شبكة ذي قار
عـاجـل










وما تكتنزنه الذاكرة الأنسانيه من وقائع وذكريات وما رافقها من ثوابت وثقافات اجتمعت كلها على حقيقة واحده ان تاريخ العراق يمثل البلد الأسمى والأجل والأغلى من بين ما خلق الله من ارض وخيرات وشعوب ذات سمات وقبائل وخصائص ودلالات .واذ عدنا لنقلب صفحات التاريخ فأننا سنجد تاريخا غائلا في القدم لهذا البلد العظيم ففي وصف التسميات نجد ان تسميات متعدده تتناولها الألسن بمختلف ثقافاتها ودوافعها واهتماماتها فقد سمي بأرض السواد لخضرة اراضيه وكثرة مزارعه وانتشارها الواسع وسمي بملك الجهات الأربع في العصر الأكدي لأن من يحكم العراق يحكم العالم وسمي ببلاد النهرين التي ربطت ارض العراق ومدنه من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق كوحدة جغرافيه متواصلة ومترابطة ومتواصلة وأمدتها بأهم عنصرللحياة ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) وتوالت على حكمه دول وأقوام أمدت البشريه بقوانين وأنظمه وتشريعات وكتابات كان لها أثر بالغ في تطورالمجتمع البشري في العصور اللاحقة فكانت اثارالدول ( الأكدية والكلدانية والبابلية والآشورية ) لا زالت مصدر الهام وابداع للمهتمين والباحثين في تاريخ الشعوب وآثارهم وخطاهم وما تلى ذلك من اقامة مدن خالدة وصروح ماثلة ( الغساسنة والمناذرة ) وجنود مقتدرة حمت الديار وزرعت الأمصار وحققت كل مقومات العطاء والأزدهار حتى اذا جائت الدعوة المحمدية وتحرير العراق من السيطرة الفارسية أصبح العراق رأس النفيضه في نشر الدعوة والأنطلاق خارج الدولة الاسلاميه لنشر دين الله والوقوف خلف راية الجهاد التي حملها الرسول الكريم وصحبه الأطهار فكانت الكوفه والبصرة مدن الرقاء والعلم والعلماء الذين أثرو الحياة الأجتماعية والدينية والثقافية بمضامين ودراسات مستفيضه خدمت الفكر العربي وجعلته مثار اعجاب المفكرين والفلاسفه في كل أنحاء العالم حتى يومنا هذا. وعند اقامت الدولة العباسيه كانت بغداد حاضنتها فكانت مدينة ساحرة جذابة ومحط أنظار طالبي العلوم والفنون والمعرفة ولا يقتصر ذلك على بغداد العاصمة بل كانت كل مدن العراق تقوم بأدوار مشابهه(البصره والأنبار ونينوى والكوفة ) وكانت مكاتبها مليئة بالكتب والمصادر والترجمات التى أغنت المفكر العربي وأمدته بما يحتاجه الباحثون والكتاب في أعمالهم .


بقي العراق محط أنظار الطامعين والمتربصين به وبخيراته الى ان سقطت بغداد على يد هولاكو وما تبعه من سيطرة الدولة العثمانية على مقدرات العراق والأمة العربيه ثم قيام الثورة العربية الكبرى في الحجاز وسقوط الدولة العثمانيه دخل العراق تحت الأنتداب البريطاني ومن سيطرة الى اخرى حتى قيام الحكم الوطني في العراق عام 1921ورغم وجود السيطرة البريطانيه على تقاليد الأمور لكن حركة الحياة في العراق لن تتوقف حتى قيام ثورة تموز المجيده وانطلق احرار العراق لبناء عراق قوي مزدهر بعيدا عن اي شكل من اشكال السيطرة الأجنبية


وبعد قيام ثورة 17 تموز عام 1968شرع العراق للبناء والأعمار في شتى مجالات الحياة في واحده من اشهر مراحل اقامة الدولة الحديثه التي عرفها التاريخ الأنساني ورغم كل محاولات الأعداء ايقاف عجلة التقدم في العراق سواء بالتآمر عليه او بالأعتداء المباشر كما حصل في الحرب العراقية الايرانيه التي استمرت ثمان سنوات رغم الجهود الدوليه لأيقافها والتي كانت تجابه بالرفض الأيراني .


لقد كان العراق طيلة هذه السنوات قويا مقتدرا لا يجرء اي من دول الجوار التحرش به وكان شعب العراق في أمان ومحبه وتواصل بين كل شرائحه حتى لا يكاد العراقي يعرف صديقه او جاره هو من أي مذهب وكان باستطاعة المرأة ان تسير بأمان في اي شارع من شوارع بغداد دون ان تشعر بالخوف وكانت الخدمات متوفرة وان تعرضت لطاريء فأن اعادة بنائها لايستمر اكثر من شهور قصيرة وكانت دوائر الدوله خالية من الفساد وشوارع بغداد خالية من اي نوع من أنواع المخدرات التي انتشرت في السنوات الأخيرة وكان العراق خالي من الأمية وبشهادة المنظمات الدولية وكان وكان وكان حتى كان اليوم مالم يكن كان قد كان . كان العراقي اينما ذهب مرفوع الرأس مهيب الجانب والجواز الذي يحمله يمنحه دخول اي دولة دون سؤال مجرد انه عراقي وكان كل الدورات التي يشارك فيها عرب كان عراقي هو من يمنح رئاسة هذه الدورات ويكون ممثلا عن كل العرب .عندما يقول العراق كان يقول العرب وعندما يتألم العرب كان العراق هو الحامي والمدافع الأمين وساحات الوغى ومعارك المصير تشهد للعراق وجيشة وشعبه حسن المئال .


وقائع ومعطياتوادلة وجهود كانت مبدعه وابواب واسعه من الفخر والأعتزاز وجميل الأصاله الذي سيبقى خالدا في ذاكرة الزمن مهما حاول المبطلون تغيير الحقائق والضحك على الذقون

فاليوم لا يخفى على أحد ماهو عراق اليوم ضعيف مشرعه ابوابه بعد ان كان البوابة الشرقية للوطن العربي حتى اذا ما فتحت هذه البوابة تساقطت دول وانظمة وقتل اللألاف من الشعوب العربيه لأن العراق خرج من معادلة الصراع وهذا كان مبتغى دول التحالف واعوانهم لأحتلال العراق وليس كما اشيع من اسلحة دمار أو نشر الديمقراطية عراق تلعب فيه النعرات الطائفية وتنخر جسده الطاهر وتفتت وحدته الوطنيه وتنهب امواله وتقتل شعبه وهويعيش وسط قوى اقليميه متربصه وأشقاء عرب غير آبهين بما يحدث فيه .


نأمل ان يحكم العراق عراقيون يقدمون مصلحة الوطن على اي اعتبار ويرتقون بتفكيرهم الجامع بدلا من النضرة الضيقه التي تقود الى التناحر والأنعزالية الى العراق الكل القاسم المشترك والروح الراقية الأمينة حتى يعود العراق كما كان فاعلا قويا مقتدرا وشعبه امينا سالما معافى انه الأفق الأسمى والأوسع انه حبنا الأكبر وملاذنا الآمن بدون تلميع وتلميح وتقديس بل واقع ومصداقية واضحة وتزكية سامية .

 

 





الجمعة٢٤ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة