بسم الله الرحمن الرحيم

)( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً ))  المائدة 32

صدق الله العظيم

إستأثرت جريمة النخيب بإهتمام شعبي منقطع النظير لما لهذه الجريمة من تداعيات خطيرة على واقع الشعب العراقي المحتل والهادفة لتفتيت وتقسيم العراق وتقطيع أوصال الجسد الواحد ، إذ ان من شأن هذا الحادث أن يوقظ ويغذي الفتنة الطائفية لا سمح الله التي ذاق مرارتها أبناء العراق خلال الأعوام 2006 و 2007 من سني الإحتلال تلك الاحداث التي حاولت جر العراق الموحد للإقتتال طائفي لا يبقي ولا يذر وإضعاف كيانه الوحدوي  ولولا يقضة الشعب الواعي المدرك لمخاطر هذا المشروع البغيض رغم إصرار أعداء العراق من قوات الإحتلال الأمريكي ورديفه النفوذ الإيراني والكيانات السياسية الموالية لهذين الإحتلالين من أصبحوا أدوات جريمة بيد قوى الغزو ضد الشعب العراقي لمحاولة إبقاء الغزاة بحجة حاجة العراق لفرض الأمن وعدم جاهزية القوات العراقية والمؤسسات الأمنية التي بنيت على أسس محاصصة مرتبطة بالحزبية والفئوية والإستحقاقات السياسية .

إن ستراتيجية الإحتلال في العراق متعددة الاشكال والاساليب تنفذها خلايا قذرة زرعها أعداء الشعب في أحشاء العراق يحركها متى ماشاء وفق الظروف والمتغيرات السياسية والاوضاع الدولية والأقليمية لتحقيق نتائج تصفية الحسابات الدولية والمصالح المتقاطعة لطرفي الأحتلال في العراق وهما ( إيران وأمريكا) ، يتم ذلك من خلال القوى الحليفة والعاملة والتي تغذت بروافد العمالة والأرتباط الأمريكي الصهيوني الفارسي الذي أصبح الثالوث القذر الساعي علناً وخفية لزرع الفتنة الطائفية في العراق لإبقاء العراق ممزقاً ضعيفاً غير قادر على ممارسة دوره المطلوب .

إن الخلاص من الإحتلال الغاشم والتحرير ونيل السيادة هدفاً لايمكن تحقيقه بالتضحيات الجسيمة وعبر نضال مستديم سيما وإن وحدة العراق الوطنية هي الحقيقة الصارمة لبقاء العراق وجوداً وهوية ولغة وأديان وتاريخ وحضارة وسيادة .

إن الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق في الوقت الذي تشجب وتستنكر هذه الجريمة والجرائم التي سبقتها والتي تليها تلك التي تستهدف الدم العراقي ، تهيب بكافة القوى الوطنية العراقية الرافضة والمقاومة للإحتلال في العراق أن توحد صفوفها لمواجهة المخاطر الجسيمة  لمشاريع الإحتلال التي يمارسها ضد الشعب أبناء عراقنا الحبيب المبتلى بالإحتلال وتود الإشارة الى أن الممارسات والجرائم التي ترتكبها قوات الإحتلال يومياً هي برنامج منظم ومستمر وفق توقيتات وأماكن معروفة دوافعها لجر الشعب الى القتال الطائفي وقتال الذات وصولاً الى تحقيق ما يسمى بالفيدرالية أو الدويلات المتنازعة بينها على الحدود والثروة وإشغال الشعب بدوامة فارغة لا نتائج فيها إلا الدمار وتاخير عجلة التقدم والبناء ومواكبة التطور الذي تشهده دول العالم ويبقى العراقيين تحت خط الفقر وفي مراحل ظلام دامس وثروات مسروقة ودم مسفوك وحدود منتهكة وحرمات مستباحة وثقافة وهوية في ضياع .

إن الجبهة تحمل المسؤولية الكاملة  لقوات الإحتلال والنفوذ الفارسي البغيض الخبيث الخطير المتمثل في فيلق قدس الإيراني من التدهور الامني الحاصل والجرائم المتتالية جريمة تتلو أخرى وغض البصر عن الفاعل وعدم كشفه وفضحه وتسجيل الجريمة ضد فاعل مجهول مرة في النخيب وأخرى كربلاء وبعدها في محافظة ومدينة عراقية ، غير أن هذا المسلسل لم يعد خافياً على أحد من أبناء العراق،  وهذا مؤشر واضح للإستهانة بالدم العراقي مقابل الجلوس على كراسي زائلة خصصها الإحتلال لخدمته وتحقيق أهداف مشروعه على أرض العراق ، إن تلك الجرائم وغيرها من سرقة ثروات العراق وفساد إداري ومالي يعد وفق الوصف القانوني جرائم إبادة جماعية وإنتهاك حقوق الإنسان تتحملها الإدارة الأمريكية وإيران وأعوانها وفق القوانين والأعراف الدولية الواردة في الإتفاقيات والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الشعوب وسيادتها .

الأمانة العامة

المكتب السياسي

بغداد – الثلاثاء ٢٩ شوال ١٤٣٢ هجرية

٢٧ ايلول ٢٠١١