعاهم فالبعث عصي ومنتصر سيواجه مؤامراتهم وخططهم بكل شدة لإيمانه الراسخ واليقيني بمشروعه الوطني النهضوي الذي يسير عليه بخطى ثابتة لأنه يمتلك سلاح الإيمان ويتمتع بالمصداقية السياسية المقرونة بثبات المبادئ.

 

في نهاية المطاف وكما حصل على امتداد التاريخ لابد ان تنتصر قوى التحرر خاصة حين تتوفر مقومات النجاح ومنها قيادة حكيمة مؤمنة واعية وشعب ليس ككل الشعوب شعب لا ينام على ضيم طال الزمن أم قصر وهذا لا يأتي من فراغ بل يحتاج إلى وعي وجهد جمعي يقود لمواجهة كل الضغوط وفي مقدمتها محاولات التزييف الإعلامي المفبرك الذي يعمل بكل خبث ودهاء لمحاولة قلب الحق باطلاً والباطل حقا وعلينا جميعا تقع مسؤولية الرد وفضح من يريد بمسيرتنا الظافرة السوء وهل جفت ذاكرة شعبنا ليتم فبركة قصص بعيدة عن واقعها في أداء وإخراج منحط كل هدفه ان يتساوق مع من يتجه لشيطنة شعب العراق وليبعد عنه كل الفضائل في مسلسلات تلفزيونية لا تمت إلى الحقائق بصله  فأي إعلام هادف وبناء هذا؟

 

هذا الأمر لا بد من مواجهته نقدا وتصويبا فالأحداث التي يتطرقون لها مازالت في ذاكرة شعب العراق ورجاله الصناديد هم الشهود الأحياء أطال الله أعمارهم وعليهم ان يتصدوا دفاعا عن تاريخهم الذي تحاول غربان الشر من طمسه من خلال دس السم مابين السطور فمن ذا الذي يستطيع ان يحجب أو يغطي على دور البعث الوطني والقومي في فترة زمنية كانت أكثر خصبا بالنسبة لتاريخ العراق حين أستشرف المستقبل وتعمق كفرد وكمجموع وتفنن بإبداعاته وعمل بضمير طاهر وقلب سليم وفق مبادئه وقيمه وثقافته التي يعتز بها مصححا الكثير من المفاهيم السائدة متحديا قوى الهيمنة والتسلط بالقول والفعل فكان المؤثر في كل محفل والرقيب في كل مجلس هذا هو البعث يعمل منذ نشوء فكره ليحول المجتمع لمنهج وقوى حية فاعلة فمهما كبرت معاناة المناضلون فسيتضاعف نتاجهم وعطائهم وإبداعهم لأنهم رجال الشدائد فحيثما يكونوا يكون الحل والعقد وهم يعرفون ان أمامهم طريق طويل وشاق فهم تعشقوا ذلك وهذه دروس ينبغي استيعابها ولا يستوعب إلا ذوي الألباب.

 

المواقف الصعبة تنتج الهمم العالية التي يخلدها التاريخ الذي يشهد لنا، فلم نعرف غير البعث حريصا على مستقبل الوطن والأجيال ولم نعرف غير البعث من كان ومازال ساهرا على الوحدة الوطنية ولم نعرف غير البعث من يهتم بالعمق الحضاري والتاريخي ولم نعرف غير البعث ممن يستنفر كل قواه من اجل الحفاظ على الهوية والمستقبل ولم نعرف غير البعث من يضع الجهاد والمقاومة أسلوبا مبتكرا لتحقيق الهدف ولم نعرف غير البعث متصديا لمن يريد تقطع أوصال الوطن ولم نعرف غير البعث من تشرف بإعاقة وقبر المشروع الأمريكي للهيمنة والسيطرة ولم نعرف غير البعث من واجه الأحقاد الدفينة للمتآمرون المرتهنون للخارج وهذا قليل من كثير لذا فمن الصعوبة بمكان ان يستطيع كائن من كان ان يحجب دور البعث وتأثيره بينما اليوم نرى شعب يقتل وخيرات تسرق وكرامة تنتهك ودم يباح ونساء تسبى وحدود تنتهك وأراضى تدنس كل هذا وغيره موجود فمن تحرك الكل مغيب صامت منزو خانع ذليل مطأطأ الرأس غير قادر على صون الدم العراقي وكلهم يخادعون أنفسهم إلا أنهم لن يتمكنوا من مصادرة أحلام شعبنا ولن نترك قيادتنا للغرباء والعملاء والدخلاء والقتلة واللصوص والطائفيون والعنصريون والمرتزقة فمن يريد العمل السياسي عليه ان يفهم ان الحقوق والكرامة والنفوذ والقطبية تؤخذ ولا تمنح لذا سينتخي رجال البعث من اجل التصدي للمهمة والارتقاء بمستوى الإنسان العراقي إلى سلم الرقي والتقدم العلمي المرموق.

 

لنتحد بالقول والفعل كي يبقى البعث قلعة منيعة الأسوار وسدا يقف بوجه من يريد به السوء فأي استهداف أو مساس للبعث يعد استهداف للعراق فكل الشعب العراقي باستثناء الخونة والعملاء والمأجورين الذين تحركهم أيادي خارجية غادرة حاقدة على البعث بموقف موحد رافض لهذه الأساليب وسيخرج كما في كل مرة منتصرا معافى اشد باسا وقوة وعزا وكبرياء فهذا هو البعث الذي نفهمه سائرا  بخطى ثابتة وسيسقط رهانات أعداءه فلم يكن لأي من رجاله من ارتهن لقوى الشر أو دار في فلكهم بل هم كما هم دائما يؤثرون بشعب العراق لكونهم طليعته الثورية المجاهدة وبما يمتلكوه من مشروعاً حضارياً متكاملاً يمتلك إرثا نضاليا يسعف ويردف أيدلوجيته التي تعتبر نقطة تحوّل حاسمة في التاريخ السياسي الحديث وتراكم ثقافي ومعرفي وتسامح ديني وإنساني وعمق حضاري وفكر تنظيمي لذا يستحق اعتباره العمق الروحي والثقافي الذي لا بد ان يستوعب الجميع مستندا على روح التسامح والمحبة في ظل البعث وتحت رايته ويكفيه شرفا ان لا ترضي فكرته وعقيدته قوى الظلام والدول الاستعمارية الامبريالية والأمريكية والصهيونية العنصرية الطامعة فيه وهذا شرف ما بعده شرف والبعث سيمضي في مسيرته النضالية المظفرة على دروب النصر والتحرر.

 

msm_ata@yahoo.com

 

 





الاثنين٢٢ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة