شبكة ذي قار
عـاجـل










ابدأ باعتذاري للعراق !
 وعندما أقول العراق أعني العراق وأهله الذين لم يعقوه ولم يخونوه .. أي الذين مازالوا على العهد .. يحبوه .. الحاضرون والغائبون الحاضرون .. الذين قطعت أيديهم ومازالت اكفهم تمسك بالسارية .. والذين سملت أبصارهم .. ومازالوا يرون العراق ببصيرتهم !
 اعتذر للعراق لأني توقفت فترة عن مراسلة العراق أو الكتابة عنه على الورق بالمداد .. لأن قلمي أصبح مرهقا بما يجيش في قلبي ويدور في ذهني .. لتوالي
 الأحداث وتدافع الأحزان .. فلم أعد أدري من أين ابدأ ومتى انتهي .. !!
 فمساحة آلامك وجراحك النازفة بلا وقفة ولو واحدة .. وقطار أحزانك بلا
 محطات استراحة .. ولا فرصة لوداع .. أو كفكفة لدموع ،أو تلويحة كف مودع !
 لهذا ولغيره كثير .. توقفت فترة عن الكتابة حبراً على ورق ،
 ولكني ما زلت وأنا اكتب صمتا بدمي ..  ..
 على خارطة قلبي النازف وجع ..
 وأخبارك تتكفل بالطعن .. ليدوم النزف – الحبر الدم .. ، لا فرق !
 لا وقفة ، وقطار الأحزان ،والقلب الراعف .. متفقان ..
 وإنا في الغربة وقطار الأحزان .. متفقان !!
 سامحني ! فأنا لازلت أرى ! اسمع .. اشعر !! .. ، إنسان ..
 بالدقة بقايا إنسان ..
 جعلني الحزن عليك ، بقايا إنسان ..
 هل تسمعني ؟ ! يا وطني ، أم إني في كهف النسيان .. .
 إني اهرب من نفسي الراعفة إلى نفسي !! فأجدك فيها تتوجع ،
 تنزف .. في داخل قلبي النازف ..
 ننزفُ معا !! نعزف لحن النزفِ ،
 أنا ،أنت وأن .. لا فرقٌ .. كلانا جرحٌ متوحّد ، ونفسك نفسي !!
 كلانا واحد في الحزن وفي النزفِ ..
 لكني اعتذر منك مرارا ، فقد سبق نزفك نزفي ..
 وكانت كفي اصغر من جرحك يا وطني ..
 ويدي اصغر ، من شلاٌل دمك ،
 فبكيتُ لشدة ضعفي ..
 وحزنتُ .. عليك وعلى نفسي .. 
 

 

 





الاثنين٢١ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكريم الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة