شبكة ذي قار
عـاجـل










● إننا نعيش اليوم في عالم ما بعد إنهيار القطب السوفيتي وتفرد القطب الامبرالي بالتحكم بالكثير من المتغيرات,وفيه تتصارع عقلتين عقلية إمبرالية أنانية تفرض مبادئها واخلاقياتها بقوة السلاح والنفوذ والاعلام الذي تسيطر عليه بشكل شبه مطلق وتريد هذه العقلية أعادة ترتيب الاخلاقيات والمفاهيم في العالم كله نحو وضع يخدمها,وأمام هذه تقف قوة الثورة ممثلة بأحزابها وجماهيرها الكادحة في العالم,إنه صراع غير متكأفئ وغير عادل لا من حيث الامكانيات ولا من حيث الفرص,والعرب موجودون في وسط هذه الصراعات وبنفس الاستقطاب العالمي,وقد كانت الانظمة العربيةالعميلة هي التي تمثل القطب الامبريالي في هذا الصراع ولكن الامبريالية العالمية دخلت الصراع في المنطقة العربية بشكل مباشر الى جانب أدواتها العميلة لها بعد العقد التاسع من القرن الماضي الى جانب أنظمتها العميلة والتي كانت تضعف أمام المد الثوري العربي والذي كان يقوده النظام الوطني القومي الثوري في العراق وهذا كان واضحاً في العدوان الاممي الذي قادته الولاياة المتحدة على العراق في عام 1991وكانت هي البداية للتدخل المباشر للامبرالية وإستكملت تدخلها بهجومها في غزو العراق عام 2003. ولان حركةالثورة العربية قوتها تكمن في مبأدئها سواء المستمدة من الشرائع السماوية أو التي نضح بها العقل العربي وصاغ جزء منها كأيديولوجيات ونظريات لاحزاب وتيارات عربية,فإن فرصتها في مجابهة القوى الاستعمارية كانت محدودة وايظاً , وكان للواقع الذاتي للامة أثراً سلبياً في هذه المواجهة حيث كان يقرأ ولايزال لليوم بتفشي أُمية كبيرة في الوسط العربي فيما يخص السياسة وستراتيجيات القوى العظمى في المنطقة ,وبالدرجة الاولى هنالك تخلف عربي واضح في فهم التنمية الحقيقية لبناء المجتمع العربي وصولاً للرفاهية.والى جانب ذلك هنالك ثقافة منشرة في عالمنا العربي تركز على فشل المبأدئ والقيم في بناء مجتمع الرفاهية وتؤكد في نفس الوقت على ان الحضارة هي عبارة عن ناطحات سحاب ومرافق سياحية خيالية ومنشآت و مؤسسات قائمة على الربحية والمادية المقيتة والتي بالضرورة أدت لزيادة غنى الاغنياء وإنتشار الفقر بشكل كبير حتى في الدول النفطية ولكن هنالك تعتيم مقصود وخاصة في تصاعد في التفاوت الطبقي الذي يقسم المجتمع العربي الواحد,وما الانتفاضات التي تحدث في الدول العربية والتي مادتها الاولى الفقراء من الطبقات الكادحة والتي ستصل الى الدول النفطية مهما وضعت رتوش أو محسنات للوضع سواء إقتصادية أوسياسية عرجاء هنالك ,فهذه قد تصل الى كونها جزء من حتمية لاشك فيها والجزء الاخر من هذه الحتمية هو أن الشعوب لابد أن تثور على أنظمتها الاستبدادية التي تحكمها اقلية .


● إن هدف الفكر الامبرالي تركز وأنصب بإتجاه قلع المبأدئ والقيم التي تنادي بها القوى الحقيقية للورة العربية والتي كان النظام الوطني في العراق يرفعها واليوم تقوم المقاومة العراقية البطلة بتبنيها في تحقيق الثورة العربية الحقيقية,هذه المبأدئ والقيم يعمل الفكر الامبريالي والرجعي العربي على تشويها و تحريف مرجعياتها وصولاً لتغير الانسان العربي الى ان يكون لا مبدئياً بجعله يعيش حالة من الياس من التغير احقيقي في واقعه,وقد تم وضع كل الاليات والامكنايات المادية والاعلامية بتحقيق هذا الهدف,فكان خطوتهم الاولى بإتجاه ألاهتمام بالتنشئة التي تتوافق مع فلسفة ومنهجية العقلية الامبريالية ووضع صيغ تربوية جديدة تتماشى مع الهدف الامبريالي ويمكن ملاحظة ذلك بشكل واضح و ملموس في المناهج الدراسية الجديدة في العراق المُحتل. فالعراق وفي ظل الحكم الوطني قبل الاحتلال عمل وبشكل مكثف على تنشئة الاجيال على الاسس المدبئية والقيم الاخلاقية المستمدة من الدين ومن إفرازات الواقع وكان من اهم مفردات هذه التنشئة تنمية الشخصية العراقية على الاعتزاز بوطنيته وأُمته مع إحترام الاخرين اللذين يشاركونها في الوطن او في الكوكب الارضي من الاديان الاخرى أو الطوائف او القوميات ويكفي بالدليل القاطع وليس الفرضي أن نتفحص قاون الحكم الذاتي للمنطقة الشمالي اللذ يرتقي الى القانون المثالي في التعامل مع الشركاء الاكراد و اللذي صدرفي عام 1970 و أيظاً قانون منح الاقليات لحقوقها الثقافية ومع نجاح العراق في القضاء على الامية فقد تكونت في العراق منظومة أخلاق للتضامن والتعاون مع العرب ومع كل شعوب العالم وأهلته ليكون وطن للتعايش المشترك بين مختلف الاديان والقوميات, وقد عبر العراقيون عن ذلك بشتى المواقف منها مواقف سياسية أو إقتصادية أونشاطات إنسانية فنية مسرحية أو غنائية أونشاطات عديدة ومتنوعة في الفن التشكيلي العراقي,و الكثير من هذه المنافذ كانت تنطلق من رؤية البعث للاعتبارات التي تحقق للانسان إنسانيته وتؤهل للقيام بدوره بشكل كامل وأيظاً من ايمان البعث وتقديره للعمل القومي والانساني في كل مجالات الحياة.و بالفعل بدئت أجيال عراقية تنشئ على هذه القيم التي أكدتها ثورة 17تموز 1968 وأصبح العراق إحد المنارات المضيئة بالقيم والمواقف الانسانية وخاصة بين دول العالم الثالث وهذا اهم الاسباب التي دعت الامبريالية الى محاربة العراق ورفع شعارات كاذبة ضد مسيرة العراق وضد قيادته الوطنية ومارس كل الاساليب الديماكوجية لتشويه قيادة العراق الوطنية ومنها الديكتاتورية وتهميش الاخرين والكثير من الكذب في حربه الاعلامية ضد العراق الوطني ولكن من الحقائق المضحكة أن العقل الامبريالي والياته من العملاء اليوم يتجهون بالدفع نحو الاقصاء والاجتثاث وغياب الحوار,وقد إعتمد طريقة جديدة هي دفع انظمته وعملائه للقيام بهذه السلوكيات المرفوضة من قبل المجتمع الانساني وهوبذلك يدفع بعملائه لان يكونوا رهناء عنده وفي نفس الوقت ينأئ عن نفسه بهذه السلوكيات المرفوضة, وفي اللحظة التي ينتفض عليها الراي العام يكون أصحاب هذا الفكر اوالعقلية ( الامبرالية ) اول الداعين للتغيروالامثلة كثيرة في التاريخ السابق والحاضر على هذا السلوك الامبريالي ( سواء ماحدث في مصر او تونس ).

 

وقد أختار العقل الامبريالي العراق ليكون بوابة تنفيذه ستراتيجته الجديدة,وأول ماعمل ويعمل عليه إسقاط القيم التي رسختها نظام الثورة في العراق ظاناً منه أن بإزاحة النظام وبقراره الميت بحل حزب البعث وهو قرار لا يساوي شئ سوف ينجح في اعادة ترتيب الشخصية العراقية بالاتجاه الذي يريدهو وبواسطة عملائه الجدد والقدامى,إنها عملية أكثر وأخطر من الاحتلال العسكري نفسه!لاجل كل ذلك ونحن نعيش هذه المرحلة والتي تمتازبحاجة الثوار الحقيقين لتفاعل كبير بين الحكمة والتبصر وبين إندفاع المشاعر صادقة أو غير صادقة وبين وأهم ما تحتاجه هذه التفاعلات هي الكيفية التي نختار بها قنوات التصريف لها سواء كان ذلك بإستخدام الكلمة المعبرة أوالموقف المتوازن,وهي أي هذه المرحلة أصبحت من التعقيد ولست أُبالغ في وصفها ولكن سماتها سواء الاخلاقية أوالقانونية التي تتراوح عند البعض بين الاستسلام والتخاذل وعند الاخر بالتطرف و الحماسية الانفعالية أكسبتها هذه الخاصية. وهي مرحلة تهمنا كثيراً سواء كانت وطنية أو قومية أو حتى إنسانية لانها تعطي دلالات أكيدة على ولادة ترتيبات جديدة سياسيةً أو عسكرية أو أخلاقية في منطقتنا وفي العالم بشكل عام, وهي أيظاً مرحلة من أكثر الفترات التي التي عاشها الانسان العربي والذي يثار فيها جدلاً قوياً بين النظرة و الموقف المبدئي من جهة ومتطلبات السياسة من جهة أُخرى وبحسابات تتقدم فيها العوامل و المعادلات المادية والمصلحية على حسابات الثوار الاخلاقية المبدئية,وساحاول من خلال بعض الصور الواقعية أن أنجح في إيصال الفكرة. وأيظاً هي مرحلة دقيقة وحساسة وخطرة في النفس الوقت بحيث أصبح العالم موزع بين راصد ومرصود وهدف وقناص وبين من يبحث عن الخطا ومهما كان وبين من يراقب أي سقطة ليستغلها ويجعلها جريمة ,الذي أُريد ان اصل اليه أن القوى الاميريالية الصهيونية اليوم وخاصة بعد إنهيار المعسكر الاشتراكي تتربص بالقوى الثورية وأنظمتها أو حتى الانظمة التي تحكمها أُوليغارشية عميلة و تدور في فلكها ولكن لطابعها ألاناني تجاه أسيادهاالامبريالين وتفردها في نهب الثروات في بلدانها لوحدها وحصرها بطبقة محددة ( عشيرة أوعائلة أو حزب طبقي ) الامر اللذي جعلها ايظاص ضمن منطقة القل الامبريالي ف اللحضة المناسبة بوقتها المناسب , وبشكل يشبه تربص الوحش البري لاي هفوة أو غلطة ترتكبها فريسته ليجهز عليها,فاي غلطة او موقف أو نقطة ضعف في اي نظام وطني وثوري اليوم هو تحت رصد والامبريالية وبقوة إعلامها وعملائها وقوة تحكمها بالاقتصاد والقوة العسكرية العالمية وقادرة أن تطور هذه الغلطة سواء كان موقف أوسلوكاً اوضعفاً في البناء الديمقراطي الى جريمة لتضع النظام بموقع المدان وبالطبع عبر أداتها المعروفة هي مجلس الامن الدولي,وتبقى تطرق إعلامياً وإقتصادياً وسياسياً على هذه الانظمة أو الحركات الى تجعلها أما ان تركع وتسلم مصيرها لها ( للامبريالية وادواتها ) أو إن تختار طريق مقاومة هذه الضغوطات وفي هذه الحالة يبدأسيناريو معد سلفاً وهو يقع ضمن ستراتيجية الاستعمار الجديد, فإن قراراً إقتصادياً و من ثم عسكرياً ينهي ويحسم الموقف لصالحها,ويفتح كل ثروات البلد أمام جشعها وكل ذلك مرتب بسناريو عنوانه إقامة الديمقراطيةوحقوق الانسان وحماية المدنيين ومن هذه الشعارات الكاذبة,فهل تستطيع القوى الثورية والثوار الحقيقيون أن يتداركوا هذه الستراتيجية الامبريالية ويتجنبوا مجموعة الافخاخ التي تنصبها في طريقهم,وواحدة من هذه الافخاخ هي التي تخص الجانب الثقافي والتربوي والاستخدام المغلوط لبعض المفاهيم والمصطلحات والتي هي خطوة تربوية لإقامة ثقافة جديدة تتلأم مع النهج الاستعماري الجديد..فأقول فعلى سبيل المثال وليس الحصر:

 

 





الثلاثاء٢٢ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة