شبكة ذي قار
عـاجـل










سيكون موضوعنا لهذا الجزء عن وزارة النفط ، النفط هذه النعمة العظيمة التي أنعم الله تعالى بها على العراق وما سهواه من البلدان ، ولكن بسبب افتقاره لتكنولوجيا البحث والتنقيب والاستخراج والتكرير في أوليات اكتشاف هذه النعمة ، كان الامر أن تحولت هذه النعمة نقمه عليه و وبالاً على شعبه لتسببها في تكالب الدول الاستعمارية بجيوشها لتستعمره وبقية الدول النفطية لما لهذه المادة الجديدة من تأثير مهم في صيرورة التكنولوجيا العالمية و تنامي الصناعة وتسارع وتيرة التقدم الانساني بكل أشكاله وصوره في العالم أجمع ما عدى بعض الدول التي يطلق عليها بالنامية والعراق من ضمنها طبعاً ظلت كما هي مجرد بقرة حلوب ينعم بها الاجنبي دون مواطن البلد بالخيرات التي يدرها النفط  من عائدات مالية ، كان النفط سبباً من أسباب استهداف العالم عموماً والعراق خصوصاً ضمن حملات الاستعمار و تجييش الجيوش بقصد الاستعمار والهيمنة والسيطرة على منابعه واحتكار استخراجه وتصنيعه والتلاعب بأسعاره الامر الذي انعكس على معدلات النمو والتطور بالبلدان المالكة للنفط ولكنها غير قادرة على تداول صناعاته  ، بشكل أو بآخر اصبح النفط المفتاح للاستقلال الوطني ومعبراً عن استقلالية اتخاذ القرار السياسي الوطني ، كما يمكن استخدامه كوسيلة من وسائل الضغط والابتزاز السياسي والاملاء في اتخاذ القرارات الاممية وصيرورتها كما استخدم تحت شعار النفط كسلاح في المعركة  وصناعة القرارات الاممية في عدد من النزاعات الدولية .

 

العراق واحد من البلدان التي صُنفت كواحد من البلدان المالكة لخزين استراتيجي هائل من النفط أولا ومن الغاز بوقت لاحق ، الامر الذي أدى لأن يكون مستهدفاً ضمن مخططات السيطرة أو وضعه ضمن الاهتمام في أعلى درجاته من قبل الدول الاستعمارية كبريطانياً وأمريكا ،  دفع العراق دماءً زكيةً طاهرةً ليست بالقليلةِ من أجل صيانة الحدود الوطنية ومنع تدنيسها والمحافظة على حرمتها من الانتهاك والتعدي ضد أي مطمع خارجي يستهدف السيطرة على ثرواته عموماً والنفط خصوصاً، ولكن يا أسفاه على ما آلت له الايام التي أصبح فيها كلاب وثعالب تجوس في الديار وتلوث التراب الطاهر العراقي وتحتل واحداً من الابار النفطية العراقية في الفكة التي ضحى من أجل كرامتها رجال شجعان أشاوس من أبطال قيادة فرقة المشاة الاولى ومن تجحفل معها سنوات طوال منعوا العدو الغاشم من أن يمد ببصره تجاهها ويقطع الايادي الخبيثة من أن تلوث طهارة ترابها ، ولكن اليوم أصبح الحاقدون على الإسلام والمسلمين والعرب عموماً يسرحون ويمرحون في أرضك يا عراق العز والكرامة ، ألا سحقاً لأشباه الرجال ممن تربع اليوم على صدر العراقيين كالدمى تتقاطع تصريحاتهم بين مؤيد لوجود من تجاوز على حدود العراق وآخر لاه لا يعرف من الامر شيئاً وآخر لم تتأكد لديه الصورة لحد اليوم وصحة خبر احتلال بئر الفكة النفطية العراقية من قبل زمرة الكفر والضلال ومؤيديهم ممن تربى بحضنهم وكرع من ثدي عمالتهم

 

تاريخياً  (( كان الالمان هم اول من حاول استكشاف النفط في العراق للفترة (1860-1880) حيث استقدمهم والي بغداد العثماني مدحت باشا وقاموا بإنشاء مصفى في بعقوبة لتصفية النفط المستخرج من مندلي ، وفي عام 1882قام السلطان عبد الحميد الثاني بإصدار فرمان من الباب العالي يقضي بضم أراضي الموصل (بضمنها عين زاله  و القيارة ) الى أملاكه الخاصة وان لا يكون لإدارة ولاية الموصل حق التصرف فيها كونها من أملاك السلطان العثماني ، وفي العام 1902تم حفر اول بئر نفطية بمهارات انكليزية في حقل جيا سورخ قريبا من الحدود الايرانية ورغم قلة الانتاج الا انها كانت طفرة نوعية وجذبت انتباه الشركات الاخرى للعراق ، وفي عام 1905 قامت شركات فرنسية وألمانية بمحاولة استخراج النفط من حقول القيارة  )) ، ((  النبذة التاريخية  للكاتب علاء محمد الاسدي ))  .

 

شهد عقد السبعينات من القرن الماضي عصر ازدهار الصناعة النفطية في العراق  وتلاه عقد الثمانينات ، حيث تم استكمال مد أنبوب نقل النفط إلى السعودية  ( الخط العراقي – ا لسعودي الذي يصب في ميناء ينبع السعودي على البحر الاحمر) واستكمال بناء مصافي بيجي التي تعتبر من كبريات المصافي في المنطقة وكان كل ذلك برغم الحرب الشرسة التي خاضها الجيش والشعب ضد اقوى هجمة أُريد منها تدمير البوابة الشرقية للوطن العراقي واقتلاع حصن الامة وحارسها ، ولكن عون الله واصرار الرجال وبسالتهم ردت كيد من كاد إلى نحره ، انعكس الازدهار في الصناعة النفطية على مجمل الحياة الاقتصادية العراقية بما حققته من واردات مالية تم استثمارها في بناء شبكة عظيمة من الطرق الحديثة الرابطة بين شرق البلاد وغربها وبين شمالها وجنوبها ، يضاف لذلك تحقيق أمن غذائي حقيقي للشعب لمسه من لبس ثوب العدو فيه قبل الشريف من أبناء الوطن الحقيقين مع بحبوحة في العيش وتأمين المتطلبات للعيش الامن والرفاهية الحقيقية .

 

وقدم عام 1991 وبسبب ما سمي في حينها بأزمة الكويت تعرضت المنشأة النفطية العراقية ( خطوط نقل ، منشأة استخراج أو تكرير أو مصافي ) لأبشع عمليات التخريب والتدمير من قبل دول التحالف الثلاثيني بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومن تحالف معها الامر الذي أدى إلى تراجع كبير جداً في حجم تأمين المتطلبات من المشتقات النفطية في الداخل وما يحتاجه المواطن العراقي لمستلزمات الحياة العامة له ، ولكن والكل يعلم وبدون أي مداهنة ، كم من الزمن انقضى لِيُشَمِرَ الخيرون عن سواعد الجد والاجتهاد والعمل المثابر ليستعيد القطاع النفطي عافيته فتم إعادة بناء المدمر من المنشأة  وتوسيع المعمر منها ، الامر الذي أعادة ثقة المواطن العراقي بالدولة لتمكنها من إعادة تأمين احتياجاته الشخصية والحياتية من المشتقات النفطية في يوم شهد هذا المواطن حجم التدمير الذي أصاب هذه المنشأة وجميع مرافقها ( فتم إعادة تأمين النفط الأبيض للاستخدام المنزلي ، بنزين لتامين حركة السيارات والعجلات بكافة أنواعها وأحجامها ، الكاز – زيت الغاز كما يُدعى لتأمين تشغيل المحركات الثقيلة بكافة أنواعها ، الغاز السائل للتدفئة والاستخدامات الاخرى ) كل هذه المشتقات النفطية امنتها كوادر وزارة النفط ومن تعاون معها من الوزارات العراقية الاخرى كوزارة الصناعة والمؤسسات الصناعية الاخرى ضمن الجهد الوطني العراقي بحد ذاته دون عون أو مساعدة خارجية ، لا بل الادهى من كل ذلك تم الولوج لمعترك جديد وهو البنزين المحسن المادة التي لم تكن مصنعة في العراق قبل هذه الاحداث المأساوية التي تعرض لها القطر على يد دول التحالف الشرير ومن أعانها و التي ألمت بالعراق وشعبه ، وهناك من يتفاخر ويتشدق بعدد وكالات المخابرات التي كان يتعاون معها من أجل إسقاط النظام الوطني العراقي ، أليس كذلك يا سيادة رئيس القائمة العراقية أياد علاوي أو ما قام به من جهد استثنائي في خدمة المخابرات الامريكية كأحمد الجلبي ، وسواهما كثر ، لماذا كل هذا الامر يا سادة العراق الجدد ؟ حتى يتم الاستحواذ على العراق و خيراته الهائلة وتكييف المردودات والعوائد للأغراض والمنافع الشخصية وليس كما يُدعى .

 

كانت السنوات التي أعقبت العام 1991 غاية في الصعوبة لما قامت به قوات ما يسمى بالتحالف الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية فيما يزيد عن ثلاثون جيشاً باستمرار طلعاتها الجوية العدوانية واستمرار استهدافها للمنشأة النفطية العراقية سواء خطوط نقل أو مصافي ومحطات تكرير أو مستودعات خزن ،ضمن خطة منهجية لتدمير كل البنى التحتية العراقية ومحاولة أعادته لما قبل عصر الصناعة كما صرح قادة العدوان الثلاثيني بكل وقاحة وصراحة ،  من كان المتضرر من كل ذلك ؟ طبعاً المواطن العراقي البسيط الذي كانت النتائج السلبية والازمات تلاحقه بسبب الضغوطات للقوى السياسية التي سمت نفسها بالمعارضة وجعلت من حالها ورقة الاستخدام السيء للقوى العالمية في محاولتها الابتزاز السياسي والمالي من الثروات العراقية وتدمير بناه التحتية لمنعه من الاستمرار بدوره النهضوي سواء في العراق او ضمن المحيط الاقليمي أو العالمي ، عانى الشعب العراقي كثيراً وهو المالك للنفط من شظف العيش والعوز والحاجة الملحة للغذاء والدواء بسبب العقوبات التي فُرضت عليه عقب إخراجه من الكويت وما تبعها وترتب عليها من قرارات دولية ووضع سياسي عالمي جديد .

 

ولكن وبرغم كل الصعوبات التي فُرضت على العراق حكومةً وشعباً استطاع أن يعيد ترتيب الاوضاع والخروج من دائرة المحاصرة والوصول بالقطاع النفطي إلى درجات العافية بعد التدمير الذي ناله وإعادة المنشآت المدمرة إلى درجة المعافاة التي أتاحت لها معاودة واجباتها ، وما هذا بالتبجح أو الادعاء والدعاية ، ولكن لمس هذه المنجزات عامة الشعب بكل طوائفه ونحله  ( لا الهالكي و لا أبوه ولا كل خدم الاجنبي استطاع اليوم العودة بالقطاع النفطي إلى سابق عهدة أيام الحكم الوطني ) تم أنجاز الكثير من المشاريع الخدمية العامة التي تتذكرها ذاكرة الشرفاء والخيرين من العراقيين يوم لم يكن سعر البرميل المصدر من النفط كسعره اليوم ولا حجم المستخرج من النفط ولا المصدر منه بحجمهما اليوم !!! ).

 

المفارقة الغريبة العجيبة ، أن العراق في زمن ( الدكتاتورية ) كان مكتفياً اكتفاءً ذاتياً من كل أنواع المشتقات النفطية ومصدراً للكثير منها (( فهو عضو في مجموعتي الدول المصدرة للنفط الأوبك ولأوابك ))  الامر الذي حقق نهضة عمرانية يشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء ويوم أصبح العراق ديمقراطياً شموليا فيدرالياً أضحى يستورد المشتقات النفطية من الخارج وعاجز عجزاً بيناً في تأمين احتياجات المواطن العراقي منها ( المضحك المبكي أن أشباه الحكام الجدد في عراق اليوم يبيعون برميل النفط إلى الجارة إيران بسعر يقل عن المائة دولار ويستوردون منها برميل البنزين بسعر يزيد عن المائة دولار بكثير ، إنه أمر مضحك مبكي ، أليس كذلك يا خدم الاجنبي ؟؟؟ ) .

 

بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 تعرضت المنشأة النفطية العراقية للكثير من الضرر بسبب العمليات العسكرية العدوانية أو للاستهداف من قبل جماعات لها مصلحة في إيقاع الضرر الاكبر بالعراق ، وكان الضرر واضحاً من خلال عمليات السرقة المنظمة التي تتولاها الكيانات السياسية وهي التي ولدت من رحم الاحتلال  فلها المصلحة الكبرى للمشاركة بهذا الضرر واستمراره وإدامة رعايته ، فهناك حصص متفق عليها بين هذه الكيانات التي تدعي حرصها على الشعب ومصلحته  فاليوم توجد حصة للمجلس الاعلى كتلك التي يستحوذ عليها التيار الصدري أو سواه من المسميات التي أصبحت اليوم موجودة على ساحة واقع العراق المسكين ، فعمليات التهريب وخاصة للمشتقات النفطية ما زالت مستمرة وباعتراف صريح من الحكومة العراقية وأركانها سواء الموجودون في وزارة النفط أو هيئة النزاهة أو المفاصل الاخرى لهذه الحكومة العميلة ، كم كان حجم التصدير النفطي العراقي المسموح له ضمن قرارات الأوابك وكم هي الان ؟

 

كم كان سعر برميل النفط قبل الاحتلال وكم بلغ سعره بعده ؟

كم هي الواردات والعائدات التي تؤل إلى العراق ولكن لا تصل لخزينته ؟

كم من المسميات السياسية والنكرات النافذة فيها لهم من الاسهم والحصص في هذه العائدات قبل أن تصل خزينة الدولة ؟

هل من سيطرة رقابية على مجمل عملية التصدير النفطي وأين تودع واردات النفط وكيف يتم السيطرة على حركة هذه الاموال ؟

اليوم أنتم على السدة الحكم وملكتم مفاتح العراق وأطلعتم على المخفي من الوثائق والسجلات ، هل تمكنتم من إثبات فساد مسؤول في حكومة العراق له حصة في واردات نفطه كما اليوم يتم تقاسمها بموجب حصص ونسب تتلاءم وحجم تأثير الكتل السياسية و ولاءها إلى الحبيب المفدى وما يُتاح له من فضاء فاعل في العراق بغياب الرقابة الشعبية والابتعاد من الانتماء للوطن واستبداله بالولاء للطائفة و ....     .

 

هل وجدتم بقرينة أو دليل مادي مُثبت فساد شخصية سياسية عراقية وطنية كأن تعاطى رشوة ( العفو هدية ) من شركة أجنبية للاستكشاف أو التنقيب أو الاستخراج مثلا ؟ كم هي الان القضايا التي تفضح والتي يشار لها في كل يوم وليلة ويتم التغاضي عنها لأنها تمس ...... الجميع بالمستوى الذي يعي ويفهم ويقرأ الممحي .

ورثتم منشأة متكاملة فاعلة جاهزة ، فما هو المنجز الذي قدمتموه أو أضفتموه للموروث الوطني الذي سلبتموه بغير وجه حق ؟

كم هي الواردات المتحققة من تصدير النفط العراقي اليوم في عهد الحرية والاستقلال مقارنةً بما كانت عليه أيام العهد الدكتاتوري كما تفترون ؟؟؟

ماذا صنعتم وحققتم من إنجازات خدمية أو اجتماعية لمسها المواطن البسيط المسكين ، غير كم هائل من الفضائح المالية والسلوكية والاخفاقات المتكررة ؟

هل وجدتم أرصدة للرئيس أو أحد أفراد عائلته أو لوزير من وزراءه أو من كل أولئك الذين هم من الدرجات الخاصة مثلاً ؟

 

ما هو المنجز الذي قدمتموه غير السفسطة والجعجعة في كلام لا يغني ولا يُسمن؟ فتركتم الشعب شتات في رمضاء لا حد لها و لا حدود.

الذي فاتكم يا أولياء الشيطان أن النفط ملكية للشعب العراقي بكافة فئاته ومكوناته ورصيد للقادم من أجياله ،  فهل يَصُح تبديده بقدر ما يلزم المحافظة عليه كإرث للقادم من الاجيال ؟؟؟

الذي يعيه الشعب اليوم وبكل فئاته وانتماءاته ومكوناته الأثنية ، أنكم لا ترقون حتى لتسمية سياسيين ولا حتى موظفين بسطاء في بلدية ناحية من نواحي العراق أو بلداته  كـ  طويريج  مثلاً ، إنها إرادة الواحد الاحد الذي إن أعطى أدهش ، إنكم في امتحان أراده الجبار الكبير المتعالي لكم ، حتى يفضح حيلكم ويرمي بكم إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف على أي منكم .

 

سينهض العراق من كبوته ويتعافى بفضل من الله وعونه وهمة الخيرين من رجاله الفرسان والحرائر من أخوات الخنساء ، ستمضون كلكم ويبقى العراق شامخاً بالعز والكرامة ، فشلتم وستفشلون في اجتثاث هذا الوطن العظيم دون عظمة الله تعالى .

 

 

إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩ طه

 

 





الثلاثاء٠٧ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة