شبكة ذي قار
عـاجـل










انعم الله تعالى علي أن أنشأ في أسرة محافظة ملتزمة بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وكان لوالدي رحمه الله المربي الفاضل دور كبير في نشأتي وثباتي على المباديء والاخلاق القويمة , ولذلك أنعكست هذه الاجواء على تركيبتي الشخصية وتعاملي مع الاخرين على هذا المقياس ..ولكون الحياة فيها العديد من الانماط والسلوك الغير قويم في تحقيق الاهداف على حساب الدين والاخلاق ..لهذا تجدني اقع في مطبات الحياة اليومية بسبب مايسكن في اعماقي وشخصيتي وتعاملي مع الاخرين .


اقول هذا السرد البسيط وانا اتذكر تلك ألايام العصيبة التي عشتها في بداية مرحلة انتقالي الى القاهرة حيث التجربة الاولى في حياتي في عاصمة تموج بالعديد من الاشكال والتيارات الاسلامية السياسية وماتمارسه من براغماتية وانتهازية لاقبل لي فيها , ففي نهاية صيف عام 2006 شنت قوات الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي وبالتعاون مع عملائها في المنطقة الخضراء هجوما واسعا وشرسا على مدينة العز والجهاد الفلوجة المقاومة وهي الحملة الثانية لهم وفي هذه الاثناء خرج اهالي الفلوجة من نساء واطفال ورجال كبار السن الى الصحراء في اطراف المدينة بحثا عن مكان آمن من قذائف القتل العشوائي الذي أستهدف المنازل والمساجد والمدارس والمحال التجارية ولم تسلم منها حتى المستشفيات والمراكز الصحية , في تلك الاثناء اتصل بي احد الاخوة العراقيين العاملين في الجمعيات والمنظمات الانسانية من داخل المدينة طالبا مني مساعدته بالاتصال بنظرائه من الاشقاء المصريين العاملين في حقول هذه المؤسسات والجمعيات .. وبفضل الله تعالى وبعد ان اغلق القوميين والناصريين ممن كانوا يرقصون ويطبلون للعهد الوطني لقاء عطاياه لهم , أغلقوا ابوابهم في وجهي ورفضوا تقديم يد العون والمساعدة للعراقيين المنكوبين في الاحتلال ومآسيه بل أنني توجهت الى أحدى الجمعيات الخيرية التابعة لمسجد النور والتقيت بشيخ كبير في السن نحيف البنية قصير القامة يرتدي البدلة والقميص ويعتمر الطربوش الاحمر ذو لحية بيضاء يقال انه قائد المقاومة الشعبية في السويس وهو المسؤول عن هذه الجمعية وحين عرفته في نفسي ومبتغاي رفض المساعدة بعد ان عرف اني من العراق المحتل !! .


اخذت اسير هائما على وجهي في شوارع القاهرة ... وبطريق الصدفة التقيت بزميل صحافي مصري ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين وبعد ان علم بما حصل لي اخذني شخصيا الى مقر نقابة الاطباء المصريين لجنة الاغاثة في النقابة .. ولم أكن أعلم أنها قلعة للاخوان المسلمين في مصر .. في الطابق العلوي ألتقيت بالدكتور عبد الفتاح رزق عضو لجنة الاغاثة الذي عرفني بالدكتور حجازي مسؤول اللجنة وبعد أن عرف سبب زيارتي طلب مني الدكتور رزق أن أجلب كتاب رسمي يثبت أن المنظمة او الجمعية الانسانية العراقية مسجلة في العراق مرفقا معها قائمة بأحتيجات مستشفى الفلوجة من أدوية ومستلزمات واجهزة طبية بل حتى لو كانوا بحاجة لاطباء وجراحين فأنهم على أستعداد للتعاون .


خرجت من مبنى دار الحكمة وهو مايطلق على مبنى نقابة الاطباء المصريين في شارع القصر العيني وشعرت بفرح غامر لهذا الانجاز الذي أكاد أحققه وهذا الاستقبال الرائع الذي لاقيته وبعد أن أجريت أتصالاتي بالاخوة في داخل الوطن المحتل ... أرسلوا لي ما طلبوه في لجنة الاغاثة .. وبعد مرور أكثر من ثلاثة اشهر من المراجعات والاتصالات مع لجنة الاغاثة المصرية أخبروني انهم أستحصلوا الموافقة الرسمية وجمعوا ألادوية والمستلزمات الطبية من وزارة الصحة المصرية لغرض أرسالها الى مدينة الفلوجة وتحديدا الى جمعية عز العراق لاطفال العراق ... ولم يمضي سوى اسبوعين حتى أخبرني الدكتور رزق أن القافلة أكتملت وهي عبارة عن شاحنة محملة بالادوية والاجهزة الطبية وستتحرك باتجاه الاردن ومنه للعراق ,وقد أكدت عليه ضرورة أن أستصحب القافلة الى الحدود العراقية ــ الاردنية , وأخبرت الاخوة في الفلوجة بموعد تحرك القافلة ليتم أستقبالها في منفذ طريبيل الحدودي ... لكن المفاجأة أن القافلة تحركت دون أعلامي بساعة الحركة واسرعت بالاتصال بمدير عام جمعية عز العراق لاطفال العراق كي يكونوا بانتظار القافلة على الحدود , ومضت أيام واسابيع والاخوة داخل العراق أخبروني أن القافلة لم تتصل بهم على تلفوناتهم المزودين بها ولم يصلوا الى مقر الجمعية , وحين راجعت نقابة الاطباء المصريين لجنة الاغاثة ألتقيت بالدكتور عبد الفتاح رزق واخبرته أن القافلة الطبية دخلت العراق ولم تصل الى جمعية عز العراق لاطفال العراق في محافظة الانبار , هنا بان الوجه الاخر لهؤلاء المدعين انهم اخوان مسلمين , حيث رفض كلامي وأدار شاشة الكومبيوتر الموجود أمامه كي ارى صور القافلة التي يتم أنزال حمولتها في محافظة الانبار , لكن من قبل منظمة النهرين الخيرية في مدينة الرمادي والتي تبين لاحقا انها جزء من منظمات الحزب الاسلامي العميل المتعاون مع قوات الاحتلال الامريكي الايراني ... وهم جزء من تنظيمات الاخوان المسلمين العملاء في العراق ..حيث تم نقل شحنات الادوية والمستلزمات الطبية القادمة من الشعب المصري الى المستشفيات الحكومية العائدة لميليشيات فرق الموت والحرس الوثني العميل ليتم مداوات جراحهم التي هي من فعل البندقية العراقية المقاومة لمجاهدي العراق الابطال .


هكذا يكشف قطعان تيار الاسلام السياسي عن وجههم القبيح في كل مكان وزمان ... هكذا ينزع ألابناء الشرعيين للمخابرات البريطانية عن عورتهم ورقة التوت التي كانت تسترهم ولباسهم لرداء الدين الاسلامي والدين براء منهم الى يوم الدين يستجدون ويجمعون المعونات الطبية من الشعب المصري ليهدونها الى قتلة الشعب العراقي من أمريكان وصهاينة وفرس صفويين ... والله ناصرنا .



* باحث سياسي بالمركز الديمقراطي العربي للدراسات السياسية الاستراتيجية / مصر

 

 

 





السبت٠٣ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حازم العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة