● الولادة القيصرية للأنظمة العربية بصورة موجزة  .

● الحقائق المؤكدة في تحقيق أهداف المعاهدات الاستعمارية .

● استبدال الاستراتيجيات القديمة باستراتيجيات بديلة مدعومة من قبل أنظمة عربية عميلة .

● الاستعمار الأمريكي الغربي وإستراتيجيته البديلة في تجزئة الدول العربية من جديد إلى دويلات وأقاليم طائفية وعرقية .

● الاستعمار الغربي واستثماره للطوائف والأقليات والأديان الموجودة ضمن الواقع الاجتماعي ألفسيفسائي للأمة العربية

● ما يسمى بالربيع العربي في حضن الاستعمار الأمريكي الغربي  .

● الفوضى الديمقراطية الخلاقة وبؤر التوترات والصراعات الطائفية والعرقية .

● خطورة إستراتيجية الاستعمار البديلة والمتمثلة بالأحلاف الاستعمارية كحلف الناتو أو غيره من الأحلاف والتي تشكلت  خصيصا لغرض السيطرة على العالم وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .

الولادة القيصرية للأنظمة العربية بصورة موجزة

لو رجعنا  إلى التجارب المرة التي مرت بها أمتنا العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتذكرنا المد القومي الذي سرى بين أبنائها  ذلك الشعور القومي الواسع نحو الوحدة العربية , وفي وقت كانت الأمة ولا زالت  ضعيفة لرضوخها تحت سيطرة الاستعمار الغربي وجبروت أنظمتها  المؤطر بعدة عناوين سياسية أوجدتها  عوامل تفاعل واتفاق مشترك  للدول الغربية  الاستعمارية ( الأمريكية والبريطانية والفرنسية والايطالية والاسبانية ..الخ ) مما جعل بأبنائها ومثقفيها ومفكريها أن يصنفوا ولادة هذه  الأنظمة بالقيصرية لتمخضها  في صالات عمليات المعاهدات والاتفاقات ذات المديات الإستراتيجية البعيدة وبتأثير الصهيونية العالمية ..  والدلائل على ذلك كثيرة آخره الانزعاج  الكبير الذي صاحبه توتر عالي للكيان الصهيوني عندما قرر الشعب المصري الثائر عزل وتنحية ( فطحل عملائها )  حسني الخفيف  .. ولهذا عرفها الشعب العربي بأنها  أنظمة  مقيدة  سياسياً وإعلاميا وعسكرياً واقتصادياً وتجارياً ..الخ  ومحددة في  اتخاذ أي قرار سياسي يتعارض مع إستراتيجيات الدول الاستعمارية التي تبنتها تبنياً فاسداً  ووفق الضوابط التي أوجدتها القواسم  المشتركة للاتفاقات السرية الخاصة بالدول الاستعمارية التي  تجسدت في معاهدة سايكس بيكو 1916م ..

الحقائق  المؤكدة في تحقيق أهداف المعاهدات الاستعمارية

 الموضوع  الذي هو أمام أنظار الإخوة الأعزاء  من أبناء امتنا  المنكوبة بين أنظمتها العميلة  ..  وبين ما  ظهر عليها  في هذا الزمن اللعين من ديمقراطيون جدد  أصبحوا بين ليلة وضحاها عنوانا هزيلا  أطلق على تسميته  لهم  حواضنهم من  الدول الاستعمارية كعنوان ديمقراطي جديدة على الساحة العربية لأجل تحقيق  وتنفيذ ديمقراطية الشرق أوسطية  وبأسماء  (معارضات سياسية) تثمينا لها من اتخاذها  للدول الغربية الاستعمارية مقرا لهم للانطلاق نحو الخطوط  ألأمامية وبذرائع ديمقراطية  لتنفيذ صفحات مهمة من صفحات  إستراتيجيات حواضنهم الاستعمارية بتدمير دولهم أولا ثم الانطلاق نحو تحقيق  الهدف المطلوب منهم استعماريا لإضعاف وتفتيت وتقسم أمتهم وشعبهم  ثانيا من خلال الواجبات التي انيطت بهم  كآليات منفذة لصفحات  إستراتيجية مرسومة لهم  طائفيا وعرقيا ودينيا  .. هذه الأمور الخطيرة تجعلنا  أن نوضح الكثير من الحقائق لشعبنا  العربي  أينما وجدوا  كي يعلموا جيدا  بان ما اعد ويعد لامتنا العربية من مخططات رهيبة من الدول الاستعمارية الغربية المدعومة  لوجستيا وسياسيا وإعلاميا واقتصاديا من الأنظمة العربية العميلة وبعض الدول الإقليمية  إنما هو لأجل تحقيق الهدف الكبير الذي نصت عليه  المعاهدات الاستعمارية البغيضة .

لقد  أعقبت هذه  المعاهدات الاستعمارية  بعض  الثورات المحددة على أنظمتها  العميلة  , والتي جوبهت بمؤامرات داخلية ودولية وصل  الحد  بها إلى نشوب  حروب تقودها  دول كبرى استعمارية من اجل إخمادها  وإعادة أنظمتها السياسية الموالية لها  وكما  ذكرتها في أعلاه .. ابتدءا من الثورة العربية الكبرى في فلسطين عام 1948 ثم  الحروب التي واجهتها دول المواجهة ( مصر والأردن وسوريا ولبنان) في  ( 1967ـ  1973) ,  والحرب العراقية الإيرانية التي استغرقت ثماني سنوات خرج منها العراق آنذاك منتصرا بفضل حكمة قيادته السياسية والعسكرية  ورجاله الميامين  في القوات المسلحة العراقية.

استبدال الاستراتيجيات القديمة باستراتيجيات بديلة مدعومة من قبل أنظمة عربية عميلة

لم تكتفي  الدول الاستعمارية الغربية بما تحقق لها من  إضعاف الأمة العربية  جراء الحروب التي شنتها على الكثير من الدول العربية , مما  جعلها  أن تستبدل إستراتيجيتها القديمة  باستراتيجيات بديلة من خلال اعتمادها  على آلياتها المنفذة  والتي تم تسميتها  بالمعارضات السياسية  .. فبدأت الدول الاستعمارية الغربية وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية  تنفيذ إستراتيجيتها البديلة بالحرب على العراق واحتلاله  بالاحتلالين الأمريكي والإيراني أعقبه الحرب على  لبنان  ثم الهجوم الكاسح على غزة و الهجوم على ليبيا  وبإسناد وتعاون  لوجستي متكامل من نظامي قطر والإمارات العربية وبعض الدول الخليجية والعربية العميلة  لاستعمارها  من جديد  والهيمنة على ثرواتها وبالتنسيق مع عملائهم الذين يسمونهم  بالثوار لاستنجادهم بحلف الناتو الذي دمر جميع البنيات التحتية وحل جيشها كما حل الجيش العراقي ... آخرها التلويح بالقوة العسكرية والاقتصادية والتجارية والسياسية في تهديد  سوريا  وبنفس الأساليب والخطط  المعدة للإستراتيجية البديلة التي احتلت ودمر بها العراق وليبيا وبمساعدة  نفس الأنظمة العميلة  وبعض الدول الإقليمية التي وقفت مع احتلال العراق وعلى رأسها  الأنظمة العميلة  في كل من ( قطر والإمارات والكويت )  اللذين استنفروا جميع طاقاتهم السياسية والعسكرية والمالية والإعلامية التي  تتقدمها الفضائيتين  الفوضويتين المظللتين بالكذب والتظليل الإعلامي ( العبرية والخنزيرة )..

الاستعمار الأمريكي الغربي وإستراتيجيته البديلة في تجزئة الدول العربية من جديد إلى دويلات وأقاليم طائفية وعرقية

من  ألأمور المهمة والخطيرة التي  تجعلنا  أن ننبه بها  أبناء امتنا من المجهول الخطير الذي  جربه  العراقيون  جراء  التجارب  والدروس التي استنبطوها من الحرب وغزو واحتلال العراق بالاحتلالين الأمريكي والإيراني , وما  أفرزته لهم  هذه التجارب  من فوائد  كبيرة  هو وصولهم إلى  معرفتهم للأدوات الرئيسية وآلياتها العميلة التي  نفذت وتنفذ إلى يومنا هذا لأهم الصفحات في الإستراتيجية الامبريالية الصهيونية الصفوية , والتي أشرت للبعض منها  في الكثير من المقالات  بعد احتلال العراق والتي نشرت من على الشبكات والمواقع ( البصرة والمنصور والرافدين وغيرها من المواقع الوطنية ) ..  ما يلي   :

1.  أن الاستعمار الغربي الامبريالي استفاد من الكثير من المعاهدات الاستعمارية  الظالمة في تقسيم الأمة إلى دول عربية ابتدءا من رسمه وتثبيته لحدودها  الفوضوية الغير منتظمة  مع بعضها البعض ثم تشبيكها مع الدول الإقليمية المجاورة لها والذي  يوحي  لكل من يشاهد  الأطلس العربي بأنها حدودا متداخلة بين الدول العربية  تارة  ومع الدول المجاورة لها  تارة أخرى  .. تقسيم ملغم بألغام كثيرة وخطيرة  وهذا يعني بأنها ستجر الدول العربية والإقليمية  المجاورة لها وعلى مر السنيين القادمة لمشاكل كثيرة تصل إلى حد نشوب الحروب فيما بينها ,  وأن رسمه  للحدود الفاصلة بين الدول العربية ومع الدول الإقليمية المجاورة لها من قبل  الدول الاستعمارية  إنما هو مخطط مدروس بذكاء  جدا  لتحقيق هدفه الاستعماري  المعروف شعاره لأبناء الأمة العربية  ب( فرق تسد ) ,  لأنه سيجر هذه الدول  مستقبلا إلى فوضى خلاقة تحصد  من جراءه  مشاكل حدودية ثم تنضج لتصبح بعد ذلك  مشاكل سيادية تجبر هذه الدول العربية والإقليمية إلى أللجوء للتدويل  الذي يعتبر الخط النهائي والمثمر للدول الاستعمارية  بالإسراع  إما في التدخل  العسكري  أو فرض الحصار الاقتصادي عن طريق الأداة الرئيسة المهمة استعماريا ( هيئة  تقسيم وتجزئة  الأمم المتجانسة ) بمجلسها المعروف للعالم ب ( مجلس النفاق وشن الحروب الظالمة على الشعوب الآمنة ) .. والذي  سيؤثر تأثيرا كبيرا على الكثير من قدرات وقوة الدول العربية وخاصة  في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية  , والتي  ستجرها  إلى صفحات أخرى من صفحات استراتيجيات الاستعمار الغربي  والمرسومة  ب( طريقة مخفية )  لتخلق جراء  ترسيمها الكثير من  المشاكل الكبيرة في  توزيع المياه  السطحية المتمثلة في دخول وخروج الأنهار والبحيرات إلى  كل دولة من هذه  الدول العربية والإقليمية .

الاستعمار الغربي واستثماره للطوائف والأقليات والأديان الموجودة ضمن الواقع الاجتماعي ألفسيفسائي للأمة العربية

2.  إن المخطط الذي يرسمه المستعمر وبغض النظر عن  لونه ولغته وجنسيته هو مخطط بعيد المدى والهدف والغاية منه  تفتيت وتقسيم وإضعاف الأمة العربية  والذي سيظهر عواقبه  بعد  عشرات السنين كنتائج  لدراسات عميقة  للواقع الاجتماعي للأمة .. وهذا يكون إما  من خلال دراسته الشاملة  لجميع مفردات  الشعب العربي  الموجود في كل  الدول العربية ... وإما  من جراء احتلاله سابقا أو من خلال تنسيقا ته  المعمقة مع  حلفائه من الدول الاستعمارية  التي احتلت هذه الدولة في  الماضي  أو من خلال  عملائه وجواسيسه الذين أعطاهم صفة ( المعارضين السياسيين ) الذين رفدوا  ويرفدون هذه الدولة الاستعمارية  بالمفردات  الدقيقة لنفسية  وطبيعة وسلوكية كل فرد عربي  سواء كان في هذه الدولة العربية أو تلك  !!!

.... وسنكمل المقال في الحلقة الأخيرة إن شاء الله .