شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ا ن وطأ المحتل الأمريكي البغيض، ارض العراق الطاهرة، ودنسها بالاحتلال العسكري المباشر، في أبشع صور الوحشية البربرية، لليانكي الأمريكي، في القرن الحادي والعشرين..ظهرت على الساحة العراقية، مفردات هابطة، شاع استخدامها بين الناس، مع أنها كانت مبتذلة،بل ومستنكرة،وذلك لأنها كانت طارئة، وغريبة عن مفاهيم المجتمع العراقي النبيل، الذي صاغ أحلى الألفاظ،وأعذب الأمثال في موروثه الاجتماعي.


والمتابع للمصطلحات، والألفاظ الدخيلة، بتداعيات الاحتلال البغيض، يلاحظ تداول لغة الغمز، عند الإشارة إلى أصحاب السحت الحرام، والكسب غير المشروع، فيجدها قد ازدحمت بمفردات، افرزها واقع حال الاحتلال، من مثل شيوع وصف الحواسم،والعلاسين، والورقة، والدفتر،والقفاصين، وشيوخ الحواسم،وغيرها.. من المصطلحات، للتعبير عن ظواهر سلبية، تفشت في المجتمع، بتشجيع المحتل، للإساءة إلى الاعتبارات، والمعاني المجتمعية العراقية،حتى وان كان اشتقاقها مناسبا، لوصف الظواهر المغموزة.


ولا شك في أن مفردات ثقافة الانحطاط، وبيئة الهبوط، التي شاعت بسبب الاحتلال،قد تبدو إفرازا طبيعيا لتداعيات هذا الاحتلال المقيت، إلا أنها مع كل ذلك، تسعى بشكل مقصود، لتشويه أصالة الثقافة الشعبية العراقية، وتستهدف محو الكثير من نقائها، واستبدالها بهذه اللغة الهابطة، لتحقيق إستراتيجية المحتل، في مسخ الإرث الثقافي العراقي،في مسعى مقصود،يستهدف إلغاء دور الخصوصية الوطنية في حياة الجمهور،وإقصاء أثرها عند صياغة مشروع النهوض الأصيل للأمة.


لذلك فان المطلوب، أن ننتبه إلى خطورة آثار ثقافة الاحتلال الطارئة والدخيلة، على مجتمعنا، وان نسعى لتحصين الجيل، من الانغماس في متاهاتها،بهدف الحفاظ على خصوصيتنا الاجتماعية،وموروثنا الشعبي،لكي نحتفظ بملامحنا العراقية الأصيلة،على طول الخط في المستقبل.

 

 





الاحد٢٧ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة