شبكة ذي قار
عـاجـل










هل ان ما يشهده وطننا العربي من المحيط الى الخليج العربي من انتفاضات و(( ثورات )) تنتقل بالتتابع بين بلداننا العربية , هل هي تمثل صحوة للضمير والوجدان الشعبي العربي ؟ ولماذا لم يصحوا هذا الضمير العربي لدى المواطن العربي في محطات تأريخية مهمة ومنها محطة غزو وأحتلال العراق ؟ وأين كان هذا المواطن العربي وهو يرى بلد عربي شقيق يحتل ويقتل شعبه ؟ أم أن صحوة ضمير هذا المواطن العربي بعد أن شعر بالجوع وخواء جوفه من الطعام , كي نسميها أنتفاضة الجياع , وما هو السر في التتابع والانتقال السلس بين الاقطار العربية فالبداية كانت في تونس ثم انتقلت الى مصر ومنها الى سوريا واليمن وليبيا !! وياترى من هي تلك الدولة العربية المرشحة استكمالا لهذا السيناريو الذي أطلق عليه الغرب الاستعماري (( الربيع العربي )) أسئلة مطروحة للنقاش ولابد لنا من المحاولة في ايجاد الاجابة التحليلية لها كي يفهم المواطن العربي ما يجري داخل البيت العربي الكبير .


في البداية لابد ان نؤكد أن الاستبداد والظلم الاجتماعي والقهر والتفاوت الطبقي هو السمة المشتركة لكل الانظمة العربية سواء كانت ملكية أم جمهورية أم أميرية , والتبعية المذلة لهؤلاء الحكام سواء تبعية الى أمريكا والصهيونية أم التبعية للغرب أم لدول أقليمية كأيران وغيرها ...هذه الانظمة العربية السلطوية أذاقت المواطن العربي كل صنوف القهر والاستبداد وحرمته من كل الحقوق التي تنص عليها الشرائع السماوية والوضعية بل أنها تطاولت على لقمة عيشه وفرضت عليه الوان متعددة من الضرائب حتى وصلت تلك الضرائب الى المسكن الذي يأويه كما هو الحال في مصر ولم يتبقى للمواطن العربي وهو في وطنه الا أن يدفع ضرائب عن تنفسه للهواء , هذه احدى العوامل الرئيسية التي دفعت بركان الغضب العربي للانفجار ليطيح بأنظمة سلطوية دكتاتورية قائمة على الفساد وأفساد العمل السياسي لبلدانها ...وهذه حقيقة لاينكرها ألا أعمى البصر والبصيرة .


وهنا نعود للسؤال الجوهري المطروح ..هل أن تتابع الانتفاضات الشعبية بشكل أنتقالي متتابع من قطر عربي لاخر , هل حصل ذلك بشكل بريء ؟, بصورة اخرى هل ما يحصل في تلك الاقطار العربي التي دخلت ما يسمى (( بالربيع العربي )) بعيد عن أعين وأجهزة المخابرات الامريكية والصهيونية والغربية ؟ .


هنا لابد من العودة لفكرة السيناريو التي طرحها شيمون بييريز رئيس الوزراء الصهيوني لمشروع الشرق الاوسط الجديد والتي طورتها الولايات المتحدة الى ما يسمى (( بالفوضى الخلاقة )) والتي طرحتها على لسان وزيرة خارجيتها أنذاك كوندليزا رايز لغرض تقسيم المقسم وتفتيت المجزء في الوطن العربي الذي يعتبر عصب الحياة الاقتصادية في العالم لما يمتلكه من أحتياطي رئيس ضخم للطاقة النفطية والغاز وغيرها بالاضافة لموقعه الستراتيجي .. فالولايات المتحدة وخاصة حين وصل المحافظين الجدد المدعومين من الكنيسة الصهيونية الى سدة الحكم أعلنوا وبكل صراحة عن مشروعهم الفوضوي هذا من خلال أستخدام كل الادوات اللازمة لتطبيقه حتى لو تطلب ذلك من أستخدام للقوة المسلحة لاسقاط ألانظمة العربية التي تقف بالضد من مشاريعها في المنطقة وهذا ما حصل في ظل حكم المجرم جورج بوش الابن حين قرر غزو وأحتلال العراق وأسقاط نظامه الشرعي الوطني وشنق قيادته تحت ذرائع واهية من أمتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وتعاونه مع القاعدة وهي مسوغات مضللة أعترف بنفسه انها كانت أكاذيب لتسوغ له عمليات الغزو والاحتلال .


في أعتقادن أن دوائر البحث والتحليل ومراكز الدراسات الغربية والصهيونية أنتبهت منذ فترة الى أن أنظمة الحكم في البلدان العربية التي تسير في الفلك الامريكي الصهيوني تعاني من أزمات داخلية شديدة تتمثل بأنفصال هذه الانظمة عن القواعد الشعبية وأن يوم أنفجار براكين الغضب الشعبية العربية أت لا مفر منه لذلك استعدت هذه الدوائر لتلك النهايات وأستطاعت وبالتعاون مع أنظمة ومؤسسات عربية فاسدة من الاستفادة من هذه الانفجارات البركانية الشعبية التي خرجت للشاعرع لتعبر عن ثورة جياع ليس الا فكان لدويلة كطر وألامارات العربية المحتلة من قبل أيران ودامعة الدول العربية بأمينها العام السابق عمرو موسى خير معين لتلك الدوائر الغربية في أستخلاص نتائج هذه الانتفاضات العربية وتحويل نتائجها لصالح الغرب الصهيوني المستعمر كما شاهدنا ما حصل في الجماهيرية الليبية حين اصدر عمرو موسى قرار عاجلا يطلب فيه من مجلس الامن الدولي لفرض حظر جوي وقصف ليبيا وهو ما يمثل خروج خطير على القوانين والتشريعات التي جمعت الاقطار العربية في منظمة جامعة الدول العربية التي أسستها بريطانيا العظمى في منتصف أربعينيات القرن الماضي ,


والتي سبق لهذه المنظمة أن ساهمت بشكل كبير في تقسيم السودان وباركت عملية تقسيم بلد عربي , ومايجري الان في اليمن من تدخلات قطرية ايرانية سعودية وهؤلاء يمثلون الادوات الميدانية للغرب الصهيوني وبالحقيقة أنها تمثل الاجندة الغربية لغرض أسقاط النظام الشرعي في بلاد اليمن السعيد والقفز على الدستور..وما تصريحات حمد ال ثاني في مؤتمر باريس للدول المساعدة لثوار النيتو في ليبيا المحتلة حين قال (( لولا النيتو لما تحررت ليبيا )) وهذا كلام صحيح مئة بالمئة فالرجل حمد هو جندي في الحلف الصليبي الكافر الذي استباح التراب العرب والدم العربي ليغزو ويحتل بلدا عربيا ذو سيادة واستقلال وأسقاط نظامه السياسي مهما كان رأينا في هذا النظام فأنه يمثل أحتلالا صارخا لكل القوانين والاعراف .


وما يجري في مصر بعد أن تمكن الشعب المصري من أسقاط نظام الدكتاتور حسني مبارك الكنز الستراتيجي للكيان الصهيوني كما عبر عنه قادة هذا الكيان , وبعد مرور اكثر من 8 أشهر فأن الصورة لاتزال غامضة ومصير هذا الشعب لايزال في المجهول .


أن المشروع الصهيوني الامريكي لازال يعمل في وطننا العربي وقطاره لن يتوقف في المحطات الجمهورية فهو يسير [اتجاه المحطات الملكية والاميرية ولن يوقفه نظام مهما كان مواليا وصديقا وعميلا له ولا بد من أن تكون هناك صحوة فكرية وأجتماعية وسياسية عربية لتدرك ما يحاك حولها ولنبتعد عن ثورات الجياع التي يشهدها شارعنا العربي (فليس بالخبز وحده يحيا الانسان) .... والتصدي لهذا المشروع الخطير ومقاومته بكل السبل والادوات الممكنة كما فعلها شعب العراق الذي أنطلقت منه في أول ساعات الاحتلال رصاصات المقاومة العراقية وهو بالتأكيد الطريق الصحيح للحفاظ على الكرامة والهوية العربية وبالتالي الحفاظ على القدر الممكن من وحدة وطننا العربي والله ناصرنا .ِ



* باحث سياسي بالمركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية / مصر

 

 





الاثنين١٤ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حازم العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة