شبكة ذي قار
عـاجـل










في اواسط التسعينيات سئل مسئول أمريكي عن مصير الاكراد فأجاب" لدينا سمك كبير لنقلية والاكراد سمكة صغيرة". هيو بوب/ ذي اندبندنت أون صنداي في 8/9//1996

لمحة عن التأريخ المخزي للأمريكان والبريطانيين!

 

الأمريكان والأوربيين الذين فبركوا قضية حلبجة واطلقوا غازات من بطونهم تشبه رائحة الخردل الإيراني الذي عصف بالمدينة ربما تناسوا تأريخهم الأسود القريب. فالشعب الكردي الذي يدعون إنهم يحتضنون قضيته الخطيرة! في الحقيقة لم تكن لديه قضية أصلا! والقضية التي يتشدقون بها هي من بنات أفكارهم مثلهم مثل من كذب كذبة وإقتنع بصحتها. فهؤلاء البريطانيون والأمريكان هم آخر من يتحدث عن حقوق البشر, وآخر من يحق له أن يتشدق بحماية الأقليات وتقرير مصير الشعوب. من ينسى مأساة في عام 1730 حينما أصدرت (الجمعية التشريعية للبروتستانت الأطهار)تشريعاً يقنن عملية الإبادة الجماعية  للمتبقى من الهنود الحمر الأحياء تضمن مكافأة مقدارها 40 جنيهاً مقابل كل فروة رأس مسلوخة من هندي أحمر وارتفعت بعد 15 سنة إلى 100 جنيه. ثم وضع البرلمان البروتستاني بعد 20 عاماً تشريعاً جديداً نص على" فروة رأس ذكر عمره 12 عاماً فما فوق 100 جنيه! وفروة رأس الطفل أو المرأة 50 جنيهاً". وفي عام 1763 عندما أمر القائد الأمريكي (جفري أهرست) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري على  تجمعات الهنود الحمر لتقل الوباء إليهم، مما نتج عنه موت عشرات الألوف من الهنود الحمر. أليس الولايات المتحدة هي نفسها التي نسفت إتفاقية الأمم المتحدة للحد من الاسلحة البيولوجية ورفضت توقيع البروتوكول الإضافي للتحقيق. وهي التي انتهكت شروط معاهدة الحد من الاسلحة الكيمياوية وتمادت بغطرسة في إقصاء( د.روبرت واطسون) المدير  التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيمياوية من منصه بسبب رفضه لإملاءات البيت الأبيض. وهي صاحبة أكبر سجل مغزي في تأريخ التمييز العنصري في العالم. وهي من أباد الشعب الأمريكي الاصلي من الهنود الحمر.

 

يستغرب الكاتب تشومسكي من الغطرسة الأمريكية في اطلاق تسميات الاباتشي والكومانشي والتوما هوك على الطائرات الحربية الأمريكية فالاباتشي والكومانشي هي من القبائل الأمريكية الاصلية التي أبادها المستوطنون الجدد من حملة مشاعل الحرية والديمقراطية! والتوما هوك هي إسم البلطة التي كان يستخدمها الهنود الحمر كسلاح تقليدي؟ ويذكر تشومسكي في كتابه( النزعة الانسانية) بأن" الولايات المتحدة تحتفل دائما بنجاح مؤسسيها بقطع الاشجار وقتل الهنود". لافرق عندهم بين قطع الأشجار وقطع الرقاب لذلك يحتفلون بهما سوية! ومن ينسى هيروشيما ونكازاكي! لحد لأن هناك الآلاف من الولادات المشوهة في هاتين المدينتين. ولم تجرأ دولة في العالم على إستخدام القنابل النووية غير الولايات المتحدة. ومأساة فيتنام لاتزال شاخصة في الأذهان فقد نشرت مجلة نيويورك تايمز في 8-11-1997 بأن" العدد الحقيقي للقتلى الفيتناميين من الغزو العسكري الأمريكي هو 2.6 مليون قتيل، وقد تسبب قصف مدينة هانوي وحدها عام 1972 في إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصم بفضل الحضارة الأمريكية والوحشية الأمريكية". وفي جواتيمالا قتل الجيش الأمريكي في الفترة من عام 1966 إلى 1986 نحو (150000) مزارع! تمحصوا جيدا مزارعا وليس جندياً. وفي سؤال وجهته القناة التلفزيونية الامريكية العامة عام 1996 لمادلين برايت عن ردة فعلها ازاء مقتل نصف مليون طفل عراقي خلال خمس سنوات بفعل الحصار الاقتصادي أجابت بكل حقارة" لقد كان خيارا صعبا, ولكن بالنسبة الى الثمن اعتقد إن الأامر يستحق هذا الثمن". وكارثة الفلوجة بعد الغزو الأمريكي الأخير هي مأساة القرن الحالي.

 

وبريطانيا رأس الأفعى في العالم هي السبب الرئيسي وراء بلاء وإبتلاء العرب منذ الحروب الكونية ولحد الأن. فما إنهت إستعمار بلد إلا وخلفت فيه عشرات المشاكل من حدود وتمييز طائفي وعنصري وتخلف علمي وثقافي واقتصادي واجتماعي ونكل بالوعود والعهود. خباثة بريطانيا يندر أن تجد لها مثيل حتى لدى الشعوب المتوحشة. هذه البريطانية السفلى وليست العظمى كما يشاع تسميتها في الوقت الذي سخر فيها البريطانيون من تخلف الشعب العراقي بسبب أعمال السلب والنهب والحرق التي صاحبت الغزو الأمريكي الأخير للعراق، كررها الشعب البيرطاني المتحضر بحذافيرها! وقبلهم الشعب الامريكي خلال إنقطاع التيار الكهربائي عن نيويورك وكذلك الفرنسيون.

 

دولة الكذب والنذالة تتجاهل جرائم قادتها بحق الشعوب التي إستعمرتها ومنهم الأكراد أنفسهم. إنها تتباكى على عاشوراء الأكراد وتنوح وتلطم على شهداء الضربة الكيمياوية في حلبجة. ولكن لنعود قليلا إلى الوراء ونستذكر حقيقة عطف بريطانيا على أكراد العراق من خلال تصريحات أبرز زعمائها ونستون تشرشل "لا أرى مبررا من الخوف من إستخدام الغازات في الحروب، فأنا اؤيد بشدة إستخدام الغازات السامة ضد القبائل غير المتحضرة". وقد استخدمت الغازات السامة ضد الثوار العرب والاكراد عام 1920 وعلق تشرشل " بإن استخدام الغازات ادى إلى نتائج ممتازة إنعكست على عامل المعنويات, حتى إن فشلت الطائرات في هذه المهمة بسبب المصاعب فإن المدفعية أثبتت كفائتها فيها "( للمزيد راجع مارتن غيلبرت/ ونستون تشرشل/ج4 دار هاينمان- لندن 1975/ كذلك ديفيد إي اوميسي/ القوات الجوية والسيطرة الاستعمارية/ مطبعة جامعة مانشستر/ مانشستر 1990). كما اطلقت بريطانيا على احد فصائل  قواتها إسم ( الغورخا) وهي تسمية خبيثة تتعلق بشعب مسالم يعيش في جبال النيبال تعرض الى التطهير العرقي والابادة الجماعية على أيدي البريطانيين حملة مشاعل الديمقراطية. وتعامل المملكة العجوز مع الأقليات البريطانية ومنهم الأيرلنديين لطخة عار أبدية في جبهة التاج البريطاني .حتى الآن تنظر بريطانيا وامريكا للأكراد نظرة احتقار كشعب همجي غير متحضر.

 

القرود تنجب قرود وليس غزلان

حكام الولايات المتحدة وبريطانيا الجدد ليسوا بأفضل من حكامها السابقين فالقرود تنجب قرود وليس غزلان. فقد أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هون  في 20/3/ 2002 أمام لجنة الدفاع في مجلس العموم " إن في وسع دول منها العراق ان تكون على ثقة  تامة بأننا سنستخدم ضدها أسلحتنا النووية في الظروف الصحيحة"! والظروف الصحيحة تعبير مرن كالجوراب البريطاني يمكن تمديده حسبما تريد. و في وثيقة أمريكية سميت مراجعة الموقف النووي( Nuclear Posture Review) نشرتها وسائل الإعلام في شهر آذار عام 2002 جاء فيها" إن العراق يعتبر هدفا محتملا لهجوم نووي". كما أعلن المتحدث بإسم البيت الأبيض في 11/12/2002 بأن بلاده" مستعدة لإطلاق صواريخ نووية على العراق إذا أستخدم الرئيس العراقي أسلحة كيمياوية او بيولوجية ضد قواتنا او القوات المتحالفة معنا". ناهيك عن إستخدام قوات الغزو الأمريكي اليورانيوم المنضب في هجومهم على العراق، وقنابل الفسفور الأبيض ضد السكان المدنيين في الفلوجة. ومأساة الولادات الجديدة في مدينة التحدي والصمود تحدثك عن حجم الجريمة الأمريكية. فعلامهم يتبجحون بإستخدام  أسلحة محرمة في حلبجة وهم يهددون بإستخدامها ضد العراق؟ والتهديد بإستخدام القوة لايقل تأثيره ونتائجه عن إستخدامها الفعلي كما يشير ميثاق الأمم المتحدة؟ هل يعد ضرب العرب بالأسلحة المحرمة مسموحا ويحرم إستخدامها ضد الأكراد؟

 

وهل من مساعدة من الخبراء القانونيين تمكننا حل هذا الطلسم!

تأريخ الأحزاب الكردية ليس أبيضا فجرائمهم على المدى البعيد والقصير بحق الوطن والشعب غير قليلة ولعل أبسطها هو تدني شعورهم الوطني إلى الحضيض ومسلسل عمالتهم المستمر لأعداء العراق. مثلهم مثل عاهرة تمنح جسدها لكل من يرغب بها. يحدثنا روبرت فيسك في كتاب (الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة) بأنه " لا يتحدث السكان المحليون عن(9000) أرمني ذبحوا على ضفاف نهر الخابور (زاخو)عام 1915 لأن القتلة كانوا من الاكراد". وفي تلك المجزرة" يلقي الاكراد بالمسؤلية على الاتراك، بينما يعلمك الأرمن بشكل مؤكد بإن الاكراد هم من إرتكبوا المجزرة، وكانوا تحت إمرة الاتراك". ويشير رجل أرمني" يبلغونا في إذاعة الجمهورية الارمنية بأن الجنود الروس يغتصبون نساءنا أي كما فعل الاكراد بنا". وجريمة (بشتاشان) عام 1983 عندما اسر حزب الطالباني كوادر من الحزب الشيوعي  العراقي واعدموهم. وجريمة حزب الطالباني عام 1991 بأسر (124) جندي عراقي وأعدامهم! والأرهاب الكردي حاليا في محافظات الموصل وكركوك وديالى دليل حي وشاهد على بشاعة جرائمهم.

 

إزدواجية المعايير الأمريكية والأوربية في التعامل مع الأكراد

إنه لأمر يثير الحيرة في تمسك الإدارة الأمريكية والدول الأوربية بمظلومية أكراد العراق فقط دونهم بقية الأكراد في روسيا وتركيا وإيران وسوريا. ولا أحد يجهل بأن الأكراد في هذه الدول هم أصحاب مظلومية حقيقية وليس أكراد العراق الذين حصلوا على إمتيازات وحقوق منذ السبعينيات من القرن الماضي(بيان 11 آذار عام 1971) يحلم بها نظرائهم الأكراد في بقية الدول المجاورة وهذا ما سنناقشه في مقال قادم. سبق أن طرح المحلل الستراتيجي المعروف(ارنست هايس) خلال أعمال المؤتمر الاكاديمي الامريكي للقواعد البازغة سؤالا ذكيا " لقد تدخل الناتو في العراق لحماية الاكراد وكذلك في البوسنة لحماية المسلمين. لكن يا ترى هل سيتخذ حلف الناتو نفس الخطوة تجاه تركيا عندما تشدد قبضتها على الاكراد الاتراك"؟ ويجيب تشومسكي في كتابه النزعة الانسانية بأن طرح هذا السؤال تزامن فعلا". مع قيام تركيا بضغط أشد على الاكراد في جنوب شرقي البلاد ورفضها لعدة عروض لغرض التسوية السلمية مع الاكراد لضمان الحقوق اللغوية والثقافية فقط! بل تصاعدت حدة الحملات العسكرية لتصل إلى منحدر خطير من خلال التطهير العرقي وإرهاب الدولة".

 

موقف الولايات المتحدة من اكراد تركيا يتناقض كليا مع وقفهم من أكراد العراق فهم ينتقدون بحياء موقف تركيا المتشدد تجاه الاكراد ولكنهم ساعدوها في القبض على قائد الحركة الكردية عبد الله اوجلان! بل وصفوا الاكراد بأنهم (السرطان القومي لتركيا) وقد ذكر المفكر نعوم تشومسكي بان" الصراع التركي – الكردي تميز بواحدة من أشد حملات التطهير العرقي وإرهاب الدولة الوحشي في التسعينيات من القرن العشرين". وقد إستحدث مصطلح جديد في عالم السياسة الدولية هو(White Genocide) ويعني الإبادة الجماعية التي تقوم بها القوات التركية ضد الاكراد الترك بمعونة الامريكان. والتي  تقابل بغض النظر من قبل الأمم المتحدة والدول الاوربية وكافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان. سيما إنه خلال الفترة ما بين 1992-1995 تمت حملة واسعة لتتريك حوالي(3000) قرية كردية دون أن تحظى بأي ردً فعل دولي!

 

خلاصة الحديث إن الحكومة التركية لاتعترف بالأكراد كأقلية لأن هذا المفهوم ذو طابع ديني ينطبق على اليهود والنصارى فقط. وهم يستخدمون مصطلح" أتراك الجبل" عند الإشارة للأكراد، بالرغم من كون الأكراد يشكلون أكبر نسبة من مجموع الأكراد في المنطقة، حيث تبلغ نسبتهم حوالي 46% من اجمالي الأكراد. وفي إيران حوالي31% وفي العراق حوالي 18.5% وفي سوريا وروسيا حوالي 4.5%, إي إن إجمالي عددهم الكلي حوالي(14) مليون منهم مليون في الدول الأوربية. ويبالغ الأكراد في عددهم فيرفع إلى (20) مليون نسمة وهذا غير صحيح البتة! مع إعترافنا بإن الأرقام تقريبية. لأن الحكومات ترفض أن تقدم بيانات عن عدد مواطنيها من الأكراد وفي هذا إجحاف كبير.

 

وتجدر الإشارة إلى إن الحكومة التركية على عكس الحكومة العراقية أدركت لعبة التقسيم الكردية مبكرا وإن لم تعلنها في حقيقة الأمر حتى عام 1981 على لسان الرئيس التركي(كنان غيفرين) في تصريحه لمجلة(شبيغل) الألمانية "تجابه حكومتنا خطة كردية جهنمية! فما أن يدبً الضعف في أوصال الحكومة حتى يبادر الأكراد بالثورة، وهدفهم الرئيسي هو تقسيم البلاد بمساعدة قوى خارجية. لكننا لن نسمح لهم بتقسيم البلاد". وقد كرر رئيس الوزراء التركي(تورجوت  اوزال) نفس الكلام بقوله" إن الحكومة التركية حكومة قومية ذات نظرية وبعد قومي، تهدف إلى حماية إستقلال الأمة ووحدتها ولا تسمح بتجزئتها مطلقا". ومن هذا المنطلق فإن تركيا تدرك جيدا بأن أحلام الأكراد تتجاوز الحكم الذاتي وإن حصلوا عليه فإنهم سينطلقون إلى تحقيق حلم آخر. كما إنها تدرك جيدا بأن هناك دعم خارجي للأكراد من دول تضمر الشر لتركيا وتعمل على تعكير أمنها الداخلي. صحيح هي لم تحددها لكنها ليس لغزا يصعب حله، فالكيان الصهيوني يحتل المرتبة المتقدمة وايران تخنق اكرادها وتسعف اكراد العراق وتركيا.

 

الصوت المخنوق لأكراد إيران

أكراد إيران ليسوا بأفضل حال من أكراد تركيا فمنذ إن إطفأت جذوة ثورتهم عام 1931 بقيادة جعفر هورمان لم يسمع لهم سوى صوتا باهتا. وحدا الأمر  بإن يصرح ممثلهم في البرلمان تصريحا مثيرا - لكنه بالتأكيد مدفوع الثمن - بأن قومه على أفضل ما يكون" لاتوجد لدينا ما تسمى بمشكلة كردية"! في الوقت الذي كانت فيه السجون الإيرانية مكتظة بالاكراد الثوريين وبعض المثقفين الذين طالبوا بإعتماد اللغة الكردية فقط ( وهو مطلب عادل وسهل). ومساجين آخرين سجنوا بسبب إرتدائهم الزي الكردي فقط. كذلك كان مصير إنتفاضة الشيخ حمة رشيد خان عام 1941 رغم إنها أقرب ما تكون لأعمال الغوغاء. فقد إتبع إسلوب النهب والسلب والخطف. إلى قيام جمهورية آباد بزعامة (قاضي محمد) رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني/ الإيراني وقد وإدت الجمهورية الوليدة قبل أن تتمكن من المشي. ولم تحدث بعد ذلك أمور مهمة سوى عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في 3 مارس عام 1977 الذي طالب بتضمين الدستور الحقوق القومية للأكراد وإقرار الحكم الذاتي واللغة الكردية كلغة رسمية والمشاركة الفاعلة في البرلمان من خلال إنشاء مجلس عمومي لإدارة شئون الإقليم وهي مطالب عادلة محقة لا إعتراض عليها حصل عليها اكراد العراق منذ سبعينيات القرن الماضي طالما إنها لا تهدف الى التقسيم والاستقلال. وسرعان ما أحبطت الحكومة الإيرانية جهود الحزب بتدحل الجيش وفرض سيطرته على منطقة كردستان إيران. ورغم زيارة الزعيم الكردي المعروف(د.عبد الرحمن قاسملو) لكبار المسئولين عارضا المطالب الكردية على الحكومة الإسلامية الجديدة بزعامة الخميني لكنه عاد بسلته فارغة! حيث وعدوه بأمل كاذب على أساس إن الحكومة الجديدة ستضمن لجميع المواطنيين الإيرانيين حقوقهم الكاملة! وهو تهرب واضح من الإجابة. ولم يحصل لا الأكراد ولا غيرهم من الاقليات والطوائف على تلك الحقوق. فأيقن الأكراد بأن لغة السلاح هي اللغة الوحيدة لفرض مطالبهم، سوى كان ذلك في زمن الشاه أو الخميني فلم يفرق شيئا بالنسبة لهم ولبقية الأقليات. وفي عام 1980 رفع الأكراد مرة أخرى مطالبهم إلى الرئيس بني صدر فرفضها جملة وتفصيلا معتبرا إن الأكراد غير متلزمين بالشريعة الإسلامية! وهذا نص حديثه" يطالب الأكراد بالحكم الذاتي ضمن إطار إيران، لكنه هذا الأمر يستلزم خضوعهم للأطر الأيديولوجية المعلنة للجمهورية الإسلامية. كيف يمكن أن نمنح الحكم الذاتي لمن لا يعتبر نفسه ملزماً بالامتثال للشريعة الإسلامية". وأتخذ الجواب جانب عملي من خلال القصف الجوي الكثيف لمدينة سندج الكافرة برأي بني صدر وهي معقل الفصائل الكردية المعارضة. وكذلك الهجومات البرية على مدينة باوة في كرمنشاه. والغريب أن ضمير الأمم المتحدة والأمريكان وحلفائهم الاوربيين لم يستفق كما حصل مع أكراد العراق لينجدوا ويغيثوا أكراد إيران.

 

والحقيقة إن ظروف الحرب العراقية الإيرانية ساعد القيادة الإيرانية على التنكر لحقوق الأكراد بحجة ضرورة تظافر الجهود أمام عدو خارجي. لكنها مع هذا لم تتهاون مطلقا رغم ظروف الحرب الصعبة بإجهاض إي تحرك أو نشاط كردي فاعل على أراضيها.

 

اكراد سوريا صوت بلا صدى

بالرغم من الطوق الأمني والإعلامي المفروض على الشعب السوري بأكمله فإن اكراد سوريا حاولوا عدة مرات أن يكسروا الطوق ليثبتوا للعالم بأنهم جزء لا يتجزأ من الأمة الكردية. فدعموا بالمال والرجال والسلاح معظم إنتفاضات أكراد العراق وتركيا كإنتفاضة(سعيد بيران والشيخ سعيد و إحسان نوري والبرزاني والطالباني). وطالب الأكراد السوريين كنظائرهم بحقوقهم القومية لكنها لم تجد صدى لدى الحكومة السورية ولا دعما كذلك من الشرعية الدولية أو الولايات المتحدة والدول الأوربية. والحقيقة إن أكراد سوريا رغم قلتهم فإنهم يعيشون تحت مظلة التعتيم الإعلامي, لكن في الفترة الأخيرة خرجت بعض الحركات إلى دائرة النور ورغم  محدودية فعاليتها لكنها تشكل بداية جديدة وبوابة لفتح آفاق سياسية رحبة.

للحديث بقية بعون الله.

 

 





الثلاثاء٢٢ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الكاش نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة