شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد كل الذي جرى في ليبيا، كم من العرب أدرك حقيقة ما يسميه الغرب وعملائه من الحكام العرب ومواليهم من الإعلاميين والكتاب المرتزقة الربيع العربي؟ أهو ربيع عربي أم بيع العربي؟ أرضا وقيما وثروات؟ إن ما تعرضت له ليبيا ليس موقفا آنيا جاء في ضوء ما نتج من حراك بتأثير ثورتي الشعب في كل من تونس الخضراء ومصر الكنانة، وإنعكاسها كما يحاول الإعلام الغربي وخاصةً فضائياته التي تتخذ أسماءً ومقرات عربية (كجزيرة الدجال وعبرية ابورغال وسهيل كذاب المقال وبردى فتال وما شابههن ممن تتحدث بإسم كل سمسار وفتال) بل هو إمتداد للعدوان ةعلى العروبة، نعم إن ما جرى في ليبيا هو حلقة من حلقات العدوان الباغي الإمبريالي على العروبة والإسلام، ولكن بوسائل وأساليب جديدة، هي عبارة عن تحشيد حشود  من المرتزقة من داخل البلدان وخارجها وإستخدامهم كجيش من المرتزقة يدعم بالطائرات، يتولى طيران العدوان الغربي ضرب القوات المسلحة والأمنية الوطنية، وحتى الفعاليات الشعبية التي تتصدى للمرتزقة الداخليين الذين لا يمثلوا إلا بعض مئات، ويهيء الغرب الأمكانات اللازمة (دعم إعلامي ومالي وسياسي وإستخباراتي وتسليح لتلك الحشود من الحثالات)، ليدعوا أن ذلك هو ثورة شعبية، وقد أثبتت الأيام والسنين حقيقة هذا المنهج الإمبريالي الجديد في العدوان وإحتلال البلدان، فالعراق وما جرى فيه دليل فاضح على لملمة كل لص وخائن وهارب من العدالة لكونه مدان بجرائم مختلفة ليشكلوا تجمعا هجينا ومشبوها تضفي عليه دوائر المخابرات الغربية والموساد الصهيوني معارضة، وبعد تقويض الأنظمة القائمة في تلك البلدان، تقوم الدوائر المخابراتية بتوزيع المناصب والمواقع والمغانم على هؤلاء المرتزقة تحت مظلة باتت معروفة ومكشوفة هي المحاصصة، هذه المحاصصة مرة تكون عرقية وتارة مذهبية وأخرى سياسية، وهنا يبدأ نزاع وصراع من نوع جديد هذه المرة بين الفرقاء الذين شكلوا ما سموه معارضة، ويغيب الشعب وتهدر حقوقه وتنهب خيراته بالفساد الذي سيكون منهجا للحكم والإدارة في البلد الذي يزور فيه كل شيء حتى أسس الديمقراطية، لتكون الحصيلة عملية إنتخابية مزورة ومحددة النتائج سلفا، والمستفيد الوحيد من كل ما جرى ويجري هو المحتل الذي سيدخل البلد تحت مسمى القوات الحليفة أو الصديقة.  

 

فهل يقتنع الجاهل والمجنون بأن ما جرى في ليبيا هو ثورة شعبية فعلا؟ إن كل ماجرى على الأرض وفي أجواء ليبيا ومياهها يؤكد عكس ذلك، وما تناقله الإعلام من تصريحات زعماء دول الغرب خاصة المجرمين ساركوزي وهيلاري كلنتون، وتصريحات قادة حلف الناتو، والمعلومات الأخبارية، والوقائع على الأرض، تؤكد أن ماجرى في ليبيا عدوان غربي، وقرار أمبريالي صهيوني نفذته قوات أوربية وأمريكية، وقوات من قطر والإمارات والأردن معظمها من المرتزقة، وهي حرب عدوانية مكملة لجريمة القرن الحادي والعشرين التي بدأت بغزو وإحتلال العراق في العقد الأخير من القرن العشرين، وتنفيذ مخطط تفتيت دول العالم، والذي بدأ بتقسين السودان الى دولتين وهناك نوايا لتقسيمات أخرى، وهي سلسلة متواصلة من العمل العسكري المعادي يخطط له الصهاينة وينفذه اليمين الغربي المتطرف، الذي تولى السلطة في أمريكا ودول أوربا الغربية خاصة فرنسا (التي عادت لدورها الإستعماري المتهور في عهد حكم المتطرف اليميني ساركوزي)، وبريطانيا التي يحاول يمينها المتطرف العودة للعب دور الدوله العظمى وحتى ألمانيا فقد عادت للعب دور القيادة لأوربا الإستعمارية من خلال السياسة الإقتصادية التي تنتهجها حكومة ميركل والتي ستقود لاحقا لعودة ألمانيا المتعصبة والمتطرفة، فاليمين الغربي المتطرف (المتحالف مع الصهيونية العالمية العنصرية) المتطلع للهيمنة على العالم، بات يقود الهجمة الإمبريالية ضد الشرق العربي المسلم، بل عموم البشرية، والذي يعادي المنهج الحق للدين بكل رسالاته التي جاءت من الله وبأمره، وتشرفت الأمة العربية بحملها للبشرية جمعاء، إن مخطط الإمبريالية وتحالفها مع الصهيونية يناهض كل القيم في الكون ويعتبرها تهدد مصالحه سواءً كانت سماوية أو من تراث البشرية الإنساني.

 

وبعد تفكك القطب المناهض لسياسة الهيمنة التي كان يمثلها حلف وارشو والإتحاد السوفيتي أعتبر الغرب وخاصة أمريكا أن الفرصة مؤاتية لبسط سيطرته على العالم سياسيا وإقتصاديا، لكن بروز بعض القوى الوطنية وتصديها لذلك المخطط الإرهابي الشرير جعلها تلجأ لأساليب قذرة وشيطانية منها جريمة 9أيلول2001 ، بضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك وقتل ذلك العدد من الألاف فيه، وجعل تلك الجريمة مبررا لشن حرب عدوانية باغية على دول العالم، تحت شعار محاربة الإرهاب، ولكن تصدي الشرفاء من شعوب العالم وفي مقدمتها شعب العراق بقيادة البعث العربي الإشتركي وقيادته المؤمنة، حيث تصدى شعب العراق العظيم لذلك المخطط الشرير وقاوم الإحتلال منذ أول ساعاته ولغاية الآن، وقد كبد الغزاة والمحتلين خسائر كبيرة كان واحدا من أبرزها، بروز الأزمة المالية وبوادر الإنهيار الإقتصادي لدول الغرب خصوصا التي شاركت في الغزو والعدوان على العراق، فها هي الدول الغربية المشاركة في غزو وإحتلال العراق (أمريكا، بريطانيا، إسبانيا،إيطاليا)، تعصف بها الأزمة المالية والركود الإقتصادي وتواجه الإنهيار، هذا الفعل الجهادي الكبير الذي قام به شعب العراق ومقاومته المسلحة البطلة جعل الغرب الإمبريالي ينتهج أساليب جديدة قذرة، لتفادي الكلف المالية الكبيرة لتلك الحروب، والتي تسببت بأزمة مالية كبيرة تهدد مستقبل الإمبريالية كنظام، ودوله بشكل فردي، هذا جعلها تعيد النظر في أساليبها العدوانية، فكان بروز الإحتجاجات الشعبية لإصلاح النظام الرسمي وإنهاء التبعية لأمريكا والغرب، فإستغلت تلك الإحتجات لتجعلها في خدمة مخططاتها، ولذلك عادت لأساليبها الميكافيلية، فإدعت دعمها لمطاليب الشعوب تحت مسميات فضفاضة، هي حقوق الإنسان وشرعية الأنظمة وضمان حرية الرأي والديمقراطية، لتركب موجة الغضب الشعبي وتظهر وكأنها راعية للديمقراطية وحقوق الإنسان، لتوظف ذلك لخدمة مصالحها، والخروج من مأزقها المالي وأزمتها الإقتصادية الخطيرة، فكان توظيف هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن عبر قرار حماية المدنيين في ليبيا اللاشرعي واللاقانوني، والذي تم توظيف المنظمة الدولية وقرارها للإحتلال ليبيا والسيطرة على منابع النفط الكبيرة فيها، نعم كان هذا أحد أساليبها الخسيسة والجديدة.

 

إنتبهتم لماذا أول شيء بحثه مؤتمر باريس (مؤتمر أصدقاء ليبيا) الذي دعت له الدول الإمبريالية ممثلة بالمجرمين الدوليين والماسونيين المتطرفين ساركوزي وكاميرون؟ إنه رفع تجميد الأرصدة الليبية المجمدة، حتى قبل أن يناقشوا وضع الحكم ووضع ليبيا وشعبها وتشكيل حكومة، لأن الهدف هو أموال ونفط وثروات ليبيا وليس مستقبل ليبيا وأمن شعبها، لمعالجة الوضع الإقتصادي والمالي المنهار في كثير من دول اوربا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

هل فعلا الذين حضروا المؤتمر أصدقاء لليبيا أو غيرها؟ الذين حضروا المؤتمر هم أطراف العدوان على ليبيا وقتلة شعبها، دولا ومنظمات أو هيئات كحلف الناتو والإتحاد الأوربي وحتى رئيس هيئة المتحدة فهو شريك متورط في العدوان ولا يمثل المجتمع الدولي، بل بات هو شخصيا ومجلس الأمن جزءا من منظومة العدوان على الشعوب، والعدوان والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب في العراق وليبيا بالخصوص شواهد حية على ذلك، ولكن المستغرب فعلا حضور مصر لمؤتمر العدوان على الأمة، وحضور أبي رغال الجديد (او وريثه) الشيح حمد بن ثاني وأمثاله لا يبرر حضور ممثلي الشعب المصري، فحفدة ابي رغال لا يمثلون الشعب العربي ولا حتى شعوب بلدانهم لأنهم معروفي الولاء والتبعية، لكن حضور ممثلين عن مصر وبعد الثورة الشعبية الكبرى في مصر يؤشر أمؤرا خطيرة، أولها أما أن من يحكموا مصر الآن لا يمثلوا الشعب أو أن الثورة في مصر قد أخترقت ثانية، وإلا كيف تسمح جماهير الثورة الشعبية الكبرى لحكومة مصر بحضور مؤتمر لبيع العرب؟ هذا أمر مطلوب من شعب الكنانة العظيم وثواره الإجابة عليه.

 

ماذا تعني مشاركة الأردن والإمارات العربية وقطر بشكل مباشر في العدوان على ليبيا؟ إن ذلك يؤشر أن الأنظمة العربية لا زالت تعتمد على حماية قوى الغرب الإمبريالي لها وتستند لقواه الباغية بحمايتها من الشعب، وإن التغييرات التي جرت وتجري في أقطار الوطن العربي هي تغييرات محكومة ومحددة الأهداف سلفا، وإنها لا تتعدى تغيير شخوص الحكام مع المحافظة على ثوابت الأنظمة السياسية في تعاملها مع الغرب، العمل على قيام أنظمة في الوطن العربي والعالم الإسلامي مرتبطة بالنظام الغربي الإمبريالي، يؤمن الهيمنة والسيطرة الأمريكية الصهيونية على العالم ومحاصرة الدول الكبرى التي تمثل بروز أقطاب عالمية مناهضة لهيمنة أمريكا زعيمة الإمبريالية الغربية كالصين والهند اللتان تمثلان أكبر دولتين سكانا في العالم ومن كبريات الدول مساحة وإقتصادا، وسيؤدي الى سيطرة أمريكا وإحتلالها لمنابع وحقول إنتاج الطاقة (النفط والغاز في الوطن العربي والعالم الإسلامي الذي يضم حوالي 80% من إحتياطي العالم، ومن خلال ذلك ستكون قادرة على التحكم في القرار السياسي لدول العالم خاصة الدول البارزة الآن والتي تمثل ثقلا سكانيا وإقتصاديا مؤثرا كالبرازيل وغيرها من دول أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، والعمل على محاصرة الإتحاد الروسي وتحويله الى دولة تعتمد على واردات النفط والغاز لا تختلف عن دول الخليج، كون الأنظمة الجديدة التي ستقوم في الشرق الأوسط والأقصى سيكون تعاملها التجاري الأكبر مع أمريكا والغرب الإمبريالي كون مبيعات الأسلحة والسلع الرئيسية ستكون غربية المنشأ، وهذا يكريس السعي الأمريكي بجعل القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا خصوصا في جانبه السياسي والإقتصادي، ويكون كل ما جرى ويجري من تغيير هو لصالح الغرب الإمبريالي، وإن التغيير جاء لكون الأنظمة التي تم تغييرها متهرئة ولم تعد مقبولة شعبيا نظرا لتهرؤها وإنكشاف معاداتها للشعوب ومصالحها، أو لأنها مناهضة ورافضة للهيمنة الأمريكية، لذا قررت أمريكا تغيرها عبر سينوريوهات توحي بالتغيير والثورة، وحقيقة الأمر إن التغييرات التي حصلت شكلية وتصب في خانة المخطط الإمبريالي الصهيوني، وإن التضحيات التي قدمها أبناء شعبنا في كل الأقطار هي حالة تضليل محسوب لا يمس جوهر الوضع السياسي في التخلص من التبعية والمتاجرة بالمصالح الوطنية القومية (لا أضع واو عطف بين الوطنية والقومية لأنها واحدة)، وأن تلك تحقيق التحرر والديمقراطية كون الحكومات الجديدة لا تعمل وتعبر عن إرادة وطموحات الشعب، بل أنها مجرد تغييرات فوضية وهيجان شعبي سيؤدي الى السير في ركب الديمقراطية الغربية القائمة على تسيُد الأغنياء وأصحاب المال على مقدرات الشعوب، وهو ما يناقض القيم والشرائع الدينية لكل رسالات السماء وقيم الإرث الإنساني للبشرية، تحت مسميات فضفاضة ترفع شعارات الحريات الشخصية وحقوق الإنسان. وهذا يجيب بشكل واضح على تساؤلات طرحت على إثر إندلاع الحراك الشعبي المطالب بإصلاح الإداء وتغيير وضع النظام الرسمي في أقطار الوطن العربي المختلفة، ولكن لو أمعنا النظر لوجدنا أن الأمور تصاعدت في الأقطار التي تمثل مواقفها حدا مقبولا في القضايا القومية الكبرى، كإغتصاب فلسطين وإحتلال العراق، وتقر وتدعم شرعية الجهاد والنضال القومي ضد العدوان والإرهاب الغربي الصهيوني ضد العرب والمسلمين، كسوريا وليبيا واليمن، وكيف أن الإنتفاضات قد تم إحتوائها أو قبرت في الدول والأمارات الملكية كما هو في السعودية وعمان والكويت وقطر حيث تم إحتوائها بالمال، وفي الأردن والمغرب تم إحتوائها بتغيير الحكومات وتعديل الدساتير بشكل لا يلغي السلطات المطلقة للعائلة المالكة، ولا يمس صلاحيات الملوك والأمراء وإمتيازات عوائل الحكم.

 

فهلا إنتبهتم وربطتم بين دعوة إنضمام الأردن والمغرب التي أطلقها مؤتمر قمة دول الخليج وبين المشاركة الحالية لقوات إردنية في العدوان على ليبيا ؟  

 

ولماذا وقفت كل أنظمة دول العمالة في الوطن العربي (نادي الملوك والأمراء) داعمة للعدوان على العراق ومشاركة فيه، وها هي اليوم يشارك قسما منها بالعدوان على ليبيا، ولم تحرك ساكنا أم لم تكن داعمة وراعية لتقسيم السودان وممولة وداعمة لما يجري من تخريب وقتل في سوريا؟ ليؤدي كل ذلك الى تصفية القضية الفلسطينية وترسيخ وشرعنة الوجود الصهيوني العنصري الغاصب لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين؟ وتنفيذ مخطط إمبريالي صهيوني شرير يستهدف البشرية كلها.

 

هذه مجموعة أسئلة تحتاج لكثير من التمعن للإجابة عليها، وحتى إجابة شخص واحد قد لا تغنيها تماما وقد تكون غير وافية، وتبقى محتاجة لتعقيب كثير من المفكرين والمحللين والكتاب لنقد ما جاء فيها وإغناءها كي تكمل، لتصبح برنامج عمل وصورة تعكس رؤية واضحة لمخطط الإمبريالية، فتعطي تصورا واضحا لشعوب العالم وأنظمته، وتوضح للشعب العربي ولشعوب الأقطار منفردة حجم وطبيعة العدوان وأساليبه، من خلال تحليل كامل واضح يكون قد حدد الدروس والعبر من كل ما جرى منذ عام 1990، يكشف الخفايا والخبايا، وعلى ضوء الفهم الكامل والرؤية الواضحة لطبيعة الهجمة التي يقوم بها التحالف المعلن بين الغرب الإمبريالي واليمين الرجعي العربي، اليمين المتكون من التيارات العميلة التي تتخذ من الدين غطاءا مزيفا لها متمثلا بأحزاب الكفر التي تدعي الإسلام والأنظمة الملكية المرتبطة أو المحمية من قبل أمريكا والغرب الإمبريالي، التي تمثل راعيا وحارسا لمصالحهم، لكي تستطيع جموع الشعب أفرادا وأحزابا وتكتلات وتيارات أن تحدد سبل المواجهة، عن طريق تحديد مسارات التغيير أو الإصلاح للنظم السياسية القائمة، والتي عجزت عن تلبية طموحات الشعب وتطلعاته، وأن لا يكون ما يدعوه تغيير وثورات خدمة مدفوعة الثمن من دماء وأموال الشعب العربي لصالح أعدائه والطامعين في ثرواته وخيراته، فيكون العرب كمن يخرب بيته بنفسه، كما فعل محرروا العراق (المرتزقة ممن دخلوا العراق مع دبابات الغزو)، وعملاء الناتو (المرتزقة الليبين وغيرهم ممن جندوا من قبل أنظمة الخيانة لبعض الأقطار العربية الذين يقاتلوا على الأرض وبحماية طيران الناتو وتوجيه مخابراته).

 

قد يتسرب اليأس لنفوس بعض العرب والمسلمين نتيجة شدة الهجمة وبشاعتها، هنا أريد أن أطمئنهم بأن توسع الحرب وشراسة العدوان يجب أن لا يرهب الشعب العربي ولا يفت من عضد المجاهدين، بل تأكدوا إنه كلما توسعت جبهة القتال وتصاعدة حدة الجهاد  وزادت ضربات الثوار لهم كثرت خسائرهم وخارت قواهم وإشتدت أزمتهم، فلا تمهلوهم وكثفوا ضرباتكم عليهم، فهم لا يتحملوا المطاولة، لأنها تزيد من مأزقهم وتعمق معاناتهم وتسرع بإنهيار دولهم المالي والإقتصادي، وإن الفارق بينكم وبينهم كبير في القيم والأخلاق والغايات، فأنتم تقاتلون في سبيل الحق ودفاعا عن دينكم وأوطانكم وأموالكم وأعراضكم وأنفسكم، وهذه كلها فرض الله تعالى القتال دونها وأوجبه، وهم يقاتلون من أجل الباطل والعدوان ونهب النفط والبغي على البشر، فأنتم جند الله الذين وعدهم بنصره، وهم جند الشيطان الذي لا يعدهم إلا غرورا، أما من تحالفوا مع الغرب ممن يدعون المواطنة والعروبة والإسلام، فهم أتباع مسيلمة وحفدة المنافقين وتجار الخسران الذين يشتروا المال والمناصب بآيات الله، وهم الذين لعنهم الله في كل كتبه. فلعنة الله وملائمته وجميع خلقه على كل خوان كفور.

 

 





السبت١٢ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة