شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 

سأتناول الموضوع من ناحيته الواقعية والتي لمس فيها القاصي والداني من شعب العراق المسكين المبتلى بهذه الشلة من الكذابين والدجالين المشعوذين ، الذين اتخذوا من الدين ستاراً وأمعنوا من خلف الستار أذىً وفساداً ، فسرقوا ماله وأحلوا عرضه وأحالوه لرقم تتداوله سجلات إيرادات الخمس وإشباع الغرائز والشهوات وخادم مطيع لهم في تلبية الحاجات .


الذي يهمنا في هذا الأمر والحال ما آل له وضع العراق بعد 9 نيسان 2003 والذي يمثل نقطة تحول كبيره وخطيرة في تاريخه السياسي والعسكري والاجتماعي والسلوكي والاعتباري أضافه لوضعه الإستراتيجي في المنطقة العربية والعالم إضافة لما كشفته الحقائق من تواطؤ أصحاب العمائم واللحى مع المحتل في تسهيل قدومه و شرعنة وجوده وإصدار الفتاوى في تحريم التعرض له ، الأمر الذي أدى به لأن يمعن ألأذى بشريحة معينة أصبحت معروفة للجميع وإعانة شريكه الإستراتيجي في أن يمد نفوذه في العراق ليحوله إلى حديقة خلفية وبسط كامل نفوذه فأصبح المتحكم في تسيير قرارات الحكومة الغبراء التي نصبها ألأحتلاليين المتشاركين في حكم العراق بالتوافق ، لقد غير الاحتلال الأمريكي خارطة العالم برمتها في احتلاله للعراق وكل إستراتيجيات المنطقة التي أصبحت منوطة بالوضع الجديد الذي أحدثه الواقع ألاحتلالي للعراق وما رافق ذلك من متغيرات في بنيته وكيانه .


قدم ألاحتلال إلى العراق بحجج واهية زائفة أُُسقطت من قبل رجالاته وقادته في شهادات أدلوا بها لاحقاً على مرأى ومسمع الجميع وأصبحت من البديهيات والحقائق التي لا يحتاج بعد الرجوع أليها ، المهم في ألأمر هو تواطؤ العلماء الأعلام من أهل العمائم لا بارك الله لهم وفيهم فيما أتضح من اعترافات ومذكرات أعلنت لاحقاً تفيد بالآليات والطرق التي مهدت لأمريكان القدوم إلى العراق ومن أوسع أبوابه وأيسر الطرق ، فاهو وزير الدفاع ألأمريكي السابق رامز فيلد يعلنها صراحة كيف تم ألاتفاق مع علي السيستاني بأستصدار فتوى منه لأتباعه ومقلديه في عدم استخدام السلاح ضد القوات ألأمريكية الغازية للعراق مقابل تلقيه واستلامه رشوه (العفو هدية) قيمتها مائتا مليون دولار فقط لا غير (هذا هم خمس مولانا) وبذلك يعطل مقاومة عدو صائل ينتهك حرمات بلد آمن (شوفوا العلم والفهم ألإسلامي السياسي المنافق كيف وإلى أي مدى وصل في سقوطه) ويستمر المسلسل في ارتكاب القوات الغازية لأبشع المجازر وحشية من قتل وسلب وتدمير وما تلك التي ارتكبت في معركتي الفلوجة الأولى والثانية عنكم ببعيد ولا تلك فضائح معتقل أبي غريب التي أعترف بها الجيش الغازي بنفسه وبدأ يحاكم بعض من مرتكبيها لتخفيف الضغط ألانفعالي الذي صاحبها في الشارع العراقي ولم يثير أي من ذلك شعور المرجعية الدينية الرشيدة ولا انفعالها ولم يحرك فيها للضمير والوجدان شيء ، وكأنها في سبات ماضيه وعما يجري في العراق لاهية ، ناهيك عن أعمال قتل جماعي لأطفال وعوائل برمتها ارتكبتها القوات الغازية كتلك التي حصلت في حديثة أو قتل متعمد للمدنيين كتلك التي فضحتها وثائق ويكل يكس ، والمرجعية الرشيدة ماضية في غطيطها وسباتها لاهية عما يدور حولها من أهوال أصابت أهل الحق في بلد الرافدين ، وتتعالى أصوات في محافظات شتى بقيام وكلاء السيد بأعمال يندى لها جبين كل حر شريف إلا إنها لا تحرك شعرة من لحية الدجال إزاءها ( يتم تداركها وطمطمتها تحت ذريعة حتى لا يشمت النواصب وأعداء أهل البيت بنا واعتبارها نصرة للمذهب ) .


تتوالى الأحداث مريعة في عراق ما بعد ألاحتلال وتتولى المرجعية الرشيدة زمام العقد والحل ، فها هو ألأمين لجامعة الدول العربية يزور السيد في البراني ويستأنس برأيه (بس لا تصريح يطلع لا خبر ينشر ، كلههه سكتة بسكتة) ، يعقبه الساسة الجدد للعراق من أحمد الكلبـ ي والمط في أياد علاوي أبو والله ما أدري ( في لقاء تلفزيوني معه على أحدى القنوات العراقية وكلما يسأله المقدم عن أمر أو حال يأتيه الجواب ... والله ما أدري ) العراق ينزف دماء زكية ويغرق في وحل خيانة والشعب يعيش أتعس الظروف والأحوال والمرجعية أمطفية وشايله راس ألباتري ( الله أيعينك يا شعب العراق ) ، تراجع شديد في أداء خدمات الدولة وفساد طال كل المسئولين وفضائح تتناقلها القنوات الفضائية المحلية والعالمية ، يخرج من يقول أن المرجعية دينية لا علاقة لها بالسياسة أو الحكومة ، طيب لما كانت هي كذلك فكيف تتولى المرجعية ألإفتاء بالحث على المشاركة الفاعلة بالانتخابات فكان لها رأي بمباركة هذه ألكتله والدعوة لها والحث على استبعاد تلك وإصدار فتاوى بالحل والحرمة وصولاً إلى طلاق زوجة من لا يشارك بها ، كما كان لها تأثير فاعل في الاستفتاء على الدستور والدعوة للمشاركة الفاعلة في تأييد ما جاء فيه والتصويت عليه ، ألم تكن هذه ممارسات سياسية ؟ أم ماذا ؟ وتتوالى ألأحداث فيتسلق كراسي الحكم من لا يخاف الله ولا يَرقَبُ في عِباده إلاً ولا ذمة ، ويُتَخَذَ من موضوع تَفجير المرقدين الشريفين في سامراء ذريعةً في قتل من لم يَستِطيعوا قتله لحد تك اللحظة وتشيع ثقافة استخدام المثقب الكهربائي ( الدريل ) في معتقلات صولاغ وبتشجيع ودعم مباشرين من ألاشيقر الباكستاني ألأصل والمجوسي المعتقد فأوقعوا بالعباد القتل والتهجير والتعذيب ، فكانت تلك مرحلة من أشد المراحل سواداً وقتامه في تاريخ العراق وشعبه ، ولم يخرج العفريت من قمقمه ولم يدلي بتصريح أو يقول كلمة فيما يرضي الله بعباده . ألم يتناهى لمسمع المرجع الإسلامي ولي أمر المسلمين ما حل بالمسلمين ؟ أم أنه لم يعتبر هؤلاء بالمسلمين ؟ ويعم الخراب البلاد وينتشر الظلام فيسود الأرجاء ، وتنتهي حقبة ألاشيقر ليقدم من هو أشد منه سوءاً وسادية وفساداً .


تتوالى قضايا رشاً وفساد بأرقام فلكية خيالية ، فما عاد يُقبَلُ بملايين الدولارات بل أصبحت المليارات هي المتحكمة في قوائم النهب والاختلاس وألايداع في المصارف الأجنبية ، ويتخلل ذلك فضائح تهريب نفط يطال بعضها أبن المرجع ذاته وتتزايد عمليات تهريب آثار العراق وتحفه لتملأ ألأفاق و بقاع الأرض كلها والمواطن العراقي يعيش في عصر ما قبل الصناعة ( وصفاً حقيقياً لحالته ) وفي ذلٍ وهوانٍ قل نضيره في بلد عانى مواطنيه كما عانى العراقيون ، والمرجعية الرشيدة لا زالت في سباتها ، لا تحس من ألأمر شيئاً ولا تفقه .


ينفذ الصبر ويُومض في الأفق بارقة أمل يرجوها الشعب العراقي بالاستفادة مما ورد في الدستور ( دستور البلد الديمقراطي الفيدرالي البرلماني ألتعددي الجديد وما أتاحه له هذا الدستور من فسحة التعبير عن الرأي بالطرق السلمية ) فقرر الخروج للتظاهر تعبيراً عن رفضه للممارسات الفاسدة التي يلمسها ويعيشها ، في هذا اللحظة يخرج المارد من قمقمة فيُحَرِمُ المشاركة بالتظاهرات والاحتجاجات ويصفها آخر بأنها تريد أحياء صوت الماضي وأنها مثيره للريبة والشك ( وصف خائب كخيبته ) ، طيب ما علاقة المرجعية في أمر كهذا ؟ حتى تحرمه وتجعل منه جرماً يقترفه الشعب وقد أباح له الدستور الذي طبل له المرجع ورحب به لا بل أمر بالتصويت عليه ليصبح اليوم مثلبة وجرماً يقترفه الشعب ؟ وأدلى بدلوه من كان أكثر ذكاءً وفطنةً وحذلقةً فأقترح أعطاء الدولة مهلةً مائة يوم لتحسين أداءها وإتاحة المجال للوزارات في أعادة ترتيب أمورها (هذا مقترح الموهوب الفلتة سيء مقتده المنغولي المتخلف ) .


خرجت أفواج مسالمة مؤمنه بقدرها معلقه آمالها بحرية الدستور التي كفل لها كما اعتقدوا وتصوروا حرية التظاهر السلمي والتعبير الديمقراطي عن الرأي ، فكانت المفاجئة الكبيرة في أن يتلقى هؤلاء المساكين العزل بالشديد من القوات التي تسلحت بأقوى ما امتلكت من أسلحة ومعدات ، فارتدت الدروع والخوذ الفولاذية وتقدمتها العجلات المدرعة وامتشقت البنادق ألآلية وبادرت برشق هذه الأجساد البريئة بوابل من الرصاص والقنابل الصوتية وَسُلِطَت عليهم الطائرات السمتية في ثقافة جديدة لإرعابهم ، ولكن الصمود كان في مواجهة هذه الهجمة الشرسة المتغطرسة ، وتتوالى ألأيام ويتابع خروج المحتجين والمتظاهرين السلميين فيسقط عدد من الشهداء برصاص جنود الدولة الديمقراطية وما يخرج من يقول كلمة الحق لا من مرجع ولا من ولي ،


وتنقضي المائة يوم وتتبعها مئة أخرى فلا تحسن أمر ولا أُُصلح حال ، بل تتزايد حالات ألإعلان عن الفساد والتراجع بالخدمات ويرتفع رصيد الوزراء والمسئولين الحكوميين من أرصدتهم في بنوك الخارج ومصارفه ويصبح حال العراقي تحت خط الفقر بكثير ، لا بل أصبح يتمنى أن يصل خط الفقر ذاته ، أين أنت يا مرجع ؟ أين أنت يا ولي أمر المسلمين ؟


في هذا المخاض وهذا السياق تبدأ تظاهرات في مملكة البحرين التي تبعد عن العراق ألآلاف الكيلومترات ولا يربطها بشعب العراق رابط غير انتماء أصبح من وحي الماضي البعيد وهو العروبة التي أصبحت نسياً منسيا ، وفي معالجة للشأن الداخلي البحريني بين حكومتها والشعب ، يصحوا النائم من بعد طول سبات ويخرج العفريت من قمقمه ليعلن ويصرح بتحريم التعرض للمتظاهرين ويأمر بمعالجة مطالبهم وتنفيذ مآربهم ( ليش يابه التظاهرات في العراق عاهرة ممنوعة وفي البحرين شريفة مسموحة ، ويَقدِم من يُطالب بالتبرع من مال أبوه خمسة ملايين دولار دعماً للشعب البحريني الشقيق ، طبعاً هسه صار شقيق، وآخر يَعُد العُدة لتسيير قافلة بحرية لدعم البحرينيين الفقراء المساكين ، وأختار لها أسم رمزي دال على أعلى درجات التخندق الطائفي الحاقد ( المختار) في أشارة خفية للمختار الثقفي وهذا له قصة في مقتل سيدنا الحسين بن علي عليه السلام .


أليس هذه سياسة يا من تدعون الدين وتلوذون باسمه وتتخذونه ستاراً لمشاريعكم السياسية العنصرية الطائفية ؟ فهاهي خطتكم الخمسينية وتلك السرية والدعوة العلنية في تصدير ( الثورة ألإسلامية ) ما عادة سرية أو خَفية ، بل هي دعوة علنية جِهارية .


من هو أولى بالعون والمساعدة شعب البحرين أم شعب العراق الذي عانى منكم ما عانى ؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف يا ولاة أمر المسلمين ؟
ويستمر مسلسل التصدي الدموي للتظاهرات السلمية للشعب المطالب بأبسط مستلزمات الحياة التي أصبحت في دول العالم ألأخرى من بديهيات الحياة ( فالأمن والاستقرار والكهرباء والخدمات الطبية والعلاجية والترفيه ما هي بالمتطلبات في دول كثيرة ومنها المجاورة للعراق ) ، ولم يخرج ولي الأمة الإمام العظيم الأعظم علي السيستاني أو أي من المراجع ( الدينية ) من سكوته ليقول قولة حق في مقام حاكم ظالم .


ويحل رمضان الخير على البلاد والعباد راجين فيه فرج أو فسحة أمل من أُناس فقدوا الأخلاق والعاطفة وتجلدت عندهم المشاعر وغابت عنهم القيم ، فيتناقص عدد الحضور إلى ساحة التحرير بسبب هذه المناسبة ويتم الدعوة لمعاودة التحشد والحضور بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وحدد يوم الجمعة الموافق 9 / 9 / 2011 كموعد لاستئناف التحشد لدعم المطالب المشروعة ، وهنا يفرح الجميع ويستبشر بدعوة الصبي البليد سيء مقتده لجموعه من الحشاشة والمكبسلين وقطاع الطرق بحضور مليوني في ساحة التحرير لدعم ألانتفاضة الجماهيرية السلمية والضغط على الحكومة لتستجيب لقرار الشعب أما بالرحيل أو أثبات حسن النية والمباشرة بالإصلاح ، وفي غمرة هذا الفرح والسرور والاستبشار توجه طعنة خنجر نجلاء غادرة كتلك التي اغتالت سيدنا الفاروق عمر و ألأخرى التي أصابت سيدنا علي بن أبي طالب بجرح أدى لوفاته (بالمناسبة كانت تلك العمليتان الغادرتان اغتيال سياسي بدرجة عالية من الفهم والتخطيط والتنفيذ ) توجه هذه الضربة الغادرة هذه المرة إلى صدر الانتفاضة الشعبية الجماهيرية السلمية بالتراجع عن مشاركة التيار السدري في التظاهرات تلك .


تم ألاتصال بولي النعمة وصاحب ألأمر والقرار فألغى الفكرة ومنع المشاركة ( حفاظاً على مستقبل الشريك الإستراتيجي في اللعبة السياسية في عراق ما بعد الاحتلال ) .

مما تقدم عرضه أصبح واضحاً جلياً الدور الذي تحاول المرجعية أن تلعبه ، فهو سياسي بتميز لا علاقة له بالدين، لكنهم اتخذوا من الدين رداء ، والدين ألإسلامي الحنيف منهم براء .
يتطلب ألأمر الحزم في الأمر والفهم للحالة التي يمر بها العراق وشعبة والتصدي لمثل هذه الأفكار والممارسات التي أبعدت عنه شاطئ النجاة وأطالت معاناته وزادة من وضعه المأساوي .
نحتاج فهم لإسلام كجوهر وعقيدة صحيحة داعية للرقي بالإنسان وحاجاته ومتطلباته ، محترمة لذاته البشرية .


نحتاج التوحد في التصدي لكل فاسد أفاك مدعي دينٍ أو متخذا منه ستاراً فيما يبطن في داخله قصداً سيئاً .


نسألك أللهم بكل أسم هو لك وبأسمك العظيم الأعظم أن تقطع لسان وتشل يمين وتهين مقام كل أفاك أشر يعمل على ألإضرار بالعراق والعراقيين ويساند المحتل أو يكون في صفهم أو يعينهم .


نسألك اللهم العون والنصر ولم الشمل والتوحد .
اللهم كل للعراقيين الشرفاء البسطاء المستضعفين العون والمعين والمنقذ من هذه التهلكة المهلكة والقاصم لعدوك وعدو ألإسلام والمسلمين .
أللهم آمين يا مجيب دعوة الداعين المستغيثين بك والمتعلقين بحبال نجاتك يا الله .

 

 





السبت١٢ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة